تتعرض الركبتان لأنواع مختلفة من التهاب المفاصل المزمنة بسبب الإصابات الرياضية أو التقدم في العمر وغيرها من العوامل، حيث يؤدي مرض الفصال العظمي إلى تآكل غضروف المفصل والعظام المجاورة في الركبتين، وهو مرض تنكسي يصيب الأفراد من عمر خمسين عاماً فما فوق.
أما التهاب المفاصل الروماتويدي، فيؤدي إلى التهاب الغشاء الزليلي في الركبة، وبالتالي الشعور بالألم والتيبس في مفصل الركبة، في حين تتسبب بعض الحوادث والإصابات في تلف غضروف الركبة.
بالنظر إلى ما سبق، نجد أن بعض هذه الأمراض المزمنة لا تستجيب إلى طرق العلاج الأولية مثل الأدوية أو التمارين الرياضية، لذا يوصي الطبيب بعض المرضى بالحلول الجراحية.
تعد جراحة استبدال مفصل الركبة، أو رأب مفصل الركبة، إجراءً جراحياً يتضمن استخدام بعض القطع المعدنية والبلاستيكية لتغطية نهايات العظام التي تشكل مفصل الركبة، واستبدال الأجزاء أو الغضروف التالف من مفصل الركبة. يحتاج بعض المرضى إلى عملية تغيير مفصل الركبة الكلية أو الجزئية حسب الحالة ومقدر الألم أو ضعف نطاق الحركة، وتساهم هذه الجراحة في تقليل الألم والتصلب الناتج عن أمراض التهاب المفاصل على اختلاف أنواعها.
ما أسباب تغيير مفصل الركبة؟
احتياج المريض لتغيير مفصل الركبة ناتج عن أسباب كثيرة، لكن أكثر الأسباب انتشارًا هو هشاشة العظام. تسبب هشاشة العظام انهیار غضروف المفصل، ومع تلف العظام تكون حركة المفصل أصعب، بالإضافة للألم في المفصل نفسه. من الحالات التي تؤدي لتغيير مفصل الركبة هي مرض المفاصل التنكسیة، لأن الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض قد لا يتمكنون من أداء الأنشطة التي تحتاج لثني مفصل الركبة مثل المشي وطلوع السلالم لأنها تسبب لهم الألم وتورم في الركبة أو تحرك المفصل من مكانه.
التهاب المفاصل الذي يشمل التهاب المفصل الروماتويدي أو أي التهاب ناتج عن إصابة قوية في الركبة يمكن أن يؤدي لتغيير مفصل الركبة، وكذلك الكسور وتمزق الغضروف وتمزق الأربطة تؤدي لتلف لا علاج له إلا استبدال المفصل. في كل الحالات السابقة لو لم تنجح العلاجات الدوائية مع المريض يكون الحل الوحيد هو تغيير مفصل الركبة.
من العلاجات التي يمكن أن يقوم بتجربتها في البداية هي:
- مضادات الالتهابات.
- مسكنات الألم.
- في حالة معاناة المريض من السمنة يمكن أن يحاول تقليل وزنه.
- حقن الكورتيزون في مفصل الركبة.
- حقن اللزوجة لتسهيل حركة المفصل.
- العلاج البدني.
- الاستعانة بالأجهزة المساعدة للمشي مثل العصا أو العكاز.
- التقليل من الأنشطة المؤلمة.
أنواع عملية استبدال مفصل الركبة
في ما يلي الأنواع الأساسية لجراحة تغيير مفصل الركبة، حيث يقوم جراحو العظام، باستبدال مفصل الركبة بالكامل، أو جزء منها، أو حتى معالجة بعض الأربطة التالفة.
- استبدال مفصل الركبة الكلي: يقوم جراح العظام بإزالة العظام والغضاريف التالفة في عظم الساق والفخذ، واستبدالها بجهاز مخصص مصنوع من المعدن والبلاستيك.
- استبدال مفصل الركبة الجزئي: تناسب هذه العملية المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل في جانب واحد من الركبة فقط، وتتضمن استبدال الجزء التالف من الركبة.
- استبدال الرضفة: تتضمن هذه الجراحة استبدال الجانب السفلي من الرضفة بعد التعرض لحادث ما، وهي أقل أنواع الجراحات شيوعاً.
يتم تخدير المريض ببنج كلي، بعدها يزيل الطبيب الأسطح التالفة من مفصل الركبة ثم يعيد تشكيل سطح مفصل الركبة بالطرف الصناعي. يتكون هذا المفصل من المعدن والبلاستيك، ويعتبر أكثر نوع مشهور لمفاصل الركبة هو الأطراف المعززة. يقوم الطبيب خلال العملية بتثبيت الطرف الصناعي باستخدام الأسمنت الجراحي، وبعدها يثبت الطرف الصناعي غير المصنع في العظم في جزء ینمو علیه العظم لكي يتم لصقه بالطرف الصناعي. قد تحدث تغييرات في إجراءات العملية أو المواد المستخدمة تبعًا لحالة كل مريض.
فوائد عملية تغيير مفصل الركبة
قبل التحدث عن اضرار عملية تغيير مفصل الركبة، دعونّا نذكر لكم نبذة عن أهم فوائد العملية لنكون قد تناولنا الموضوع من كافة جوانبه. توفر عملية تغيير مفصل الركبة العديد من الفوائد للمرضى الذين يعانون من مشاكل في المفصل الركبة، ومن أهمها:
- تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة للمرضى.
- استعادة الحركة الطبيعية للركبة والقدرة على القيام بالأنشطة بشكل طبيعي.
- العودة إلى الحياة النشطة والمشاركة في الأنشطة الرياضية والاجتماعية بمزيد من الراحة والقدرة.
- تحسين التحمل والقدرة البدنية والقدرة على القيام بالتمارين دون ألم أو تقييد.
- تحسين الصحة النفسية، حيث يتم تخفيف الألم واستعادة الحركة، مما يجعل المريض يشعر بتحسن نفسي وراحة أكبر.
كان هذا عن جانب الفوائد، لعلك الآن تتساءل عن اضرار عملية تغيير مفصل الركبة لتتمكن من الوصول للقرار السليم، دعنّا نذكر لك أشهر الأضرار المحتملة في الفقرة القادمة.
اضرار عملية تغيير مفصل الركبة
يكون السؤال عن اضرار عملية تغيير مفصل الركبة من أولى تساؤلات أي مريض بعد عرض العملية كحل مثالي لحالته؛ وذلك خوفًا من التعرض لأي مضاعفات بعد العملية، دعونا نذكر لكم أهم اضرار عملية تغيير مفصل الركبة والتي تكون كالتالي:
- مخاطر الجراحة، مثل أي إجراء جراحي قد تحمل عملية تغيير مفصل الركبة مخاطر جراحية محتملة، ومنها التخثر الدموي، العدوى، نزيف الجراحة، تلف الأوعية الدموية أو الأعصاب، وتجلط الدم في الأوردة العميقة.
- قد يحدث بعض المشاكل مع المفصل الاصطناعي المزروع، مثل التهابات المفصل، تلف المفصل الاصطناعي، تسرب الدم، وانفصال المكونات.
- قد يحتاج المرضى الذين يخضعون لعملية تغيير مفصل الركبة إلى فترة تأهيل طويلة ومكثفة، وجلسات علاج طبيعي وتمارين محددة لاستعادة الحركة وقوة العضلات، وقد يستغرق الشفاء الكامل عدة أشهر وهذا يشكل مشكلة لبعض المرضى.
دراسة تحذر من مخاطر أثناء استبدال الركبة
كشفت دراسة أن جراحي العظام ربما يتسببون عن غير قصد خلال استبدال مفصل الركبة في نتائج غير مرغوبة للمرضى، وأشارت الدراسة إلى أن اتباع نهج أكثر مراعاة لحالة كل مريض قد يكون مفيداً.
وأثناء هذه العمليات، يحاول الجراحون عادة وضع الورك والركبة والكاحل في خط مستقيم. وخلصت دراسة نُشرت في «ذا بون اند جوينت جورنال» (مجلة العظام والمفاصل) أن هذه الفكرة سيئة إذا لم تكن هذه الأجزاء من الجسم في خط مستقيم منذ البداية.
وأظهرت الدراسة التي شملت 231 مريضاً خضعوا لجراحة استبدال الركبة بسبب هشاشة العظام أن أولئك الذين جرى تغيير محاذاة الركبة لديهم شكوا من نتائج أسوأ بشكل ملحوظ عند سؤالهم بعد أربع سنوات في المتوسط بعد العملية.
وتحدث الأشخاص الذين خضعوا لتغيير في المحاذاة، كما تظهر الأشعة السينية لما قبل وبعد العملية ويتم قياسها بواسطة نظام لتصنيف محاذاة الركبة، عن معاناتهم من المزيد من المشاكل وقدرة أقل على التكيف مع ركبتهم الاصطناعية خلال الأنشطة اليومية في الاستبيانات التي تهدف لتقييم حالتهم بعد سنوات.
وفي المستقبل، يطالب الباحثون بدمج تصنيف قياس محاذاة الركبة في خطوات التخطيط قبل الجراحة وأن تكون المحاذاة الأصلية لكل مريض هي الهدف من الجراحة باستخدام تقنية بمساعدة الروبوت.
وقال الطبيب توشيكي كونيشي المشارك في الدراسة من مستشفى جامعة كيوشو في اليابان، في بيان «في الممارسات السريرية المستقبلية، قد تساعد نتائجنا الجراحين في التخطيط قبل الجراحة… واتباع نهج يراعي محاذاة الركبة لكل حالة يمكن أن يصبح هو معيار الجودة الجديد في جراحة العظام».
فترة التعافي بعد جراحة استبدال مفصل الركبة
تتراوح مدة التعافي الكامل من عملية تركيب مفصل الركبة الصناعي بين ستة أسابيع وثلاثة أشهر، ويتم تزويدك بالمضادات الحيوية مباشرة بعد العملية لتقليل خطر الإصابة بالالتهاب.
يعتمد نجاح الجراحة إلى حد كبير على مدى اتباعك لتعليمات الطبيب فيما يتعلق بالرعاية المنزلية خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الجراحة، وهي كالآتي:
- الحفاظ على نظافة شق العملية
- تجنب ملامسة غرز الجراحة للماء بعد العملية لتجنب الالتهابات والمضاعفات الخطيرة، وقم بتغيير ضمادة الجرح يومياً لمنع تلوث وتهيج الجرح بالعوامل الخارجية.
- اتباع الحمية الغذائية الصحية
- يعاني معظم المرضى من فقدان الشهية لعدة أسابيع بعد الجراحة، وهو أمر طبيعي ومتوقع، إلا أنه يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالحديد للمساعدة في التئام الجرح واستعادة قوة العضلات في هذه الفترة.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة
يمكنك استئناف معظم الأنشطة اليومية في غضون 3 إلى 6 أسابيع بعد الجراحة، وفي هذه الأثناء، ينبغي عليك الحرص على القيام ببعض الأنشطة البدنية لضمان أفضل النتائج، مثل:
- المشي تدريجياً وببطء داخل أرجاء المنزل لزيادة قدرتك على الحركة
- استئناف الأنشطة المنزلية الأخرى، مثل الجلوس والوقوف وصعود السلالم
- ممارسة تمارين العلاج الطبيعي التي يوصي بها طبيبك عدة مرات في اليوم لاستعادة نطاق الحركة وتقوية مفصل الركبة.
- أما بالنسبة لقيادة السيارة، فيستطيع غالبية المرضى الجلوس بشكل مريح وثني الركبة على المقعد بعد 4 إلى 6 أسابيع من جلسات العلاج الطبيعي.
ما العلاج الطبيعي المتبع بعد تغيير مفصل الركبة؟
يمكن للعلاج الطبيعي أن يبدأ بعد يوم واحد من العملية بعد استشارة الطبيب المتخصص. يشعر بعض المرضى بالقلق من عمل التمارين بعد العملية فورًا، لكن الحقيقة أن هذه التمارين آمنة ومهمة لإعادة تأهيل الركبة، وذلك لأنها تعمل على تقوية الساق واستعادة حركة الركبة ومساعدة المريض على المشي بالركبة الجديدة.
بعد بدء المريض في برنامج العلاج الطبيعي سيزيد تحسنه بالتدريج، وقد يتمكن من التمرين لمدة 20-30 دقيقة مرتين أو ثلاثة يوميًا، كما يمكن أن يحتاج للمشي نصف ساعة مرتين في اليوم.
تتم برامج العلاج الطبيعي كالآتي:
اليوم الأول: في المستشفى، سيرشدك طبيب العلاج الطبيعي كيفية النهوض من السرير وتحميل وزنك على ركبتك الجديدة لأول مرة، يمكنك حتى أن تخطو بضع خطوات مع جهاز المشي. سيساعدك الطبيب أيضًا في التمارين بجانب السرير. مثال على ذلك هو شد عضلات الفخذ لمدة 5-10 ثوانٍ، ثم الاستراحة، وتكرار ذلك 10 مرات. ستقوم أيضًا برفع كاحليك عن طريق تحريك قدمك لأعلى ولأسفل لشد عضلات الساق.
اليوم الثاني: ستستمر في ممارسة التمارين لتقوية العضلات التي تدعم ركبتك، كما ستتدرب على ثني ركبتيك وتقويمهما، بالإضافة إلى ثني وإرخاء عضلات الفخذين. ستمشي أيضًا لمسافة أبعد إما باستخدام مشاية أو عكازين.
اليوم الثالث حتى اليوم الخامس: قد تظل في المستشفى أو تخرج إلى مركز إعادة التأهيل أو في المنزل. مع المساعدة يمكنك حتى صعود بعض درجات السلم.
اليوم الخامس – الأسبوع الرابع: تكثف تدريباتك ببطء حيث تصبح ركبتك أقوى. خلال هذا الوقت يمكنك المشي لمسافة أطول باستخدام المشاية أو العكازين. ثم لا تحتاج إلا إلى عصا أو عكاز واحد للمشي، ويمكنك القيام بذلك بمجرد أن تتمكن من الوقوف لأكثر من 10 دقائق.. أو استخدم دراجة تمارين، في البداية تقوم بالدوس للخلف فقط، يمكنك استخدام الدواسة للأمام عندما تكون ركبتك قوية بدرجة كافية.
بعد 4 أسابيع: قد يقترح طبيب العلاج الطبيعي إضافة أوزان خفيفة لزيادة المقاومة.
يجب أن تلتزم بجميع التمارين الموصي بها لمدة شهرين كاملين على الأقل بعد الجراحة.
لا تقلق عزيزي القارئ عملية تغيير مفصل الركبة معقدة بعض الشيء، لكن مع التزامك بالتعليمات ستنسى آلام الركبة المزعجة.
هذا ونذكر أدناه بعض النصائح والإرشادات التي تساعد في التخفيف من حِدة الألم بعد عملية تغيير مفصل الركبة، بما في ذلك:
- تجنب القفز أو هز مفصل الركبة أو وضعيات ثني الركبة في الركوع والسجود
- استخدم الأسطح والأدوات الداعمة في المنزل لتخفيف الضغط على الركبة، مثل مساند القدمين، ومقاعد المرحاض المرتفعة، والعكازات، وعصي المشي.
- افحص ركبتك بعناية بحثاً عن علامات الالتهاب، مثل الاحمرار أو التورم أو تسرب السوائل من شق العملية
- تواصل مع طبيبك فور سماع صوت طرقعة من مفصل الركبة، أو فقدان نطاق الحركة في المفصل
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com