هل تواجه صعوبة في النوم ليلاً؟ هل تستيقظ مرهقًا رغم محاولتك الحصول على قسط كافٍ من النوم؟ من الممكن أن يكون السبب وراء ذلك مرتبطًا بصحة جهازك الهضمي.
إذ يتساءل الكثيرون؛ هل جرثومة المعدة تسبب قلة النوم؟ رغم أن الإجابة ليست مباشرة تمامًا، إلا أن هناك علاقة وثيقة بينهما تستحق الاستكشاف.
في كشف علمي لافت، رجّحت دراسة حديثة نُشرت في مجلة General Psychiatry أن السبب وراء معاناة ملايين الأشخاص من الأرق قد يكمن في الميكروبيوم المعوي، أي البكتيريا التي تعيش داخل الأمعاء، أكثر من ارتباطه بالعوامل التقليدية مثل القلق أو انعدام الراحة الجسدية.
قاد فريق البحث، برئاسة البروفيسور شانغيون شي من جامعة نانجينغ الطبية في الصين، تحليلًا لبيانات أكثر من 386 ألف شخص مصاب بالأرق، ومقارنتها بمعلومات ميكروبيومية لنحو 26 ألف شخص.
وأظهرت النتائج وجود علاقة مباشرة بين تركيبة بكتيريا الأمعاء واحتمالات الإصابة باضطرابات النوم.
ما هي جرثومة المعدة؟
قبل أن نصل إلى إجابة السؤال: هل جرثومة المعدة تسبب قلة النوم؟ دعونا نتعرف على هذه البكتيريا الشائعة.
تُعرف جرثومة المعدة، أو Helicobacter pylori (H. pylori)، بأنها بكتيريا لولبية الشكل تعيش في عمق بطانة المعدة، كما تُعتبر هذه البكتيريا الجانية الرئيسية وراء العديد من مشكلات الجهاز الهضمي، مثل:
- التهاب المعدة المزمن: وهو التهاب يؤثر في بطانة المعدة، مما يتسبب في الشعور بعدم الراحة.
- قرحة المعدة والاثني عشر: حيث تتكون تقرحات مؤلمة في بطانة المعدة، أو في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، مما يسبب آلامًا حادة.
- عسر الهضم الوظيفي: هي مجموعة من الأعراض، التي تتضمن الشعور بالألم، أو الانزعاج في الجزء العلوي من البطن، مما يثقل كاهل المصاب.
- وفي حالات نادرة، قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، مما يثير القلق.
- تنتشر هذه البكتيريا في جميع أنحاء العالم، حيث يحملها حوالي نصف سكان الأرض، لكن من الجدير بالذكر؛ إلى أن ليس كل من يحملها يعاني أعراضًا واضحة.
هل جرثومة المعدة تسبب قلة النوم؟
على الرغم من أن قلة النوم ليست من المؤشرات الرئيسية، أو الواضحة لجرثومة المعدة، إلا أن تأثير هذه الجرثومة قد يمتد إلى جودة النوم بشكل غير مباشر، عبر الأعراض التي تثيرها، وتسبب إزعاجًا للنوم. وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز الأسباب، التي ينتج عنها قلة النوم:
الألم والاضطراب:
تُعتبر جرثومة المعدة سببًا رئيسيًا في التهاب بطانة المعدة (التهاب المعدة)، أو الاثني عشر، وقد تُؤدي إلى ظهور قرحة في المعدة، أو الاثني عشر.
هذه الحالات قد تُثير ألمًا حادًا في الجزء العلوي من البطن، مصحوبة بشعور لاذع بالحرقة، أو حتى الغثيان، خاصةً في ساعات الليل عند الاستلقاء.
هذا الألم والاضطراب يمكن أن يُعيق الشخص عن النوم السليم، أو يُوقظه من غفوته، مما يؤدي إلى انقطاع النوم وقلة راحته.
ارتجاع المريء
هل جرثومة المعدة تسبب قلة النوم؟ رغم أن العلاقة ليست دائمًا واضحة، إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى أن عدوى جرثومة المعدة قد تزيد حدة أعراض ارتجاع المريء لدى بعض الأفراد، لا سيما في حالات ارتجاع الحمض الصامت.
كما يمكن أن يؤدي الشعور بالحموضة المعوية، وارتجاع الحمض إلى المريء إلى إحساس مؤلم بالحرقة في الصدر والحلق، مما يُسبب إزعاجًا شديدًا أثناء النوم، خصوصًا عند الاستلقاء.
الانتفاخ والغازات
تلعب جرثومة المعدة دورًا في إثارة الاضطرابات الهضمية، مثل الانتفاخ وتكوين الغازات، مما يخلق شعورًا بالامتلاء قد يُسبب عدم الراحة، ويحول دون الحصول على نوم هانئ.
القلق والتوتر
يُمكن أن تؤثر الأمراض المزمنة، مثل تلك الناتجة عن جرثومة المعدة، والتي تسفر عن أعراض مزعجة ومتواصلة، بشكل كبير على الصحة النفسية للفرد.
كما أن الألم المستدام وعدم الارتياح، إلى جانب التفكير المفرط في المرض، قد يؤدي إلى تصاعد مستويات القلق والتوتر، وهما من العناصر المعروفة، التي تمنع الحصول على نوم مريح.
تأثير الأدوية
في بعض الأحيان، قد تؤدي الأدوية المعتمدة لعلاج جرثومة المعدة، مثل المضادات الحيوية، ومثبطات مضخة البروتون، إلى ظهور آثار جانبية غير مرغوب فيها، مثل الغثيان أو الإسهال، أو اضطرابات الجهاز الهضمي، مما قد ينعكس سلبًا على جودة النوم.
هل مشاكل الجهاز الهضمي تُؤثر في النوم؟
تُعد الإجابة عن هذا السؤال، مرتبطة بالإجابة عن سؤال هل جرثومة المعدة تسبب قلة النوم؟، إذ تُشير العديد من الأبحاث إلى أن المرضى، الذين يُعانون اضطرابات مزمنة في الجهاز الهضمي، مثل التهاب المعدة والقرحة، غالبًا ما يواجهون تدهورًا في جودة نومهم، ويمرون بفترات من الأرق المتواصل.
ونظرًا، لأن جرثومة المعدة تُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشكلات، فإنه من المنطقي أن تؤثر بشكل غير مباشر على نمط النوم، وذلك، بسبب أن الرابطة بين الألم المزمن، وضعف النوم مدعومة بشهادات علمية واضحة، فإذا كانت جرثومة المعدة تُثير آلامًا، أو تخنق الراحة، فمن المحتمل أن يكون لذلك تأثير سلبي على النوم.
بكتيريا تزيد الخطر وأخرى تحمي منه
توصل الباحثون إلى أن 14 مجموعة بكتيرية ارتبطت بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بالأرق، في حين ارتبطت 8 مجموعات أخرى بانخفاض هذا الخطر.
كما كشف التحليل أن الأرق ذاته قد يغيّر الميكروبيوم المعوي، مُضعفاً بعض أنواع البكتيريا بنسبة تصل إلى 79%، بينما يضاعف أخرى بأكثر من أربع مرات، وفقاً لما ورد في “دايلي ميل”.
ولفتت الدراسة إلى بكتيريا Odoribacter التي ارتبط وجودها بمستويات مرتفعة بصحة معوية أفضل وانخفاض معدلات الالتهاب، في حين ارتبط نقصها بالإصابة بالسمنة، والسكري من النوع الثاني، وأمراض الأمعاء المزمنة.
أهم 7 نصائح لتحسين النوم أثناء علاج جرثومة المعدة
عند خضوعك لعلاج جرثومة المعدة (Helicobacter pylori)، قد تؤثر الأعراض الجانبية للعلاج، أو حتى الآثار المتبقية من الجرثومة، بشكل ملحوظ على جودة نومك، لذلك، يُعد الحصول على قسط وافر من النوم المريح ضروريًا ليس فقط لراحتك الشخصية، بل أيضًا لتعزيز عملية شفاء جسمك وتجديد طاقته.
1. الالتزام التام بالخطة العلاجية
تُعتبر هذه النصيحة الأهم بلا منازع، إذ يحتاج علاج جرثومة المعدة إلى دقة متناهية والتزام راسخ:
تناول الأدوية في أوقاتها وبالكميات المحددة: فالمضادات الحيوية ومثبطات حمض المعدة، (مثل مثبطات مضخة البروتون – PPIs) تعمل بتناغم لتدمير البكتيريا وتقليل الالتهاب، كما أن عدم الالتزام قد يؤدي إلى فشل العلاج، وظهور سلالات مقاومة، واستمرار الأعراض المزعجة التي تعكر صفو النوم.
أكمل العلاج بالكامل: حتى وإن شعرت بتحسن، لا تتوقف عن تناول الأدوية قبل انقضاء المدة التي حددها طبيبك.
الهدف من ذلك، هو القضاء على الجرثومة بأسرع، وأفضل طريقة ممكنة لتخفيف الأعراض، التي تسبب الاضطراب في النوم.
2. إدارة النظام الغذائي بحكمة (خصوصًا قبل النوم):
إن الخيارات الغذائية التي تختارها، وموعد تناولها، تكتسب أهمية بالغة في تخفيف الأعراض الهضمية، التي قد تعكر صفو نومك.
تجنب الأطعمة والمشروبات المهيجة:
- الأطعمة الدهنية والمقلية: بطء هضمها يزيد فرص الارتجاع، والحموضة بشكل ملحوظ، مما يجعلها تجلب لك الآلام.
- الأطعمة الحارة والتوابل القوية: تمتلك قدرة على تهييج بطانة المعدة، مما يفاقم الألم ويزيد الانزعاج.
- الأطعمة الحمضية: كالأحماض الموجودة في الحمضيات وعصائرها، والطماطم ومنتجاتها، فإنها ترفع من مستوى حموضة المعدة، مما يسبب الإزعاج.
- الشوكولاتة والنعناع: لهما تأثير مريح على العضلة العاصرة للمريء، مما يعزز من احتمالية الارتجاع.
- الكافيين: (مثل القهوة، الشاي، والمشروبات الغازية) يعد منبهًا يؤثر سلبًا على النوم، كما أنه قد يزيد حموضة المعدة، ومن الأفضل تجنبه قبل النوم بعدة ساعات.
- المشروبات الغازية: هل جرثومة المعدة تسبب قلة النوم؟ قد تكون الإجابة نعم؛ لذلك، تجنب المشروبات الغازية، لأنها تؤدي إلى الانتفاخ وإنتاج الغازات، مما يسبب لك الشعور بعدم الراحة.
- الكحول: على الرغم من أنه قد يمنحك شعورًا بالنعاس في البداية، إلا أنه يخل بتوازن دورات النوم الطبيعية، ويزيد فرص الارتجاع.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة: بدلًا من الاعتماد على 3 وجبات كبيرة، وزع طعامك على 5-6 وجبات صغيرة خلال اليوم، مما يعمل على تخفيف الضغط عن معدتك، ويمنحها راحة أكبر.
- تجنب تناول الطعام قبل النوم بفترة تتراوح بين 2-3 ساعات على الأقل: فإعطاء معدتك الوقت الكافي لهضم الطعام قبل الاستلقاء، يسهم بشكل كبير في تقليل احتمالية الارتجاع، وحرقة المعدة أثناء الليل.
3. رفع رأس السرير:
إذا كنت تعاني ارتجاع المريء، أو حرقة المعدة، فإن رفع رأس السرير بضعة سنتيمترات يُسهم في استخدام الجاذبية لإبقاء حمض المعدة في مكانه، مما يخفف من شعور الانزعاج.
يُفضل استخدام وسادة إسفنجية مائلة مخصصة لحالات الارتجاع، أو وضع كتل خشبية أو كتب تحت أرجل السرير في المقدمة، بدلاً من الاعتماد فقط على وسائد إضافية تحت الرأس، إذ إن ذلك قد يؤدي إلى انحناء الرقبة، وزيادة الضغط على منطقة البطن.
4. النوم على الجانب الأيسر:
يوصي بعض الخبراء بأن النوم على الجانب الأيسر، يمكن أن يُساهم في تقليل أعراض ارتجاع، مما يُعزز من الراحة أثناء النوم.
5. إدارة التوتر:
يمكن أن يُعزز التوتر والقلق من حدة أعراض جرثومة المعدة، ويُعكر صفو النوم بشكل ملحوظ.
تقنيات الاسترخاء: مثل، التأمل، أو ممارسة تمارين التنفس العميق، أو اليوغا أو التمدد اللطيف.
ابتعد عن الأنشطة المحفزة: مثل مشاهدة التلفاز، أو استخدام الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية قبل النوم بساعة على الأقل، فالتعرض للضوء الأزرق المنبعث منها يُعيق إفراز الميلاتونين.
6. اتباع عادات النوم الصحية العامة
تُعتبر بمثابة الأساس لجودة النوم لأي فرد، وتكتسب أهمية خاصة عند مواجهة تحديات صحية متنوعة. وتتمثل في:
الحفاظ على جدول نوم ثابت.
الاستيقاظ مبكرًا والتعرض لضوء الشمس.
ممارسة الرياضة بانتظام.
تجنب القيلولة الطويلة أو المتأخرة.
7. استشارة الطبيب مرة أخرى
هل جرثومة المعدة تسبب قلة النوم؟ إذا استمرت مشكلات النوم مستمرة، رغم اتباع جميع النصائح والتعليمات لعلاج جرثومة المعدة، فمن الأفضل؛ أخذ مشورة طبيبك، لمعرفة الأسباب الخفية وراء قلة النوم.
الخلاصة
رغم أن جرثومة المعدة ليست السبب المباشر لاضطرابات النوم، إلا أن الأعراض المترتبة عليها، كالألم وعدم الارتياح، وارتجاع المريء والشعور بالقلق، يمكن أن تؤثر بعمق على نوعية وجودة النوم.
ومن خلال معالجة جرثومة المعدة، والسيطرة على الأعراض، بالإضافة تبني أسلوب حياة صحي في النوم، يمكن تحسين جودة النوم، واستعادة توازن الحياة الطبيعية برفقة راحة أكبر، ومن الحكمة دائمًا استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق، وعلاج ملائم، وبهذا قد تكون الإجابة؛ عن هل جرثومة المعدة تسبب قلة النوم؟ واضحة.
آفاق علاجية جديدة
يرى الباحثون أن النتائج قد تمهد لتطوير علاجات مبتكرة للأرق، من خلال تعديل الميكروبيوم باستخدام البروبيوتيك والبريبايوتيك، أو عبر تقنيات أكثر تقدّماً مثل زراعة بكتيريا الأمعاء.
وبحسب هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS)، يعاني نحو ثلث البريطانيين من الأرق، وهي نسبة مشابهة للمسجّلة في الولايات المتحدة.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com
