اكتشاف تأثير خطير للباراسيتامول

اكتشاف تأثير خطير للباراسيتامول
اكتشاف تأثير خطير للباراسيتامول

حذرت دراسة حديثة من أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ويتناولون الباراسيتامول لفترة طويلة يواجهون خطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية.

وقال باحثون في جامعة إدنبرة إن الأطباء يجب أن يفكروا في المخاطر والفوائد التي تلحق بالمرضى الذين يتناولون الباراسيتامول على مدى عدة أشهر.

ولكن الباحثين أكدوا أن تناول المسكنات لعلاج الصداع أو الحمى آمن.

ويقول خبراء آخرون إنه لتأكيد النتائج التي خلصت إليها الدراسة، من الضروري إجراء أبحاث على مزيد من الأشخاص على مدى فترة زمنية أطول .

ويستخدم الباراسيتامول على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم كعلاج قصير المدى للأوجاع والآلام، ولكنه موصوف أيضا لعلاج الألم المزمن، على الرغم من قلة الأدلة على فائدته للاستخدام على المدى الطويل.

ومن أجل تحديد أضرار الباراسيتامول، يجب أن نعرف كيفية تأثير الأدوية في جسم الإنسان. فالأدوية المضادة للالتهابات، المسكنة والمخفضة للحرارة، تؤثر في مركز التنظيم الحراري في الدماغ وحجب مسبب الالتهاب. كما أن لمعظم الأدوية المضادة للالتهابات تأثيرا سلبيا في الجسم، فالأسبرين مثلا يؤثر في الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء.

من هذه الناحية خطورة الباراسيتامول أقل، ويمكن تناوله بجرعات صغيرة إذا كان الشخص يعاني من القرحة أو التهاب المعدة.

ومن خصائص هذا الدواء:

  • يمتص في الأمعاء بسرعة مقارنة بالأدوية الأخرى، لذلك يظهر تأثيره سريعا.
  • لا يؤثر في استقلاب الماء والمعادن في الجسم.
  • لا يهيج الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي.
  • ينتج بأشكال مختلفة، ويسمح باستخدامه في عمر مبكر.

كما يستخدم الباراسيتامول على نطاق واسع لتنظيم حرارة الجسم وإزالة الأعراض الناتجة عن الالتهابات. ويبدأ تأثيره بعد ساعة تقريبا من تناوله حيث تصبح حرارة الجسم طبيعية وتزول الآلام والصداع.

ولكن، عند تناول الدواء، يجب أن نعرف ما إذا كان مضرا للجسم، لأن امتصاصه والتخلص منه يتم في الجهاز الهضمي والكبد والكلى، وهذه الأعضاء هي أكثر عرضة للعواقب السلبية للدواء عند استخدامه بصورة خاطئة. عدا عن أن الباراسيتامول مضر إذا كان الشخص يعاني من حساسية منه، أو مصاب بأمراض الكبد والكلى المزمنة.

وتشير مجلة Circulation إلى أن علماء جامعة إدنبرة، توصلوا إلى استنتاج يفيد بأن تناول الباراسيتامول فترة طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية.

وقد توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج من نتائج دراسة شملت 110 أشخاص يعانون لفترة طويلة من ارتفاع مستوى ضغط الدم. قسم الباحثون المشتركين في الدراسة إلى مجموعتين. المجموعة الأولى كانت على مدى أسبوعين تتناول الباراسيتامول والمجموعة الثانية دواء وهميا.

واتضح للباحثين، أن مستوى ضغط الدم ارتفع بين أفراد المجموعة الأولى. ووفقا لتقديراتهم يمكن أن يؤدي تناول الباراسيتامول بانتظام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20 بالمئة.

ويشير الباحثون، إلى أنه بعد التوقف عن تناول دواء الباراسيتامول عاد ضغط الدم إلى مستواه الذي كان قبل بداية الدراسة.

وفي تجربة عشوائية، طُلب منهم تناول 1 غرام من الباراسيتامول أربع مرات يوميا لمدة أسبوعين – وهي جرعة شائعة لمرضى الألم المزمن – ثم تناول علاج وهمي لمدة أسبوعين آخرين.

وقال البروفيسور جيمس دير، عالم الصيدلة الإكلينيكي في إدنبرة، إن التجربة أظهرت أن الباراسيتامول يزيد ضغط الدم – أحد أهم العوامل التي قد تؤدي إلى حدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية – أكثر بكثير من العلاج الوهمي.

وينصح الباحثون الأطباء ببدء تناول جرعة منخفضة من الباراسيتامول للمرضى الذين يعانون من آلام مزمنة، ومراقبة أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والمعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب عن كثب.

وقال الباحث الرئيسي إيان ماكنتاير، مستشار علم الأدوية الإكلينيكي في هيئة الخدمات الوطنية الصحية في لوثيان: “هذا لا يتعلق باستخدام الباراسيتامول قصير المدى لعلاج الصداع أو الحمى، وهو بالطبع أمر جيد”.

“العديد من الأمور المجهولة”

وقال الدكتور ديبيندر جيل، محاضر في علم العقاقير والعلاجات في جامعة سانت جورج، إن الدراسة التي نُشرت في مجلة “سيركوليشن”، وجدت “زيادة طفيفة ولكن ذات مغزى في ضغط الدم لدى السكان الاسكتلنديين البيض”، ولكن “العديد من الأمور المجهولة لا تزال قائمة”.

وقال “أولا، ليس من الواضح ما إذا كانت الزيادة الملحوظة في ضغط الدم ستستمر مع استخدام الباراسيتامول على المدى الطويل”.

وأضاف “ثانيا، ليس معروفا على وجه اليقين ما إذا كانت أي زيادة في ضغط الدم تُعزى إلى استخدام الباراسيتامول ستؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.

وتوصلت دراسة أمريكية كبيرة سابقا إلى وجود صلة بين استخدام الباراسيتامول على المدى الطويل وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية – لكنها لم تثبت أن أحدهما يسبب الآخر.

ولم تتمكن دراسات أخرى أصغر من تأكيد هذا الرابط.

وقال فريق إدنبرة إنهم لا يستطيعون شرح كيف سيرفع الباراسيتامول ضغط الدم، لكن النتائج التي توصلوا إليها يجب أن تؤدي إلى مراجعة وصفات الباراسيتامول طويلة الأمد.

وكان الباراسيتامول يعتبر سابقا أكثر أمانا من مسكنات ألم أخرى، مثل الإيبوبروفين، التي يُعتقد أنها ترفع ضغط الدم لدى بعض الأشخاص.

وقالت مؤسسة القلب البريطانية التي مولت الدراسة إن على الأطباء والمرضى إعادة التفكير بانتظام فيما إذا كانت هناك حاجة إلى أي دواء، حتى لو كان شيئا “غير ضار نسبيًا مثل الباراسيتامول”.

وقال الدكتور ريتشارد فرانسيس، من الجمعية المعنية بالسكتات الدماغية، إن هناك حاجة لمزيد من البحث على الأشخاص الذين يعانون من ضغط دم طبيعي وصحي، على مدى فترة زمنية أطول، “لتأكيد مخاطر وفوائد استخدام الباراسيتامول على نطاق أوسع”.

المصدر : « وكالات الانباء »
« صفحة اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/esaaf123
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
www.facebook.com/groups/123esaaf
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com

عن admin

إن موقع 123 إسعاف هو موقع طبى معلوماتى ينتمى إلى ما يسمى بالطب الوقائى للأسرة و عن هذا الطب الوقائي للأسرة فهو فرع كامل من فروع علوم الطب الكثيرة ، إلا انه قد تم إهماله في عالمنا العربي بشكل غريب من قبل الجميع سواء وسائل الإعلام العربية أو حتى الأطباء العرب أنفسهم ، أما في الدول الغربية فنرى النقيض تماما ، حيث أعطوه من الاهتمام ما يستحق و يساوى قيمته . مع تحيات موقع اسعاف الطبي www.123esaaf.com
هذه المقالة كُتبت في التصنيف أخبار طبية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.