هل يغني العلاج البيولوجي مرضى الربو عن الكورتيزون

هل يغني العلاج البيولوجي مرضى الربو عن الكورتيزون
هل يغني العلاج البيولوجي مرضى الربو عن الكورتيزون

ضيق التنفس والشعور بالاختناق من أصعب أعراض مرض الربو. وفي الغالب ما يتم اللجوء لدواء الكورتيزون لمواجهة تلك الأعراض، بيد أن الباحثين في الأعوام الأخيرة تمكنوا من تطوير علاج جديد وواعد للسيطرة على مرض الربو.

عدد كبير من الأطفال المصابين بالربو تحدث لهم الإصابة في السنوات القليلة الأولى من العمر. لدرجة أن البعض يقول بأن الإصابة بالربو سبقت تعلمهم للكلام. وغالبا ما يتم ذلك في العامين أو ثلاثة أعوام الأولى من العمر وقد تمتد إلى الأربعة أعوام.

الربو هو مرض مزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين، وينتج عن التهاب وضيق الممرات التنفسية مما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية وهو ما يؤدى إلى نوبات متكررة من ضيق بالتنفس مع أزيز بالصدر ما يثير مشاعر خوف قوية من الاختناق. وهو من أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال.

وعلى الرغم من أن الربو ليس مرضًا وراثيًا عادة، إلا أنه ينتشر بين العائلات. ويفترض الأطباء أن مرض الربو في حد ذاته ليس وراثيًا ، وإنما الاستعداد للإصابة بالربو هي التي قد تكون وراتية. ويبقى انتشار الإصابة في العائلة رهين بمجموعة من الأشياء منها تعرض الشخص في مرحلة الطفولة للعدوى.

اختلاف أنواع الربو

يميز الأطباء أساسًا بين شكلين من الربو: الربو التحسسي وغير التحسسي. وينتشر هذان النوعان من الربو بنسبة متساوية بين الأطفال. “غالبًا ما يختفي المرض لديهم عندما يكبرون قليلاً ويبلغون سن 6 إلى 10 أعوام بعد أن كانوا قد عانو من مشاكل كبيرة في سن ما قبل المدرسة. رغم ذلك يبقى هناك أطفال سيئو الحظ. الأعراض ببساطة لا تتوقف معهم”.

يتم الحديث عن الربو التحسسي، إذا كانت على سبيل المثال حبوب لقاح هي المحفز، ويحدث ذلك غالبًا بشكل موسمي بحيث يتفاعل جهاز المناعة مع مادة غير ضارة، مثل حبوب اللقاح، برد فعل دفاعي مفرط. وإلى جانت حبوب اللقاح هناك العديد من المواد المسببة للحساسية مثل شعر الحيوانات.

وبالنسبة لحوالي ثلاثين إلى خمسين بالمائة من البالغين المصابين بالربو، تكون الحساسية هي مسؤولة عن الإصابة بالربو.

ويمكن للربو التحسسي أن يتطور أيضًا إلى ما يُعرف باسم الربو “المختلط”. هذا يعني أن نوبات الربو يمكن أن تحدث ليس فقط بسبب المواد المسببة للحساسية، ولكن أيضًا من خلال محفزات أخرى كالالتهابات والأدوية والهواء البارد وكذلك العطور أو دخان السجائر.

أما النوع الآخر وهو الربو غير التحسسي فيتميز بالتهاب مزمن وحساسية مفرطة لمجرى الهواء. وينتج على سبيل المثال، بسبب العدوى. ويبدأ فقط في مرحلة البلوغ وعادة بالتحديد في العقد الرابع من العمر. ويسبب في كثير من الحالات في مضاعفات شديدة.

ويرغب الباحثون في المركز الألماني لأبحاث الرئة في معرفة ما إذا كانت هناك عوامل قابلة للقياس للإصابة بالربو والتي يمكن أن تساعد في التنبؤ بتطور المرض بشكل أفضل وأكثر دقة. وتقول فون موتيوس بهذا الخصوص “عندئد يمكننا التعامل بشكل أفضل وأكثر دقة مع المرض ولكن لا يزال الأمر يتطلب الكثير من البحث”.

العلاج البيولوجي أثبت فعاليته

حتى الآن ، كان الكورتيزون على وجه الخصوص هو الدواء الأكثر استخداما لعلاج الربو. “لكن في السنوات العشر الماضية، تم تطوير علاج فعال للغاية للأعراض الحادة. فبالعلاجات البيولوجية والصيدلانية الحديثة، خطونا خطوة عملاقة إلى الأمام”، يقول ماتياس فالته من كلية الطب في هانوفر.

يتم إنتاج المستحضرات البيولوجية من خلايا بشرية أو حيوانية حية في عملية هندسة وراثية معقدة. وتهدف إلى التدخل بشكل خاص في جهاز المناعة البشري وإعاقة جهاز المناعة العام ووقف الالتهاب قدر الإمكان.

ويكون الهدف من ذلك هو منع تفاقم الأعراض بشكل كبير وأيضًا تقليل تناول الكورتيزون على المدى الطويل. ويُخصص العلاج البيولوجي مبدئيًا فقط للمرضى الذين يصعب لديهم السيطرة على تطور المرض والذين لا يمكن علاجهم بشكل كافٍ باستخدام الأساليب المعتادة.

وتصل المواد البيولوجية عبر مجرى الدم إلى الرئتين ويبدأ مفعولها هناك. يتم حقنها مرة أو مرتين في الشهر تحت الجلد أو عبر التسريب الوريدي.

بالنسبة للكثيرين من المصابين بالربو فإن العلاج البيولوجي غير من قواعد اللعبة، حسب فون موتيوس التي تلخص الأمر بالقول “هناك الكثير من الأشياء تتم الآن. والبيولوجيا فعلا قد تستطيع السيطرة على مرض الربو”.

ما هي المادة البيولوجية؟

الدواء البيولوجي هو دواء مصنوع من خلايا كائن حي، مثل البكتيريا ثم يتم تعديله لاستهداف جزيئات معينة في البشر.

بالنسبة للربو، الأهداف هي الأجسام المضادة، أو الجزيئات الالتهابية، أو مستقبلات الخلايا، من خلال استهداف هذه الجزيئات تعمل هذه الادوية على تعطيل المسارات التي تؤدي إلى الالتهاب الذي يسبب أعراض الربو.

متى تحتاج إلى مستحضر بيولوجي؟

يتم استخدام المستحضرات الدوائية الحيوية للمرضى الذين تستمر الأعراض في الظهور على الرغم من استخدام أدوية التحكم اليومية القياسية، وتشمل أعراض الربو الذي لا يتم التحكم فيه بشكل جيد السعال المتكرر، أو الأزيز، أو ضيق التنفس، أو الاستيقاظ ليلاً بحثاً عن دواء سريع المفعول مثل سالبيوتامول عدة مرات في اليوم أو الأسبوع ؛ أو دخول المستشفى المتكرر، وزيارات غرفة الطوارئ، أو الحاجة إلى الستيرويدات الفموية لتفاقم الربو.

قبل وصف دواء بيولوجي، يجب أن يتأكد طبيبك من أنك تتناول أدوية تحكم الربو الأخرى وفقاً للتعليمات، وتجنب أي محفزات محتملة للربو لديك، وعلاج أي حالات طبية أخرى مرتبطة بها يمكن أن تزيد من سوء حالة الربو لديك.

ما هي فوائد المستحضرات الدوائية الحيوية والأدوية البيولوجية؟

كانت الفائدة الأساسية للبيولوجيا هي انخفاض تواتر نوبات الربو، بما في ذلك زيارات غرفة الطوارئ، والحاجة إلى الستيرويدات الفموية. تشمل المزايا الأخرى تقليل أعراض الربو، وتقليل جرعة الأدوية الأخرى التي تتحكم في الجسم، وتقليل التغيب عن المدرسة وأيام العمل.

لقد ثبت أن المستحضرات الدوائية الحيوية تحسن نوعية الحياة لمرضى الربو، كما وجد أن بعض المستحضرات الدوائية الحيوية تحسن وظائف الرئة لدى مرضى الربو الحاد.

ما هي الأدوية البيولوجية المتاحة للربو؟

يوجد حالياً خمسة مستحضرات بيولوجية معتمدة للربو وهي: أوماليزوماب، وميبوليزوماب، وريزليزوماب، وبينراليزوماب، ودوبيلوماب، مع العديد من الأدوية الأخرى قيد التطوير حالياً.

يستهدف أوماليزوماب الأجسام المضادة للحساسية المعروفة باسم IgE، بينما تستهدف ميبوليزوماب وريزليزوماب وبينراليزوماب جميع المسارات التي تؤثر على خلايا الايسنوفيل، وهي خلية متورطة في التهاب الحساسية، ويستهدف دوبيلوماب مستقبلاً لجزيئين يسببان التهاب الحساسية.

قبل العلاج سيعمل طبيب الحساسية أو الصدرية للمريض بعض الفحوصات، للمساعدة في تحديد المستحضر البيولوجي الأفضل لعلاج الربو.

تمت الموافقة على عقار أوماليزوماب للمرضى فوق سن 6 سنوات، بينما تمت الموافقة على جميع المستحضرات الدوائية الحيوية الأخرى باستثناء ريزليزوماب للمرضى فوق 12 عاماً، وتمت الموافقة على ريزليزوماب للبالغين 18 عاماً وأكثر.

على عكس الأدوية الأخرى للربو، تعطى معظم المستحضرات الدوائية الحيوية حالياً في عيادة الطبيب إما كحقن تحت الجلد أو في الوريد، وقد يرغب الطبيب في مراقبتك في المكتب ما بين 30 دقيقة وساعتين بعد تناوله.

دوبيلوماب (بالإنجليزية: Dupilumab) هو أيضاً حقنة تحت الجلد، ولكن على عكس الأدوية البيولوجية الأخرى يمكن إعطاؤه في المنزل، ويختلف تواتر إعطاء كل من هذه الأدوية البيولوجية، حيث يتراوح من كل أسبوعين إلى كل ثمانية أسابيع.

أحب أن أنوه بأن إحدى شركات الأدويه حالياً نجحت في تجربة دواء بيولوجي جديد اسمه تزيبيلوماب (بالإنجليزية: Tezepelumab) سيحدث ثورة كبيرة في علاج الربو، بحيث يناسب مرضى الربو غير التحسسي لأن الأدوية البيولوجية جميعها تناسب مرضى الربو التحسسي الذي تزداد به خلايا الايسينوفيل، حيث أن هذا العلاج يوقف المسارات التحسسية في الرئة من بدايتها بحيث يكون له تأثير شامل وقوي، أما الأدوية الأخرى تؤثر على بعض المركبات أو الخلايا أو الأجسام المضادة IgE.

المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com

عن admin

إن موقع 123 إسعاف هو موقع طبى معلوماتى ينتمى إلى ما يسمى بالطب الوقائى للأسرة و عن هذا الطب الوقائي للأسرة فهو فرع كامل من فروع علوم الطب الكثيرة ، إلا انه قد تم إهماله في عالمنا العربي بشكل غريب من قبل الجميع سواء وسائل الإعلام العربية أو حتى الأطباء العرب أنفسهم ، أما في الدول الغربية فنرى النقيض تماما ، حيث أعطوه من الاهتمام ما يستحق و يساوى قيمته . مع تحيات موقع اسعاف الطبي www.123esaaf.com
هذه المقالة كُتبت في التصنيف أخبار طبية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.