بكتيريا معدلة وراثيا تنهي عذاب حصوات الكلى

بكتيريا معدلة وراثيا تنهي عذاب حصوات الكلى
بكتيريا معدلة وراثيا تنهي عذاب حصوات الكلى

طوّر باحثون في جامعة ستانفورد الأميركية تقنية مبتكرة قد تغير مستقبل علاج حصوات الكلى المؤلمة، عبر تعديل جيني لبكتيريا الأمعاء لتفكيك مادة “أوكسالات” التي تعد سببا رئيسيا لتكوّن هذه الحصوات.

الخلفية: الدور الطبيعي للكائنات الدقيقة
البكتيريا التي تعيش في الأمعاء والمجرى البولي مرتبطة بشكل كبير بظهور الحصوات في الكلى، خصوصًا من خلال تأثيرها على مركبات مثل الأوكسالات (Oxalate)، وهي مادة تُساهم في تكوين الحصوات.
بعض البكتيريا “النافعة” يمكنها أن تتحطّم الأوكسالات أو تمنع امتصاصها الزائد، مما يقلّل من تركيزها في البول وبالتالي تقليل فرصة التبلور.
لكن البكتيريا الموجودة طبيعيًا في الجسم لها حدود، وقد لا تكون كافية دائمًا للقضاء على المشكلة أو منعها بفعالية كاملة.

الحل المقترح: البكتيريا المعدلة وراثيًا
استخدام الهندسة الوراثية لتعديل البكتيريا (في الأمعاء أو المسالك البولية) بحيث تكتسب قدرات إضافية، مثل:

  • تكسير الأوكسالات أو المركبات الضارة بشكل أكثر كفاءة، قبل أن تُمتص أو تترسب في الكلى.
  • تنظيم توازن الميكروبيوم أو “بيئة البكتيريا” في الجهاز الهضمي أو البولي، بحيث تُثبّت البكتيريا المفيدة وتُقلل البكتيريا الضارّة.
  • التعبير الجيني للبروتينات المفيدة التي تساعد في منع تكوّن البلورات أو تعرقل نمو الحصوات.
  • بهذا الأسلوب، لا يُعطَى المريض دواءً خارجيًا فقط، بل تُحفَّز “ميكروبيوم الجسم” ليقوم بدور وقائي وعلاجي داخلي.

المزايا المتوقعة

  • طريقة دقيقة تستهدف المصدر الداخلي لتكوّن الحصوات وليس مجرد علاج الأعراض.
  • أقل عبئًا على الجسم من الأدوية التقليدية، وقد تُقلل الحاجة إلى تدخلات جراحية أو تفتيت الحصوات.
  • إمكان تطبيقها بشكل دائم إذا استقرت البكتيريا المهندَسة في الأمعاء أو المسالك البولية.

التحديات والاحتياطات

  • التأكّد من سلامة هذه الكائنات المعدّلة وعدم تسببها بأضرار (مثلاً نمو بكتيريا غير مرغوب فيها).
  • ضمان أنها تستقر في الجسم وتعمل بشكل ثابت على المدى الطويل.
  • دراسات سريرية كثيرة لازمة قبل اعتمادها كعلاج فعلي في البشر.
  • الاعتبارات الأخلاقية والتنظيمية في استخدام الكائنات المعدلة وراثيًا في الجسم البشري.

وقد أجرى الباحثون تجربة سريرية شارك فيها 51 متطوعا، من بينهم 12 مصابا بفرط “أوكسالات البول المعوي”، وهو أحد الأسباب الشائعة لتكرار تشكل حصوات الكلى. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:

  • الأولى تناولت كبسولات تحتوي على بكتيريا معدلة وراثيا، بينما تلقت الثانية دواء وهميا، واستمر العلاج لمدة شهر واحد. كما تناول جميع المشاركين مسحوق “البورفيرين” المذاب في الماء مع دواء مضاد لحموضة المعدة، لتهيئة بيئة مناسبة لنشاط البكتيريا. وبعد انتهاء التجربة، أظهرت النتائج انخفاضا ملحوظا في مستويات “الأوكسالات” لدى المجموعة التي استخدمت البكتيريا المعدلة مقارنة بالمجموعة الأخرى.

آلية عمل البكتيريا المعدلة

قام الباحثون بتعديل سلالة من بكتيريا الأمعاء (Phocaeicola vulgatus) لتمكينها من تحليل “أوكسالات”، وهي مادة موجودة بكميات عالية في أطعمة مثل السبانخ والمكسرات والشوكولاتة الداكنة والشاي. كما جعلوا البكتيريا تعتمد على مادة “بورفيرين” كمصدر غذائي – كربوهيدرات لا تستطيع معظم بكتيريا الأمعاء هضمها – ما يمنحها القدرة على البقاء أطول فترة ممكنة داخل الأمعاء.

وقال الدكتور ويستون ويتاكر، قائد الدراسة، إن اعتماد البكتيريا على “بورفيرين” يمنح الباحثين “مفتاح قتل”، يمكن من خلاله إيقاف عمل البكتيريا ببساطة عن طريق التوقف عن تناول المسحوق يوميا.

آفاق مستقبلية
يعتقد ويتاكر أن هذه الطريقة قد تُستخدم لعلاج أو الوقاية من أمراض معوية أخرى، بما في ذلك داء التهاب الأمعاء وبعض أنواع السرطان، ويجري الفريق حاليا تجارب على مرضى متلازمة القولون العصبي.

آراء الخبراء
رحب البروفيسور كريس إيدن، استشاري أمراض المسالك البولية، بالدراسة، لكنه أكد أنها ما تزال في مراحلها الأولى: “قد يكون هذا مفيدا لمجموعة محددة من المرضى الذين يعانون من حصوات الكلى المتكررة، خصوصا أولئك الذين لا يستجيبون للنظام الغذائي منخفض الـ”أوكسالات””.

وبدوره، قال الدكتور ديفيد ريجلار، الأستاذ المساعد في هندسة الأحياء: “هذا بحث مهم، واختبار هذه التقنية في تجارب سريرية بشرية أمر بالغ الأهمية. هناك جوانب مجهولة كثيرة حول كيفية تفاعل بكتيريا الأمعاء مع أجسامنا، ما يشكل تحديا أمام هندسة الميكروبيوم”.

المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com

عن admin

إن موقع 123 إسعاف هو موقع طبى معلوماتى ينتمى إلى ما يسمى بالطب الوقائى للأسرة و عن هذا الطب الوقائي للأسرة فهو فرع كامل من فروع علوم الطب الكثيرة ، إلا انه قد تم إهماله في عالمنا العربي بشكل غريب من قبل الجميع سواء وسائل الإعلام العربية أو حتى الأطباء العرب أنفسهم ، أما في الدول الغربية فنرى النقيض تماما ، حيث أعطوه من الاهتمام ما يستحق و يساوى قيمته . مع تحيات موقع اسعاف الطبي www.123esaaf.com
هذه المقالة كُتبت في التصنيف أخبار طبية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.