في خطوة قد تشكل ثورة كبيرة في عالم الصحة، أجازت هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، أول دواء في العالم يمكنه معالجة مرض السرطان من منبعه، فما هو الدواء الجديد “فيتراكفي”، وما هي طريقة استعماله وآثاره الجانبية؟
ويسهم عقار “فيتراكفي” في علاج أشخاص يعانون من أورام سرطانية مختلفة، ولكن يمتلكون طفرات وراثية مشتركة.
وقال مفوض الهيئة الأمريكية، سكوت جوتليب: التصديق على إجازة وطرح هذا الدواء، خطوة مهمة لعلاج السرطان، لأنه يعالجه من منبعه، ويعالج أساس جينات الأورام السرطانية أيًّا كان موقع منشأها في جسم الإنسان.
متى يمكن استخدامه؟
يمكن للأطباء وصف هذا الدواء للمرضى في الحالات التالية:
– في حال كان الورم نتيجة جينات “NTRK” شاذة.
– إذا انتشرت الخلايا السرطانية في الجسم، أو إذا كانت الجراحة لإزالة السرطان ستسبب مضاعفات معقدة.
– إن لم تعد هناك طرق علاج أخرى مقبولة، أو إذا لم يستجب السرطان للعلاجات الأخرى وانتشر بشكل أكبر.
– وفي حال وصف الطبيب دواء فيتراكفي للمريض، فيجب أن يجربه أولا على المريض ليتأكد من أنه العلاج المناسب له بجرعات صغيرة، قبل أن يطلب منه استخدامه بكميات أكبر.
وقال دكتور ديفيد هايمان، رئيس مركز تطوير الأدوية المبكر في مركز ميمورال سلوان كيترينج للسرطان في نيويورك: “تقليديا كان يتم علاج السرطان بناء على أساس مصدر الورم السرطاني، بمعنى هو أصاب أي جزء من الجسم، لكن حاليا سيكون العلاج لأي مكان في الجسم لأنك تعالج الجين الأصلي الذي تسبب في ظهور الورم”.
وتم تجربة الدواء فعليًّا على البشر، وسجلت حالة شفاء طفلة خلال أشهر بعد تناول الدواء، وسوف يطرح الدواء على هيئتين، الأولى في هيئة أقراص أو كبسولات، والأخرى على هيئة دواء شراب للأطفال بشكل خاص، فقد تم تجربة الدواء فعليا على آنا بلازا وابنتها ريهانا، العام الماضي، بعدما كانت تعاني آنا من ورم سرطاني، وولدت ابنتها ريهانا بورم سرطاني في ذراعها.
وتم منح دواء فيتراكفي للطفلة الحديثة الولادة، يوميا، وفوجئ العلماء أنه بعد 3 أيام فقط، بدأ الورم في الانكماش، وخلال أشهر تم القضاء على الورم السرطاني بصورة كاملة، ولم يضطر الأطباء إلى قطع ذراع الرضيعة الصغيرة.
توصيات قبل أخذ “فيتراكفي” يجب:
إبلاغ الطبيب بالتاريخ الطبي الكامل للمريض، خاصة إذا كان يعاني من مشاكل بالكبد، أو بالجهاز العصبي، أو إذا كان المريض أو المريضة يخططون لإنجاب أطفال، إذ سيؤثر الدواء على الجنين، كما ينبغي إعلام الطبيب إذا كانت المريضة ترضع طفلا.
كيف يتم أخذ الدواء؟
– أولا يجب على المريض الالتزام بشكل تام بتعليمات الطبيب.
– عدم تغيير موعد أو كمية الجرعة، والالتزام بالجرعات التي يحددها الطبيب، إذ من الممكن أن تتغير الجرعة، بحسب التأثيرات الجانبية للدواء.
– الالتزام بإرشادات الطبيب المتعلقة بأخذ الدواء على هيئة كبسولات أو شراب، وجعل الطبيب يشرح كيفية حساب كمية الدواء بدقة (إذا كان شرابا).
– في حال كان “فيتراكفي” على هيئة كبسولات، فيجب أن يتم بلعها، لا سحقها أو مضغها.
– إن تقيأ المريض بعد أخذه جرعة الدواء، فيجب الانتظار حتى موعد الجرعة التالية وأخذها.
– إذا نسي المريض تناول جرعة الدواء في موعدها، فليتناولها فور تذكره، شرط ألا يكون موعد الجرعة التالية بعد 6 ساعات، ففي هذه الحالة يتعين الانتظار حتى موعد الجرعة التالية.
ما هي الأعراض الجانبية؟
تشمل الأعراض الجانبية مشكلات في الجهاز العصبي والكبد والتعب، هذا إلى جانب التعب والغثيان والدوار والتقيؤ، بالإضافة إلى الإمساك والإسهال وتراجع القدرة على الإنجاب وخصوصا عند النساء.
هذا وقد أثار إعلان هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، عن أول دواء في العالم يمكنه أن يعالج مرض السرطان من منبعه وأصله للكبار والصغار، جدلا واسعا في الأوساط العلمية للمتخصصين في علاج الأورام، وتباينت الآراء بين داعمين للعلاج الجديد، وبين مقللين من قيمته العلمية.
ومن ناحية أخرى، قلل متخصصون في الأورام السرطانية، من حجم الاكتشاف العلمي الجديد، لافتين إلى أنه اعتمد على ضجة إعلامية “أكبر من قيمته الحقيقية”.
وقال الدكتور أحمد الشمري، استشاري الأورام، إن “دواء الـ Larotrectinib ، المعروف تسويقيا باسم فيتراكفي، هو علاج جديد تم اعتماده حديثا من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج حالات محددة للسرطان، ممن لديهم نوع محدد من الطفرات الوراثية(TRK gene) وهو لا يهدف لعلاج السرطان من جذوره (شفاءه) ولكن يهدف للسيطرة على نموه وانتشاره لأطول فترة ممكنة”.
وأضاف الشمري، أن نتائج الدراسة، حسب ما نشر في مجلة NEGM الطبية العريقة، أعلنت أن ٥٥ مريضا تمت تجربة الدواء عليهم نسبة الاستجابة ٧٥-٨٠٪، وأن ٥٥٪ من المرضى لم يتزايد أو يتطور لديهم المرض بعد مرور سنة من بداية العلاج، وأرفق صورا من الدراسة مع تغريدته.
كما اتفق الدكتور محمد ناصف، أستاذ مساعد جراحة الأورام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، مع الرأي المقلل من قيمة العلاج الجديد، موضحا أنه يعالج أوراما محددة تمثل نسبة قليلة، ويستهدف خلايا سرطانية معينة وليس كلها.
وعلى صعيد آخر، أعطى الإعلان عن عقار جديد لعلاج أمراض السرطان بشكل نهائي، أملا كبيرا، للعديد من المرضي الذين يعانون من هذه الأمراض الخطيرة، وكذلك ذويهم ومحبيهم، الذين غردوا على وسم “علاج مرض السرطان”، معربين عن فرحتهم بالاكتشاف العلمي الجديد، وأملهم في أن يساهم في تخفيف آلام المرضي ومعاناتهم.
في السياق، علق الدكتور أحمد محمود، الحاصل على الزمالة البحثية في تخصص العلاجات المناعية والفيروسات القاتلة للخلايا السرطانية للقضاء على الأورام من جامعة هارفرد، قائلا إن الإعلان الأمريكي فيه الكثير من المغالطات.
وأوضح “محمود” أن العلاج المذكور ممتاز، لكن لأورام معينة تحدث نتيجة لطفرة بعينها تؤدي الى تكون بروتينات مختلفة عن الطبيعية. موضحا: العلاج لن يُعطى ولن يعمل مع الأورام التي لا تحتوي على هذه الطفرة.
وأشار إلى أن الأمراض التي يعالجها هذا العلاج ليست شائعة، ولكن يمكن العثور عليها في سرطانات الغدة اللعابية والغدة الدرقية والرئة وبعض الأورام الأخرى.
وأشار إلى أن نسبة الأورام التي يوجد بها هذا الخلل الجيني بسيطة. منوها بأن هناط شروط معينة لاستخدام العلاج إضافة إلى وجود الطفرة.
حتى الآن، لا يزال هذا الدواء باهظ التكلفة، حيث سيكلف البرنامج العلاجي في السنة الواحدة أكثر من 393 ألف دولار أمريكي، فيما ستصل تكلفته في الشهر الواحد لنحو 11 ألف دولار.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com