يحمل فصل الصيف عدداً من الاضطرابات الصحية التي تستهدف الجسم، وتعتبر المعدة والأمعاء من الأجهزة التي تتأثر سلباً مع ارتفاع درجة الحرارة الشديد، ومع ازدياد الخروج لتناول الطعام خارج المنزل وخاصة مع قدوم موسم الإجازات، بالإضافة إلى انتشار الفيروسات والعدوى البكتيرية والجراثيم وغيرها من الآفات التي تستهدف الصغار والبالغين.
يعتبر التسمم الغذائي من المشكلات الشائعة في فصل الصيف، حيث إن زيادة درجة حرارة الطقس تؤدي إلى سرعة فساد الطعام وتلوثه بالكائنات الدقيقة المعدية، وتكاثر الميكروبات وزيادة تجمع الحشرات، وتتسبب جميعها في انتشار العدوى، وفقاً للدكتور أيسم مطر أخصائي الطب الباطني، وتشمل الميكروبات: فيروس الروتا، بكتيريا الاشريشيا القولونية، الليستيريا التي تنتقل من منتجات الحليب الغير مبسترة، السلمونيلا من اللحوم، والبيض الملوث، بالإضافة إلي الفطريات والطفليات كالأميبا، الجارديا في الخضراوات والفواكه الملوثة، وفي بعض الحالات تحدث الإصابة نتيجة السموم التي تفرزها تلك الكائنات أثناء المراحل المختلفة لتصنيع وإنتاج أو حفظ الأغذية.
يؤكد د.مطر أن معظم حالات التسمم تكون بسيطة أو متوسطة، وفي معظم المرضى تظهر الأغراض مباشرة بعد تناول الأطعمة أو المشروبات، أو خلال عدة أيام، وتظهر على شكل غثيان، تقيؤ، آلام البطن، ارتفاع درجة الحرارة، والإسهال الذي يكون مصحوباً بالمخاط أو الدم، وتختفي علامات المرض تلقائياً دون علاج محدد في بعض الحالات، بينما تتطلب الأعراض الحادة والمستمرة المصحوبة بالجفاف، وفقدان السوائل والمعادن والإملاح إلى التدخل الطبي الطارئ وحتى دخول المستشفى، ويتم التشخيص عادة بالفحص السريري والتاريخ المرضي، ويمكن أن يلجأ الطبيب لإجراء مجموعة من الفحوص كاختبار الدم، وعينة البراز لتحديد نوع العدوى ومدى حدتها.
يشير د.مطر إلى أن معالجة التسمم الغذائي تعتمد على وصف مضادات تقلصات البطن والقيء عند اللزوم، وأدوية تقليل حدة الإسهال مع مراعاة ضرورة تجنب عقاقير مضادات الإسهال التي تبطئ من حركه الأمعاء إذ تبطئ من التخلص من البراز والعامل المسبب للتسمم، وتعويض السوائل والمعادن المفقودة بالمحاليل الفموية أو الوريدية عند الحاجة وخاصة للأطفال وكبار السن، وتستدعي بعض الحالات استعمال المضادات الحيوية عند الإصابة بالتسمم الغذائي البكتيري، ومضادات الطفيليات، والاستمرار في تناول الأطعمة اللينة غير الدهنية، والمشروبات وعدم التوقف تناولها كما يفعل البعض.
ويذكر د.مطر إن الوقاية من التسمم الغذائي تتم عن طريق المحافظة على غسل اليدين بالماء والصابون قبل الطعام، وأثناء إعداده، بالإضافة إلى:-
– التنظيف الجيد لأواني الأطعمة والخضروات والفواكه، وطهو المأكولات لمدة كافية تكفي لقتل الميكروبات، والابتعاد عن تناول الأنواع النيئة وخاصة البيض والأصناف البحرية.
– وضع الأطعمة غير المطبوخة بعيداً عن المأكولات المطهية، وإزالة تجميد اللحوم أو الدواجن أو الأسماك تحت تأثير الميكروويف أو بوضعها في الثلاجة، بدلاً من فك التجميد بتركها في بدرجة حرارة الغرفة لفتره طويلة.
– عدم شرب الحليب من دون بسترته أو غليانه، والماء والمشروبات إن لم تكن في أوعية مغلقة، وتجنب إضافة الثلج المتروك للهواء، مع ضرورة حفظ الأطعمة بشكل صحيح.
– الحرص على أخذ اللقاحات اللازمة،، كالتطعيم المضاد لفيروس الروتا وخاصة للأطفال والتيفود في المناطق المنتشر بها.
يذكر د. أيمن فكري، أخصائي طب الأطفال أن فصل الصيف يتسم بانتشار العدوى والأمراض بين الأطفال، نظراً لارتفاع درجات الحرارة الشديد، وزيادة تكاثر ونمو بعض الأحياء الدقيقة والحشرات الضارة التي تنقل الأمراض للإنسان، مثل: البعوض والناموس والذباب، ويتسبب تعرض الأطفال الزائد لأشعة الشمس بشكل مباشر والخروج في وقت الذروة في الإصابة بضربة الشمس أو الحروق الجلدية، كما تؤدي زيادة التعرق والتعرض لبعض الكيماويات أثناء ممارسة السباحة في التهابات العين والأذن الخارجية والجلد.
ويضيف د.فكري أن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، تتسبب في زيادة انتشار الإصابة بالأمراض الناجمة عن العدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا والحصبة والجدري المائي والتهاب الغدد اللعابية (النكاف)، ولذلك ينصح خبراء الصحة العامة بالحصول على اللقاحات الوقائية، وتجنب الاختلاط بالأطفال المصابين.
يلفت د.فكري إلى أن النزلة المعوية من المشكلات الشائعة بين الفئات العمرية الصغيرة من الرضع والأطفال، ويصاحبها بعض الأعراض كالقيء، الإسهال، آلام ومغص في البطن، وارتفاع في درجة الحرارة في بعض الأحيان، وتحدث هذه الإصابة في أغلب الحالات بسبب العدوى الفيروسية وأشهرها «الروتا» وأحياناً البكتريا وبعض الجراثيم الأخرى، والتي تنتشر بسبب عدم الالتزام والاهتمام بقواعد النظافة الخاصة بالأطعمة والمشروبات، ويتم علاج هذا المرض عن طريق تناول محلول معالجة الجفاف سواء بالفم أو بالوريد في الحالات الشديدة، ووصف الأدوية المناسبة للسيطرة على الأعراض الأخرى المصاحبة.
ويوصي د.فكري ببعض النصائح الوقائية التي تلعب دوراً هاماً في تجنب الإصابة بالأمراض المنتشرة في الصيف للأطفال، مثل:
– التغذية السليمة وتناول كمية وفيرة من السوائل للمحافظة على ترطيب الجلد والجسم، وكذلك الخضراوات والفواكه التي تحتوي على الأملاح والمعادن التي تعوض نسبة المياه المفقودة مع العرق.
– ارتداء الملابس الخفيفة في فصل الصيف، ويفضل الأنواع القطنية أو المصنوعة من الألياف الطبيعية.
– الحرص على التهوية الجيدة للمنزل، والوجود في درجة حرارة الجو المناسبة، والابتعاد عن التعرض المباشر لأشعة الشمس الشديدة، أو تغيير درجة الحرارة بشكل مفاجئ.
– التقليل من تناول الطعام خارج المنزل، والاهتمام بالنظافة العامة وغسل الأيدي بانتظام قبل تناول المأكولات أو المشروبات.
ستة عادات صحية تساهم في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
يؤثر ارتفاع درجات الحرارة الشديد في فصل الصيف، في أداء المعدة والأمعاء لدى العديد من الأشخاص، ويوصي الخبراء بضرورة الالتزام بمجموعة من عادات التغذية السليمة التي تساهم في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
1. الإكثار من الفواكه الطازجة كالبطيخ والتفاح والكمثرى، والخضراوات الورقية والخيار والتوت والذرة والسلطات والماء بالليمون والنعناع، وتجنب الأطعمة الدهنية والمعالجة والمعلّبة والوجبات السريعة.
2. الحد من تناول المنبهات التي تحتوي على مادة الكافيين كالقهوة والمشروبات الغازية، حتى لا تتسبب في تهيج المعدة وجفاف الجسم.
3. الحرص على تناول كميات قليلة من الحلويات التي تحتوي على السكر والنكهات المضافة، حتى لا تتعرض المعدة للآلام ومشاكل الانتفاخ.
4. تناول كمية وفيرة من الماء والسوائل على مدار اليوم للحفاظ على ترطيب الجسم، وتجنب النوم بعد الأكل مباشرة للحد من المعاناة من الحموضة وحرقة المعدة.
5. يساهم اللبن الرائب في تسهيل صحة الهضم وتهدئة المعدة المتهيجة، والتقليل من الشعور بالحموضة، والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
6. تعتبر ممارسة الرياضة الخيار الأمثل للتخلص من عُسر الهضم والانتفاخ والغازات.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com