اللبان المر؛ أو اللبان الذكر، ارتبط ببعض القصص والحكايات، فالمصريون وبعض الدول العربية أطلقوا عليه اسم اللبان الذكر، وترددت أساطير وأقاويل حول علاقة هذا اللبان بالذكورة، فبعض الأقاويل ربطت بين اسمه، وادعت لقب الذكر يرجع لأن الشجرة التي تنتجها مذكرة الجنس، وأقاويل أخرى، قالت إن له علاقة بالنشاط الجنسى للذكور.
وأخيرًا فى العصور الحديثة تم ربط اسم اللبان الذكر بطعمه المر، حيث لا يتحمل طعمه سوى الأقوياء من الذكور، فما حقيقة ومدى صحة هذه الأساطير والأقاويل عن اللبان الذكر، وماهي صفاته واستخداماته الطبية، فلنسرد بعض الحقائق العلمية عن هذا النبات العشبي.
الأبحاث تؤكد: اللبان المر يفيد مرضى الروماتيزم ويوقف نشاط بعض الخلايا السرطانية
يقول الدكتور خالد مصيلحى، أستاذ العقاقير والنباتات الطبية، بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، نبدأ القصة بالاسم العلمى للبان الذكر، والمسمى (Olibanum)، وهى كلمة أصلها عربى مشتقة من كلمة لبن إشارة إلى لونه الأبيض، وهذا اللبان عبارة عن خليط متجانس من الراتنج والصمغ وزيت طيار، ويفرز هذا الخليط بمجرد جرح جذع شجرة لا يزيد ارتفاعها على ذراعين، وبالعودة لسبب تسميته لبان دكر فى بعض البلاد العربية، مثل مصر، ترجع هذه التسمية لبداية اكتشاف هذه الشجرة فى موطنها الأصلي فى (داكار) عاصمة السنغال، وبدأت تصديره لبلادنا العربية تحت مسمى لبان داكار كناية لاسم عاصمة السنغال، وكعادة شعوبنا العربية والمصريين تم تحريف الاسم من لبان داكار إلى اللبان الذكر، وتوارثت الأجيال هذا الاسم، وتم نسج أساطير، وقصص من وحى خيال الشعوب، وربط اسمه بصفات الذكورة، لكن حقيقة الأمر أن اسمه الأصلى لا يمت بأية صلة للذكورة من قريب أو بعيد.
وترجع فوائد لبان داكار؛ أو اللبان المر، فكما قلنا هو عبارة عن خليط من الراتنج والصمغ والزيت الطيار، ولابد أن يكون شفاف اللون خاليًا من أى شوائب لضمان نقائه، واعتاد الطب الشعبى فى وصفه للهضم والانتفاخات عن طريق مضغه، كما أكدت بعض كتب الطب الشعبى، أن ننقع اللبان المر فى الماء لمدة 12 ساعة، وأخذ ملعقة واحدة من هذا النقيع، مفيدا فى طرد البلغم وعلاج السعال، ونزلات البرد.
ونظرا لاحتوائه على زيوت طياره تحتوى على مادة(ncensole Cacetate)، وهى مادة رائحتها عطرة مما جعل اللبان المر أحد المكونات الرئيسية للبخور ويعتبر من المكونات الرئيسية لبعض أنواع العطور ووجوده يزيد من ثبات رائحة المعطر المستخدم.
وأثبتت بعض أبحاث علم العلاج بالروائح (Aromatherapy)، التى أجريت على فئران التجارب فى كفاءة الزيت الطيار باللبان المر فى علاج الاكتئاب، وبعض أمراض الجهاز العصبى، عندما يتم تبخيره وشم رائحته.
كما أثبتت بعض الأبحاث فى اليابان قدرة خلاصة اللبان المر فى علاج بعض الأمراض الروماتيزمية، وآلام المفاصل، وفى دراسات حديثة بإحدى الجامعات اليابانية عام 2009، أثبتت قدرة الزيت الطيار باللبان المر فى وقف نشاط بعض الخلايا السرطانية.
وفى عام 2011، تم مناقشة رسالة ماجستير مقدمة من الباحثة أسماء إبراهيم، المدرس المساعد بقسم العقاقير، بجامعة مصر الدولية، أثبتت فيه الباحثة قدرة الخلاصة المائية المحضرة من اللبان المر على تنشيط جهاز المناعة عن طريق زيادة كفاءة بعض خلايا كرات الدم البيضاء، التى تلتهم الميكروبات، وأثبتت أيضًا الباحثة قدرة بعض خلاصات اللبان المر فى تنشيط الكبد ورفع كفاءته.
وبعد كل ما سبق عن اللبان المر، لايزال باب الأبحاث مفتوح على مصراعيه لكشف الجديد فى اللبان المر، فمازال ينقصه دراسة مدى أمان استخدامه لفترات طويلة، كما لم تجر دراسات مستفيضة بعد للتأكد من عدم وجود آثار ضارة له على بقية أعضاء الجسم، ولا ننسى أن العلاج حتى لوكان بالنباتات الطبية، لابد أن يكون تحت إشراف طبى.
أبحاث فوائد أشجار اللبان فى علاج التهابات المفاصل
كشفت دراسات وأبحاث حديثة المركبات الموجودة بداخل اللبان يمكن أن تعلق نفسها بالبروتينات المسببة للالتهاب، مثل التهاب المفاصل، وتمنعها بشكل فعال ، وتوصلت دراسة لباحثين من جامعة ألاباما، إلى أن المركبات الموجودة داخل الراتنجات التي تجمع من لحاء أشجار اللبان أو البوسويلية في إفريقيا وآسيا، يمكن أن توقف الالتهاب، ويعتقد العلماء أن أشجار اللبان تنتج هذه المواد للحماية ضد الحشرات أو الفطريات.
وقال ويل سيتزر، احد المشاركين الأبحاث، إن هذه النتائج قد تساعد فى تطوير وصناعة أدوية جديدة لمكافحة التهابات المفاصل.
ووفقا للباحثين من جامعة ألاباما، فإن المركبات الموجودة داخل الراتنجات التي تجمع من لحاء أشجار اللبان أو البوسويلية في إفريقيا وآسيا، يمكن أن توقف الالتهاب.
ومن المعروف أن الراتنج أو الصمغ، كان يستخدم منذ آلاف السنين كعلاج للجروح والالتهابات، وقد وجد الباحثون أن المركبات الموجودة بداخله يمكن أن تعلق نفسها بالبروتينات المسببة للالتهاب، مثل التهاب المفاصل، وتمنعها بشكل فعال.
ويعتقد العلماء أن أشجار اللبان تنتج هذه المركبات على أنها حماية ضد الحشرات أو الفطريات.
وقال البروفيسور ويل سيتزر، الذي شارك في الأبحاث، إن هذه النتائج قد تساعد شركات الأدوية على تطوير عقاقير جديدة لمكافحة التهابات المفاصل التي تصيب على سبيل المثال أكثر من 10 ملايين شخص في المملكة المتحدة.
وأوضح سيتزر أن المشكلة الرئيسية في إنتاج دواء جديد تكمن بتحديد كيفية جعل هذه المركبات متاحة للبشر، حيث أن “اللبان غير قابل للذوبان في الماء، لذا فمن الصعب إدخاله إلى مجرى الدم”.
لكن شركة “Cambridge Nutraceuticals” للتكنولوجيات الحيوية، تمكنت من تطوير منتج تدعي أنه يتغلب على هذه المشكلة.
وأضافت أن الجمع بين اللبان وليسيثين الصويا (وهو أحد المواد المكونة لمجموعة من المواد الدهنية الصفراء البنية التي توجد في الأنسجة الحيوانية والنباتية)، يعزز المكونات النشطة للنبتة في المعدة مما يمكنها من الوصول إلى الدم.
وقالت الدكتورة ميريام فيرير، وهي عالمة بيولوجيا جزيئية لدى الشركة: “لقد أظهرنا أن هذا المكون يتيح وصول اللبان إلى المكان الذي يحتاج إليه لإنتاج التأثير المضاد للالتهاب، وهذا أمر مثير للغاية”.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com