ما الذي ينتج حرارة تزيد بمقدار 300 مرة عن باقي أعضاء الجسم؟ وما الذي يحول دون موت الرضيع متجمداً لو ترك في البرد؟
الإجابة على كلا السؤالين هي: الدهون البنية .
اكتشف علماء أن هذه الدهون تنتج مقداراً كبيراً من الحرارة عبر إحراق السعرات الحرارية، ومن ثم تقوم الدهون البنية بتقليل الوزن، على عكس الدهون البيضاء.
وربما هذا السبب وراء اللهفة من أجل الوصول إلى المزيد من المعلومات عن الأنسجة الدهنية البنية، التي تُعرف بـ”الدهون البنية”، وكيف يمكن للبشر الاستفادة منها.
عند الميلاد يكون لدى الطفل الرضيع الكثير من الأنسجة الدهنية البنية التي تساعد على إبقاء جسمه دافئاً وتساعده على التكيف مع الجو خارج رحم الأم. وعندما يكبر، يقل مقدار الدهون البنية لديه.
ويستخدم باحثون في جامعة نوتنغهام تقنية تبحث عن الحرارة للتعرف على ما إذا كانت الدهون البنية لا زالت موجودة في الأطفال والبالغين.
الدهون البنية في الرقبة:
يقول الاستاذ مايكل سيموندز والدكتورة هيلين بادج من كلية العلوم السريرية بجامعة نوتنغهام البريطانية إن بحثهم المنشور بمجلة طب الأطفال يظهر أن منطقة الرقبة في الأطفال الأصحاء تنتج حرارة.
ويقول سيموندز: “يوجد نحو 50 غراماً فقط من الدهون البنية بمنطقة الرقبة، وهي تنتج حرارة على مدار اليوم عند التعرض لدرجات حرارة مختلفة أو في حال القيام بتمارين أو تناول الطعام.”
ويكون ذلك أكثر لدى الأطفال الصغار مقارنة بالبالغين وكبار السن.
ويقول إن التحدي حالياً يتمثل في استخدام هذه المعلومات لاكتشاف العوامل التي تجعل الدهون البنية تنتج حرارة وبالتبعية تحول دون زيادة الوزن.
حرق السعرات الحرارية:
ويقول الاستاذ ستيفن بلوم، رئيس شعبة أمراض السكري والغدد الصماء بالكلية الملكية في لندن: “إذا قمنا بتنشيط الدهون البنية، يمكن أن نأكل المزيد دون زيادة في الوزن. لكننا سنضيع الطاقة بصورة غير ضرورية، وسنعرق كثيرا.”
وتبدو فكرة حرق السعرات الحرارية بدلا من تخزينها كدهون فكرة جيدة، لكن ثمة مخاطر في استخدام عوامل لتحفيز أنسجة الجسم.
ويقول بلوم: “تطرح هذه المواد احتمالية حدوث تسمم، من الرائع أن تعمل وأن تكون آمنة، لكن يشعر الجميع بالقلق من الآثار الجانبية لعلاج السمنة.”
وأظهرت أبحاث سابقة على القوارض والثديات الصغيرة أنها تعتمد على الدهون البنية لتبقى دافئة، مثل الأطفال الرضع.
ويقول بلوم: “لكن ربما لا يمكن تطبيق ذلك بهذه الدرجة على الآدميين، لاسيما البالغين، فالدهون البنية الكثيرة لا تمثل شيئا طبيعيا في البشر”.
دور الأطعمة:
ولدى الاستاذ سيموندز منحىً أكثر إيجابية، حيث يعتقد أن بحث فريقه باستخدام التصوير الحراري يمكن أن يفضي إلى المزيد من المعلومات المفيدة عما نأكله.
ويقول: “يحتمل إضافة مؤشر حراري للعلامات الموجودة على الأطعمة لإظهار ما إذا كان هذا المنتج يزيد أم يقلل إنتاج الحرارة بالدهون البنية.”
ويوضح أن ذلك يعني ما إذا كان المنتج سيرفع من كمية السعرات الحرارية التي نحرقها أم سيقللها.
ويتضح من ذلك أن الدهون ليست بالبساطة التي تبدو عليها، فهناك أنواع مختلفة والدهون البنية أفضل كثيرا من الدهون البيضاء، لكننا لا نتحكم في كميات كل نوع بأجسامنا.
وفي المستقبل سيقوم باحثو نوتنغهام بدراسة كيف يمكن للأطعمة والتمارين وعوامل بيئية وعلاجية التأثير على الدهون البنية.
ويقول بلوم إن هذه الدراسات “يمكن أن تساعد على مكافحة السمنة والسكري ومشاكل مرتبطة بالقلب .
المصدر : « وكالات الانباء »
http://www.facebook.com/esaaf123
« فضلا ادعم و انشر صفحتنا على الفيس بوك بين أصدقائك ليستفيد الجميع »
« جروب اسعاف على الفيس بوك »
http://www.facebook.com/groups/123esaaf
» » نتشرف بانضمامكم معنا .
موقعنا على الانترنت :
www.123esaaf.com