توالت الأخبار في الأيام الأخيرة عن “الفطر الأسود”، حتى أن الحديث عنه تصدر مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية ومصر ودول عربية أخرى. وانتشرت عبر التدوينات شائعات ومبالغات بشأن “الفطر الأسود”.
ما هو الفطر الأسود؟
يسمى أيضا “الفطر العفني” أو “فطر الغشاء المخاطي”.
وهو عدوى نادرة جدا، تكون نتيجة للتعرض لعفن يوجد عادة في التربة والسماد الطبيعي والنباتات والفواكه والخضراوات المتحللة.
يؤثر “الفطر العفني” على الجيوب الأنفية والمخ والرئتين، ويمكن أن يهدد حياة المصابين بالسكري أو المصابين بنقص المناعة الشديد، مثل مرضى السرطان أو المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”.
قال الدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، إن مرض «الفطر الأسود « ليس بجديد وهو غير معد فلا ينتقل من الإنسان أو الحيوان، ولا داعى للتهويل وإثارة الفزع بين المواطنين، لافتا إلى رصد بعض الحالات المتفرقة المصابة بالفطر بين عدد محدود بين مصابى كورونا، موضحا أن وزارة الصحة تتخذ منهجا صحيا وقائيا ضد المرض، حيث يتم التطبيق الصارم لإجراءات الوقاية ومكافحة العدوى بالمنشآت الصحية، ومنها العدوى بالفطريات والتعقيم الدورى للآلات الطبية والأجهزة واتباع الإجراءات العلمية الصحيحة فى استخدام العلاجات المناسبة للمرضى بصفة عامة ولمرضى الكوفيد خاصة والتدريب المستمر للفرق الطبية العاملة.
أضاف رئيس قطاع الطب الوقائى أن الفطر الأسود ظهر فى عدد محدود جدا من الحالات فى مصر خلال العقود الأخيرة، وعلى الرغم من عدم انتشار الفطريات المسببة لهذا المرض بصورة كبيرة، ولكنها معروفة بصورة قوية لدى الأطباء ويتوافر العلاج الدوائى المناسب لها، وكانت غالبية الإصابات بين مرضى السرطان، وتم توثيق هذه الحالات فى بعض الدراسات التى نشرت بالجرائد العلمية، ومنها ما تم دراسته بواسطة أحد المستشفيات المتخصصة فى علاج بعض مرضى الأورام، وتبين منها إصابة 45 مريضا فى الفترة من 2007 إلى 2017 .
واستطرد أن الفطر هو مرض خطير يصيب الإنسان عادة كأثر جانبى لتدهور مستوى الجهاز المناعى ولكنها إصابة نادرة الحدوث، وتصيب عادة الأغشية المخاطية المبطنة للجيوب الأنفية أوالعينين أوالأنف أوالفم أو الأسنان أو عظام الوجه، وقد تمتد إلى الرئتين أو الجهاز الهضمى أو حتى الأوعية الدموية، كما يمكن أن تحدث أيضًا على الجلد عند حدوث جروح أو حروق أو أى نوع آخر من الإصابات، لافتا إلى أن المسئول عن حدوث المرض بعض أنواع الفطريات التى تنتمى إلى عائلة العفنيات والتى تعيش فى البيئات الرطبة، مثل التربة أو المواد العضوية المتحللة، كالأوراق أو أكوام السماد أو الخشب، هذه الفطريات تسمى الفطريات المخاطية، وهناك فطريات موجودة فى التربة والنباتات والسماد والفواكه والخضراوات المتحللة والبيئات الرطبة.
وحول الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض قال عيد، إن الفطريات المسببة للمرض تتواجد بشكل طبيعى فى البيئة الرطبة المحيطة وعادة ما يتعرض الأشخاص الأصحاء إلى الجراثيم الفطرية عن طريق التنفس أو لمس الأسطح الملوثة بالفطر دون أن يمرضوا وذلك نتيجة حماية جهاز المناعة، وتعتبر هذه الفطريات من الكائنات الانتهازية التى تبدأ فى مهاجمة أنسجة الجسم أو الأغشية المخاطية عندما يضعف الجهاز المناعى بصورة شديدة فتظهر الإصابات عادة فى بعض مرضى العناية المركزة والحالات الشديدة، وبعض الناس الذين يستخدمون مضادات حيوية لفترات طويلة أو الأدوية المثبطة لجهاز المناعة مثل الستيرويدات وبعض الأدوية المعالجة للأورام، ولذلك فإن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة هم المصابون بأمراض نقص المناعة مثل الإيدز، والمرضى المعرضين للأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتيزون بجرعات عالية دون إشراف طبى أو المضادات الحيوية لفترات طويلة، ومرضى السكرى غير المنضبط، ومرضى الأورام.
الفرق بين الفطر الأسود والأبيض.. وهؤلاء أكثر عرضة للإصابة
أوضحت الدكتورة نهلة عبدالوهاب أن الفطر الأبيض هو عبارة عن عدوى فطرية، تتشابه أعراضه بشكل كبير مع أعراض الكورونا، لأنه عادة ما يصيب الرئة، ولكن عندما يتم الكشف على المريض من أجل تحاليل الكورونا، لا يتم الكشف عن الإصابة بالفطر الأبيض في حالة كان المريض مُصاباً بها بالفعل.
أما الفطر الأسود فهو عدوى فطرية أيضاً، عادة ما تكون أعراضه مرتبطة بتآكل في الأغشية المخاطية المُحاطة بالأنف، والأنسجة الخاصة بالحلق والعين، وفي الحالات المتأخرة قد يؤدي هذا الفطر إلى تآكل في الأنسجة بالمخ أيضاً، والعظام حول الأنف.
كيف يصبح الإنسان عُرضة للإصابة بالفطر الأبيض والفطر الأسود؟
أوضحت استشاري المناعة والبكتيريا دكتورة نهلة عبدالوهاب، أن هذا النوع من الفطريات سواء كان الفطر الأبيض أو الفطر الأسود، موجود بشكل دائم حولنا، في الزرع والنباتات، وبعض المواد الغذائية، ولكن الإنسان لا يتعرض لتلك الإصابة رغم وجود تلك الفطريات، لأنها مرتبطة بالأساس بمناعة الإنسان.
كما أشارت دكتورة نهلة عبدالوهاب، إلى أن الإنسان يكون أكثر عرضة للإصابة بالفطريات، عندما تكون مناعته منخفضة جداً، أو مُصاباً بأحد أمراض نقص المناعة مثل الإيدز أو مصاباً بأمراض مثل السكري تحديداً في حالاته المتأخرة.
سبب ارتباط الفطر الأسود والأبيض بكورونا
أوضحت دكتورة نهلة عبدالوهاب أن الإصابة بالفطر الأسود والأبيض، ارتبطت مؤخراً بكورونا بسبب نقص المناعة لدى الأشخاص، نتيجة الإسراف في تناول الأدوية للتعافي من كورونا، تحديداً أدوية الكورتيزون، والمضادات الحيوية، ما يُنتج عن ذلك ضعفاً في المناعة، وبالتالي يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود أو الأبيض.
وأضافت نهلة عبدالوهاب، أن الإصابة بهذا المرض تكمن صعوبته عندما يتم اكتشافه في حالات متأخرة، ومع ذلك عادة لا يكون الفطر الأسود أو الأبيض هو السبب الرئيسي الذي يؤدي للوفاة، إذ ينبغي على المريض أن يصل إلى حالة صحيّة متدهورة لكي يتمكن هذا الفطر من جسمه، ويكون سبب الوفاة الرئيسي نتيجة إصابته بأمراض أخرى خطيرة.
وفي نهاية الحديث، نصحت دكتورة نهلة عبدالوهاب استشاري المناعة والبكتيريا، بأنه من الضروري عدم تناول أي أنواع من الأدوية دون إشراف الطبيب، خاصة بعد أن أصبح ما يسمى بـ«أدوية الكورونا» متداولاً بين الأشخاص دون أي إشراف طبي.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com