السالمونيلا Salmonella هي عبارة عن جنس من عائلة البكتيريا المعوية، وهي بكتيريا عصوية سالبة لصبغة جرام وتعيش بالأوساط اللاهوائية، كما أنَّ لها القدرة على الحركة.
يعود السبب في تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى اختصاصي البكتيريا العالم لانيال سالمون مكتشفها، ويقسم جنس بكتيريا السالمونيلا إلى عدة أنواع وجميعها تندرج تحت مجموعتين رئيسيتين، هما: السالمونيلا التيفية Salmonella Tayphi والسالمونيلا غير التيفية Non_Typhoidal Salmonella، وبشكل عام تسبب السالمونيلا التيفية أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعا، فهي مسؤولة عن ما يقارب 21.7 مليون حالة إصابة في جميع أنحاء العالم، أما السالمونيلا غير التيفية فهي مسؤولة عز ١.٢ مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم سنويا.
خرافات ارتبطت حول بكتيريا السالمونيلا
ترتبط السالمونيلا دائمًا بغسيل الدجاج، لا أحد يعلم من أين بدأت تلك المعلومة، خاصة مع الأقاويل مؤخرًا التي تفيد أن غسيل الدجاج هو ما ينشط عدوى السالمونيلا من الأصل. هل تريد معرفة الحقيقة؟ إذًا حان الوقت لهذا!
في هذا المقال ستتعرف على أهم اسباب السالمونيلا وإذا كانت هناك مفاهيم مغلوطة حولها، وعما إذا كان هناك طرق للوقاية منها.
ما هو مرض السالمونيلا ؟
تفيد منظمة الصحة العالمية أن مرض السالمونيلا هو واحد من أربعة أسباب أساسية للإسهال
تظهر الأعراض عند تواجد جراثيم السلمونيلة ودخولها إلى جسم المضيف، وغالبًا ما تظهر تلك الأعراض ما بين الست الساعات إلى الثلاث أيام من التعرض للعدوى، وتستمر العدوى مع المريض ما بين 48 ساعة إلى الأسبوع.
أما بالنسبة لـ ما هو مرض السالمونيلا فغالبًا ما يكون خفيفًا ولكن بعض الحالات التي لا يتم احتواءها من الممكن أن تصل إلى مضاعفات خطيرة ويُمكن أن تصاب به رجوعًا لعدة مسببات منها :
- أي لحم نيء سواء أكان من الطيور أو اللحوم الحمراء أو حتى السمك إن كان ملوثًا بالبراز
- تناول البيض نيئًا سواء مباشرة أو عبر استخدامه في مأكولات أخرى
- ري المحاصيل الزراعية بمياه ملوثة بـ بكتيريا السالمونيلا يمكن أن يجعلها مصابة بالمرض
- تناول الأطعمة الملوثة من أيدي غير نظيفة أو باستخدام توابل ملوثة بـ بكتيريا السالمونيلا
- لمس أي سطح أو كائن أليف ملوثًا بالعدوى يمكن أن ينقله إليك إن وصلت يدك إلى الفم
هل مرض السالمونيلا خطيرًا ؟
في معظم الحالات السالمونيلا ليست خطيرة ولكن يمكن لمضاعفاتها في حالة عدم السيطرة عليها أن تهدد حياة المريض وهذا يشمل :
- الإسهال من أكثر الأعراض شيوعًا للسالمونيلا وهذا يرتبط بإمكانية تعرض المريض للجفاف وفقدانه سوائل الجسم.
- إصابة دماء المريض بالتجرثم وهذا يشمل أنسجة الجسم المختلفة ليظهر التهاب شغاف القلب أو السحايا أو العظام.
- ترتبط عدوى السالمونيلا بمتلازمة رايتر وهو ما يؤثر على العين وسلاسة خروج البول وألم في مفاصل الجسم.
لهذا السبب يُحذر الأطباء من الذين يكثر سفرهم لأماكنِ مختلفة عالميًا، أو لديهم حيوانات أليفة ويعانون من اضطرابات الجهاز الهضميّ مثل الحموضة أو مرض كرون أو استهلاك مضادات الحموضة أو المضادات الحيوية بكثافة عالية أو من يعانون من مشاكلِ الجهاز المناعيّ بصورة عامة لأن هذا من شأنه قتل البكتيريا المفيدة التي بإمكانها محاربة عدوى السالمونيلا.
ما هي اعراض السالمونيلا ؟
تكون مؤشرات العدوى البكتيريّة أعنف لدى الأطفال وكبار السن وإن كانت تتشابه كثيرًا مع نزلات البرد أو التهاب الأمعاء وهذا يتضمن :
- الرغبة في التقيؤ
- تقلصات قوية بالبطن
- البراز اللين أو الإسهال
- ارتفاع في المعدل الطبيعي لحرارة الجسم
- إصابة الجسم بالقشعريرة
- ألم الرأس
- اختلاط البراز بالدم أحيانًا
يكون الإسهال أكثر اعراض السالمونيلا ظهورًا ويستمر وحده فوق العشرة أيام، ويحتاج لفترة أطول من هذا لتعود الأمعاء إلى عملها الطبيعيّ.
ما هو علاج السالمونيلا ؟
بعد التأكد من إصابة المريض بعدوى السالمونيلة وغالبًا ما يكون هذا عبر عينة من البراز تبدأ رحلة العلاج، ويمكن أن تتحسن حالة المريض في بعض الأحيان دون التدخل الدوائيّ ولكن في بعض الحالات يصف الأطباء :
- التغذية الوريدية بالسوائل لتجنب الجفاف
- مضادات الإسهال مثل لوبراميد (Imodium A-D) في تسكين آلام التقلصات الناتجة عن الإسهال
- يحتاج علاج السالمونيلا إلى تعويض المريض عن السوائل التي يفقدها عبر الإسهال عبر المشروبات والقدر الكافي من الماء، وفي حالة إصابة الأطفال بالعدوى فيمكن استخدام المشروبات المضادة للجفاف.
- كما يتوجب خلال فترة العلاج من عدوى السالمونيلا أن تكون وجبات المريض جميعها سهلة الهَضم مثل الأرز الطريّ والموز وصلصة التفاح، والابتعاد عن مسببات الحساسية أو مهيجات المعدة المحتملة مثل مشتقات الألبان.
- وذكرنا آنفًا أن من ضمن الطرق لشفاء المريض هو السوائل الوريدية إن لم يستطع المريض تناول الطعام رجوعًا إلى الغثيان والرغبة في التقيؤ المستمرة.
الوقاية من السالمونيلا
يُعد الدجاج ضمن اسباب السالمونيلا إن لم يكن أبرزها وهذا حسب مركز السيطرة على الأمراض، لهذا يرتبط دائمًا بنشره للسالمونيلا ويمكن قياس الإجراءات المتخذة معه لبقية اللحوم :
- ضَع أي لحوم بصورة عامة في كيس أولًا قبل تركه في الثلاجة أو حتى اصطحابه معك من البقالة.
- هل ستلمس لحمًا نيئًا؟ إغسل يداك جيدًا قبل فعل ذلك وبعده لمدة عشرين ثانية على الأقل.
- لا تغسل الدجاج واللحوم! أجل! مع تناثر الماء عند غسله يمكن أن ينشر البكتيريا إلى كافة الأسطح من حول الحوض.
- أدوات تقطيع اللحوم بما فيها لوح التقطيع نفسه لا بد أن يكون مستقلًا عن أدوات الطعام الأخرى
- تأكد من غسيل أي أدوات ولوح التقطيع بالماء الساخن وكذلك يداك بعد تحضير أي لحوم.
- خُذ نفس احتياطات الدجاج النيء المذبوح حديثًا مع الدجاج النيء المثلج لأنه في نهاية المطاف يحتوي على نفس العصارة التي تحمل العدوى.
- اطهِ طعامك الذي يحتوي على الدجاج بصورة كاملة في درجة حرارة مناسبة لها للقضاء على أي بكتيريا.
- خَزن الدجاج المتبقيّ لديك عبر تَجميده أو تبريده خلال ساعتين أو ساعة إن كان في درجة حرارة مرتفعة.
- قَشر أي خضروات أو فاكهة إن كنت تشك بكونها لم تُغسل جيدًا.
- اشرب الحليب مغليًا أو مُبسترًا ولا تشربه خامًا أو غير مغليّ.
- اغلي مياه الشرب أولًا إن كنت في منطقة لا تأمن لنظافة المرافق الصحية بها.
عصير الطماطم يقتل السالمونيلا التيفية
توصلت دراسة حديثة إلى أن عصير الطماطم يمكن أن يقتل السالمونيلا التيفية وغيرها من البكتيريا التي يمكن أن تضر بصحة الإنسان في الجهاز الهضمي والمسالك البولية.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتور جيونغ مين سونغ -الأستاذ المشارك، قسم علم الأحياء الدقيقة والمناعة من جامعة كورنيل- ونشرت في مجلة مايكروبيولوجي سبيكترم Microbiology Spectrum، وهي مجلة تابعة للجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة.
والسالمونيلا التيفية مُمرض مميت يصيب الإنسان ويسبب حمى التيفوئيد.
وقال الدكتور جيونغ مين سونغ، “كان هدفنا الرئيسي في هذه الدراسة هو معرفة ما إذا كان الطماطم وعصير الطماطم يمكن أن يقتل مسببات الأمراض المعوية، بما في ذلك السالمونيلا التيفية، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الصفات التي تجعلها فعالة”.
وقام الباحثون، في التجارب المعملية، بالتحقق مما إذا كان عصير الطماطم يقتل السالمونيلا التيفية بالفعل. وبمجرد التأكد من ذلك، نظر الفريق في جينوم الطماطم للعثور على الببتيدات المضادة للميكروبات المعنية.
والببتيدات المضادة للميكروبات هي بروتينات صغيرة جدا تضعف الغشاء البكتيري الذي يبقيها ككائنات سليمة. واختار الباحثون 4 ببتيدات محتملة مضادة للميكروبات واختبروا مدى نجاحها ضد السالمونيلا التيفية. وقد ساعدهم ذلك في العثور على نوعين من الببتيدات المضادة للميكروبات الفعالة ضد السالمونيلا التيفية.
الببتيدات
أجرى فريق البحث المزيد من الاختبارات على متغيرات السالمونيلا التيفية التي تظهر في الأماكن التي ينتشر فيها المرض. كما أجروا دراسة حاسوبية لمعرفة المزيد حول كيفية قتل الببتيدات المضادة للبكتيريا لبكتيريا السالمونيلا التيفية ومسببات الأمراض المعوية الأخرى.
وأخيرا، بحثوا في مدى فعالية عصير الطماطم ضد مسببات الأمراض المعوية الأخرى التي يمكن أن تضر بصحة الجهاز الهضمي والمسالك البولية.
والاكتشاف الأكثر أهمية هو أن عصير الطماطم فعال في القضاء على السالمونيلا التيفية ومتغيراتها الشديدة العدوى والبكتيريا الأخرى التي يمكن أن تضر بصحة الجهاز الهضمي والمسالك البولية.
وعلى وجه الخصوص، يمكن لببتيدين مضادين للميكروبات القضاء على مسببات الأمراض عن طريق إضعاف الغشاء البكتيري، وهو طبقة واقية تحيط بمسببات الأمراض.
وقال سونغ: “يظهر بحثنا أن الطماطم وعصير الطماطم يمكن أن يتخلصا من البكتيريا المعوية مثل السالمونيلا”.
وقال الباحثون إنهم يأملون أنه عندما يعلم عامة الناس، وخاصة الأطفال والمراهقون، بنتائج الدراسة، فإنهم سيرغبون في تناول وشرب المزيد من الطماطم وكذلك الفواكه والخضروات الأخرى، لأنها توفر فوائد طبيعية مضادة للبكتيريا للمستهلكين.
الخلاصة
التعافي من بكتيريا السالمونيلة يمكن ألا يأخذ وقتًا طويلًا للشفاء منه ولكن تركه دون علاج أو ملاحظة طبية يمكن أن يعرض المريض لخطورة عالية، لهذا السبب يجب الانتباه إلى أي أعراض غير معتادة واتباع الإجراءات الوقائية مع الطعام.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com
