هل يجب القلق من جدري القردة

هل يجب القلق من جدري القردة
هل يجب القلق من جدري القردة

«جدري القردة» هو عدوى فيروسية نادرة توجد عادة في مناطق وسط وغرب إفريقيا. يبدأ المرض في الحيوانات، لكنه انتقل أيضاً إلى البشر خلال الخمسين عاماً الماضية.

وعادة، لا ينتشر جدري القردة» بسهولة بين الناس، حيث يتطلب الاتصال الجسدي الوثيق لنقل الفيروس إلى الجسم.
ويمكن أن يحدث ذلك عبر الجلد المتشقق، أو العينين، أو الأنف، أو الفم، أو من خلال الرذاذ التنفسي للأشخاص المصابين. أو استعمال أغراضهم الشخصية، مثل الملابس، والفراش، والمناشف.
وتصف المنظمة المرض بأنه محدود ذاتي، ويتعافى معظم المصابين في غضون أسابيع قليلة، من دون الحاجة إلى علاج. ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض أكثر شدة، بخاصة للأطفال الصغار، والنساء الحوامل، والأفراد ذوي المناعة الضعيفة.

أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام لقاحات معتمدة لمكافحة مرض «جدري القردة»، الذي ظهر في إفريقيا، وأطلقت خلال الأيام الماضية، بروتوكول استعمال الطوارئ لتسريع توفير اللقاحات للدول الفقيرة.
وقالت المنظمة إنها تطلب تمويلاً فورياً قدره 15 مليون دولار، لدعم أنشطة الرصد والاستجابة، وضخت مؤقتاً 1.45 مليون دولار من صندوق الطوارئ، مع احتمال الحاجة إلى مزيد من الدعم.
وأعلن الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن تفشي فرع حيوي جديد من المرض في شرق الكونغو الديمقراطية، وانتشاره السريع إلى دول مجاورة، يثير القلق ويستدعي استجابة دولية منسقة لمكافحة هذا المرض.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، سجلت جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من 15600 حالة عدوى، و537 وفاة هذا العام، ما يشير إلى تزايد كبير في الحالات.
وخلال الشهر الماضي، ظهرت أكثر من 100 حالة في أربع دول مجاورة، ويُقدّر الخبراء أن العدد الفعلي للحالات قد يكون أعلى من ذلك بسبب نقص الفحوصات.

في وقت تتفاقم المخاوف العالمية حيال جدري القردة (إمبوكس)، لا تتوافر إجابات واضحة وبسيطة لأسئلة يفترض بأنها مباشرة مثل مخاطره والفرق بين سلالاته.

أعلنت منظمة الصحة العالمية في يوليو الماضي هذا المرض “طارئة صحية عامة تسبب قلقاً دولياً” (PHEIC) على خلفية انتشار إمبوكس، الذي ظهر للمرة الأولى في أوساط البشر قرابة العام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وعلى مدى عقود، اقتصر انتشار المرض على مجموعة صغيرة من البلدان الإفريقية وبلغ معدّل الوفيات الناجمة عنه 1% إلى 10% من المصابين.
ازدادت هذه الضبابية في العام 2022 عندما انتشر إمبوكس في أجزاء أخرى من العالم خصوصاً في البلدان الغربية. وبلغت نسبة الوفيات في أوساط الحالات المكتشفة في هذه الدول التي تأثرت حينها، حوالي 0.2%. ويرجّح أن هذه الاختلافات ناجمة عن عدة سلالات. وتعد فرص المصاب المقيم في الولايات المتحدة أو أوروبا في تلقي علاج طبي سريع ومناسب أكبر بكثير من المصابين في معظم البلدان الإفريقية.

وأفاد عالم الفيروسات المتخصص بالمرض أنطوان غيسان بأن الخطر الذي يشكّله إمبوكس “يعتمد بشدّة على نوعية الرعاية الأساسية”.
وبالتالي، يرجح كثيراً أن يكون معدل الوفاة الذي يتم قياسه في التفشي الحالي (حوالي 3.6%) أقل بكثير لو لم يكن مقتصراً إلى حد كبير على جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ما هي أنواع «جدري القردة»؟
يوجد نوعان معروفان من فيروس جدري القردة: النوع الغربي الإفريقي، ونوع حوض الكونغو (وسط إفريقيا). وحتى الآن، جميع الحالات التي تم الإبلاغ عنها حديثاً في المنطقة كانت من النوع الغربي الإفريقي، المعروف، وهو عادة ما يكون محدوداً ذاتياً، ونادراً ما يسبب مرضاً شديداً، أو وفاة.

ما هي أعراض مرض «جدري القردة» ومدة استمرارها؟

تبدأ الأعراض عادة بعد نحو 6-13 يوماً، وقد تستغرق حتى 21 يوماً للظهور.
وأكثر الأعراض شيوعاً هو الطفح الجلدي الذي يتطور إلى شكل فقاعات في مناطق مختلفة من الجسم.
وقد تصاحب الطفح الجلدي أعراض أخرى، مثل الحمى، آلام العضلات، القشعريرة، التعب، الصداع، التهاب الحلق، أو تورم مؤلم في العقد الليمفاوية (خاصة في الفخذ، والرقبة، وتحت الذقن، وتحت الإبطين).
وتختفي الأعراض من تلقاء نفسها بعد نحو 14-21 يوماً.

من هو الأكثر عرضة للإصابة «جدري القردة» ؟

جدري القردة يمكن أن يؤثر في أي شخص يتعرض لاتصال قريب ومطول مع فرد مصاب.
والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة يشملون العاملين في مجال الرعاية الصحية، والناس القريبة من الأشخاص المصابين والمجموعات الأكثر عرضة للإصابة، تشمل: النساء الحوامل، الأطفال الصغار، والأفراد ذوي المناعة الضعيفة.
هل يمكن أن يكون «جدري القردة» جائحة جديدة مثل COVID-19؟
لا يحتاج جدري القردة إلى اتصال وثيق مع شخص مصاب، لذا لا ينتشر بسهولة كما يحدث مع COVID-19.

كيف يمكن علاج «جدري القردة»؟

الأعراض تختفي من دون الحاجة إلى علاج خلال 2-3 أسابيع. وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى مضادات حيوية ومسكنات لعلاج العدوى الثانوية، والألم المحلي.
بينما تمت الموافقة على لقاح جديد للوقاية من جدري القردة، وقد ثبت أن لقاح الجدري يوفر أيضاً حماية، إلا أن هذه اللقاحات ليست متاحة على نطاق واسع في أوروبا.

مقارنات صعبة

تسببت السلالة 2 بتفشي إمبوكس في 2022 و2023 والتي كانت منتشرة خصوصاً في غرب إفريقيا ورُصدت أيضاً في جنوب إفريقيا.لكن التفشي الحالي المميت في جمهورية الكونغو الديمقراطية ناجم عن السلالة 1 من الفيروس والمنتشرة خصوصاً في مناطق القارة الوسطى.
لكن تفشيا ثانياً للمرض يصيب البالغين خصوصاً في البلد نفسه مرتبط بالمتحورة “1 بي” المشتقة من السلالة 1 والتي لم تظهر إلا مؤخراً.
دفع الإرباك في وسائل الإعلام بعض المنصات الإعلامية لوصف المتحورة “1 بي” بأنها أكثر خطورة من سلالات إمبوكس السابقة.

وقالت عالمة الفيروسات الهولندية ماريون كوبمانز لـ”مركز الإعلام العلمي” في المملكة المتحدة إن “هناك مزاعم كبيرة في وسائل الإعلام بشأن شدّة وسرعة انتقال العدوى بالسلالة الفرعية الجديدة “1 بي” من دون توافر أدلة كثيرة على ذلك”.
وأضافت: “ما نعرفه هو أن السلالة 1 مرتبطة بالإصابة بمرض أكثر حدّة من السلالة 2”.
لكن الباحثين يدعون إلى توخي الحذر قبل التوصل إلى استنتاجات، حتى مع الأرقام التي تبدو واضحة.
وتزداد الحاجة لتحديد الحقائق المرتبطة بمتحورات إمبوكس بشكل أكثر إلحاحاً مع رصد السلالة 1 في السويد في منتصف يوليو، للمرة الأولى خارج إفريقيا.

كيف نتجنب مرض جدري القردة؟

ولكيفية تجنب المرض توصي منظمة الصحة العالمية بالنظافة الجيدة، مثل غسل اليدين بانتظام، للحد من انتشار الفيروس.
كذلك قالت المنظمة: «إذا كان لديك آفة أو طفح جلدي غير عادي، استشر طبيبك، أو الذهاب إلى المراكز الصحية على الفور. حاول تجنب لمس الآفات، أو الطفح الجلدي لتفادي نشر المرض. اغسل أي فراش أو ممتلكات لشخص مصاب قد تكون تلامست معها، واغسل يديك بانتظام».
وأضافت المنظمة: «يجب على أي شخص يشتبه في إصابته بجدري القرود عزل نفسه قدر الإمكان حتى تتحسن الأعراض، مع تجنب الاتصال الوثيق بالنساء الحوامل، الأطفال الصغار، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة لحمايتهم من العدوى».
وطالبت المنظمة بتجنب الاتصال الجلدي المباشر مع أي شخص لديه أعراض، والعناية بتنظيف اليدين بانتظام، بخاصة قبل، وبعد الاتصال بالأشخاص المشتبه في إصابتهم.

تدابير وقائية

يقول تامر حفناوي، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية الطب بجامعة بني سويف، وأمين عام المجلس الأعلى لأخلاقيات البحث العلمي في مصر “رغم أن جدري القردة مرض فيروسي ينتقل عن طريق الرذاذ، فإن احتمالات انتشاره أقل من فيروسات الإنفلونزا”.

وأضاف “أن فترة حضانة المرض تكون من 6 إلى 14 يوماً، وللأسف يكون الشخص مُعدياً خلال هذه الفترة، وقبل ظهور الأعراض، وهنا تكمن الخطورة”.

ولوقف دائرة انتشار المرض، شدّد على ضرورة عزل الشخص المصاب في حال ظهور الأعراض عليه، والتعامل معه بحرص شديد، كما يمكن أيضاً وقف دائرة العدوى عن طريق تجنب ملامسة الأشخاص المصابين أو أي من إفرازاتهم الجسدية، وإذا كان الشخص مضطراً للتعامل مع مريض، فيجب أن يرتدي معدات الحماية الشخصية، مثل القفازات والأقنعة الواقية.

وأكد حفناوي أهمية ممارسة النظافة الشخصية، عبر غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، خصوصاً بعد التعامل مع المواد أو الأسطح التي قد تكون ملوثة، وتجنب ملامسة الأسطح الملوثة أو أي أدوات قد تكون ملوثة بإفرازات مرضى جدري القردة، مثل الملابس والفراش، وتنظيف تعقيم الأسطح بشكل دوري.

فيما يشير عطيفي إلى أن جدري القردة مرض حيواني المنشأ، لذا من الضروري أخذ هذا الأمر في الاعتبار عند وضع خطط الوقاية، ويجب اتخاذ تدابير وقائية عند التعامل مع المصادر الحيوانية للمرض.

أهمية اللقاحات وتجنب الإصابة

ولا تزال اللقاحات مثل “Jynneos” فعالة ضد السلالة الجديدة، وتعمل منظمة الصحة العالمية على تحسين الوصول إلى هذه اللقاحات.
ولا توصي منظمة الصحة العالمية حاليا بتطعيم السكان بالكامل، حيث أن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب للقاحات المضادة لسلالات “جدري القردة” الجديدة لفهم مقدار الحماية التي توفرها.
ويؤكد الدكتور بلعاوي على ضرورة تزويد الأشخاص العاملين في الرعاية الصحية باللقاحات الخاصة بالفيروس لتجنب الإصابة بالعدوى.

كما يدعو إلى الإبقاء على إجراءات الوقاية التي كان تم اعتمادها خلال فترة انتشار فيروس كورونا، مثل تعقيم الأشياء وتهوية الأماكن المغلقة وارتداء الكمامة الطبية، وأخد الحذر أثناء التعامل مع الحيوانات وعلى رأسهم القوارض.

وفي هذا الصدد، يشير الدكتور تامر حفناوي إلى أن هناك تشابهاً بين مرض جدري القردة، والفيروس المسبب لمرض الجدري الذي تم استئصاله من العالم نهائياً في 1980، لذلك فإن الحاصلين على لقاح الجدري من كبار السن، قد يكتسبون بعض المناعة ضد جدري القردة.

المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com

عن admin

إن موقع 123 إسعاف هو موقع طبى معلوماتى ينتمى إلى ما يسمى بالطب الوقائى للأسرة و عن هذا الطب الوقائي للأسرة فهو فرع كامل من فروع علوم الطب الكثيرة ، إلا انه قد تم إهماله في عالمنا العربي بشكل غريب من قبل الجميع سواء وسائل الإعلام العربية أو حتى الأطباء العرب أنفسهم ، أما في الدول الغربية فنرى النقيض تماما ، حيث أعطوه من الاهتمام ما يستحق و يساوى قيمته . مع تحيات موقع اسعاف الطبي www.123esaaf.com
هذه المقالة كُتبت في التصنيف أخبار طبية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.