تزداد نسبة الإصابة بالحصبة في عديد الدول رغم توافر لقاح مضاد لهذا المرض على نطاق واسع، حيث أن العديد من الآباء يختارون لأبنائهم اكتساب المناعة الطبيعية ضد المرض، الذي ينطوي على خطورة محتملة، من خلال تعمد نقل العدوى للأبناء.
وينتشر الفيروس المسبب للحصبة عن طريق العدوى بالرذاذ الذي يخرج من فم المصاب أثناء التحدث أو السعال أو العطس.
وعادة ما تظهر الأعراض الأولى للمرض بعد “10-14 يوما”. وتكون المؤشرات الأولية خفيفة نسبيا، حيث تتمثل في الزكام والسعال والحمى والتهاب الملتحمة “الغشاء المبطن لجفن العين من الداخل”.
وبعد بضعة أيام، يظهر الطفح الذي يصاحب هذا المرض عادة، مع بقع لونها وردي مائل إلى البني على الجلد وبثور بيضاء داخل الفم، مما يسهل تشخيص الحصبة لدى المريض بشكل مؤكد.
وتشير الإحصاءات إلى أن البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 20 عاما والأطفال دون الخامسة هم أكثر الفئات العمرية تأثرا بالحصبة.
وغالبا ما يحاول معارضو التطعيم نقل العدوى إلى الأطفال الأصحاء في بيئة تحت السيطرة، عن طريق تنظيم ما يسمى بـ “حفلات الحصبة” التي يكون فيها الطفل المصاب هو نجم الحفل الذي يمنح باقي الأطفال الأصحاء مناعة مدى الحياة ضد هذا المرض.
وتوصف الحصبة في غرف الدردشة التي يقيمها معارضو التطعيم على الإنترنت بأنها مرض من أمراض الطفولة “غير ضار”، حيث يرون أن مزايا “العدوى الطبيعية” أكبر من مزايا التطعيم.
رأي مختلف:
غير أن الأطباء لهم رأي مختلف تماما في هذا الأمر، فهم يؤكدون أن العدوى الحقيقية بالحصبة أخطر بكثير من التطعيم، وفي بعض البلدان يحظر القانون إقامة “حفلات الحصبة”، بل ويحاكم منظموها بتهمة التسبب في إيذاء جسدي فعلي.
وتقول طبيبة الأطفال الألمانية كاتيا شنايدر: “لا أستطيع ببساطة فهم السبب وراء ابتغاء الأم عمدا إصابة طفلها بالحصبة”.
وأضافت: “الحصبة مرض خطير للغاية، يمكن أن يسبب ضررا يتعذر معالجته، بل قد يكون قاتلا في بعض الحالات”.
ومن بين مضاعفات الحصبة الأكثر شيوعا أمراض الأذن والرئة. كما يجب الانتباه لاحتمال الإصابة بالتهاب حاد في الدماغ بعد العدوى.
ومما يشير إلى هذه الحالة الخطيرة حدوث صداع شديد يستمر من أربعة إلى سبعة أيام بعد ظهور الطفح الجلدي. ومن بين الأعراض الأخرى الإصابة بالحمى والتشوش والنعاس إلى حد الغيبوبة.
ويصاب واحد بين ما يتراوح من ألف وخمسة آلاف من مرضى الحصبة بالتهاب الدماغ، الذي يودي بحياة المريض فيما يتراوح بين 10% و20% من الحالات.
الأمر النادر للغاية، ولكنه عادة ما يكون بمثابة مضاعفات قاتلة ناجمة عن الحصبة، هو حدوث التهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد، الذي يهاجم الجهاز العصبي المركزي بأكمله.
وتشير شنايدر، وهي أم لثلاثة أطفال، إلى أن مخاطر الآثار الجانبية الخطيرة الناجمة عن التطعيم منخفضة نسبيا، قائلة: “ينصح بشدة بالتطعيم ضد الحصبة”.
وتؤكد طبيبة الأطفال أن القلق من الآثار المترتبة على التطعيم لا داعي له إلا في بعض الحالات النادرة للغاية، وعلى الآباء أن يهتموا باستشارة أطباء أطفالهم في هذا الصدد.
ولا يعارض ممارسو الطب البديل التطعيم بوجه عام “من حيث المبدأ”. ويرى كريستوف تراب، من الرابطة الألمانية لأطباء المعالجة المثلية في برلين، أن القرار بشأن التطعيم يجب أن يتخذه طبيب مختص في المعالجة المثلية لكل حالة على حدة.
والمعالجة المثلية شكل من أشكال الطب البديل، وتقول نظريتها إنه يمكن معالجة الشخص المريض باستخدام كميات ضئيلة من المواد التي تسبب في جسم الشخص السليم أعراضا مشابهة لأعراض مرض الشخص المصاب.
وتتبنى الجمعية وجهة النظر القائلة “إن التطعيم يمكن أن يقي من الأمراض المعدية إلى حد ما، ويقلل أيضا من خطر انتقال المرض للأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم”..
المصدر : « وكالات الانباء »
http://www.facebook.com/esaaf123
فضلا ادعم و انشر صفحتنا على الفيس بوك بين أصدقائك ليستفيد الجميع
جروب اسعاف على الفيس بوك
http://www.facebook.com/groups/123esaaf
نتشرف بانضمامكم معنا .