فيما ينصح خبراء الصحة بضرورة التمتع بقسط وافر من النوم، توصلت دراسة إلى وجود صلة بين توقيت الذهاب للفراش والعيش لفترة أطول. الدراسة اعتمدت على بيانات 400 ألف شخص وفي مدة تصل إلى ست سنوات ونصف.
لا شك أن الحصول على قسط وافر من النوم من الأمور المهمة جداً لكل واحد منا، فالجسم البشري يحتاج إلى النوم من أجل يستريح ويعد بالتالي طاقته لليوم الموالي، لاسيما وأن ضغوطات الحياة اليومية المطردة لا تتوقف، وتفرض علينا أن نكون دائما على أتم الاستعداد لمواجهتها.
ويبدو أن التمتع بقسط وافر من النوم والاستيقاظ في ساعات مبكرة من الصباح لا يساعد فقط الجسم على استعادة طاقته بل قد يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، فقد توصلت دراسة إلى وجود صلة بين الاستيقاظ مبكراً ومتوسط العمر، حيث يعيش من يستيقظون باكرا وينامون ساعات كافية فترة أطول، فيما يرتفع خطر الموت لدى من ينامون في ساعات متأخرة، وفق نصيحة خبراء الصحة.
واعتمدت الدراسة الصادرة بالتعاون بين جامعتي “ساري” و “نورث وسترن” على تحليل بيانات 400 ألف من النساء والرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 38 و73 عاماً وفي مدة تصل إلى نحو ست سنوات ونصف.
من ينام متأخرا يموت مبكرا
وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يسهرون ليلاً ويبقون نائمين حتى وقت متأخر من الصباح يرتفع خطر تعرضهم للموت بنسبة 10 في المائة مقارنة مع غيرهم، وأضافت أن الأشخاص الذين يبقون مستيقظين حتى ساعات متأخرة من الليل عانوا من مشاكل نفسية وصحية نتيجة نمط النوم “الخاطئ”، الذي يتبعونه.
وتابعت نفس الدراسة أن من يتحتم عليه الاستيقاظ باكراً من أجل الذهاب مثلا للعمل في نفس الوقت يوميا عليه أن يذهب للفراش في وقت مبكر حى يتمكن من الحصول على قسط وافر من النوم. وأضافت أن نمط النوم “الخاطئ” له تأثير واضح على الصحة، وفق ما ذكره موقع مجلة “كراسيا”.
يشار إلى أن خبراء الصحة ينصحون بالنوم عادة لمدة تتراوح بين 7 و8 ساعات في اليوم بهدف الحفاظ على الصحة.
النوم مبكراً بساعة واحدة عن المعتاد لتجنب الاكتئاب
الاستيقاظ قبل ساعة واحدة فقط، يمكن أن يقلل من خطر إصابة الشخص بالاكتئاب بنسبة 23%، وفقاً لدراسة جينية شاملة جديدة نُشرت في مجلة «الطب النفسي» الصادرة عن الجمعية الطبية الأمريكية.
تمثل هذه الدراسة، والتي أجريت على 840 ألف شخص من قبل باحثين في جامعة كولورادو بولدر بالتعاون مع آخرين، أحد أقوى الأدلة حتى الآن على أن النمط الزمني (ميل الشخص للنوم في وقت معين) له تأثير فيما يتعلق بالإصابة بالاكتئاب. تعتبر أيضاً من بين الدراسات الأولى التي حددت مقدار التغيير المطلوب للتأثير في الصحة العقلية.
اتجه الباحثون إلى دراسة بيانات الحمض النووي، واستخدام طريقة تسمى «التوزيع العشوائي المندلي» والتي تعزز الارتباطات الجينية للمساعدة في فك شفرة السبب والنتيجة.
وجد الباحثون أن كل ساعة تبكير في موعد النوم تخفض خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة غير قليلة. يشير هذا إلى أن الشخص إذا كان في العادة يذهب إلى الفراش في الساعة 1 صباحاً وأصبح يفعل ذلك في الساعة 12 ليلاً (أي التبكير في النوم بساعة واحدة) ونام نفس المدة يمكنه تقليل احتمالية الإصابة بالاكتئاب بنسبة 23%، وإذا ذهب إلى الفراش في الساعة 11 مساءً تصبح النسبة حوالي 40%.
دراسة تؤكد: الاستيقاظ مبكراً سبب رئيسي للسعادة
أعد ضبط المنبه، فالاستيقاظ مبكراً قبل ساعة واحدة فقط من المعتاد قد يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 23%، وفقاً لدراسة أجريت في جامعة كولورادو بولدر ومعهد برود في إم آي تي وهارفارد.
وبحسب الدراسة، فإن كل ساعة أبكر من موعد الاستيقاظ المعتاد تكون فائدتها أفضل.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن هناك رابطاً بين النمط الزمني، أو التفضيل الفسيولوجي للشخص للصباح أو الليل، والمزاج. حيث أثبتت الدراسة أن معتادي السهر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مرتين مقارنة من معتادي الاستيقاظ المبكر.
وهناك بعض التفسيرات المعقولة لهذا الارتباط بين النمط الزمني والمزاج، كما تقول سيلين فيتر، مؤلفة الدراسة والأستاذة المساعدة في علم وظائف الأعضاء التكاملي في جامعة كولورادو، بولدر، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
وقالت فيتر، إن الأشخاص الصباحيين يميلون إلى “التوافق بشكل أفضل مع جداول العمل والراحة النموذجية”، في حين أن أصحاب السهر قد يواجهون صعوبة في التكيف وأضافت، أنه من الناحية الفسيولوجية، فإن الأشخاص الذين يستيقظون مبكراً يتعرضون أيضاً للضوء بشكل أكبر وفي وقت مبكر، مما قد يؤثر على صحتهم.
وأوضحت فيتر أن النمط الزمني الخاص بك وراثي، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها “لاختراق” ساعة جسمك للاستيقاظ مبكراً.
وقالت فيتر: “يعد الضوء أحد العوامل الرئيسية التي يجب الانتباه إليها، لذا حاول أن تجعل أيامك مشرقة (ابحث عن قضاء وقت بالخارج، على سبيل المثال، خاصة في الصباح)، واجعل لياليك مظلمة”. وهذا يعني أيضاً تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
وترى فيتر أن ممارسة الرياضة في وقت مبكر من اليوم يمكن أن تساعد في “تعزيز” الإشارات التي تخبر جسمك أن الوقت قد حان للاستيقاظ.
وأخيراً، يجب تجنب تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل، لأنها تؤثر على عملية الهضم وبالتالي على نومك.
وأكدت على عدم وجود وقت “مثالي” للنوم أو الاستيقاظ. حيث قالت: “من غير المحتمل أن تكون هناك فترة نوم محددة تكون الأفضل للجميع، فهي على الأرجح نطاقاً معيناً”. لكن مدة النوم المثلى للبالغين تتراوح بين 7 و9 ساعات كل ليلة.
نصائح للتمتع بنوم هادئ
من جهة أخرى، يمكن اتباع بعض الخطوات البسيطة والفعالة من أجل التمتع بقسط وافر من النوم. أما عن بعض هذه الخطوات، فيشير موقع “فيتبوك” المختص بشؤون الصحة إلى ضرورة الذهاب للفراش في وقت محدد كل يوم وضبط الأضواء والتحكم في درجة حرارة الغرفة، بالإضافة إلى الابتعاد عن شرب بعض المشروبات مثل الشاي الأخضر والقهوة، بحسب نفس المصدر.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
موقعنا على الانترنت :