
وجد الباحثون أنه قد تعرض الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية مرتديها عن غير قصد لمواد ضارة تُعرف باسم «المواد الكيميائية الدائمة».
فقد اكتشف باحثون من جامعة نوتردام أن العديد من أساور الساعات الذكية الشائعة تحتوي على مستويات عالية بشكل مدهش من مادة كيميائية مقلقة تسمى PFHxA (حمض البيرفلوروهكسانويك)، والتي يمكن امتصاصها من خلال الجلد.
المطاط المقاوم للعرق
وفي دراسة شاملة لـ 22 سواراً للساعات من مختلف العلامات التجارية والأسعار، وجد الباحثون أن العديد من الأساور التي تم الإعلان عنها على أنها تحتوي على “فلورو إيلاستومر” – وهو نوع من المطاط الصناعي المصمم لمقاومة العرق وزيوت الجلد – تحتوي على مستويات كبيرة من PFHxA يمكن أن تنتقل بسهولة إلى جلد مرتديها.
ووفق “ستادي فايندز”، هذا مثير للقلق بشكل خاص، نظراً لأن ارتداء هذه الساعات يستمر فترة طويلة، حيث قدرت دراسات أن نحو 21% من الأمريكيين، على سبيل المثال، يرتدون الساعات الذكية أو أجهزة تتبع اللياقة البدنية، لأكثر من 11 ساعة في اليوم.
وقال الباحثون: “كان الشيء الأكثر لفتاً للانتباه في هذه الدراسة هو التركيزات العالية جداً لمادة PFAS، وكانت هناك بعض العينات أعلى من 1000 جزء في المليار من PFHxA، وهو أعلى بكثير من معظم المنتجات الاستهلاكية التي تحتوي مادة PFAS الكيميائية”.
مستحضرات التجميل
ولوضع هذا في المنظور الصحيح، وجد الباحثون في عملهم السابق على مستحضرات التجميل تركيزات متوسطة من مادة PFAS تبلغ حوالي 200 جزء في المليار (ppb)، في حين تجاوزت بعض أحزمة الساعات في هذه الدراسة 16000 جزء في المليار.
كما لاحظ الباحثون أن فئة الساعات الأرخص سعراً تحتوي على نسبة اقل من هذه المادة الكيميائية، في حين أن الساعات من السعر المتوسط والأغلى تحتوي عليها بنفس القدر، ما يعني أن تصنيف هذه المادة أنها ذات قيمة.
بكتيريا قاتلة على الساعات الذكية
كما حذرت دراسة جديدة من أن أساور اللياقة البدنية وسوار الساعات الذكية حيث تتحول إلى نقطة لتجمع البكتيريا المسببة للحمى والإسهال وضعف المناعة.
وقام العلماء بجمع عينات ومسحها من مجموعة مختلفة من الأربطة مثل البلاستيكية، والمطاطية، والمصنوعة من القماش، والجلدية، والمعدنية، وتبين احتواء الأساور كافة على ما يسمى المكورات العنقودية المسببة للالتهاب الرئوي، والإشريكية القولونية.
وظهرت البكتيريا المرتبطة بعدوى المكورات العنقودية التي يمكن أن تسبب تعفن الدم أو حتى الموت بشكل أكبر عند رواد صالة الألعاب الرياضية، مما دفع العلماء لنصحهم بتعقيم الأساور بعد التمرين.
وعثر على أنواع البكتيريا المسببة للعدوى والتي يمكنها العيش على الجلد في 95% من الأساور التي تم فحصها.
وأظهرت البحوث أن الأساور المصنوعة من الذهب والفضة هي الأكثر أمانا.
وقال مؤلفو الدراسة من جامعة فلوريدا، إن هناك حاجة لتعقيم أساور الساعات وأجهزة اللياقة بشكل منتظم بعد ظهور نتائج الدراسة، مطالبا العاملين في الرعاية الصحية الذين يذهبون للأندية الرياضية في الاستمرار بالتعقيم كونهم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
ما سر السباق المحموم للعثور على بدائل لمواد كيميائية المسماة (PFAS)
هذه المادة الكيميائية التي تسمى حمض البيرفلوروهكسانويك، أو PFHxA، نوع من المواد المعروفة باسم (PFAS)، التي توجد في مجموعة من الأدوات المنزلية وترتبط بقضايا تفاعلية تؤثر علي الصحة.
لكن هذه المواد الكيميائية أصبحت الآن في مرمى سهام النقد، وفي بعض المناطق، يُعمل على التخلص منها تماما.
مجموعة المواد الكيميائية المعروفة باسم PFAS (مواد بولي وبيرفلورو ألكيل) هي مجموعة كبيرة جدا، فهناك أكثر من 4700 من هذه المركبات القائمة على عنصر الفلور.
غالبا ما يطلق عليها اسم “المواد الكيميائية الباقية إلى الأبد” بسبب ثباتها ومقاومتها غير العادية، وقد وجدت في مياه الشرب والغبار وحتى في الدم البشري.
وقد كُشف عن رابطة بين هذه المواد الكيميائية الموجودة في مجموعة واسعة وكبيرة من المنتجات، من أدوات تغليف المواد الغذائية إلى مستحضرات التجميل والأثاث، وبين مشاكل صحية عديدة بما فيها تلف الكبد وسرطان الكلى والعيوب الخلقية.
ومع ذلك فإن فإن مساعي ضغط المستهلكين وحدها ليست كافية لإيجاد وتوجيه تحرك حقيقي وفاعل للابتعاد عن استخدام مادة (PFAS).
كما أن فك رموز العلامات وأسماء المركبات الكيميائية يكاد يكون مستحيلا بالنسبة للشخص العادي، وفقا لجوناتان كليمارك، كبير مستشاري المواد الكيميائية والأعمال في ChemSec، وهي منظمة سويدية غير ربحية تدعو إلى استخدام أكثر أمانا للمواد الكيميائية.
يقول الدكتور كليمارك: “إذا كنت مستهلكا منتظما، فهذا موضوع معقد للغاية، وهو أمر لا يتم الحديث عنه عادة”.
ليس لدى الجميع الوقت والحافز للكتابة إلى الشركات المصنعة، للسؤال عما إذا كانت منتجاتهم تحتوي على مادة (PFAS)، وهو ما تنصح به بعض الوكالات الحكومية.
حتى أن بعض الشركات المصنعة قد لا تدرك أنها تستخدم المادة في منتجاتها.
يعلق الدكتور كليمارك: “إذا أردنا التغيير حقا فنحن بحاجة إلى قواعد ناظمة، لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي ستستجيب له الشركات وتعمل وفقه بالفعل”.
ويتابع: “حتى مجرد فكرة وجود قيود على استخدام المادة، يجعل الشركات تدرك أن هذا شيء يتعين عليهم العمل عليه بجدية، لإيجاد بدائل مناسبة”.
هذه القيود محدودة حتى الآن، وفي يوليو/ تموز، أصبحت ولاية مين الأمريكية أول ولاية في العالم تحظر مبيعات المنتجات المحتوية على مادة(PFAS)، اعتبارا من عام 2030، والاستثناء هو حين يعتبر استخدامها أمرا لا مفر منه، الأمر الذي قد ينطبق على بعض المنتجات الطبية.
كما فرضت دول الاتحاد الأوروبي قيودا على أنواع واستخدامات معينة لمادة (PFAS). لكن دعاة حماية البيئة وبعض الحكومات الأوروبية يدعون إلى فرض قيود على كافة المنتجات التي تستخدم مادة (PFAS) بشكل جماعي.
يريد المصنعون أيضا تقديم مزيد من المعلومات حول البدائل التي يمكنهم استخدامها، وهم يجادلون بأن اتباع نهج مجزأ يستغرق وقتا طويلا جدا ويسمح بالكثير من البدائل الضارة.
ويتوقع الدكتور كليمارك: “أعتقد بالتأكيد أنه سيكون هناك نوع من القيود في السنوات الخمس أو الست المقبلة”.
ويسعى أعضاء مجتمع الصناعة الكيميائية إلى مزيد من التشاور والتوجيه من أجل تحقيق هذا التحول بنجاح.
كما ينشد المجلس الأوروبي للصناعات الكيماوية (Cefic)، توصيفا أوضح حول ما يعتبر استخداما أساسيا لمادة (PFAS).
وقد فحصت الدراسة التي نشرت في مجلة (Environmental Science & Technology Letters)، 22 سواراً للساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، وتحليل محتواها من الفلور بوصفه مؤشراً على وجود (PFAS).
ووجد الباحثون أن جميع الأساور الـ13 التي تم الإعلان عنها على أنها مصنوعة من مطاط الفلورو إيلاستومر، وهو مطاط صناعي معروف بمتانته، تحتوي على مستويات يمكن اكتشافها من الفلور.
ومن المثير للقلق أن سوارين لم يتم الإعلان عنهما على هذا النحو يظهران آثاراً للمادة الكيميائية أيضاً، مما يشير إلى مشكلة أوسع نطاقاً تتعلق بالتلوث.
ووجدت الدراسة أن الأساور التي يزيد سعرها على 30 دولاراً من المرجح بشكل خاص أن تحتوي على مستويات أعلى من الفلور مقارنة بالأساور الأرخص، حيث تتجاوز تركيزات (PFHxA) 16000 جزء في المليار ببعض الحالات.
ووجدت دراسات سابقة للمقارنة أن تركيزات (PFAS) في مستحضرات التجميل تبلغ في المتوسط نحو 200 جزء في المليار. وقال بيزلي: «لم نرَ أبداً تركيزات قابلة للاستخراج في نطاق جزء في المليون لأي منتج استهلاكي يمكن ارتداؤه ووضعه على الجلد».
يُعتقد أن (PFHxA) يتم تقديمها أثناء عملية التصنيع بوصفها مادة فعالة بالسطح، ولكن لا يُعرف سوى القليل حالياً عن مدى سهولة امتصاص المادة الكيميائية من خلال الجلد أو التأثيرات الصحية المحتملة للتعرض لفترات طويلة.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن كميات كبيرة من (PFHxA) يمكن أن تخترق الجلد البشري في ظل الظروف العادية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج.
وحثت أليسا ويكس، المؤلفة الرئيسية للدراسة الأخيرة، المستهلكين على النظر في بدائل للأساور التي تحتوي على «الفلوروإيلاستومر»، وأوصت بالسيليكون بوصفه خياراً أكثر أماناً وبأسعار معقولة.
وقالت: «إذا رغب المستهلك في شراء سوار أعلى سعراً، فنحن نقترح عليه قراءة أوصاف المنتج وتجنب أي منتج مدرج على أنه يحتوي على الفلوروإيلاستومر».
لطالما كانت مركبات (PFAS) موضوعاً للتدقيق التنظيمي والعلمي بسبب ثباتها في البيئة والمخاطر الصحية المحتملة.
في الولايات المتحدة، توجد 6 مركبات (PFAS) فقط لديها حدود تعرض محددة فيدرالياً في مياه الشرب، بينما يظل التعرض من خلال مصادر أخرى، مثل المنتجات القابلة للارتداء، مجالاً للبحث النشط.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com