
يحلّ عيد الفطر بنفحاته الروحية وأجوائه المبهجة التي تملأ القلوب سرورًا، وتجمع الأسر على المحبة والتواصل. ورغم بهجة العيد وطقوسه الجميلة، لا بدّ من الالتفات إلى جانب بالغ الأهمية يغفل عنه كثيرون، ألا وهو الحفاظ على الصحة العامة خلال هذه الأيام المباركة.
وجه الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة عددًا من النصائح والإرشادات للممارسة غذائية صحية أثناء الاحتفال بعيد الفطر المبارك، حيث تعد الممارسات الصحية خلال الأعياد ضرورة للحفاظ على التوازن بين الاستمتاع بالمناسبة والاهتمام بالصحة، خاصة مع وفرة الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية خلال المناسبة وقلة الحركة.
أولًا: التغذية المتوازنة بعد الصيام
مع نهاية شهر رمضان المبارك، يتشوّق كثيرون إلى العودة لعاداتهم الغذائية القديمة، فيبدأ عيد الفطر بمائدة مليئة بما لذّ وطاب من الأطعمة والحلويات. غير أن هذا التحول المفاجئ من نمط الصيام إلى الإفطار الكامل قد يشكّل عبئًا على الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى اضطرابات صحية متوقعة مثل التخمة، الغثيان، ارتفاع الضغط، أو حتى نوبات ارتفاع السكر لدى مرضى السكري.
تناول وجبة فطور صحية خفيفة قبل الذهاب للزيارات
قلّل من الحلويات الدسمة مثل الكعك والمعمول
ولفت “عبدالغفار” إلى أهمية تناول وجبة فطور صحية خفيفة قبل الذهاب للزيارات، مع ضرورة الاعتدال في تناول الحلويات، وتجنب الأطعمة الدسمة والمقلية قدر الإمكان، وشرب الماء بكثرة لتعزيز الهضم وتقليل الرغبة في تناول الحلويات بكثرة.
وتابع، أنه يُفضل تجنب المشروبات الغازية والعصائر الصناعية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، وكذلك الاعتدال في تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل القهوة والشاي، والاهتمام بالمشروبات الطبيعية.
البدائل الذكية:
- الفواكه المجففة مثل التمر والمشمش
- المكسرات النيئة غير المملحة
- قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة
لا بأس بتناول الكعك، لكن بكميات محدودة وبعد وجبة متوازنة.
1- الاعتدال في الكميات المتناولة من الكعك والبسكويت والغريبة بحيث لا تزيد عن 3-4 قطع في اليوم.
2- لا يجب تناول الكحك والبسكويت على معدة خالية حتى لا يرتفع مؤشر السكر في الجسم بشكل مفاجئ. يفضل تناول الكعك والبسكويت بين الوجبات كما لا يفضل التناول ليلا.
3- يراعى تناول المشروبات الصحية مثل الينسون والنعناع وعصير البرتقال والليمون والشاي الأخضر والكركديه والتمر هندي وتجنب شرب المياه الغازية لما تسببه من عسر هضم وارتفاع في مؤشر السكر في الجسم.
4- يقبل الكثيرون على تناول الأسماك المملحة خلال أيام العيد دون الاخذ في الاعتبار تأثيرها على ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل بالجسم نظرا لارتفاع محتواها من الملح كما أن بعض الأسماك المملحة مثل (الفسيخ) قد تسبب التسمم الغذائي لاحتوائها على أنواع خطيره من البكتريا.
5- ينصح بتجنب الفسيخ تماما وفى حاله تناول الرنجة ينصح بزيادة المتناول معها من الخضروات الورقية والبصل والليمون ويمكن إضافة الطحينة للتقليل من تأثير الملح والاهتمام بشرب الماء والمشروبات الصحية السابق ذكرها.
6- لا مانع من تناول المسليات الصحية مثل الترمس والفشار
7- الاهتمام بتناول فاكهة الموسم وشرب الماء
8- يجب تناول الطعام ببطء وعدم النوم بعد تناول الأكل مباشرة
9- ممارسة الرياضة قدر الإمكان لمدة نصف ساعة في اليوم
10- يجب الأخذ في الاعتبار أن زيادة المتناول من حلوى عيد الفطر تؤدي إلى السمنة وتراكم دهون الكبد وزيادة الدهون في الدم مما يؤثر سلبا على صحة القلب والشرايين لذلك يجب مراعاة الكميات المتناولة.
وفيما يخص العادات الغذائية خلال الأعياد والمواسم، نوه إلى أن الخيار الأفضل هو تناول المشويات أو الأطعمة المطهية بطريقة صحية، وفي حال الرغبة في تناول الأسماك المملحة يرجى اختيارها بعناية، والتأكد من شرائها من مصدر موثوق لضمان سلامتها، مع تناول كميات معتدلة، حيث إن الإفراط في تناول الأسماك المملحة قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل.
اشرب كميات كافية من الماء طوال اليوم
في العيد، تنشغل الأسر بالزيارات والتجمعات، ما يجعل البعض يغفل عن شرب الماء. الجفاف يُسبّب:
- صداعًا مفاجئًا
- إرهاقًا
- مشاكل في التركيز
- اضطرابًا في ضغط الدم
حاول أن:
- تتناول كوب ماء كل ساعة أو ساعتين
- تضع زجاجة ماء في متناول يدك خلال الزيارات
- تتجنّب العصائر المعلبة والمشروبات الغازية، فهي تحتوي على نسبة عالية من السكر والصوديوم
أهمية تقليل نسبة الملح قدر الإمكان
وشدد “عبد الغفار” على أهمية تقليل نسبة الملح قدر الإمكان، كما أن إضافة الليمون والخل إلى الأسماك يساعد في قتل بعض البكتيريا والتقليل من حدة الملوحة، مشيرًا إلى أهمية تناول الخضراوات بجانب الأسماك المملحة، وفي حال الشعور بأي أعراض مرضية مثل الغثيان، القيء، الإسهال، أو ارتفاع درجة الحرارة، يجب التوجه لأقرب مستشفى على الفور.
- الغذاء الصحي لا يكتمل دون ألياف طبيعية وفيتامينات، وتكمن قيمتها في:
- تحسين الهضم وتجنّب الإمساك
- دعم جهاز المناعة
- زيادة الشعور بالشبع وبالتالي تقليل الإفراط في تناول الطعام
أمثلة يمكن دمجها بسهولة في العيد:
- سلطة خضراء إلى جانب الإفطار أو الغداء
- صحن فواكه موسمية مثل البطيخ، الشمام، أو البرتقال بعد الوجبة
- عصائر طبيعية طازجة دون سكر مضاف
- التغذية المتوازنة لا تعني التقليل من فرحة العيد، بل تعني الاستمتاع دون أن نُرهق أجسادنا. فالعيد ليس فقط مناسبة لتبادل الأطباق، بل أيضًا فرصة لبدء نمط صحي جديد بعد رمضان، بروح إيجابية وجسم معافى. والاعتدال هو مفتاح الصحة في العيد، والحرص على التغذية السليمة لا يعني حرمان النفس من لذة العيد، بل يعني الاستمتاع بطريقة صحية ومتوازنة تُحافظ على الطاقة والنشاط وتقي من المشاكل الصحية الشائعة في هذه المناسبة.
وأكد ضرورة الحفاظ على النشاط البدني، من خلال المشي لمدة 20-30 دقيقة يوميًّا للحفاظ على اللياقة، أو ممارسة بعض التمارين البسيطة في المنزل، فضلًا عن أهمية تنظيم أوقات النوم من خلال تجنب السهر الطويل خلال العيد للحفاظ على طاقة الجسم ونشاطه، وأخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم لمدة 7-8 ساعات يوميًا، مع الابتعاد عن تناول الأطعمة الدسمة أو السكرية قبل النوم لتجنب اضطرابات النوم والهضم.
هذه بعض الإرشادات الخاصة لهؤلاء المرضى:
– مرضى السكري: الاعتدال في تناول الحلويات والنشويات، مع متابعة قياس السكر بعد الأكل.
– مرضى الضغط: تجنب الموالح والأطعمة الدهنية التي قد تفاقم حالتهم. فالكثيرون يُقبلون على المخللات والأسماك المملحة أو المكسرات المالحة في التجمعات العائلية، مما قد يسبب ارتفاعاً حاداً في ضغط الدم.
– مرضى القلب: عدم الإفراط في الدهون والأطعمة الدسمة التي ترهق عضلة القلب والهضم معاً. وتناول وجبات صغيرة غنية بالبروتينات الصحية والخضراوات بدلاً من الأطباق الثقيلة، وتقسيم الأكل على مدار اليوم كما أسلفنا.
– خارج المنزل وفي أثناء الزيارات: عدم الانجراف للمجاملات بتناول أطعمة غير مسموحة بها لك تحت ضغط الضيافة. ويُستحسن التحضير مسبقاً لوجبة صحية خفيفة مناسبة للحالة المرضية، لتفادي تناول ما لا يلائم الحالة عند الشعور بالجوع.
– اصطحاب الأدوات والأجهزة الطبية التي تحتاج إليها مثل جهازي قياس الضغط وقياس السكر، أو بخاخ الربو في أثناء الزيارات والسفر.
– ممارسة النشاط البدني الآمن: ولكن من دون إجهاد، وتجنب الأنشطة العنيفة إن كانت الحالة الصحية لا تسمح.
– الالتزام بالأدوية: وتناولها بانتظام وفق إرشادات الطبيب.
– متابعة المؤشرات الحيوية: مثل قياس سكر الدم وضغط الدم يومياً في الصباح والمساء.
– طلب المساعدة الطبية الفورية: عند التعرض لأي طارئ صحي مثل ارتفاع شديد في السكر، أو أزمة أو ألَم صدري.
سلامة الأطفال في العيد
لا يقتصر الاهتمام في العيد على الغذاء فقط، بل يجب الانتباه أيضاً إلى عوامل السلامة لتجنب الحوادث والإصابات. تكثر الحركة والنشاطات الترفيهية في أيام عيد الفطر، وقد يصاحب ذلك –للأسف- ارتفاع في معدل الحوادث المنزلية والمرورية إن غاب الحرص. الأطفال هم بهجة العيد وفرحته، وحماستهم في هذه الأيام قد تدفعهم أحياناً إلى تصرفات خطرة إن لم نوجِّههم ونُعرهم اهتماماً جيداً.
فيما يلي نستعرض بعض الإجراءات الوقائية لتجنب الحوادث الشائعة عند الأطفال في العيد:
• أخطار الألعاب النارية والمفرقعات. يعشق الأطفال والشباب الألعاب النارية في العيد لما تضفيه من بهجة وألوان، إلا أنها تحمل مخاطر جسيمة إذا استُخدمت بشكل عشوائي. للأسف، الألعاب النارية ليست مجرد لهو بريء؛ وعليه يشدد الأطباء على القاعدة الذهبية هنا وهي «الألعاب النارية ممنوعة تماماً للأطفال» لأن:
– الشرر المتطاير من المفرقعات قد يؤدي إلى حروق من الدرجة الثالثة في الوجه أو اليدين، وقد يضر العينين بشكل دائم.
– استنشاق الأدخنة المتصاعدة من الألعاب النارية (مثل أول أكسيد الكربون) قد يسبب مشكلات في التنفس ويثير نوبات ربو لدى المصابين بالحساسية الصدرية.
– يقع معظم الحوادث حينما يلهو الأطفال دون رقابة كافية بهذه المفرقعات. فإذا كان لا بد من استخدامها فيجب أن يتولاها الكبار بحذر شديد وفي أماكن مفتوحة بعيداً عن التجمعات والمنازل، مع توفر أدوات إطفاء قريبة تحسباً لأي طارئ.
– من الأفضل الاستعاضة عن إشعال المفرقعات بالاستمتاع بعروض الألعاب النارية التي تنظِّمها الجهات الرسمية من مسافة آمنة.
– تذكَّر أن ثواني من اللهو الخطر قد تقلب فرحة العيد إلى مأساة، فلا تسمح بذلك لك أو لأطفالك.
• السلامة في المنزل. المنازل خلال العيد تعجّ بالأنشطة؛ طهي الولائم، واستقبال الضيوف، ولعب الأطفال بألعابهم الجديدة. كل ذلك قد يرفع احتمالية الحوادث المنزلية. الاحتياطات التالية تحافظ على بقاء المنزل بيئة آمنة خلال العيد:
– في المطبخ: الحرص على اتخاذ إجراءات الوقاية في أثناء الطهي؛ تجنب ترك القدور والزيوت الحارة دون رقابة، وإبعاد الأطفال عن المواقد والأفران تماماً لتجنب الحروق، والتأكد من إغلاق أنابيب الغاز بإحكام بعد الفراغ من الطهي، ووضع الأدوات الحادة كالسكاكين في أماكن عالية بعيدة عن متناول الأطفال.
– في مناطق الجلوس والاستقبال: حافظ على الأرضيات خالية من العوائق لتجنب تعثر أحد الضيوف أو الأطفال ووقوعه، خصوصاً مع وجود أسلاك كهربائية للأجهزة أو زينة العيد الأرضية. قم بتأمين السجاد لتفادي انزلاقه والتسبب في سقوط أحدهم.
– إذا كان هناك مدخنون بين الضيوف، حاول إبقاء الطفل بعيداً عن دخان السجائر لأن استنشاقه يضر جهازه التنفسي وقد يسبب له مشكلات صحية.
– تخزين المواد الخطرة: تأكد من تخزين المنظفات المنزلية والمبيدات والمواد الكيميائية في دواليب مغلقة، لأن فضول الأطفال قد يدفعهم للوصول إليها في غفلة.
– الأجهزة الكهربائية: تجنب التحميل الزائد للمقابس بأسلاك الزينة والإنارة، وافحص أنظمة الإنذار والحماية من الحرائق (كاشفات الدخان وطفايات الحريق) والتأكد من جاهزيتها للاستخدام في حال الطوارئ.
• سلامة الأطفال في أماكن التجمع والازدحام. يخرج الناس بأعداد كبيرة للتنزه وزيارة المتنزهات ومراكز التسوق خلال عطلة العيد، مما يعني ازدحاماً، قد يكون بيئة خصبة للحوادث والإصابات، إن سادت الفوضى. لتجنب حوادث التدافع والسقوط في الزحام، ننصح بالآتي:
– الحرص على اختيار الأوقات والأماكن الأقل ازدحاماً إن أمكن.
– عدم اصطحاب الأطفال الصغار جداً إلى أماكن شديدة الصخب بلا ضرورة.
– عند الوجود في تجمع أو فعالية عامة، الإمساك بأيدي الأطفال جيداً في وسط الحشود.
– تجنب المزاحمة والتدافع، فخطوة خاطئة في الزحام قد تسبب سقوط كثير من الأشخاص وحدوث إصابات.
– في حال كان التجمع في مكان مفتوح تحت الشمس، حافظ على ترطيب الأطفال بوجه خاص بالسوائل وارتداء قبعات واقية للشمس، تفادياً لضربات الحر أو الإغماء بسبب الحر والزحام.
– ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة المغلقة، وغسل اليدين أو استخدام المعقّم قبل تناول أي وجبة خارج المنزل، فالوقاية من الجراثيم مهمة خصوصاً مع التجمعات.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com