حكة الجلد قد تشير لمشكلات بالكبد

حكة الجلد قد تشير لمشكلات بالكبد
حكة الجلد قد تشير لمشكلات بالكبد

يعد الكبد عضوا حيويا في جسم الإنسان، إذ إنه يعمل كمحطة تنقية للسموم، لكن من المحتمل أن يعجز في بعض الأحيان عن أداء وظائفه الرئيسية. في هذه الحالة، يرسل لنا الجسم بعض الإشارات المبكرة التي تحذرنا من وجود خلل وظيفي.

الحكة الجلدية يمكن أن تحدث نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب، بما فيها مشكلات الكبد. وفقا لما اشارت به الدكتورة ناتاليا فاسيليفا، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي والكبد
وتشير إلى أن أحد الاختلالات هو ركود الصفراء في الكبد، ما يؤدي إلى تراكمها في الجلد، ما يسبب حكة لا تطاق خاصة في الليل وعند الاستحمام.
ووفقا لها، يمكن أن يتطور هذه المرض مع تلف الكبد الصفراوي الأولي على خلفية أمراض مثل تليف الكبد، والتهاب القناة الصفراوية، والتهاب الكبد من مسببات مختلفة (فيروسات، كحول، سموم).

وتقول: “يمكن أن يحصل ركود الصفراء خارج الكبد أيضا، عند تعرض قناة الصفراء إلى ضغط خارجي كما يحصل عند نشوء حصى في كيس المرارة ما يؤدي إلى توقف تدفق الصفراء. وبالتالي تراكمها في الجلد ما يسبب الحكة واليرقان (يتحول الجلد وبياض العينين إلى اللون الأصفر).

وتشير الطبيبة، إلى أن الحكة الجلدية قد تظهر عند ارتفاع مستوى الحديد والنحاس في الجسم، حيث يحصل هذا عادة عند اختلال الوظيفة الأيضية للكبد على خلفية أمراض مثل مرض كونوفالوف ويلسون، وداء ترسب الأصبغة الدموية، ومتلازمة غلبرت (اضطراب كبدي وراثي شائع)، وغيرها.

وتقول: “بالإضافة إلى ذلك، تتميز مجموعة كاملة من أمراض الكبد المناعية الذاتية بحكة جلدية مستمرة ومؤلمة. وتشمل هذه الأمراض التهاب الكبد المناعي الذاتي، والتهاب القناة الصفراوية الأولي وغيرها. ويرتبط هذا بترسب المجمعات المناعية الذاتية في النسيج الضام للجلد البشري، الذي يظهر عند إجراء اختبارات الدم – زيادة مستوى البيليروبين والفوسفاتاز القلوي ومؤشرات المناعة الذاتية التي تسمح بتشخيص هذه الأمراض”.

وبالإضافة إلى الوظائف المذكورة، ينظم الكبد مستوى السكر في الدم عن طريق تصنيع الغلوكوز من الأحماض الأمينية المشاركة في عملية تكوين الغلوكوز في الدم.
وتقول: “عند زيادة تراكم الغلايكوجين، يفككه الكبد إلى غلوكوز الذي يدخل الدم بتركيز متزايد. وكما هو معروف، عندما يرتفع مستوى الغلوكوز في الدم، تتطور أمراض مثل اضطراب التمثيل الغذائي للكربوهيدرات (مرحلة ما قبل السكري) وداء السكري، ومن أول أعراضها الحكة الجلدية”.

وجراء اتباع عادات غير صحية، في روتين الحياة اليومي أو في نوعية الغذاء، يمكن أن يصاب الكبد ببعض الأمراض الخطيرة، مثل تليف الكبد أو التهاب الكبد أو الكبد الدهني أو سرطان الكبد.

فإن الجسم يبدأ بإرسال إشارات تحذير عندما تحدث مشاكل وظيفية في الكبد، ومن المهم جدا الانتباه إليها واستشارة الطبيب في الحال قبل الوصول إلى مرحلة الخطر. فما أبرز تلك الإشارات؟

1- حكة وألم في الجلد
من شأن تراكم السموم أن يخلق شعورا مزعجا في جميع أنحاء الجسم، ذلك أن عجز الكبد عن تصريف السموم يُسبّب آلاما وحكة في الجلد.
وأوضح البروفيسور باتريك مارسيلين، أخصائي أمراض الكبد ومدير فريق أبحاث المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي بمستشفى بوجون في بارين، أن “هذا يحدث على وجه الخصوص عندما لا يستطيع الكبد معالجة العصارة الصفراوية، مما يسبب انتشار الحمض الصفراوي في الدم وينتج عنه حدوث التهابات صغيرة في الأوعية الدموية، تُسبّب بدورها حكّة في الجلد”.

2- ثقل في المعدة
يمكن أن يحدث الشعور بثقل في المعدة -حسب الكاتبة- عند وجود خلل وظيفي في الكبد. ويمكن للفحص السريري تحديد ما إذا كان المريض يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي أو في الأمعاء أو في الكبد.

3- فقدان الوزن بشكل مفاجئ
من المحتمل أن يكون فقدان الوزن المفاجئ ودون أسباب واضحة، مع فقدان الشهية، مؤشرا على مشاكل صحية، منها تليف الكبد. ينبغي معالجة الأمر بسرعة لأنه يمكن أن يؤدي إلى سرطان الكبد.

4- الشعور المستمر بالإرهاق
تؤكد الكاتبة أن الشعور بالإرهاق بشكل مستمر مؤشر على وجود خلل خطير في وظائف الكبد. حسب البروفيسور مارسيلين، يمكن أن نلاحظ في هذه الحالة تراجعا في طاقة الجسم وعدم الرغبة في ممارسة أي نشاط، وأحيانا الاكتئاب.

5- النزيف المتكرر
وفقًا للجمعية الفرنسية لدراسة أمراض الكبد، تشمل هذه الحالة وجود دم في القيء، ودم أسود أو أحمر في البراز، ونزيف في الأنف أو اللثة، بالإضافة إلى كدمات متكررة.

متى عليك استشارة الطبيب بشأن الحكة؟

على الرغم من أن الحكة الجلدية العادية قد تكون عرض عابر لا يستدعي القلق، إلا أنه يجب استشارة الطبيب في الحالات الآتية والتي قد تدل على أن الحكة لديك هي في الحقيقة حكة ناجمة عن أمراض الكبد:

  • حكة جلدية في مختلف مناطق الجسم، أو حكة تتركز تحديدًا في راحة الكفين أو في باطن القدمين.
  • حكة حادة ومستمرة.
  • حكة مفرطة قد تؤدي لإتلاف الجلد مؤدية لنشأة التقرحات الجلدية أو للإصابة بالتهابات وعدوى.
  • حكة قد تخل بجودة حياة المصاب بدرجة كبيرة.

علاج الحكة الكبدية: هل هو ممكن؟

بدايًة وقبل الخوض في الطرق المتاحة لعلاج الحكة الكبدية علينا التنويه للأمور الآتية:

  • لا تميل الحكة الكبدية للتلاشي تلقائيًّا، بل قد يحتاج المريض لاتباع بعض التوصيات المنزلية ولاستعمال بعض الأدوية لتخفيف حدتها.  
  • توجد علاجات طبية متنوعة وفعالة قد تخفف من حدة هذه الحكة.  
  • قد يستغرق الأمر بعض الوقت وتجربة أكثر من دواء حتى يجد المريض العلاج الملائم للحكة لديه، لذا قد يوصي الطبيب بتجربة أكثر من مزيج دوائي قبل الاستقرار على العلاج المناسب للحالة.

طرق علاج الحكة الكبدية في المنزل
هذه بعض الإرشادات المنزلية التي يمكن لأتباعها أن يخفف حدة الحكة الكبدية:  

1. تجنب القيام بحك البشرة
بدايًة على المريض أن يقاوم الرغبة الملحة بحك الجلد، فحك الجلد قد يزيد الأمور سوءًا، كما يوصى المريض بالآتي: 

  • تقليم الأظافر والحفاظ عليها قصيرة، فحك الجلد بأظافر طويلة قد يرفع من فرص تعرض الجلد للخدوش والالتهابات.
  • ارتداء ملابس تغطي المنطقة المثيرة للحكة من الجلد، فهذا قد يساعد على تقليل الرغبة بحك الجلد.
  • ارتداء القفازات خلال النوم، لا سيما إذا لاحظ المريض أن الرغبة في حك الجلد تزداد ليلًا تحديدًا.
  • تطبيق قطعة قماش تم ترطيبها بمياه باردة على المنطقة المثيرة للحكة ريثما تخف الرغبة في حك الجلد.

2. إحداث تغييرات بسيطة في نمط الحياة
يمكن لإحداث هذه التغييرات أن يخفف حدة الحكة الكبدية:  

  • علاج جفاف الجلد والحفاظ على رطوبة الجلد من خلال استخدام مرطبات خالية من العطور. 
  • تجنب الاستحمام بمياه ساخنة، والاكتفاء بالاستحمام بمياه فاترة أو باردة.  
  • ارتداء ملابس فضفاضة مصنوعة من أقمشة تتيح للبشرة التنفس.  
  • تجنب التواجد في أجواء حارة أو تجنب التعرض المطول لأشعة الشمس.  
  • تجنب أي مواد قد تهيج البشرة، والحرص على ارتداء القفازات أثناء التعامل مع أية مواد قد تكون قاسية على البشرة.  
  • استخدام صابون خالٍ من العطور المضافة عند تنظيف اليدين أو الجسم. 
  • استخدام أجهزة ترطيب الهواء في المنزل أو المكتب خلال فصل الشتاء. 
  • وإذا كانت المريضة امرأة حامل يضاف إلى ما ذكر أعلاه كذلك التوصيات الآتية: تجنب العطور، وتجنب المأكولات الحارة ومصادر الكافيين.

طرق علاج الحكة الكبدية الدوائية والطبية
هذه أبرز الطرق المتاحة لعلاج الحكة الكبدية طبيًّا:

1. استخدام المراهم المضادة للحكة
توجد عدة خيارات يمكن مناقشتها مع الطبيب، هذه أبرزها:  

مرهم مائي يحتوي على مادة المنثول بتركيز 1%.
الستيرويدات القشرية الموضعية.  
مثبطات الكالسينورين (Calcineurin inhibitors) الموضعية. 
2. استخدام الأدوية الفموية
هذه أبرز الخيارات المتاحة التي قد يصفها الطبيب:

دواء الكُوليستيرامين (Cholestyramine) 
يعد دواء الكُوليستيرامين الدواء الرئيس وأولى الخيارات الطبية الموصى بها لعلاج الحكة الكبدية، إذ قد يساعد هذا الدواء على مقاومة بعض مثيرات الحكة الكبدية المحتملة والمتمثلة في أملاح الصفراء (Bile salts).  

حيث يرتبط هذا الدواء بأملاح الصفراء التي تسري مع الدَّوَرانُ المِعَوِيُّ الكَبِدِيُّ، مسهلًا بذلك عملية التخلص منها من خلال البراز.

هذا الدواء آمن عمومًا، لكنه قد يتسبب بمضاعفات جانبية بعضها طفيف، مثل: الإمساك، والنفخة، والإسهال، وحالة القهم (Anorexia).  

دواء الريفامبيسين (Rifampicin) 
يتم إعطاء هذا المضاد الحيوي الفموي عادة للذين لا تبدي أجسامهم استجابة تجاه دواء الكُوليستيرامين، قد يساعد هذا الدواء على التعافي كليًّا أو جزئيًّا من الحكة لدى ما نسبته 80% من المرضى. 

لكن يرتبط استخدام هذا الدواء بأعراض حادة وخطيرة، لذا غالبًا ما يتم وضع المريض تحت المراقبة طيلة فترة استخدامه لهذا الدواء، ومن ضمن هذه المضاعفات: اختلال وظيفة الكلية، والتهاب الكبد، وفقر الدم الانحلالي.  

دواء النالترِيكسون (Naltrexone) 
يعطى هذا الدواء الفموي كذلك للذين لا تبدي أجسامهم استجابة تجاه دواء الكُوليستيرامين. قد يساعد هذا الدواء على علاج الحكة الكبدية كليًّا أو جزئيًّا لدى ما نسبته 50% من المرضى.  

قد يرتبط استخدام هذا الدواء بأعراض خطيرة، لذا غالبًا ما يتم وضع المريض تحت المراقبة أثناء استخدمه لهذا الدواء، ومن ضمن هذه المضاعفات التهاب الكبد، ولكن نسبة حصول هذا النوع من المضاعفات تعد منخفضة نسبيًّا مقارنة بدواء الريفامبيسين. 

3. خيارات طبية أخرى
هذه بعض الخيارات الطبية الإضافية المتاحة لعلاج الحكة الكبدية، مثل: 

  • أدوية أخرى، مثل: دواء السيرترالين (Sertraline)، ومضادات الهيستامين.
  • المعالجة بالضوء (Phototherapy).  
  • زراعة الكبد. 

المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com

عن admin

إن موقع 123 إسعاف هو موقع طبى معلوماتى ينتمى إلى ما يسمى بالطب الوقائى للأسرة و عن هذا الطب الوقائي للأسرة فهو فرع كامل من فروع علوم الطب الكثيرة ، إلا انه قد تم إهماله في عالمنا العربي بشكل غريب من قبل الجميع سواء وسائل الإعلام العربية أو حتى الأطباء العرب أنفسهم ، أما في الدول الغربية فنرى النقيض تماما ، حيث أعطوه من الاهتمام ما يستحق و يساوى قيمته . مع تحيات موقع اسعاف الطبي www.123esaaf.com
هذه المقالة كُتبت في التصنيف أخبار طبية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.