
يتم الترويج لمشروبات الطاقة على أنها قادرة على منح مستهلكيها طاقة لا مثيل لها. وعلى الرغم من إقبال الكثيرين على استهلاكها، فإن العديد من الأصوات تدعو إلى تنظيم الإقبال عليها وتحذّر من تناولها باستمرار.
انتشرت مؤخرا ظاهرة استهلاك مشروبات الطاقة بين التلاميذ، إذ أضحت روتينا صباحيا للعديد من الأطفال في المدارس، وهي الظاهرة التي حذر منها مختصون في مجال التغذية وجمعيات حماية المستهلك، بسبب آثارها السلبية على الصحة، خصوصا عندما تُستهلك على معدة خاوية، فقط طالبوا الأولياء بشديد الرقابة على أبنائهم ومنعهم من تناول مثل هذه المشروبات.
قال أ. د. حسن حسونه أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث، ان مشروبات الطاقة المتداولة حاليا في المدارس وبين الأطفال لها آثار خطيرة على الأطفال ولابد من عدم شربها نهائيا لانها تؤثر تأثير سلبي على طلاب المدارس في مرحلة النمو وحتى 18 سنه فما اكثر.
لم يتفق المجتمع العلمي بعد على تعريف واضح لمشروبات الطاقة. ووفقا للوائح الحالية، فهي تندرج ضمن فئة المشروبات المنعشة. وضمن هذه الفئة، يقع تجميع كل تلك المشروبات غير الكحولية التي تحتوي على الكافيين، والتورين والفيتامينات خاصة فيتامينات بي، التي تكون في بعض الأحيان مصحوبة بمكونات أخرى، من قبيل الجنسينغ ومادة الغلوكورونولاكتون والكارنيتين والجنكة والغوارانا.
الفرق بين مشروبات الطاقة والمنشطة
من المهم التمييز أولا بين مشروبات الطاقة وبين المشروبات المنشطة، تحتوي مشروبات الطاقة على الماء والسكر مع بعث الصوديوم والملح كما يمكن أن تحتوي على بعض أنواع الفيتامينات والمعادن أي أنها تزود الجسم بالعناصر التي يحتاجها خاصة إذا كان الجسم بصدد القيام بمجهود كبير ذهني أو بدني. أما المشروبات المنشطة فتتكون من ماء وسكر ومواد منشطة وأحيانا يخلط الأطفال بينهما عند الاستهلاك. لذا تنصح المنظمة الأوروبية للصحة على مزودي المشروبات الطاقية التنصيص على أن هذه المشروبات ممنوعة على الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
وتفصيلاً، أكدت الدراسات الطبية الي أن مشروبات الطاقة تحتوي على نسبة عالية من «الكافيين»، وتؤثر على القلب والأوعية الدموية، وتسهم في عدم انتظام نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم، لاسيما مع تناول جرعات كبيرة، وما تحتويه من سكر يرفع هرمون الأنسولين، فيشعر الشخص بالإجهاد والكسل للمراكز العصبية، ويؤثر على عضلة القلب، ويزيد من هرمونات التوتر، حيث يمنح الجسم لحظة مؤقتة من التنبيه، ولكن عواقبه وخيمة، حيث يجهد خلايا الشخص العصبية، ويؤدي إلى اضطراب النوم.
كما أشارت العديد من الدراسات الصحية العالمية، أن مشروبات الطاقة، بهدف زيادة التنبيه وتحسين الأداء البدني، قد تتسبب في تغييرات مضرة بالجسم، منها ضغط الدم ووظائف القلب، كما أن تناول بعض مشروبات الطاقة قد يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية.
وأن هذه المشروبات، بعكس ما يعتقد الطلبة، معدومة الفوائد، ولا تساعد على التركيز، وخطرها يتضاعف عندما يعتاد الطلبة عليها، خصوصاً خلال فترة الاختبارات، حيث تسهم في تسارع ضربات القلب، كما أنها تعمل على تنبيه الجهاز العصبي بشكل أكثر من الطبيعي، ما يسبب رعشة في اليدين، والنشاط المفرط.
«الكافيين»
من جهتها، أكدت أخصائية تغذية علاجية وسمنة، رباب خضر، على أهمية إعداد الطعام المتوازن للطلبة، لاسيما خلال فترة الاختبارات، حتى يساعدهم على التركيز، لاسيما أن نوع الطعام له تأثير مباشر على الأداء المعرفي، حيث يساعد الغذاء الصحي المتوازن على إدارة الإجهاد خلال فترة الاختبارات، محذرة من استهلاك الطلبة كميات كبيرة من الكافيين من خلال تناول مشروبات الطاقة، حيث يؤدي ذلك إلى القلق والتوتر والعصبية، كما يمكن أن يسبب صداعاً وجفافاً وإسهالاً وصعوبة في النوم، وتسارع دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم.
ودعت خضر ذوي الطلبة إلى ضرورة تشديد الرقابة على أبنائهم، لضمان حمايتهم من آثار مشروبات الطاقة السلبية على صحتهم، خصوصاً أنها تسبب تلفاً في الخلايا العصبية، وتترتب عليها مشكلات صحية في حال الإفراط في تناولها، مشددة على أهمية التركيز على ضمان حصول الطلبة على نوم جيد خلال الليل، للحد من الاعتماد على الكافيين عند الاستيقاظ صباحاً.
المخاطر الرئيسة لمشروبات الطاقة
يمكن تلخيص المخاطر الرئيسة لمشروبات الطاقة في ثلاث مجموعات، كل مجموعة تضم أضرارا عدة:
1- زيادة خطر السكتة القلبية واحتشاء عضلة القلب
بحسب دراسة نشرتها جمعية القلب الأميركية هذا العام، تغير مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكافيين النشاط الكهربائي للقلب، وتزيد من ضغط الدم. وفي هذه الدراسة، جرى أيضا تقييم تأثير ارتفاع استهلاك مشروبات الطاقة على نظام القلب والأوعية الدموية، حيث ثبت أن استهلاك مشروبات الطاقة يرتبط بالسكتة القلبية واحتشاء عضلة القلب. ويمكن أن تكون مرتبطة حتى بما يعرف بسماكة الدم.
وهناك أدلة علمية أكثر على الآثار الضارة لمشروبات الطاقة. وفي كل هذه الحالات، يكون الجهاز القلبي الوعائي إلى جانب الجهاز العصبي هو الأكثر تضررا.
2- القلق والأرق وتشنجات العضلات
عادة ما تظهر الآثار الضارة للكافيين على الجهاز العصبي جراء استهلاك جرعات تصل إلى مئتي مليغرام أو أكثر، على الرغم من أن ذلك يمكن أن يختلف اختلافا كبيرا بين الأشخاص. وتجدر الإشارة إلى أن بعض مشروبات الطاقة تحتوي على ما بين مئة ومئتي مليغرام من الكافيين لكل واحدة، دون الأخذ في الحسبان أنها عادة ما تكون مصحوبة بمكونات محفزة أخرى يمكن أن تعزز تأثيرها.
3- زيادة خطر السمنة والتسوس ومقاومة الأنسولين
يعد السكر أحد المكونات الرئيسة لجميع مشروبات الطاقة، التي يحتوي معظمها على مزيد من السكر بنسبة أكبر من المشروبات الغازية العادية، التي تقدر في المتوسط بين عشرة و12 غراما لكل مئة مليلتر من المشروب. فإذا اعتبرنا أن العلبة تحتوي على 250 مليلترا، فإننا نتحدث عن حوالي 25 أو ثلاثين غراما من السكر لكل علبة. والجدير بالذكر أن بعض العلامات التجارية تبيع علبا بمقدار نصف لتر، مما يعادل حوالي ستين غراما من السكر، وهو معدل أعلى بكثير من الحد الأقصى للكميات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، التي تؤكد أن معدل السكر لا يجب أن يزيد على 25 غراما بالنسبة للأطفال والمراهقين.
وتجدر الإشارة إلى أن الآثار التي ينتجها السكر معروفة، حيث ترتبط على سبيل المثال، بالسمنة وتسوس الأسنان. بالإضافة إلى ذلك، ارتبط استهلاك السكر بظهور مشاكل أخرى مثل زيادة مقاومة الأنسولين (مما يزيد خطر مرض السكري) ومخاطر القلب والأوعية الدموية وتفاقم بعض المؤشرات الصحية مثل الدهون الثلاثية وضغط الدم.
ماذا يحدث للأطفال و المراهقين ؟
أوضحت الدراسات أن المراهقين والبالغين، إلى سن الثلاثين عاما الأكثر إقبالا على هذا النوع من المشروبات. في المقابل، كانت بعض البيانات التي قدمتها الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية في سنة 2013، مثيرة للقلق. وبحسب هذه البيانات، يستهلك حوالي 18% من الأطفال الذين يتراوح سنهم بين ثلاث وعشر سنوات مشروبات الطاقة، حيث يقبل حوالي 16% منهم عليها بشكل مفرط، وهو ما يقدر على وجه التحديد بحوالي أربعة لترات شهريا.
وبشكل خاص، يعد الأطفال الفئة الأكثر عرضة لهذه المخاطر، نظرا لصغر حجم أجسامهم وضعف مسارات عملية التمثيل الغذائي لديهم، بالتالي فهم أكثر حساسية للتسمم جراء الكافيين. وفي الواقع، تؤكد الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية أنه لا يمكن تحديد كميات آمنة من استهلاك الكافيين لدى الأطفال الصغار، ويطالب العديد من المختصين -بما في ذلك اختصاصيو التغذية وأطباء الأطفال والجمعيات الطبية- بتنظيم استهلاك هذه المنتجات.
من جهتها، تنظر بعض الحكومات، على غرار المملكة المتحدة، في إمكانية حظر بيع مشروبات الطاقة للأطفال دون سن 16 عاما. وليس من المستغرب أن نعتقد أن علبة واحدة من هذه المشروبات ستكون مثل إعطاء طفل ثلاثة أكواب من القهوة مع 12 ملعقة صغيرة من السكر.
بدائل صحية عن المشروبات المنشطة
تحتوي المشروبات المنشطة عن بعض أنواع الفيتامينات لذا يعتقد الكثير من الأشخاص ولدى قراءتهم مكونات هذه المشروبات بأنها صحية إلا أن هذه المشروبات تحتوي على مواد منشطة تؤثر على صحة الأطفال ولذا يجب على الأهل تحذير الأطفال من خطورة استهلاك هذه المشروبات ويمكن تعويض هذه المشروبات بمشروبات أخرى صحية أكثر فمادة التورين يمكن أن نجدها في اللحوم والليمون والحليب ومشتقاته أما بالنسبة للكافيين نجده في القهوة وفي الكاكاو وفي شاي الماتشا وهي بدائل لا تحتوي على الأضرار الموجودة في المشروبات المنشطة.
أوضح الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن هناك مشروبات طاقة طبيعية، تمثل بدائل آمنة وصحية.
عصير المانجو والأناناس مع الكركم
عصير المانجو والأناناس مع الكركم، من مشروبات الطاقة الطبيعية، لأن المانجو والأناناس يحتويان على سكريات طبيعية، تمنح الجسم الطاقة سريعًا، أما الكركم مضاد للالتهابات، ويعزز صحة الجسم والعضلات.
عصير الفراولة والبنجر
عصير الفراولة والبنجر من مشروبات الطاقة الطبيعية، لأن الفراولة مصدر طبيعي لـ«فيتامين سي» ومضادات الأكسدة، كما أن البنجر يعزز تدفق الأكسجين للعضلات، مما يحسن الأداء البدني.
مشروب الزبادي بالشوفان والفواكه
مشروب الزبادي بالشوفان والفواكه، بديل جيد لمشروبات الطاقة الجاهزة، لأن الزبادي مصدرًا غنيًا بالبروتين، الذي يحافظ على طاقة الجسم لفترات طويلة، كما يحتوي الشوفان على الألياف والكربوهيدرات المعقدة، وفقًا لـ«بدران».
عصير الخيار والليمون بالنعناع
عصير الخيار والليمون بالنعناع مشروب منعش يعيد الترطيب للجسم، كما يعتبر بديلًا آمنًا لمشروبات الطاقة، بالإضافة إلى أن الخيار يساعد في التخلص من السموم، والليمون يعزز المناعة.
عصير التفاح بالكرفس والزنجبيل
عصير التفاح بالكرفس والزنجبيل ،يمنح الجسم طاقة طبيعية من السكريات الصحية، ويحتوي الكرفس على معادن تحافظ على توازن الجسم، بالإضافة إلى الزنجبيل الذي يحسن الدورة الدموية ويعزز النشاط.
عصير الرمان بالعسل
عصير الرمان بالعسل بديلًا آمنًا لمشروبات الطاقة، لأنه غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات، كما يمد الجسم بالطاقة ويحسن الدورة الدمويةن بحسب «بدران».
مشروب القرفة بالحليب والعسل
مشروب القرفة بالحليب والعسل، من مشروبات الطاقة الطبيعية، إذ تعمل القرفة على تحسين من استقلاب السكر في الجسم، مما يعزز الطاقة، كما أنه يمد الجسم بالبروتين والسكريات الطبيعية.
نصيحة مهمة
بالرغم من مدى انتشار مشروبات الطاقة بين فئات المجتمع المختلفة من الأطفال والمراهقين حتى البالغين، إلّا أنَّ أضرارها تستدعي الاهتمام والحذر.
لذلك يتوجّب على الأهل مراقبة أبنائهم الأطفال والمراهقين وتوعيتهم، وطلب المساعدة من المدرسة، لأن لها دور فعّال في تثقيف المراهقين وزيادة الوعي بما يخص مشروبات الطاقة وأضرارها المتعددة على صحة العقل والجسم.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com