قد يعتقد البعض أن السبب وراء زيادة حجم البطن يقتصر على السمنة، والحقيقة أن التضخم السريع في حجم البطن قد يشير لتراكم السوائل فيها أو ما يُعرف بالاستسقاء، والذي عادةً ما يكون عرضًا لحالة مرضية أخرى، ولتمييز هذه الحالة عن زيادة الوزن نتعرف من خلال المقال إلى أسباب استسقاء البطن، وأهم أعراضه وطرق علاجه.
ما هو استسقاء البطن
هو احتباس السوائل في البطن داخل التجويف أو الغشاء البريتوني بصورة غير طبيعية، وقد ينتج هذا التراكم عن عدة مشكلات، مثل تليف الكبد، أو الأورام، أو فشل القلب الاحتقاني، أو غيرها من المشكلات.
الكمية الطبيعية للسوائل في التجويف البريتوني هي 25 إلى 50 ملليلتر، ووفقًا لمظهره وحجمه، يمكن التمييز بين درجات مختلفة من الاستسقاء.
- لا يمكن اكتشاف استسقاء الدرجة الأولى بالعين المجردة؛ لأن حجم البطن يكون غير ملحوظ بشكل كبير، ولكن بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي أو الاختبارات المماثلة، أما الدرجة الثانية والثالثة من الاستسقاء تبدو واضحة بمجرد النظر.
- قد لا يصاحب استسقاء الدرجة الأولى والثانية أعراض ملحوظة، ولكن في شكله الحاد، فإنه يكون مصحوبًا بأعراض أبرزها زيادة حجم البطن.
- إذا زاد الاستسقاء بشكل كبير، فإن المريض يعاني من ثقل في البطن ويشعر بعد الراحة نتيجة الضغط الذي يسببه الاستسقاء على الأعضاء الأخرى، خاصةً عند التنفس، إذ يضغط البطن على الحجاب الحاجز.
- عندما يستلقي المريض على ظهره، يمكن التحقق من الاستسقاء بشكل أفضل.
- في هذا الوضع، تنتقل السوائل إلى جوانب الجسم فتنتفخ، وإذا تم قرع أحد جانبي البطن تخلق السوائل حركة أشبه بموجة على الجانب المقابل من البطن.
انواع استسقاء البطن
يعتمد تقسيم أنواع الاستسقاء البطن على كمية البروتين الموجودة في السائل الموجود بها، مما يسمح بوجود نوعين رئيسين هما:
- استسقاء ارتشاحي (بالإنجليزية: Transudative Ascites).
- استسقاء نضحي (بالإنجليزية: Exudative Ascites).
لكن هناك تقسيمة أخرى أفضل وأحدث تسمى تدرج الألبومين بين المصل والاستسقاء (بالإنجليزية: Serum Ascites Albumin Gradient)، حيث تعتمد على مقارنة كمية الألبومين أو الزلال في سائل الاستسقاء بكميته في الدم، ثم تقسم الحالات إلى نوعين رئيسين بناء على تلك النتيجة، هما:
- أكبر من 1.1 يشير إلى الاستسقاء الناتج عن ارتفاع ضغط الدم البابي الناتج عن تليف الكبد أو فشل القلب الاحتقاني.
- أقل من 1.1 يشير إلى استسقاء البطن الناجم عن أسباب أخرى، مثل الأورام وغيرها.
يصنف الاستسقاء إلى ثلاث درجات وفقًا لحجم السوائل المتراكمة في تجويف البطن، وهي:
- الدرجة الأولى: عندما يكون تراكم السوائل ضئيلًا، ولا يتم اكتشافه إلا عن طريق الموجات فوق الصوتية.
- الدرجة الثانية: ويشعر معها المريض بعدم الراحة في البطن، ولكنه لا يتداخل مع أنشطة الحياة اليومية.
- الدرجة الثالثة: تتميز بوجود انتفاخ كبير في البطن، ويتعارض الاستسقاء في هذه الحالة مع الأنشطة اليومية للمريض.
اسباب استسقاء البطن
يعد السبب الرئيس والدقيق للإصابة باستسقاء البطن غير معروف حتى الآن، لكن تعتبر النظريات التالية أهم التفسيرات العلمية والأسباب المنطقية للإصابة بتلك الحالة:
- زيادة الضغط داخل فروع الوريد البابي الذي يسير من خلال الكبد أو ما يسمى ارتفاع ضغط الدم البابي، مما يسفر عن التندب والتليف الذي يحدث في الكبد. يتسبب الدم الذي لا يمكن أن يتدفق من خلال الكبد في زيادة الضغط، وبالتالي يتسرب إلى البطن وينتج عنه الاستسقاء.
- انخفاض مستويات الألبومين في الدم التي تسبب تغير في الضغط اللازم لمنع تبادل السوائل أو ما يعرف باسم متسق الضغط الأسموزي. مما يسمح للسائل بالتسرب من الأوعية الدموية.
من الأسباب الأخرى التي قد تتسبب في استسقاء البطن ما يلي: - احتباس السوائل والملح، وهي حالة تنتج لعدة أسباب منها تناول أدوية معينة، والإصابة بالفشل الكلوي، وأسباب أخرى.
- فشل القلب الاحتقاني.
- وجود ورم أو تجلط دموي يتسبب في انسداد الوعاء البابي الذي قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم البابي، لكن في تلك الحالة قد لا يحدث تليف للكبد.
- الإصابة بالسرطان في تجويف البطن، مثل سرطان القولون أو البنكرياس، أو المعدة، أو الثدي، أو الغدد الليمفاوية، والرئة، أو المبيض، ويسمى في تلك الحالة استسقاء البطن الخبيث.
- شرب الكحول لفترات طويلة، مما قد يتسبب في الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن واستسقاء البطن.
كيف يتم تشخيص استسقاء البطن؟
يساعد التشخيص الجيد والمبكر في علاج الاستسقاء، ويعتمد الطبيب عدداً من الطرق منها الآتي:
- الكشف السريري أو الفحص البدني
يتمدد الجلد بإحكام حول البطن الذي يحتوي على كميات كبيرة من السوائل. وقد تنتفخ السرة أو تتشقق وتقع، والسائل المتجمع يجعل الصوت باهتاً عند نقر البطن من قبل الطبيب، وقد يتسبب السائل الاستسقائي في انتفاخ الجنبات. يتمكن الأطباء بشكل عام من تمييز استسقاء البطن من الحمل، والغازات المعوية، والسمنة، أو أورام المبيض. - يمكن تحليل عينة من سائل الاستسقاء في المختبر للمساعدة في التعرف على سبب التراكم، ويستخرج عن طريق إدخال إبرة عبر جدار البطن.
ما هي أعراض استسقاء البطن؟
أعراض الاستسقاء هي كالتالي:
- تورم في البطن (هناك أمراض أخرى تسبب انتفاخ البطن، لذلك من المهم التأكد من أن التورم ناتج عن تراكم السوائل).
- ألم في البطن.
- صعوبة الهضم.
- غثيان وقيء.
- حرقة المعدة.
- صعوبة التنفس في أثناء النوم.
قد يصاحب الاستسقاء أعراض أخرى ترتبط بتليف الكبد ومضاعفاته ومنها: - تورم الساقين وظهور كدمات فيهما.
- قيء دموي.
- التثدي عند الرجال.
- بعض التغيرات العقلية الناتجة عن الغيبوبة الكبدية، في الحالات المتقدمة جدًا.
ما أسباب استسقاء البطن؟
قد يكون الاستسقاء ناتجًا عن أمراض مختلفة، مثل:
- تجلطات في أوردة الكبد (تجلط الوريد البابي).
- فشل القلب الاحتقاني.
- التهاب التامور (الغشاء المحيط بالقلب).
- التهاب الكبد الوبائي.
- أمراض نقص البروتين التي تؤدي إلى تسرب السوائل من الدم من داخل الأوردة والشرايين، وتراكمها في تجويف البطن ومناطق أخرى من الجسم.
- الاعتلال معوي مفقد للبروتين.
- الأمراض التي تهيج الغشاء البريتوني.
- السرطانات وخاصةً سرطان المبيض، والكبد والبنكرياس وسرطان المعدة.
- الالتهابات المزمنة مثل: السل.
- التهاب البنكرياس.
ما هي أبرز مُضاعفات استسقاء البطن؟
من مضاعفات الاستسقاء الشائعة، عدوى السائل المتراكم في تجويف البطن البكتيرية، وعادةً ما تمتد هذه العدوى إلى الغشاء البريتوني لتصيبه بالالتهاب (التهاب البريتوني الجرثومي) الذي يتميز بالحمى الشديدة، وهو من المضاعفات الخطيرة المرتبطة بارتفاع معدل الوفيات.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باستسقاء البطن؟
تساهم عدة عوامل من خطر الإصابة بالاستسقاء، مثل: فيروس التهاب الكبد الوبائي بي و سي. الإفراط في شرب الكحوليات. فشل القلب الاحتقاني. الفشل الكلوي. سرطان الكبد والكلى.
كيفية معالجة استسقاء البطن، وهل استسقاء البطن يشفى؟
علاج استسقاء البطن
يعتمد علاج استسقاء البطن على عوامل، منها حالة المريض، والأعراض الظاهرة عليه، وسبب حدوث الحالة، كذلك يجب التخلص من سبب المشكلة، ويمكن تلخيص أهم طرق العلاج فيما يلي:
- اتباع نظام غذائي منخفض الأملاح، والاتكاء للخلف عند الاستلقاء لتقليل كمية الملح التي تمتصها الكلى.
تناول الأدوية المدرة للبول مع مراقبة بعض الأمور، مثل ضغط الدم، ومستويات البوتاسيوم والصوديوم. - بزل البطن أو إزالة كميات كبيرة من السوائل في حالة التراكمات المتوسطة إلى الشديدة. ويعد العلاج المفضل للاستسقاء واسع النطاق.
- تستخدم أحياناً مدرات البول لمنع تراكم السوائل الجديدة، ويمكن تكرار هذا الإجراء بشكل دوري.
نظرًا لأن هذا السائل يحتوي عادةً على كثير من البروتين، فقد يوصي الطبيب في معظم الحالات بحقن البروتينات في الدم لتعويض تلك المفقودة في أثناء البزل. - تستخدم المضادات الحيوية الوريدية مع المرضى المصابين بالتهاب البريتوني الجرثومي للقضاء على العدوى ومنع حدوثها مرة أخرى.
- كذلك قد تحتاج بعض الحالات إلى إجراءات جراحية أكثر تقدماً.
- في الحالات الأقل شدة، يمكن علاج استسقاء البطن بالاعشاب مثل الهندباء (طرخشقون) التي قد تساعد في القضاء على السوائل الزائدة، وتوفير البوتاسيوم.
نصائح للتعايش مع استسقاء البطن
ينبغي أن تركز التعديلات الغذائية على الحد من تناول الملح، فتكون جزءاً من علاج الاستسقاء. كذلك يمكن للأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل اللبن والزبادي قليل الدسم، وسمك الماكريل، والشمام، والبطاطا المشوية المساعدة في توازن مستويات الصوديوم الزائد.
في النهاية،على الرغم من أنه لا يمكن علاج الاستسقاء نهائيًا، لكن التغييرات في نمط الحياة مثل الامتناع عن تناول الصوديوم، والالتزام بالعلاجات التي يصفها الطبيب قد تقلل من المضاعفات، وتظل الخطوة الأهم هي معرفة أسباب استسقاء البطن حتى يمكن تحديد خطوات العلاج المناسبة.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com