يعاني عدد كبير من الأشخاص من مشاكل الشعر المجعد، والذي يصعب تمشيطه والاعتناء به، عكس الشعر الناعم والمنسدل، لذلك فهو بحاجة لعناية خاصة ودائمة.
لكن هناك نوع آخر من الشعر، والذي يعتبر التعامل معه أصعب بكثير من المجعّد، وهو الشعر المتخشّب، الذي يحدث بسبب خلل جيني قبل الولادة، ويسمى متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط، ويرمز لها طبياً بـ(UHS).
تعتبر هذه المتلازمة واحدةً من المشاكل النادرة التي قد تصيب الشعر، إذ إنها تلازم الأطفال المولودين بهذا الخلل الجيني فترات طويلة، ما قد يؤدي إلى شعورهم بالإحراج بسبب شكل شعرهم الغريب وغير المألوف.
تعريف متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط
يطلق على الشعر غير القابل للتمشيط (بالإنجليزية: Uncombable Hair Syndrome or UHS) أيضاً اسم الشعر الخشبي، أو الشعر الزجاجي المغزول، يتمتع شعر الأطفال المصابون بتلك الحالة بلون فاتح ذهبي، أو أشقر بلون القش، أو فضي لامع، ويصيب فقط شعر فروة الرأس وليس كل أنحاء الجسم.
لا ينمو الشعر الخشبي لأسفل كما هو الحال مع باقي أنواع الشعر، لكنه ينمو إلى الأعلى في اتجاهات متفرقة أقرب ما يكون إلى الزغب لكنه يزداد طولاً بمعدلات بطيئة، الشعر الخشبي ليس هشاً كما يبدو على مظهره، فهو يتمتع بقوة طبيعية.
لا يستجيب الشعر الزجاجي لتقنيات تمليس الشعر المتعارف عليها، أي لا يمكن تصفيفه بمنتجات العناية بالشعر مثل كريمات التجعيد، والكيراتين، التي غالباً ما تسهل عملية السيطرة على الشعر الجاف والقاسي.
هذه المتلازمة النادرة عبارة عن اضطراب في نمو الشعر، ناتج عن خلل في الجينات المتحكمة في نمو الشعر، وهي التي تكون مسؤولة عادةً عن عملية تساقطه، وذلك لأن بصيلات الشعر تبني خصلات شعر ذات اختلافات بنيوية، ناتجة عن نقص في الميلانين.
وغالباً ما يكون لون شعر الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة أشقر أو فضياً لامعاً، مجعداً شبيهاً بالأسلاك، الشيء الذي يجعل اختلافه واضحاً جداً مقارنة بالآخرين، وذلك لأنه وكما يشير اسم المتلازمة لا يمكن تمشيطه بالمرة.
وبحسب أبحاث أُجريت سنة 2016، فإن هذا الشعر المتخشب عند ملاحظته تحت المجهر يظهر على شكل مثلث، وليس أنبوبياً، كما هو الحال بالنسبة للشعر العادي.
وبما أن أغلبية المصابين بهذه المتلازمة، والذين لم يتجاوز عددهم 100 شخص حول العالم، يعانون من تخشّب الشعر بسبب خلل جيني قبل الولادة، فإنها تؤثر على الأشخاص في مرحلة الطفولة، وغالباً ما تبدأ الأعراض في الظهور في الفترة ما بين 3 أشهر و3 سنوات، والأكثر شيوعاً بين سن 2 و11 سنة.
أسباب أخرى لمتلازمة الشعر غير القابل للتمشيط
يعود السبب الرئيسي في متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط إلى ثلاث طفرات جينية هي المسؤولة عن كيفية إنتاج ونمو خيوط الشعر على فروة الرأس.
تورث تلك الطفرات الوراثية المتنحية إلى الطفل في حال كان كلا الوالدين أو أحدهما حاملاً لنسخة من تلك الطفرة، وليس شرطاً إصابته بالمتلازمة، وتعد الطفرات هي أسباب مرض الشعر الخشبي.
تتسبب تلك الطفرات في تغيير شكل جذع الشعرة من الشكل الإسطواني المعتاد إلى شكل متعدد الزوايا يميل إلى المثلث أو القلب، يغير ذلك من نسيج الشعرة، ويجعل من الصعب تمرير فراشي الشعر داخله، وكثرة الزوايا تتحكم في انعكاس الضوء على الشعر ليمنحه هذا اللون المميز.
فيما هناك بعض الأسباب المرضية التي قد تؤدي للشعر المتخشب، والتي لها علاقة كذلك بتغيُّر بنية نمو الشعر، وهي الثعلبة البقعية، وخلل التنسج الجلدي، ومتلازمة بورك، وخلل التنسج الكتائبي.
فيما يمكن أن يتعرض بعض الأشخاص لتخشب الشعر الذي يصعب تمشيطه لأسباب أخرى مختلفة، لا علاقة لها بالوراثة، أو أمراض أخرى، الشيء الذي يستدعي القيام بأبحاث أكثر لمعرفة الأسباب الأخرى غير المعروفة.
أعراض متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط
هذه أبرز الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بهذه المتلازمة:
- شعر لونه فضي أو أبيض أو شعر له لون أقرب للون القش.
- جفاف الشعر وخشونته.
- انحناءات طولية في بنية الشعرة.
- اتخاذ الشعر في منطقة الفرق من المنتصف مظهرًا أشبه بالمثلث.
- العجز عن تمرير المشط خلال خصلات الشعر.
- وقوف الشعر وتصلبه في مكانه وميل خصلاته للنمو في اتجاهات مختلفة للأعلى بدلًا من النمو للأسفل كما هو الحال في الأوضاع الطبيعية.
- نمو بطيء للشعر في بعض الحالات.
- يجب التنويه إلى أن المظهر الجاف لشعر الشخص المريض لا يعني بالضرورة أن الشعر ضعيف أو سهل التكسر.
علامات تدل على الشعر المتخشب
هناك العديد من العلامات الواضحة التي تكشف أن الشخص مصاب بمتلازمة الشعر غير القابل للتمشيط، والذي لا يمكن تحسين وضعه عن طريق علاجات العناية بالشعر المتوفرة للشعر المجعد.
ومن بين كل هذه العلامات نجد:
- شعر جاف وخشن جداً.
- لون الشعر أشقر أو فضي.
- وجود انحناءات طولية في بنية الشعر.
- استحالة تمرير المشط به.
- تصلُّب الشعر ووقوفه.
- نمو بطيء جداً.
وفي هذه الحالة لا يكون فقط من الصعب استعمال مملسات المشط، أو مستحضرات العناية، وإنما يُمنع كذلك استعمال مملّسات الشعر، لأنها تزيد من تدهور الحالة، ولن تُجدي أي نفع حسب المتوقع.
هل هناك علاج لهذه المتلازمة؟
لا تشكل هذه المتلازمة أي خطر على صحة الطفل المصاب بها، خصوصاً أنها تعتبر من بين المشاكل الجينية القابلة للتلاشي مع مرور الوقت، إذ إنه كلما كبر الطفل بدأ يحصل على خصائص شعر عادية أكثر.
إذ إن هذه المتلازمة لا تضر الشعر الطبيعي، وذلك لأنه غالباً ما ينمو بصحة جيدة، ولكن بمعدل أبطأ من الشعر العادي، ويبدأ في التغير مع الوصول إلى سن البلوغ.
لذلك فإن الشعر المتخشب لا يحتاج لأي نوع من العلاج، ويكفي الانتظار فقط لا غير، فيما يمكن الاستعانة بمكملات البيوتين، التي يمكن أن تجعل مظهره أحسن من السابق، وفقاً لمراجعة بحثية أجريت عام 2017.
- تناول مكملات البيوتين: إذ من الممكن لهذه المكملات أن تساعد أحيانًا تحسين حالة الشعر بشكل ملحوظ خلال فترة قصيرة، إذ قد تساعد هذه المكملات على: تقوية الشعر، وجعل الشعر أكثر قابلية للتمشيط، وتعزيز نمو الشعر.
كما يفضل على الشخص المصاب أن يحرص على اتباع هذه النصائح: - تجنب أدوات تصفيف الشعر الحرارية والمواد الكيميائية الضارة المستخدمة لفرد الشعر.
- تجنب تمشيط الشعر بقوة.
- يفضل الاعتماد على الطرق الطبيعية لفرد الشعر، وترطيبه، وتنعيمه، حيث لا تسبب أضرار جانبية شديدة على الشعر تؤدي إلى تلفه وتساقطه، على عكس المعالجات الكيميائية لفرد الشعر التي تسبب الكثير من الأعراض الجانبية، لذلك يجب تجنبها، وينبغي اللجوء للطبيب فورًا في حالة تلف الشعر أو تساقطه بعد فرد الشعر بالمعالجات الكيميائية، للتمكن من معالجة الشعر بالطريقة الصحيحة، واستعادة صحته وكثافته.
يوجد العديد من الطرق الطبيعية لفرد الشعر، تشمل ما يلي:
- زيت جوز الهند، حيث يمكن أن يتغلغل زيت جوز الهند بعمق فى جذع الشعر، مما يساعد على فرد الشعر وتنعيمه وترطيبه.
- زيت الزيتون، حيث أنه يعمل طبقة عازلة لحماية الشعر من أثر الماء وعوامل البيئة،لكن يمكن أن يتسبب ذلك في بعض الأحيان في جعل الشعر دهنيًا، ولتجنب هذا الملمس الدهني، يكتفى بإضافة زيت الزيتون إلى أطراف الشعر فقط مرة واحدة أسبوعيًا.
- زيت الأرجان، حبث يتميز زيت الأرجان بخواصه الترطيبية العالية، ويظهر تأثيره بشكل أكبر على الشعر شديد الجفاف.
- طين البنتونيت (بالإنجليزية: Bentonite)، يمكن أن يساعد على فرد الشعر نظرًا دوره الفعال في ترطيب الشعر، ولكن أيضاً في تنظيف فروة الرأس والقضاء على القشرة، وقد تم استخدامه أيضًا لعلاج حالات الإكزيما والجفاف الشديد أيضً نظرًا لقدرته على الترطيب.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com
شكراً لكم