برودة القدمين مزعجة لكنها في كثير من الأحيان غير مضرة، باستثناء حالات يحذر منها خبراء الصحة، حيث تعتبر في بعض الأحيان مؤشرا على أمراض خطيرة. فما هي هذه الأمراض؟ وما هي أفضل وسيلة لتدفئة القدمين؟
يعاني البعض من مشكلة برودة القدمين، وغالبا ما تكون هذه الظاهرة غير خطيرة، لكن أحيانا قد تكون مؤشرا على الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، منها تلف الأعصاب نتيجة الإصابة بمرض السكري. وإلى جانب برودة القدمين، ينتاب البعض شعور مزعج أثناء المشي ما ينذر بوجود وجود اضطرابات عصبية تؤثر على تنظيم عملية تبريد وتدفئة القدمين.
كم مرة كنت في المنزل وشعرت بالبرد على مستوى قدميك رغم أنك تلبس ما يكفي من الثياب؟ هذا ليس غريبا، وفي معظم الحالات ليس خطيرا أيضا. ولكن استمرار هذا النوع من الأعراض قد يكون دليلا على الإصابة بأمراض أو اضطرابات أكثر خطورة.
وقالت الكاتبة مارتا شافرياس، في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة “الدياريو” الإسبانية كما نقلت الجزيرة، إن الشعور بالبرد في أشهر السنة التي تنخفض فيها درجات الحرارة أمر لا مفر منه.
وفي هذه الحالة تكون الأوعية الدموية هي المسؤولة عن الحفاظ على درجة حرارة ملائمة للجلد، وهي التي توزع الدم الغني بالأكسجين في جميع أنحاء الجسم. وعندما تنخفض درجات الحرارة، تنبّه المستقبلات الحسية في الجلد الدماغ إلى انقباض الأوعية، وهو ما يسمح لكميات صغيرة من الدم بالوصول إلى الجلد للحفاظ على الحرارة في الجزء المركزي من الجسم، حيث توجد الأعضاء الرئيسية.
ماذا يحدث في الأجزاء الأخرى من الجسم؟
في الأطراف مثل اليدين والقدمين، يوجد العديد من الأوعية الدموية الصغيرة التي تكون حساسة بشكل خاص لضعف الدورة الدموية. وعندما يكون الجو باردا، تنقبض هذه الأوعية وتقل كمية الدم المنتشرة، مما يجعلنا نشعر بالبرد وانخفاض درجة الحرارة. تسمى هذه العملية بتضيق الأوعية، وهي تنتج عن أدنى التغييرات في درجة الحرارة.
لماذا نشعر بالبرد على مستوى القدمين؟
أوردت الكاتبة أن معظم الأسباب التي تجعلنا نشعر بالبرد على مستوى القدمين لا تنبئ بالخطر. يعود السبب في كثير من الحالات إلى أمر بسيط، وهو أنه لا يوجد كمية كافية من الدم الدافئ الذي يتدفق عبر أصابع اليدين والقدمين. ومع ذلك، قد تكون هناك أسباب أخرى من مثل:
1- ضعف الدورة الدموية: تعتبر الدورة الدموية الجيدة مفتاح تنظيم درجة حرارة الجسم. عندما لا ينتشر الدم بشكل جيد في جميع أنحاء الجسم، تكون الأطراف هي الأبرد. ويحدث ضعف الدورة الدموية بسبب فقر الدم أو عادات نمط الحياة الخامل مثل عدم ممارسة الرياضة بشكل كاف. في المقابل، من شأن طرق بسيطة على غرار ممارسة الرياضة وشرب الماء بكميات كافية أن تكون فعالة في تحسين الدورة الدموية.
2- متلازمة رينود: تجعل هذه الحالة أجزاء معينة من الجسم وكأنها مخدرة وباردة استجابة لدرجات الحرارة الباردة والمواقف العصيبة. وما يحدث في الواقع هو أن الشريان المسؤول عن تدفق الدم يصبح ضيقا، مما يحد من تدفق الدم إلى مناطق مثل أصابع اليدين والقدمين. ويحتاج الجلد إلى الدم ليشعر بالدفء والحيوية، لكن إذا كان الدم لا يتدفق بشكل جيد تظهر تغييرات في اللون على مستوى الأصابع. وذلك علامة مباشرة على ما يحدث تحت الجلد والذي يمكن أن يؤثر أيضا على النقاط الطرفية للجسم مثل الأذنين أو الأنف.
3- الاعتلال العصبي المحيطي: إذا كنت تشعر بالبرد في قدميك حتى لو لم تكن باردتين فعلا، فقد يكون ذلك بسبب اعتلال الأعصاب المحيطية، الذي يحدث نتيجة لتلف الأعصاب الناجم عن إصابة أو مرض. وغالبا ما يبدأ الاعتلال العصبي المحيطي على مستوى أطول الأعصاب في الجسم التي تصل إلى أصابع القدم. تظهر الأعراض أولا على القدمين ثم على أسفل القدمين، وتشمل الإحساس بالتخدر أو الوخز أو الحكة.
اعلان
4- مرض السكري: يعد مرض السكري من أكثر الأسباب شيوعا للاعتلال العصبي المحيطي.
5– نقص الفيتامينات: يمكن أن يؤدي ذلك أيضا إلى اعتلال الأعصاب المحيطية وبالتالي إلى الشعور ببرودة على مستوى القدمين.
6- أمراض الكبد أو الكلى، ومشاكل التمثيل الغذائي، والعدوى أو التعرض للسموم: جميعها أمور يمكن أن تتسبب في الشعور المستمر بالبرد على مستوى القدمين.
7- التعرق المفرط: يمكن أن يتسبب فرط التعرق في الشعور بالبرد على مستوى القدمين، خاصة عندما يبرد العرق بسرعة. قد يكون هذا في كثير من الأحيان بسبب التعرض للحظات من العصبية.
8– التدخين: رغم أننا عادة ما نربط التدخين بشكل رئيسي بأمراض القلب ومخاطر الإصابة بالسرطان، فإنه قد يكون أيضا من بين الأسباب التي تجعلنا نشعر ببرودة في القدمين. وتدخين سيجارة واحدة فقط يمكن أن يقلل من درجة حرارة القدمين إلى حد كبير، لأن النيكوتين يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، مما يتسبب في انقباضها، وهو ما يقلل من تدفق الدم.
وغالبا ما يكون هذا التأثير ملحوظا خاصة على مستوى اليدين والقدمين. ويمكن أن يؤدي تدخين سيجارة واحدة إلى تقليل مستوى تدفق الدم إلى القدمين بنسبة 50%، وقد يستغرق ذلك بعض الوقت للعودة إلى وضعه الطبيعي قد يصل أحيانا إلى ساعة.
9- فقر الدم: يمكن أن يؤثر نقص الحديد في الدم على تنظيم درجة حرارة الجسم.
العرج المتقطع من أسباب برودة القدمين
ووفقا لموقع “غيزوندهايت هويته” المتخصص في قضايا الصحة فإن برودة القدمين قد يكون سببها الإصابة بمرض “العرج المتقطع” والمسمى في ألمانيا بمرض “واجهات المحلات” ، إذ يشعر المصاب بهذا المرض بتشنج مؤلم في عضلة الساق، يعيقه عن الحركة لدى بذل أي مجهود حتى لو كان السير لمسافة قصيرة.
ويرجع الطبيب هاشم الحزمي أخصائي جراحة القلب والأوعية في برلين سبب هذا المرض، إلى وجود ترسبات كلسية تسبب تضيق في شريان الساق، ما يمنع وصول الأوكسجين إلى العضلات، ويؤكد الطبيب الحزمي على ضرورة علاج “العرج المتقطع”، فعدم وصول الأوكسجين إلى الأنسجة قد يؤدي إلى تلفها، وإهمال العلاج قد يؤدي في أسوأ الحالات إلى بتر الساق. ويعد المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، على حدّ اعتبار الحزمي.
ويمكن لأخصائي الأوعية الدموية وبواسطة فحص بالأمواج فوق الصوتية قياس تدفق الدم في الأوعية وتقيم شدة الاضطرابات الدموية بشكل مثالي. علما أن انسداد الأوعية الدموية في الساقين لا يمكن علاجه بالأدوية، بل لابد من إجراء تدخل جراحي.
نصائح لتفادي برودة القدمين
1- التحرك بانتظام: يمكن لنشاط بسيط مثل الوقوف والتحرك أن يكون من أفضل طرق تسخين الجسم وتحفيز تدفق الدم من وإلى القدمين. تتيح لنا الحركة فرصة تنشيط الدورة الدموية ورفع درجة حرارة الجسم. ويساعد تدليك القدمين على تحسين الدورة الدموية والحفاظ على درجة حرارتهما.
2- ارتداء الجوارب والأحذية المناسبة: تساعدنا الجوارب الدافئة المصنوعة من الألياف الطبيعية مثل القطن على الحفاظ على قدمين أكثر دفئا، كما أن الأحذية ضرورية لحماية القدمين من البرد في أكثر أشهر السنة بردا. ومن الأفضل أن يكون لديك نعل مطاطي (وهي مادة تعمل كعازل جيد للبرد).
3- اتباع نظام غذائي صحي: تساعدنا الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والكالسيوم والفيتامينات إي وكي وسي على تحسين عمل الأوعية الدموية وتحفيز الدورة الدموية. وتساهم بعض أنواع الأطعمة الحارة مثل الفلفل في زيادة معدل ضربات القلب. في المقابل، يمكن أن تزيد منتجات الألبان من الإحساس بالبرد، بينما يزيد الكافيين من الضغط على الأوعية الدموية.
تتحكم الأعصاب في تدفق الدم، وينتج عن انخفاض كمية الدم التي تصل إلى القدمين زيادة في برودة القدمين، فضلا عن انخفاض كمية الأوكسجين و الغذاء التي تصل إليهما.
وعبر قياس ضغط الدم في إصبع القدم الكبير، يمكن لأخصائي الأوعية الدموية معرفة كمية الدم التي تصل إلى القدمين، وخاصة بالنسبة لمرضى السكري.
فإذا كان المريض لديه مشكلة في الشرايين الصغيرة، عندها يكون من الضروري ضبط مستوى السكر في الدم بشكل مثالي، ولدى وجود انسداد في الأوعية الكبرى عندها لابد من إجراء قسطرة لتسهيل تدفق الدم إلى القدمين من جديد.
أفضل وسيلة لمواجهة برودة القدمين
وتشير الطبيبة الألمانية زيغريد نيكولفي إلى أن برودة القدمين غالبا ما يكون سببها اضطراب وظيفي غير ضار، كانخفاض ضغط الدم أو تغيرات هرمونية.
مشيرة إلى أن النساء هم أكثر عرضة لبرودة القدمين من الرجال. علما أن العلاج المنزلي هو الأفضل لمواجهة برودة القدمين، وذلك بارتداء أحذية سميكة وجوارب ملائمة والكمادات الساخنة.
كما تنصح نيكول أولئك الذين يعانون من برودة في أقدامهم، بدهنها بكريمات حرارية تعزز الدورة الدموية، إذ تحتوي هذه الكريمات على مواد منشطة للدورة الدموية، مثل الكابسايسين وبعض الزيوت العطرية مثل اللافندر والنعناع وغيرها.
علما أن هناك بعض المواد الغذائية التي تساعد على التخلص من مشكلة برودة القدمين، كالوجبات التي تحتوي على الفلفل الحار والثوم والزنجبيل والخردل، فهذه المواد تساعد على تدفئة الجسم وتنشط الدورة الدموية.
هل يجب علي زيارة الطبيب إذا كانت قدماي ويداي باردتين؟
يعترف الخبراء بأنه من المستحسن زيارة الطبيب إذا تسببت لك هذه المشكلة في عدم الراحة أو استمرت لوقت طويل. والمهم في هذه الحالات هو التأكد من أنها مجرد حالة عادية وأن تستبعد فكرة وجود أي نوع من الأمراض وراء ذلك.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com