
ألا يمكنك العثور على مفاتيح سيارتك؟ هل تنسى قائمة البقالة؟ ألا تستطيع تذكر اسم مدربك الشخصي المفضل لديك في الصالة الرياضية؟ لست وحدك من يعاني من هذه الأمور، فالجميع ينسى الأشياء بين الحين والآخر. ومع ذلك، لا تستخف بفقدان الذاكرة.
في المقال التالي سنستعرض مفهوم الذاكرة وكيف يفقدها الإنسان ومخاطرها وأنواعها وطرق تقوية الذاكرة وزيادة التركيز.
ما هو فقدان الذاكرة؟
حالة مرضية تصيب الإنسان عندما تكون لديه مشكلات مستمرة في تذكر الأشياء التي كان يستذكرها سابقاً، وقد تكون مؤقتة أو دائمة ومن المرجح أن تحدث بعض أشكاله مع التقدم في العمر. أما عن طريقة حدوثها، فيمكن أن تحدث عندما لا تعمل مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة كما ينبغي. إلا أنه من المهم أيضاً معرفة أن الصعوبات الطفيفة في الذاكرة مثل استغراق وقت أطول لتذكر الأشياء تعتبر نموذجية مع التقدم في العمر.
ما هي أنواع فقدان الذاكرة؟
يمكن أن يكون فقدان الذاكرة حاداً ويحدث فجأة، ويمكن أيضاً أن يكون متقدماً، مما يعني أنه يحدث بشكل متكرر ويزداد سوءً بمرور الوقت.
فقدان الذاكرة الحاد: يُعرف عادةً بالفقدان الفجائي، ويحدث هذا عادةً بسبب مرض مفاجئ أو إصابة أو أحداث أخرى تعطل عمليات الذاكرة.
فقدان الذاكرة التدريجي: وهو الذي يحدث تدريجياً، وقد يكون في بعض الأحيان من أحد أعراض مرض تنكسي في الدماغ.
ما هي أولى علامات فقدان الذاكرة؟
من المهم أن نفهم أن فقد الذاكرة التدريجي ليس مجرد تباطؤ في التذكر، بل هو أحد أعراض الضعف الإدراكي المعتدل (MCI) ويحدث هذا عندما تكون هناك تغييرات ملحوظة في الذاكرة أو جوانب أخرى من الإدراك مثل اللغة. قد يستغرق فقد الذاكرة التدريجي الذي يصبح أكثر حدة من الاختلال المعرفي المعتدل سنوات قبل أن يصبح واضحاً، لكن في بعض الأحيان تتسارع الحالات مما يتسبب في حدوث فقدان للذاكرة على مدار عدة أشهر أو بضع سنوات.
أسباب النسيان وعدم التركيز
هناك العديد من العوامل التي من شأنها أن تسبب النسيان وعدم التركيز، مثل:
1. مشكلات النوم
تتعدد مشكلات النوم التي من الممكن أن تؤدي إلى النسيان وعدم التركيز، حيث أن قلة ساعات النوم أو الحصول على ساعات طويلة من النوم غير المريح تسبب الشعور بالإرهاق الذي من شأنه أن يؤدي إلى خلل في العمليات الإدراكية.
كما أن انقطاع التنفس أثناء النوم يُعد سببًا من أسباب النسيان؛ إذ أنه يسبب خللًا في وصول الأكسجين إلى الدماغ خلال النوم، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع القدرات الإدراكية المختلفة.
2. مشكلات الغدة الدرقية
تُعد مشكلات الغدة الدرقية أحد أسباب النسيان وعدم التركيز، إذ أن فرط نشاط الغدة الدرقية وكسلها قد يؤديان إلى فقدان الذاكرة، حيث من الممكن أن يظهر انكماش في حجم الحصين الذي يُعد جزءًا مهمًا من الأجزاء المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ.
3. المشكلات النفسية
المشكلات النفسية هي أحد أسباب النسيان وعدم التركيز، إذ إن التعرض للتوتر الحاد قصير المدى قد يسبب مشكلات في الذاكرة اللحظية، بينما قد يسبب التعرض للتوتر طويل الأمد إلى الخرف؛ لأن التوتر يسبب تراجعًا في القدرة على تكوين الذكريات الجديدة والقدرة على استرجاع الذكريات القديمة.
كما أن الاكتئاب قد يسبب ضعف التركيز، ومن الممكن كذلك أن تسبب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة تفعيل استجابة الكر أو الفر (Fight or flight)، الأمر الذي يضعف من قدرة الدماغ على التركيز في المهام الأخرى.
4. اختلال الهرمونات
قد يسبب اختلال الهرمونات النسيان وعدم التركيز، حيث أن التغيرات الهرمونية المرافقة للحمل بالإضافة إلى التغيرات النفسية والجسدية قد تسبب بعض المشكلات الإدراكية المؤقتة، كما أن التغيرات الهرمونية التي تحدث في سن اليأس قد تتسبب بالعديد من المشكلات التي تسبب عدم التركيز مثل اضطرابات النوم.
5. العلاجات المختلفة
يُعد استخدام بعض الأدوية سببًا من أسباب النسيان وعدم التركيز، فاستخدام بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم والأدوية المهدئة والأدوية المضادة للاكتئاب قد يعطي تأثيرًا مهدئًا للدماغ، الأمر الذي يصعّب من عملية التركيز على المهام الجديدة.
وقد يسبب الخضوع إلى العلاج الكيماوي ضبابية الدماغ التي تتمثل بعدم التركيز، كما أن التعرض إلى العلاج بالصدمة الكهربائية قد يؤدي إلى فقدان الذاكرة الجزئي.
6. العزلة الاجتماعية:
للعزلة الاجتماعية آثار سلبية على صحة الدماغ فقد تؤدي إلى الاكتئاب وضعف الذاكرة، كما أنها قد تحرم الدماغ من التحفيز اللازم للحفاظ على صحته.
7. نمط الحياة الكسول:
عندما يصبح الجسم خاملا، فإنه يؤثر على الدماغ أيضا، كما إن عدم ممارسة الرياضة أو النشاط البدني لفترات طويلة يعرض الشخص لخطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر ومشكلات صحية أخرى.
8. الإفراط في تناول الوجبات السريعة
الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة المصنعة مثل الهمبرجر والبطاطس المقلية ورقائق البطاطس والمشروبات الغازية قد يعانون من صغر حجم مناطق الدماغ المسؤولة عن التعلم والذاكرة والصحة النفسية.
ولكن تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية مثل التوت والحبوب الكاملة والمكسرات والخضراوات الورقية الخضراء يدعم وظائف الدماغ ويسهم في إبطاء التدهور المعرفي.
9. سماعات الأذن
رفع صوت سماعات الأذن إلى الحد الأقصى يشكل خطرا جسيما على حاسة السمع، حيث قد يؤدي إلى تلف دائم في غضون نصف ساعة فقط، كما أن ضعف السمع لدى كبار السن يرتبط بمشكلات دماغية خطيرة مثل مرض ألزهايمر وتلف أنسجة المخ.
ويعتقد أن السبب وراء ذلك هو الجهد الكبير الذي يبذله الدماغ لفهم الأصوات المحيطة عند ضعف السمع، مما يعيق قدرته على معالجة وتخزين المعلومات المسموعة، لذا، من الضروري جدًا خفض مستوى صوت سماعات الأذن، وعدم الاستماع بشكل متواصل لأكثر من ساعتين لحماية السمع وصحة الدماغ على المدى الطويل.
10. أسباب أخرى
هناك بعض أسباب النسيان وعدم التركيز الأخرى، مثل:
- نقص فيتامين ب12.
- التقدم في العمر.
- صعوبات التعلم.
- إصابات الرأس.
أعراض النسيان وعدم التركيز
قد يرافق التغيرات الإدراكية عددًا من الأعراض المختلفة اعتمادًا على الأسباب، ومن هذه الأعراض نذكر الآتي:
- آلام الرأس والإرهاق.
- الغثيان والاستفراغ.
- الشعور بالارتباك أو فقدان الوعي.
- تغير في معدل نبضات القلب أو معدل التنفس الطبيعي.
- ظهور اضطرابات في المزاج.
- فقدان التوازن والقدرة على تناسق حركات الجسم.
متى يجب زيارة الطبيب؟
هناك بعض الأعراض التي قد ترافق النسيان أو عدم التركيز والتي تتطلب زيارة الطبيب فور ظهورها، ومن هذه الأعراض نذكر ما يأتي:
- الشعور بصداع شديد لا يتم شفاؤه بالرغم من استخدام المسكنات.
- عدم القدرة على التحدث بشكل طبيعي.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- عدم القدرة على تحريك عضو من أعضاء الجسم أو الشلل الكامل.
- تصلب الرقبة.
- ظهور تغيرات في النظر، مثل: فقدان النظر أو الشعور بألم في العين.
- الإصابة بالنوبات.
نصائح لتحسين الذاكرة
جرِّب هذه الطرق البسيطة لتحسين ذاكرتك.
1. مارس النشاط البدني كل يوم
فالنشاط البدني يزيد من تدفق الدم عبر الجسم بأكمله، بما في ذلك الدماغ، وهذا قد يساعد بدوره في الحفاظ على قوة ذاكرتك.
بالنسبة لغالبية البالغين الأصحاء، توصي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بممارسة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل من تمرينات اللياقة الخفيفة كالمشي السريع، أو 75 دقيقة أسبوعيًا من تمرينات اللياقة الشافة، كالهرولة. ومن الأفضل توزيع هذا النشاط على مدار الأسبوع. وفي حالة عدم توافر الوقت لمُمارسة التمرينات الرياضية، فيمكنك تجربة ممارسة رياضة المشي البسيطة لمدة 10 دقائق خلال اليوم.
2. المداومة على النشاط العقلي
يحافظ النشاط البدني على صحة جسمك بنفس الطريقة التي تحافظ بها الأنشطة التي تشغل عقلك على صحة عقلك. وقد تساعد هذه الأنشطة في تقليل فقدان الذاكرة إلى حدٍّ ما. يمكنك مثلاً حل الكلمات المتقاطعة، أو القراءة، أو المشاركة في الألعاب، أو تعلُّم العزف على أداة موسيقية، أو تجربة هواية جديدة. أو تطوَّع في مدرسة محلية تضّم مجموعة معنية بشؤون المجتمع المحلي.
3. اقضِ وقتًا مع الآخرين
يساعدك التفاعل الاجتماعي على منع الاكتئاب والتوتر اللذين لهما دور مهم في فقدان الذاكرة. ابحث عن فرص للاجتماع مع الأحباء والأصدقاء وغيرهم، خاصةً إذا كنت تعيش بمفردك.
4. ابقَ مرتَّبًا
من المرجح غالبًا أن تنسى أغراضك إذا كان منزلك فوضويًا أو كانت مذكّراتك مبعثرة. دوّن المهام والمواعيد والأحداث الأخرى في دفتر مذكرات أو مفكرة أو برنامج تخطيط إلكتروني خاص. ويمكنك أيضًا ترديد كل بند بصوت عالٍ عندما تدونه مما يساعد في تثبيته في ذاكرتك. واحرص على تحديث قوائم مهامك أولاً بأول. واشطب على المهام التي انتهيت منها. احتفظ بالمحفظة والمفاتيح والنظارات والأغراض الأساسية الأخرى في مكان محدد في منزلك حتى يسهل العثور عليها.
عليك الحد من وسائل التشتت. لا تنفّذ أكثر من مهمة في وقت واحد. وإذا كنت تركز على معلومات تحاول الاحتفاظ بها، فمن المرجح غالبًا أنك ستتذكرها فيما بعد. وقد يساعدك أيضًا أن تربط الأشياء التي تحاول تذكُّرها بأغنية محببة أو فكرة أو مثل آخر مألوف لك.
5. نم جيدًا
يرتبط فقدان الذاكرة بعدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وكذلك النوم المضطرب أو المتقطع. لذا ينبغي أن تجعل الحصول على قسط كافٍ من النوم من أولوياتك؛ حيث يحتاج معظم البالغين إلى النوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة بشكل منتظم. وإذا كان الشخير يسبب لك اضطرابات في النوم، فحدد موعدًا مع الطبيب لأنه قد يسبب انقطاع النفس النومي.
6. اتباع نظام غذائي صحي
الأنظمة الغذائية الصحية مفيدة لصحة الدماغ. لذا، ننصحك بتناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. واعتمِد على مصادر البروتين قليلة الدهون، مثل الأسماك والبقوليات والدواجن منزوعة الجلد. احرص أيضًا على تناول مشروبات صحية مفيدة. تجدُر الإشارة إلى أن الإفراط في تناوُل الكحول يمكن أن يؤدي إلى التشوش وفقدان الذاكرة.
7. تحكم في الأمراض المزمنة
اتبع نصائح الطبيب للتعامل مع الحالات المَرَضية، مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري والاكتئاب وفقدان السمع والسمنة. فكلما اعتنيت بنفسك، أصبحت ذاكرتك أفضل. وراجع أيضًا الأدوية مع الطبيب بانتظام، وذلك لأن بعض الأدوية يمكن أن تؤثر على الذاكرة.
أطعمة لتعزيز الذاكرة وإبطاء النسيان
لتعزيز صحة الدماغ مع اقتراب فصل الخريف، حاول تناول المزيد من الفواكه والخضراوات الموسمية، مثل التوت البري والكرنب الأخضر، والتي تزخر بالمعادن التي تدعم الذاكرة وتُبطئ التدهور المعرفي.
إليك 5 أطعمة تساعد على تعزيز الذاكرة، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث»:
البطاطا الحلوة
البطاطا الحلوة هي جذر برتقالي اللون من الداخل، غني بالبيتا كاروتين وفيتامين «ج» والألياف. وتحتوي البطاطا الحلوة على مضادات الأكسدة التي تقلل الإجهاد التأكسدي وتحسن التواصل بين خلايا الدماغ، وفقاً لألبرت أباييف، أخصائي تغذية سريرية مسجل في مركز «سيدارز سيناي» لإدارة الوزن وصحة الأيض.
وجدت بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات صلة بين البطاطا الحلوة وتحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد التأثير نفسه لدى البشر.
وتظهر دراسات أخرى أن النظام الغذائي الغني بالبيتا كاروتين على المدى الطويل يساعد في الحفاظ على الوظائف الإدراكية، خاصة عند دمجه مع مضادات الأكسدة الأخرى مثل فيتامين «هـ» وفيتامين «ج».
الزنجبيل
يحتوي الزنجبيل على الفيتامينات والمعادن والمركبات النشطة بيولوجياً التي تساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي والالتهاب المزمن، والذي «يعتقد أنه يساهم في مرض ألزهايمر وفقدان الذاكرة المرتبط بالعمر»، كما قالت جايمي موك خبيرة التغذية من لوس أنجليس.
وجدت دراسة عام 2011 أن مستخلص الزنجبيل ساعد في تعزيز الذاكرة لدى مجموعة من النساء في منتصف العمر. كما اقترحت مقالة عام 2021 أن الزنجبيل قد يساعد في الوقاية من الخرف بسبب آثاره المضادة للالتهابات.
الشمندر
الشمندر من الخضراوات الجذرية الملونة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن مثل الفولات والبوتاسيوم والحديد وفيتامين «ج». يساعد الفولات في البنجر على خفض مستويات الهوموسيستئين، وهو حمض أميني يمكن أن يتلف الأوعية الدموية ويساهم في أمراض القلب. كما ترتبط المستويات المرتفعة من الهوموسيستئين بمرض ألزهايمر والخرف.
وترى موك أن البنجر يعتبر أيضاً مصدراً جيداً للنترات الغذائية، التي يحولها الجسم إلى أكسيد النيتريك لتحسين تدفق الدم.
وأضافت: «قد تحمي النترات الغذائية من الخرف وفقدان الذاكرة بسبب طريقة مساعدتها في تحسين تدفق الدم إلى دماغنا».
تشير بعض الأدلة إلى أن عصير الشمندر يمكن أن يدعم الوظيفة الإدراكية. وجدت دراسة عام 2016 أن التمارين الرياضية وعصير الشمندر قد حسّنا بعض الاتصالات الوظيفية في الدماغ مقارنة بالتمرين وحده.
التوت البري
التوت البري هو توت أحمر لاذع يتميز بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات. وجدت دراسة عام 2022 أن تناول كوب صغير من التوت البري يومياً يساعد في دعم أداء الذاكرة وصحة الدماغ لدى كبار السن.
تحتوي هذه الثمار على الفلافونويد، وهي مركبات طبيعية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف المرتبط به.
الخضراوات الورقية
تمتلك الخضراوات الورقية الداكنة مثل الكرنب والسبانخ والكرنب الأخضر فوائد هائلة لصحة الدماغ. تحتوي هذه الخضراوات الورقية على البوتاسيوم والحديد والفيتامينات.
وأظهرت الأبحاث أن إضافة حصة واحدة يومياً من هذه الخضراوات يمكن أن تساعد في إبطاء التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
ختاماً لا بد أن نعلم أن طرق تقوية الذاكرة تعتمد بالدرجة الأولى على نمط الحياة الصحي والغذاء المتوازن، لذا يجب اتباع التعليمات الصحية وممارسة الرياضة واستشارة الطبيب عند أي ملاحظة أي أعراض.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com