تلوح نقلة نوعيّة أخرى في الطب بالأفق اليوم، حيث توصّل باحثون بريطانيين إلى أنّ إعطاء المضادات الحيويّة لمرضى التهاب الزائدة يشكّل بديلاً فعّالاً وآمناً عن الاستئصال الجراحي .
وقد يبدو هذا الموضوع مألوفاً لآذان عدد كبير من الأطباء القدامى، إذ أنّ اكتشافاً مشابهاً في بداية التسعينات أدى إلى تحوّل دائم ونهائي في علاج القرحات الهضمية من الاستئصال الجراحي إلى المضادات الحيوية بعد اكتشاف دور إحدى الجراثيم في حدوثه.
إنّ الاستئصال الجراحي للزائدة الملتهبة كان حجر الأساس في المعالجة منذ عام 1889 حيث من المسلّم به أنّ الحلول غير الجراحيّة تزيد من حدوث الاختلاطات كانفجار الزائدة أو حدوث انتانات في البطن، إلا أنّ دراسات حديثة ذكرت أنّ العلاج بإعطاء المضادات الحيوية يمكن أن يغني بعض المرضى عن الجراحة ومشاكلها!
لإثبات صحّة هذه الدراسات قام فريق من الباحثين البريطانيين بمركز NIHR بمقارنة فعالية وأمان إعطاء الصادات الحيوية كمعالجة بدائية لحالات التهاب الزائدة الدودية، وذلك عن طريق تحليل بيانات أربع دراسات ضخمة شملت أكثر من 900 مريض بالغ، خضع نصفهم تقريباً للجراحة في حين خضع النصف الآخر للمعالجة بالصادات الحيويّة.
تبيّن للباحثين أنّ نسبة الشفاء الكامل على الصادات بلغت 63% خلال متابعة المرضى لسنة بعد العلاج، وأنّ معدل الاختلاطات كان أقل بـ 31% مقارنة بمجموعة الجراحة، وعند تحليل البيانات من 68 مريض تمّ إجراء العمل الجراحي لهم أثناء قبولهم بالمشفى للمرة الثانية بعد إعطاء الصادات بسبب معاودتهم الألم مرّة أخرى، وجد الباحثون أنّ 13 منهم كانت التهاب الزائدة الدودية لديهم قد تطور إلى الانثقاب وأن أربعة منهم لم يكن لديهم التهاب زائدة دودية بالأساس!
لم يكن هنالك فرق في مدة الإقامة بالمشفى أو في معدل حدوث انفجار الزائدة الدودية بين مجموعتي المرضى، مما دفع الباحثين إلى القول أنّ دور المضادات الحيويّة في علاج التهاب الزائدة قد تمّ إهماله لفترة طويلة من الزمن ليس لعدم صحّته وإنّما فقط لمخالفته للأعراف الطبيّة على حدّ قولهم. وبالمقابل، يؤكد الباحثون على أنّ المعالجة الجراحية تبقى هي الخط الأول عند جميع المرضى الذين يشك بحدوث انثقاب في الزائدة الدودية عندهم أو عند الشكّ بانتشار الجراثيم من الزائدة إلى داخل البطن.
وفي تعليق خاص لإيفارمانيوز، يقول د.فوزي الشامي زميل الكلية البريطانية لأمراض الجراحة العامة: ” يجب التفريق بين نوعين من التهاب الزائدة فهنالك النوع الحاد Acute وهناك الانسدادي Obstructive حيث يمكن للنوع الأول أن يتحسّن بالصادات في حين يحتاج النوع الثاني إلى الجراحة حتماً” وعند سؤاله عن كيفية التفريق بينهما أجاب: “في التهاب الزائدة الانسداداي يغلب على المريض الآلام الماغصة ويمكن لطبيب الإيكو المتمرّس أن يبيّن وجود انسداد في الزائدة ” ويضيف بالقول: ” التهاب الزائدة مشابه لالتهاب اللوزتين، فليس كل التهاب لوزات يتطلّب الاستئصال، لكن بعض الحالات لا يمكن حلّها إلا بالجراحة والاستئصال “.
وفي مقالة مرفقة بالبحث والذي نشر في مجلة BMJ يتفق د.أولف باكر من جامعة Utrecht في هولندا مع المقولة الأخيرة، إذ يؤكّد أنّ علاج التهاب الزائدة الدودية بالمضادات الحيوية له بعض المساوئ، مثل أنّ معدلات نكس الالتهاب قد يصل إلى 20% ويؤكد أنّه حالياً وبينما تظهر دراسات طويلة الأمد وأكثر إقناعاً فإنّ: “الاستئصال لمعالجة التهاب الزائدة سيبقى معمولاً به”.
وفي النهاية يختم الباحثون قولهم بأنّ معالجة التهاب الزائدة بالمضادات الحيوية هو “خطوة آمنة عند بعض المرضى الذين تمّ انتقاؤهم بعناية” وأنّه “يجب اعتبارها كخطوة أولى في الحالات الباكرة من التهاب الزائدة الدودية”. .
المصدر : « وكالات الانباء »
http://www.facebook.com/esaaf123
« فضلا ادعم و انشر صفحتنا على الفيس بوك بين أصدقائك ليستفيد الجميع »
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
http://www.facebook.com/groups/123esaaf
» » نتشرف بانضمامكم معنا .
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com