تتعرض النساء للعديد من المضاعفات الصحية في الأربعينيات من العمر، يزداد بسبب عدد من الأسباب منها آثار عادات نمط الحياة غير اللائقة، والشيخوخة إلى جانب العديد من العوامل الأخرى تزيد الحالة ما يجعلها أسوأ في منتصف الأربعينيات.
تمر المرأة بسن اليأس مما يؤدي إلى العديد من المشاكل بسبب تغير الهرمونات ، و السبب انه عند بلوغ مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، يضطرب إفراز الجسم للإستروجين والبروجسترون -وهما من الهرمونات الأنثوية الرئيسية- ارتفاعًا وانخفاضًا. ويرجع سبب العديد من التغيرات التي تشعرين بها أثناء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث إلى انخفاض مستوى الإستروجين.
أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث
الهبات الساخنة
تشعر بعض النساء بموجات من الهبات الساخنة، أي الشعور بالحرارة الداخلية بدرجة أعلى من الجو المحيط؛ قد تختفي تلك الهبات بشكل مفاجئ، في حين أن البعض الأخريات قد يستمر معهن لسنوات عدة.
تظهر الهبات الساخنة بسرعة ويمكن أن تستمر من دقيقة إلى 5 دقائق. وهي تتراوح في شدتها من الإحساس العابر بالدفء إلى الشعور بأن النار تلتهم الجسم “من الداخل إلى الخارج”.
ويمكن أن تؤدي الهبة الساخنة الشديدة إلى احمرار الوجه والجزء العلوي من الجسم، والتعرق والقشعريرة، وأحيانًا الشعور بالارتباك. وقد تتكرر الهبات الساخنة بصورة محدودة على مدار الأسبوع، في حين تعاني بعض السيدات من تكرارها أكثر من 10 مرات خلال اليوم الواحد.
طاقة منخفضة وحرق ضعيف للسعرات الحرارية
مع تقدم السن تقل الكفاءة التي ينتج بها الجسم الطاقة بشكل ملحوظ، حتى لو لم يتغير روتين الأنشطة اليومية، إلا أن كفاءة الجسم في حرق السعرات الحرارية تصبح أقل، مما يؤدي إلى انخفاض في الطاقة المنتجة، وتتحول السعرات الحرارية غير المحترقة إلى دهون.
والحل في تلك الحالة أن يتغير كل من النظام الغذائي وروتين التمارين بشكل كبير. وسيساعدك تناول كمية أقل من السعرات الحرارية، إلى جانب زيادة التمارين المنتظمة، في الحفاظ على مستويات الوزن والطاقة.
تساقط الشعر
الصلع أزمة تواجه نسبة قليلة من النساء، لكن في الأربعينيات من العمر، تعاني معظم النساء من ترقق البصيلات، مما يؤدي إلى تساقط ملحوظ في الشعر.
ويلعب الأستروجين دورًا مهمًا في نمو شعر المرأة، وليس من المستغرب أن يزداد تساقطه بانخفاض مستويات الأستروجين المصاحبة لفترة انقطاع الطمث.
وينصح الخبراء بتقليل تكرار غسل الشعر للسماح لفروة الرأس بإفراز الزيوت الطبيعية التي تساهم في ترطيب خصلات الشعر، ومن ثم تحافظ على ثباته، وينصح أيضا بالحد من استخدام أدوات تجفيف الشعر التي تعتمد على درجات الحرارة المرتفعة، وكذلك يجب تقليل استخدام صبغات الشعر خاصة التي تعتمد على المواد الكيميائية لا سيما الأمونيا.
سلس البول وضعف المثانة
يساهم انخفاض إنتاج هرمون الأستروجين المصاحب لفترة ما قبل انقطاع الطمث في ضعف عضلات المثانة، ومن ثم فإن أي انقباض مفاجئ للحجاب الحاجز يمكن أن يؤدي إلى تسرب البول.
هناك العديد من العلاجات الفعالة لسلس البول، لكن يبقى التخلص من الوزن الزائد، خاصة في منطقة البطن، هو الوسيلة المثالية لتخفيف الضغط على المثانة، كما أن تقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين يساهم في تقليل احتمالية التسرب، وتساعد تمارين “كيغل” في إعادة بناء المثانة الضعيفة (تمارين تساعد في تقوية عضلات البطن والفخذين والأرداف).
حصوات الكلى
تصبح النساء بعد سن الأربعين أكثر عرضة للإصابة بحصوات الكلى، وتشمل أعراضها “ألم الظهر والبيلة الدموية والقيء وانبعاث رائحة كريهة من البول”.
التهاب المفاصل
يرتفع خطر الإصابة بالتهاب المفاصل عند النساء بعد بلوغ سن الأربعين، ويرجع السبب إلى انخفاض السائل الزلالي الذي يمنع الغضاريف من الاحتكاك ببعضها البعض عند التقدم في العمر.
السكري
يجب أن تكون النساء على دراية بأعراض السكري، لأن خطر الإصابة به يزداد لديهن في منتصف الأربعينيات، مثل التعب والعطش الشديد وكثرة التبول وضعف الرؤية والتهاب اللثة.
هشاشة العظام
يوصي الأطباء النساء باتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د أو تناول مكملاتهما الغذائية، لأن كثافة العظام لديهن مع تقدم العمر تنخفض بشكل ملحوظ، مما يعرضهن لخطر الإصابة بالهشاشة.
ارتفاع ضغط الدم
ينتشر ارتفاع ضغط الدم بين السيدات بعد سن الأربعين، وهو من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والفشل الكلوي.
نقص فيتامين د
المشكلة الصحية الأكثر شيوعًا التي تصيب النساء في الأربعينيات من العمر هي نقص فيتامين (د) في بعض الحالات ، يؤدي نقص فيتامين د إلى فقدان الكالسيوم وكتلة العظام ، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام ، وجدت دراسة نشرت في مجلة طب الأسرة والرعاية الأولية أن نقص فيتامين (د) منتشر على نطاق واسع لدى النساء فوق سن 40 ، مما يزيد من خطر فقدان العظام بعد انقطاع الطمث وهشاشة العظام، تشمل أوجه القصور الشائعة الأخرى لدى النساء فوق سن الأربعين نقص فيتامين ب والحديد والريبوفلافين.
مرض السكري
وجدت العديد من الدراسات أن خطر الإصابة بمرض السكري يزداد مع تقدمك في العمر وأن الخطر يتزايد بشكل كبير عبر الفئات العمرية في العقد الماضي، أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في ظهور مرض السكري لدى النساء فوق الأربعينيات، يمكن أن يكون سببها عوامل وراثية أو بسبب قلة التمارين ونمط الحياة غير الصحي والنظام الغذائي الخاطئ.
ضعف الذاكرة
يعد فقدان بعض وظائف المخ بين فترة ما قبل انقطاع الطمث وما بعده أمرًا شائعًا بين النساء بحيث لا يمكن تجنبه تقريبًا.
تمتلك النساء مستقبلات هرمون الأستروجين في منطقتين بالمخ تتحكمان في الذاكرة، وعندما يكون هناك قدر أقل من هرمون الأستروجين، تحدث تغيرات هيكلية سلبية في تلك المناطق.
يعرف هذا العرض بالضباب الدماغي، وهو عرض طبيعي لا يمكنك محاربته. وتعتمد الكفاءة التشغيلية لعقلك إلى حد كبير على كمية الأكسجين التي يوفرها له مجرى الدم.
لذا ما هو جيد لقلبك مفيد لعقلك، وهذا يعني أن برنامجًا قويًا للتمارين الرياضية ونظامًا غذائيًا صحيًا وإدارة فعالة للإجهاد ستحافظ على كفاءة وظائف المخ، ويمكن أن تساعدك الألغاز والكلمات المتقاطعة وقراءة الكتب في الحفاظ على وظائف دماغك.
وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، تبدأ مهارات التفكير المعرفي لديك في الانخفاض بنسبة 3.6% بدءا من الأربعينيات من العمر، لكن الخبر السار هو أن كفاءة الدماغ تعود لطبيعتها مرة أخرى بعد انقطاع الطمث، إذ يتكيف مع انخفاض مستويات هرمون الأستروجين ويعوض ما تم فقده من كفاءة في فترة ما قبل انقطاع الطمث.
تدهور الخلايا
مع بدء شيخوخة الخلايا (تدهور الخلوي المرتبط بالعمر)، التي تبدأ عادةً في الأربعينيات من العمر وتتسارع مع دخول الستينيات. وجدت الأبحاث أن تدهور الميتوكوندريا -منتج الطاقة للخلايا- يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على قدرة الخلايا على الأداء عند المستويات المثلى، وبالتالي يضعف وظيفة الأنسجة والأعضاء.
ويمكن أن تظهر هذه التغييرات في عدد من الطرق المختلفة، من التعب المستمر إلى ضعف جهاز المناعة. لكن الإيجابي في الأمر أن الأبحاث تشير إلى أن التمارين المنتظمة (مثل المشي لمدة ساعة يوميا) يمكن أن تبطئ من فقدان الميتوكوندريا.
لماذا لا يقدم الأستروجين من خلال العلاج بالهرمونات؟
إذا كان نقص الأستروجين مزعجا إلى هذا الحد، فلماذا لا يستبدل القدر المفقود منه ببرنامج قوي للعلاج بالهرمونات؟ والجواب هو أن العلاج التقليدي بالهرمونات يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ومع ذلك هناك حل وسط وهو الأستروجين الموضعي، على هيئة مرهم موضعي يوفر جرعة أقل من الأستروجين. والأهم من ذلك أن الهرمون يُمتص مباشرة في مجرى الدم، لذا فمن غير المرجح أن يؤثر على بقية الجسم.
العلاج
تُستخدم الأدوية غالبًا لعلاج أعراض فترة ما قبل انقطاع الطمث.
العلاج الهرموني. لا يزال العلاج المجموعي (لكل الجسم) بالإستروجين – الذي يتوفر على شكل أقراص أو لاصقات جلدية أو رذاذ أو جل أو كريمات – هو الخيار العلاجي الأكثر فاعلية لتخفيف هَبَّات الحرارة والتعرق الليلي لدى النساء قبل فترة انقطاع الطمث وأثناءها. وبناءً على تاريخكِ الطبي والعائلي، قد يوصي الطبيب بعلاج الإستروجين بأقل جرعة لازمة لتخفيف الأعراض. وإذا كنتِ تنعمين بوجود الرحم، فستحتاجين إلى البروجستين بالإضافة إلى الإستروجين. يساعد الإستروجين المجموعي (لكل الجسم) أيضًا على الوقاية من انخفاض كثافة العظام.
الإستروجين المهبلي. يمكن استخدام الإستروجين مباشرةً داخل المهبل عن طريق استعمال قرص أو حلقة أو كريم يُوضَع في المهبل. ويفرز هذا العلاج كمية صغيرة من هرمون الإستروجين يمتصها النسيج المهبلي. ويمكن أن يساعد على تخفيف أعراض جفاف المهبل والانزعاج أثناء الجماع وبعض أعراض الجهاز البولي.
مضادات الاكتئاب. يمكن أن تخفف مضادات الاكتئاب، ذات الصلة بفئة الأدوية التي يُطلق عليها مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، من هَبَّات الحرارة الناتجة عن انقطاع الطمث. قد تكون مضادات الاكتئاب المعالجة لهَبَّات الحرارة مفيدة للنساء اللواتي لا يستطعن تناول هرمون الإستروجين لأسباب صحية أو للنساء اللاتي يحتجن إلى مضادات الاكتئاب لاضطراب حالتهن المزاجية.
الغابابنتين (Neurontin). اعتُمِد دواء الغابابنتين لعلاج نوبات الصرع، ولكن ثبت أيضًا أنه يساعد على تخفيف هَبَّات الحرارة. وهذا الدواء مفيد للنساء اللاتي لا يستطعن تلقي العلاج بالإستروجين لأسباب صحية وللنساء المصابات بالصداع النصفي أيضًا.
الفيزولينتانت (Veozah). هذا الدواء خيار خالٍ من الهرمونات يُستخدم لعلاج هبّات الحرارة المصاحبة لانقطاع الطمث. فهو يعمل عن طريق سد أحد المسارات الموجودة في الدماغ التي تساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم.
قبل اتخاذ قرار بشأن نوع العلاج المناسب، تحدثي مع طبيبك عن الخيارات، والمخاطر والفوائد المقترنة بكل منها. راجعي خياراتك سنويًا؛ فقد تتغير احتياجاتك وخيارات العلاج المناسبة لك.
المكملات العشبية أو الغذائية
كمحاولة لتخفيف الهبات الساخنة، والتهيج، وتغيُّرات المزاج، تستعمل بعض النساء المكمِّلات العشبيَّة والغذائيَّة مثل منتجات الصويا، وإيكول مستقلب الصويا، والكوهوش الأسود، والأعشاب الطبيَّة الأخرى (مثل دونغ كاي، وزهرة الربيع المسائية، والجينسنغ)، والكانابينويدات (القنّبيّات).إلَّا أنَّ نتائجَ الأبحاث كانت متباينة حول جميع هذه التدابير العامَّة، ولم تثبت فعَّاليتها، لذلك فإن العديد من خبراء انقطاع الطمث لا يوصون بها.كما إن هذه المُعالجَات لا تخضع للتنظيم كما هي الحال في الأدوية الموصوفة، لذلك لا توجد متطلبات بشأن الإبلاغ عن معلومات دقيقة وكاملة حول سلامتها، وفعاليتها، ومكوناتها.
يُمكن أن تكُون بعض المُكمِّلات ضارَّةً (الكافا على سبيل المثال)،وبالإضافة إلى ذلك، تستطيعُ بعض المُكمِّلَات التفاعل مع أدوية أخرى ويُمكن أن تُؤدِّي إلى تفاقُم بعض الاضطرابات.
أدَّت المخاوف حول استخدام العلاج الهرمونيّ المعياريّ إلى اهتِمامٍ في استخدَام الهرمونات المُشتقَّة من نباتاتٍ مثل اليام والصويا،حيث يُوجد لدى هذه الهرمونات تقريبًا نفس البنى الجزيئيَّة الموجودة في الهرمونات التي يصنعها الجسم، ولذلك تُسمَّى الهرمونات المُتمَاثلة بيولوجياً bioidentical hormones،وهناك العديد من الهرمونات المُستخدَمة في العلاج الهرمونيّ المعياريّ، وهي تُسمَّى أيضًا الهرمونات المتماثلة بيولوجياً وهي مشتقَّة من النباتات.يُوصي خبراء انقطاع الطمث باستعمال الهرمونات في العلاج الهرمونيّ المعياري لأنها خضعت للاختبار وحازت الموافقة على استخدامها، وتجري مُراقبة استخداماتها بشكلٍ دقيقٍ.
يقوم الطبيب أحيانًا بوصف ادوية هرمونات متماثلة بيولوجياً (مُركَّبَات) بما يتناسب مع حاجة كل امرأة .وهي تُسمَّى الهرمونات المتماثلة بيولوجياً المُركَّبَة،ولا يخضع إنتاجها إلى تنظيمٍ جيِّدٍ،ولذلك من المُحتَمل أن تأتي بجرعات وتوليفات وأشكال عديدة، وأن تختلف فيما بينها من ناحية النقاوة والقوام والفعَّالية.يجري تسويق الهرمونات المتماثلة بيولوجياً المُركَّبَة كبدائل عن العلاج الهرمونيّ المعياريّ غالبًا، وأحيانًا مع ادعاءات تزعم أنها أفضل وأكثر أماناً من العلاج الهرموني المعياري.ولكن لا يوجد دليل على أن المنتجات المُركَّبة أكثر أماناً وفعَّالية أو حتى فعَّالة مثل العلاج الهرمونيّ المعياريّ.في بعض الأحيان لا يجري إخبار النساء أنَّ المنتجات الهُرمونِيَّة المتماثلة بيولوجياً والمركَّبة تنطوي على أخطارٍ مثل الهرمونات المعياريَّة،
ولذلك ينبغي على النساء اللواتي يفكرن باستعمال هذه العلاجات الهرمونية المركبة استشارة الطبيب.
المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com