
قد يبدو الاحتفاظ ببعض اللوازم والمقتنيات الشخصية في سيارتك خيارا عمليا يضمن لك الاستعداد لأي موقف غير متوقع في أثناء وجودك خارج المنزل لساعات طويلة.
لذلك تتباين هذه المقتنيات التي عادة ما تجدها في سيارتك، بداية من حقيبة الإسعافات الأولية، أو وسادة صغيرة، أو كابلات توصيل وشحن الهاتف، وصولا إلى الوجبات الخفيفة والنظارات الشمسية أو حتى بعض أدوات النظافة والعناية الشخصية والإمدادات الأخرى التي عادة ما ينتهي بها المطاف في صندوق القفازات لفترات طويلة، فأنت لا تعرف أبدا متى قد تواجه حالة طارئة أو ينتهي بك الحال عالقا على جانب الطريق.
ومع ذلك، يتضح أن بعض الأشياء الشائعة في سياراتنا لا تنتمي إلى هذا المكان أبدا. إذ قد ينتهي بها الأمر إلى التعرض للتلف بسبب درجات الحرارة العالية أو البرودة الشديدة، ومن أبرز تلك المقتنيات:
زجاجات المياه البلاستيكية
أحد المخاوف الأساسية من ترك زجاجات المياه البلاستيكية في السيارة هو احتمال تسرب المواد الكيميائية من البلاستيك إلى المياه الراكدة داخلها. يحدث هذا نتيجة تعرض الزجاجات لدرجات حرارة مرتفعة، مما يؤدي إلى تحلل بعض المركبات الكيميائية مثل “ثنائي الفينول أ” (BPA) والأنتمون، اللذين يرتبطان بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب.
علاوة على ذلك، يقول الخبراء إن أي زجاجة تم فتحها وتركها في سيارة ساخنة ستؤدي إلى نمو البكتيريا الضارة، وبالتالي تصبح المياه فيها غير قابلة للاستهلاك.
إحذروا زجاجات البلاستيك داخل السيارة.. قد تسمم جسمكم!
كشف بحث جديد نتائج صادمة حول الزجاجات البلاستيكية التي تترك داخل السيارات، محذرا من أن شرب الماء بداخلها يمكن أن يؤدي إلى تسمم تدريجي للجسم.
وأوردت الدراسات أن ما يصل إلى 80% من أنواع المياه المعبأة المتوفرة في الأسواق تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة ومواد كيميائية غير معلنة، ترتبط بمجموعة خطيرة من الأمراض تشمل السرطان، واضطرابات الخصوبة، وتأخر النمو لدى الأطفال، بالإضافة إلى الأمراض الأيضية مثل السكري، وفق ما نقلته “ديلي ميل” البريطانية.
كما أن خطر هذه المواد يزداد بشكل كبير عند التعرض للحرارة، كما يحدث عندما تترك الزجاجات داخل مركبات مغلقة في الأيام الدافئة دون تشغيل مكيف الهواء.
وفي تجربة مثيرة أجراها باحثون من جامعة نانجينغ الصينية، تعرضت زجاجات مياه بلاستيكية لدرجة حرارة مرتفعة تبلغ 70 درجة مئوية لمدة أربعة أسابيع. والنتائج كانت صادمة، فقد أظهرت التحاليل أن الزجاجات المصنوعة من مادة البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) أطلقت معدنا ثقيلا ساما يعرف بالأنتيمون، بالإضافة إلى مادة بيسفينول أ (BPA) الخطرة في الماء.
ويسبب التعرض للأنتيمون أعراضا فورية مثل الصداع والدوار والغثيان وآلام البطن، بينما تؤدي الآثار طويلة المدى إلى التهاب الرئتين وقرح المعدة. أما مادة بيسفينول أ فترتبط بمخاطر أكثر خطورة تشمل السرطان وأمراض التوحد ومشاكل القلب والشرايين وحتى الوفاة المبكرة.
كذلك، تكشف بيانات مراكز السيطرة على الأمراض أن درجة الحرارة داخل سيارة مغلقة في يوم دافئ (27 درجة مئوية) يمكن أن ترتفع إلى 43 درجة مئوية خلال 20 دقيقة فقط، وإلى 48 درجة بعد 40 دقيقة، وصولا إلى 51 درجة مئوية بعد ساعة واحدة فقط.
وهذه ليست الدراسة الوحيدة التي تحذر من هذه الظاهرة، ففي عام 2023، أكد باحثون من جامعة مكغيل الكندية أن أربعة أنواع شائعة من البلاستيك، بما فيها البولي إيثيلين، تطلق جسيمات دقيقة ونانوية عند تعرضها لدرجة حرارة 37 درجة مئوية فقط. وفي المقابل، فإن العينات التي احتفظ بها في ثلاجة عند 4 درجات مئوية لم تظهر أي إطلاق لهذه الجسيمات.
وهذه الجسيمات متناهية الصغر، المعروفة باسم “اللدائن النانوية”، تعد الأكثر خطورة لقدرتها على اختراق خلايا الدم والدماغ مباشرة، حاملة معها مواد كيميائية مثل الفثالات التي تزيد من متانة البلاستيك ومرونته.
ويرتبط التعرض للفثالات بمشاكل صحية متنوعة تتراوح بين العيوب الخلقية والسرطان والخرف والربو والعقم وصعوبات التعلم لدى الأطفال.
مستحضرات العناية بالبشرة
كثيرون قد يتركون بعض الأدوات اللازم استخدامها عند الخروج من المنزل في سياراتهم لتوفير الوقت، ومن بينها مثلا واقي الشمس أو الكريمات المرطبة أو حتى بعض مستحضرات التجميل.
لكن يتضح أن المكونات النشطة في واقي الشمس مثلا، تتحلل عند ارتفاع درجة الحرارة لوقت طويل، ما يقلل من فعاليته. وهو الأمر الذي ينطبق بصورة أخرى أيضا على المرطبات الجلدية، التي قد تنفصل مكوناتها بسبب الحرارة أو البرودة الشديدة.
بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب الحرارة في انفجار العبوات المليئة بالمستحضرات بسبب تفاعلها مع البلاستيك وإفراز الغازات التي تتجاوز سعة هذه الحاويات، فتتعرض السيارة للضرر الذي ربما لا تزول آثاره حتى بعد التنظيف العميق.
مستحضرات العناية بالبشرة تتحلل عند ارتفاع درجة الحرارة لوقت طويل، ما يقلل من فعاليتها (شترستوك)
بعض العقاقير والمسكنات
عادة ما تكون درجة حرارة المنتجات العلاجية الشائعة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الباراسيتامول والمسكنات الأخرى حوالي 25 درجة مئوية كحد أقصى، قد تسبب درجات الحرارة العالية للغاية في فصل الصيف، أو شديدة البرودة شتاء، مما قد يجعل المركبات الفعالة في هذه الأدوية تفقد تأثيرها ويجعلها بلا جدوى.
لذلك من الضروري التأكد من التحقق من الملصق على المنتج لمعرفة إذا ما كان الدواء الخاص بك مصنفا بدرجة حرارة محددة لا ينبغي تجاوزها لفترات طويلة، خاصة إذا كنت بحاجة إليه لعلاج حالة صحية معينة، مثل أدوية الضغط أو السكري.
الأطعمة
إذا كنت قد انتهيت من جولة التسوق الأسبوعية، لكنك تحتاج إلى إتمام بعض المشاوير، لا تحاول أن تترك منتجات البقالة في سيارتك لبضع ساعات لحين الانتهاء.
إذ يجب وضع الأطعمة القابلة للتلف في الثلاجة خلال ساعتين على الأكثر من الشراء. وفي فصل الصيف أو بعض الدول العربية ذات المناخ القاسي، قد تكون الفترة أقصر من ذلك بكثير، وذلك منعا لتلف المنتج أو تفاعله مع الأغلفة التي عادة ما تكون مصنوعة من البلاستيك. كما قد تهددك المنتجات المُعلبة بالانفجار إذا ما تُركت لساعات طويلة في حرارة عالية.
الأمر نفسه ينطبق على منتجات التسالي والوجبات الخفيفة التي قد تفكر في تركها في سيارتك تحسُّبا للشعور بالجوع في مشوارك المقبل.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com