أسئلة وإجابات (27)
📆 تم نشر هذه المعلومات في 24 سبتمبر 2014 | تم إجراء آخر تعديل على هذا القسم في 29 سبتمبر 2022
استشارات المشاكل النفسية لدى البالغين:
-
أتناول عقار السبراليكس منذ سنة ، ولا أستطيع الاستغناء عنه ، وفي نفس الوقت أريد الإنجاب ، فهل يؤثر السيبرالكس على الحمل؟
إن السبرالكس لا شك أنه من الأدوية الممتازة والفعالة لعلاج الكثير من الحالات ، وحين تنتهي فترة العلاج يجب أن يتوقف الإنسان عن تناول هذا الدواء بشيء من التدرج.
بالنسبة لأثر الدواء على الإنجاب ، فالدواء لا يؤثر مطلقًا على الإنجاب ، ولا يؤدي إلى منع الحمل ، ولكن سلامته في الشهور الأربعة الأولى من الحمل غير مضمونة ، بالرغم من أنه لم يسجل ضد هذا الدواء أي حالات فيما يمكن أن نسميه بالاختلافات التكوينية للأجنة ، إلا أن الشركة المنتجة لم تعط ضماناً أو أي براءة كاملة لهذا الدواء ، ولذا سيكون من الأحوط أن لا يتم استعمال الدواء في فترة تخليق الأجنة ، وهي الشهور الأربعة الأولى كما ذكرنا.
و هنالك بدائل كثيرة للسبرالكس ، منها البروزاك مثلاً ، فالبروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم يمكن أن يكون بديلاً جيداً وممتازاً ، لأن البروزاك قد عرف عنه سلامته في أثناء الحمل ، ويوجد أيضاً التفرانيل بالرغم من أنه من الأدوية القديمة ، إلا أنه أيضاً من الأدوية التي تستعمل في مراحل الحمل الأولى. -
أنا شاب جزائري في 17 من عمري ، لدي الأعراض التالية:
الانعزال - الشكوى الكثيرة - وهن التركيز وشرود الذهن - الخوف الشديد والخجل الكبير أيضاً - القلق الرهيب وسرعة الغضب لأبسط الأسباب - أتكلم كثيراً ولا أعمل كثيراً - أمارس وأغرق دوماً في أحلام النهار ولمدة طويلة - أنا لا أهتم بشيء ولا حتى بملابسي ولا بالتنظيم ولا بشيء آخر فأنا إنسان بليد - ضعيف الثقة بالنفس - التوتر الشديد - تصدر مني دائماً تصرفات لا تبت بصلة لشخصيتي - أفتقد الهدف في الحياة وأفتقد إلى الحافز من أجل العمل.
أتمنى لو تساعدوني على التخلص من هذه المشاكل ، لأنها تعيقني عن كل شيء وبسببها أضيع الكثير في الحياة.
إن هذه الأعراض التي وردت في رسالتك تدل على أنك تعاني من إكتئاب نفسي مصحوب بشيء من الخوف والقلق وفقدان الثقة في الذات.
في هذا العمر ربما ينتاب الشاب نوع من الإكتئاب والإحباط ، وذلك نسبةً لتحديات المستقبل وقضية الانتماء والهوية أيضاً تمثل هاجساً للكثير من الشباب ، عليك أن تتذكر أن حياتك إن شاء الله يجب أن تكون مثمرة ، ويجب أن تكون فيه نوع من الدافعية ، وعليك أن تستبدل كل فكرة سلبية بفكرة إيجابية ، فلابد أن لا تستكين ولا تستسلم مطلقاً لكل هذه السلبيات ، وأرجو أن تستبدلها بكل ما هو إيجابي.
أنت والحمد لله تملك القوة والطاقة لذلك ، عليك أن تحدد هدفاً بسيطاً في حياتك ، والهدف في هذه المرحلة هو الدراسة ، والدراسة لا شيء غير الدراسة ، أرجو أن تضع هذا الهدف ، وأن تبحث في آلياته ، وأن تحاول الوصول إلى هذا الهدف بما هو متاح.
لا شك أن الأدوية النفسية المضادة للإكتئاب والإحباط والخوف ستكون مفيدة لك جداً ، والدواء الأمثل في مثل حالتك يعرف باسم بروزاك ، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر ، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر ، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة لمدة شهرين.
كما ذكرت لك هذا الدواء فعال جداً وسليم في ذات الوقت ، فأرجو الالتزام بتناوله.
⛿ أنت في حاجة أيضاً لممارسة الرياضة بصفة مستمرة ، فهي توظف طاقات الإنسان بصورة إيجابية ، وعليك أيضاً أن تكثر من التواصل الاجتماعي وحضور صلاة الجماعة وحلقات الدروس الدينية والتلاوة فهي مفيدة كثيراً لصحة الإنسان الاجتماعية والنفسية. -
حالتي صعبة جداً على ما أعتقد ، فأنا أشعر بتوتر شديد جداً عندما أتحدث لأحد وتأتي عيني بعينه - وجها لوجه - حتى أقرب الناس إلي! وتظهر رعشة واضحة جداً ، وعندما أرفع صوتي أمام أحد أشعر بهذا التوتر ، مما يصعب علي حياتي اليومية في الجامعة وحياتي عموماً ، وبالأخص أني أدرس في إرشاد سياحي.
إن الخوف بصفة عامة هو نوع من القلق النفسي ، وهذا التوتر الذي تواجهه في المواقف الاجتماعية وعند مواجهة الآخرين يمكن أن تحوله إلى قلق إيجابي ، وذلك بأن تكون أكثر ثقة بنفسك ، خاطب نفسك داخليًا وبتركيز ، قل لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ أنا لست بأقل من الآخرين ، أنا الحمد لله أحمل الثقة في نفسي ، ولديَّ الإمكانات النفسية والجسدية والوجدانية فلماذا أخاف؟) ، أي أن الهدف هو أن تربط نفسك بالواقع أكثر ، وذلك من خلال مخاطبة نفسك من أجل تحقير فكرة القلق أو الخوف.
أنصحك بأن تقوم بنوع من التمارين الذاتية داخل المنزل ، أجلس مثلاً أمام المرآة وتخيل أنك تخطب في جمع كبير من الناس ، أو أنك تصلي بالناس صلاة الجماعة ، أو أنه قد طُلب منك أن تقوم بمهمة معينة أمام الآخرين.
عش هذه المشاهد في خيالك بتركيز ، وحاول بالطبع أن تنقل هذا الخيال إلى أرض الواقع ، وهذا نسميه التعرض في الخيال ، وهو وسيلة علاجية ممتازة ، ولكن لابد أن يعقبه التعرض أو التعريض في الواقع.
أنصحك أيها الفاضل الكريم بأن تحرص على الصلاة في المسجد في الصف الأول ، هذا مهم جدًا ، ومن أفضل الطرق التي تزيل الخوف والهلع الاجتماعي عن الناس ، كما أنصحك أيضًا بممارسة الرياضة مع مجموعة من أصدقائك ، هذا أيضًا فيه نوع من التفاعل الجيد والإيجابي جداً.
و هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء ، يمكنك أن تتحصل على شريط أو كتيب تطبق من خلالها هذه التمارين بصفة يومية ، وسوف تجد أنك قد أصبحت في حالة من الاسترخاء والهدوء والوئام النفسي الداخلي.
بقي أن أقول لك إنه سيكون من الجيد لك أيضًا أن تتناول أحد الأدوية البسيطة التي تساعد في زوال مثل هذا الخوف الاجتماعي ، الدواء يعرف تجاريًا باسم (مودابكس Moodapex) ، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) ، والحبة الواحدة تحتوي على 50 ملجم.
⛿ الذي أوده منك هو أن تبدأ في تناول الدواء بجرعة نصف حبة يوميًا - أي 25 ملجم - ، يفضل أن تتناول الدواء بعد الأكل ، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين ، ثم ارفع الجرعة إلى حبة واحدة يوميًا ، دائمًا تناولها ليلاً بعد الأكل ، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر ، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر ، ثم توقف عن تناول الدواء ، وهذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة جدًا والتى سوف تحسن من حالتك إن شاء الله. -
أعاني من الخوف من التجمعات أو المناسبات ، وأشعر بعدم الثقة في النفس ، وعندما أكون في حالة قلق أذهب للنوم أو ممارسة العادة السرية كنوع من التخفيف من القلق ، وأميل إلى سماع الموسيقى أو الأغاني الحزينة ، وأتأثر جداً عندما أرى موقفاً في فيلم أو مسلسلاً محزناً ، ويمكن أن تدمع عيني.
علماً أني أعتقد أني في الصغر كنت طبيعياً حتى مرحلة البلوغ ، وقد سبب لي القلق والاضطرابات انطواء حتى عن أصدقائي ، ودائماً أشعر بالحزن والوحدة وخاصة في الليل ، وعندي خوف من الأماكن المغلقة مثل الأسانسير.
ملخص الأمر أنك تعاني من نوع من مخاوف القلق أو قلق المخاوف - كما يسميه البعض - ، فلديك قلق وخوف من الأماكن المغلقة ، وما وصفته بالشعور بالراحة عندما تعود إلى المنزل هذا يعرف برهاب الساحة ، لا شك أن الرهاب الاجتماعي هو جزء من هذا النوع من القلق أو المخاوف والانطواء على الذات ، وعدم التفاعل مع الآخرين هي جزئية بسيطة من هذه الحالة.
ما ذكرته من قلق تحس به عند الذهاب إلى النوم هذا معروف ، والإنسان يأتيه في بعض الأحيان ما يعرف بالخوف التوقعي أو القلق التوقعي ، مثلاً يحس أنه لم ينم بصورة جيدة ، وبالطبع هذا مزعج ولكن بعد أن يبدأ الإنسان في النوم ويستيقظ وهو نشط ربما يختفي هذا الشعور.
لا شك أن ممارسة العادة السرية لا تخفف القلق ، وأنت ذكرت أنها تخفف القلق ، هي ليست مخففة للقلق ، هي تؤدي إلى شعور وهمي أن القلق قد انتهى ، ولكنها تبني عللاً نفسية كثيرة ، ونواقص في الذات لأنها هي إهانة للنفس وإضعاف لها ، وتجعل الإنسان يدخل في خيالات وارتباطات نفسية ليست صحيحة ، وهذا بالطبع بجانب ما تسببه من مضار جسدية ونفسية واجتماعية.
لذلك أرجو أن تتوقف عن هذه الممارسة فهي لن تجلب لك الخير ، ولن تجلب لك الراحة ، ولن تخفف عنك القلق مطلقاً.
و ميولك للموسيقى والأغاني الحزينة ، وإنه ربما تدمع عيناك حينما تشاهد فيلماً أو مسلسلاً محزناً ، هذا بالطبع يدل أن عواطفك من النوع السطحي ، مع احترامي الشديد لك ، يعرف أن هذه الأغاني وهذه الأفلام ليست بشيء مؤصل ، وهي لا تقوم على حقائق ، أرجو أن تنظر لها من هذا المنطلق.
أنت الآن في مقتبل العمر وأمامك الكثير ، والحياة الطلابية هي حياة ممتعة إذا حاول الإنسان أن يستثمرها ، وكثير منا الآن يتذكر أيام الحياة الطلابية ، ويتمنى لو أنها عادت مرة أخرى ، عليك باستثمار هذا الوقت ، وعليك بالعمل من أجل أن تكون متفوقاً وبارزاً ، وذا شخصية قوية ، وتكون مفيداً لنفسك وللآخرين ، ارفع من همتك - إن شاء الله - سوف تصل إلى ما تريد.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي ، حيث أنه سوف يساعدك كثيراً - بإذن الله تعالى - ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم (فافرين) ، وهو يعتبر جيداً جداً في مثل هذه الحالة ، وتوجد أيضاً أدوية أخرى مثل السبراليكس ، والإيفكسر ، واللسترال.
بالنسبة لفافرين أرجو أن تبدأ بتناوله بجرعة 50 ملجم ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ، ثم ارفع الجرعة إلى 100 ملجم ، وبعد شهر من رفع الجرعة إلى 100 ملجم ارفع الجرعة إلى 200 ملجم ، بحيث تتناول 100 ملجم ظهراً ، و100 ملجم أخرى ليلاً.
و هذه هي الجرعة العلاجية في اليوم ، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر ، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيفها بمعدل 50 ملجم كل شهر حتى تتوقف عن الدواء تماماً - وإن شاء الله - سوف تجد أن هذا الدواء قد أفادك كثيراً ، ولابد أن تطبق الإرشادات السلوكية السابقة حتى تكون الفائدة العلاجية أكبر وأعم. -
أنا وزوجى متزوجان منذ حوالى 3 سنوات ، ولدينا طفل عمره سنة ونصف ، وزوجي عمره 32 سنة ، وهو أناني جداً ، فمثلاً إذا أحس بالملل يخرج لوحده دون أن يسألنا إذا كنا نريد الخروج ، وإذا خرجنا في نزهة فإنه يذهب فقط إلى الأماكن التي يحبها هو ، وطوال وقت الرحلة يتركنا ، ويستمتع هو بوقته مع أصحابه عندما يكون خارج المنزل ، وإذا شعر بالجوع يأكل هو ولا يسأل هل لدينا طعام في المنزل أم لا؟ والكثير الكثير من صور الأنانية ، فهو بخيل إلا على نفسه ، وأناني إلى درجة فظيعة ، ودائماً يتهرب من المسؤولية ، ولا يساعدني في تربية طفلنا ، إلى غير ذلك من عصبيته الزائدة ، والتي ما إن أتكلم معه كلمة واحدة حتى ينفجر في وجهي غضباً.
هل الأنانية مرض نفسي؟ ، وكيف يمكنني أن أعالج أنانية زوجي المفرطة؟ أرجو مساعدتي في علاجه.
بخصوص ما ورد برسالتك ، فإن الأنانية ليست مرضاً نفسياً بقدر ما هي سلوك تربوي خاطئ نشأ عليه زوجك منذ نعومة أظفاره ، إذ يتعود الطفل في مثل ظروف زوجك أن يحقق المنفعة لنفسه فقط ، وأحياناً يمنع النفع من الوصول لأخيه أو لصديقه أو لأي إنسان.
و هذه الصفة السيئة يكتسبها من القدوة التي كانت متاحة أمامه ممثلة في الوالدين غالباً أو في غيرهما ممن يتولى تربيته وتوجيهه ، حيث أنه لم يعود في صغره على أن يحب للآخرين ما يحب لنفسه ، وأن النفع الذي يعود عليه إنما يرتبط أشد الارتباط بنفع الآخرين ، وأن الحياة التي نعيشها إنما تعتمد على محورين أساسين هما (الأخذ والعطاء) ، وعادة ما ترتبط الأنانية بالكراهية والعداء تجاه الآخرين !
و نظراً لتأصل هذه العادة السيئة في نفس زوجك ، وكونها أصبحت أحد معالم شخصيته البارزة ، فإن العلاج حتى ليس بالسهل ولا بالمستحيل كذلك ! ، إلا أنه يحتاج إلى طول نفس وصبر ، كصبر أيوب عليه السلام لأن 32 عاماً ليست فترة بسيطة ، وهذه العادة ومع الأسف الشديد قد يكتسبها الطفل منذ سنته الأولى ، لا أنصحك بالصبر ومواصلة النصح ، ولكن بدون تجريح ، مع ضرورة شرح الآثار النفسية التي تسببها هذه العادة السيئة لدى الآخرين.
و رجاء حتى تنجحي لا تمارسي دور المعلم والأستاذ ! لأن هذا الأسلوب لا يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة وتعقيدها ، وإنما استعملي أسلوب الناصح المحب الحريص على مصلحة الزوج أولاً ، وحاولي معه كما تفعلين الآن عن طريق تحليل المواقف ، لإظهار هذه الأنانية ، لأن هناك احتمال أن يكون هو شخصياً لا يعرف أنه أناني ، ويفسر تصرفاته على أنها من باب الحرص على المصلحة والعزة والكرامة إلى غير ذلك من الأوهام والحجج الواهية ، ولا تفكري في الطلاق ، وإنما ركزي على العلاج ، كان الله فى عونك على هذا الحمل الثقيل. -
عندما كنت صغيرة كانت أمي تصفني بأني أنانية جداً ، وأني أحب نفسي أكثر من أي شيء لأني كنت أنام لفترات طويلة جداً ولا أشارك بأي شيء مع الأسرة على عكس أختي.
و الآن وبعدما كبرت ونضجت أحياناً أشعر بأني أنانية جداً لأني أريد أن أكون متعلمة وجميلة ، ولا أفكر في إخوتي أبداً ، فأرجو منكم حلاً لهذه الأنانية لأن أمي تنفر مني ولا تطلب مني شيئاً أبداً مع أني أنفذ لها أي شيء ، ولكن في بعض الأوقات نختلف ولكنها لا تغفر لي أبداً ، ولا تنسى أبداً بعض الحماقات التي كنت أقوم بها وأنا صغيرة ، ودائماً تذكرني بها حتى أني فقدت الأمل في أن تسامحني.
لقد ذكرتِ أن والدتك - حفظها الله تعالى - كانت تصفك وإلى هذه اللحظة بأنك أنانية جداً ، ثم أشرت أيضاً إلى أنك أنت نفسك تشعرين بهذا الشعور ، فأنت تظنين في نفسك بأنك محبة لنفسك فقط ولا تفكرين في إخوتك أو في مصالح أهلك .. وهذا قد يكون موجوداً وله بعض المظاهر التي ساعدت عليه ، إلا أننا في شكٍ من صحة هذا الوصف سواء وصف والدتك أو ظنك أنت بنفسك !
نعم ، فها هو الدليل أمامنا على أنك بحمد الله تعالى يوجد لديك التفكير - بل الهمة - في أن تكوني نافعة لأهلك معتنية بشئونهم ، فهذه الكلمات التي كتبتيها والتي ضمنت فيها شعورك بالمرارة والألم من أن تكوني أنانية لا تحبين إلا نفسك هي دليل على أنك بحمد الله تعالى لديك الهمة والحرص على أن تكوني الفتاة المرضية لوالديها النافعة لأهلها الحريصة عليهم.
إذاً فهذا الوصف ليس بوصف محقق دقيق ، ولكن الظاهر أن هنالك أعمالاً وتصرفات قد وقعت منك قديماً وحديثاً فجعلت هذا الوصف يلتصق بك بل وتظنينه بنفسك ، فمثلاً قد أشرت إلى أنك كنت تنامين لأوقات طويلة ، ومن البداهة أن تقل مشاركتك في البيت وشئونه بل وحتى في الاختلاط بأهلك وأخواتك ، إذن فهذا سبب ألصق بك هذا الوصف ، مع أنك في الحقيقة قد تكونين حريصة من صميم قلبك على مصلحة أهلك وأخواتك ونفعهم.
و أيضاً فإن شعورك بمحبة أن تكوني متعلمة وجميلة ومحصلة لأفضل الأمور وأحسنها ليس هو من حب النفس المذموم ، فإن الإنسان بطبعه يحب مثل هذه الأمور ، بل الأصل فيه أن يحب أن يكون في أحسن الأحوال وأفضلها ، إلا أننا نود أن نقف عند كلمتك التي قلت فيها (لا أفكر في إخوتي) ، فهذا هو المحل الذي لابد من مراعاته وإيجاد الأسلوب الأمثل في علاجه.
إذن فأمامك خطوات سهلة ميسورة لا نقول إنها ستجعلك غير أنانية ، ولكنها خطوات تصلحين بها بعض التصرفات وبعض المشاعر التي لديك فاحرصي عليها واعملي بها وستجدين النتيجة التى ترضيك إن شاء الله:
➀ إذا أردت أن تصلحي ما بينك وبين أهلك - بل ما بينك وبين الناس جميعاً - فابدئي بالحرص على إصلاح أمورك مع الله تعالى ، فإنك إذا حافظت على طاعة الله ورعيت حدود الله بعث في نفسك العزيمة على مراعاة حقوق الناس والإحسان إليهم.
➁ لابد من العلم أن أداء الحقوق يشمل ثلاثة أمور: فالأول أداء حق الله تعالى ، والثاني أداء حق الناس ، والثالث أداء حق نفسك ، فاجعلي دوماً شعارك أن تؤدي الحقوق لأهلها ، وخذي نفسك بذلك ، فيدخل في هذا الخطوة الثالثة.
➂ أن تبدئي بتعديل معاملتك مع نفسك أولاً ، فمثلاً حاولي أن تنظمي أوقاتك بحيث لا يكون النوم الطويل سبباً للتفريط في الواجبات الشرعية أو الدنيوية ، بل احرصي أن يكون لك تعاون ومشاركة مع أهل بيتك ، فمثلاً ادخلي إلى المطبخ دون علم والدتك وقومي بترتيبه وتنظيفه ، وقومي بترتيب البيت عند الحاجة إلى ذلك من تلقاء نفسك فقومي بذلك دون أن تنتظري من أحد أن يطلب منك ذلك ، ثم بعد ذلك عوِّدي نفسك على مجالسة والدتك وأخواتك ومشاركتهم الحديث والعمل معهم على المشورة والإصلاح فيما يحتاج إلى ذلك ، فاجعلي من نفسك عضواً فعَّالاً في داخل أسرتك.
مضافاً إلى ذلك التحبب إلى والدتك وأخواتك بالكلمة الطيبة والهدية المعبرة ، فمثلاً: قلم لطيف بثمن يسير تقدمينه هدية لأمك مع كلمات رقيقة عليه تجعلها تشعر بالفرح يغمرها وبأن ابنتها تحبها وترعى مشاعرها ، وهكذا مع سائر أخواتك وأهلك ، ويدخل في هذا أيضاً الخطوة الرابعة.
➃ تعويد نفسك على التفكير فيما يهم أهلك وأسرتك ، فمثلاً إذا مرض منهم أحد فقومي برعايته والحنو عليه وملاطفته والدعاء له ، وكذلك إذا حدث شيء لأهلك فاجعلي لذلك في تفكيرك حظاً ونصيباً بحيث تعوِّدين نفسك على التفكير في شئون غيرك ، فخذي بهذا واعملي به ، وستجدين بإذن الله تعالى أنك قد صرت محبوبة من أهلك.
⛿ وأما عن معاملة والدتك الكريمة وتذكيرها إياك بأنك على هذا الوصف إلى هذا الحين ، فهذا سيتغير بإذن الله تعالى تلقائياً بمجرد شعورها بهمتك وعزيمتك وعملك في التغيير ، بل إننا نود منها - وهي أحرص الناس عليك - أن تعينك على هذا الأمر وتمد يد العون لك لتغيري من هذا الأسلوب في المعاملة ، ولذلك فإننا نود أن تطلعيها على هذه الاستشارة مع جوابها لتكون لك نعم المعين على تحسين وضعك وتصرفاتك إلى أفضل وأحسن الوجوه. -
أرجو منكم تحديد علاج التأتأة أثناء الكلام.
لا نستطيع أن نقول أن العلاج الدوائي هو العلاج الوحيد أو الأفضل لعلاج التأتأة أثناء الكلام ، فالتأتأة لها علاجات أخرى كثيرة منها على سبيل المثال:
• اكتساب الثقة بالنفس وذلك بالتدريب على الكلام بصوت عالٍ.
• تحديد الحروف التي يجد الإنسان فيها صعوبة في نطقها.
• ممارسة تمارين الاسترخاء.
• إبعاد التركيز عن الكلام وصرف الانتباه إلى شيء آخر.
العلاجات الدوائية دورها هو تخفيف القلق الذي يزيد من التأتأة أو يكون مصاحبًا لها ، فبعض الناس تزداد لديه التأتأة حينما يكون في مواجهة أناس آخرين ، أو حين يُطلب منه القيام بعمل شيء معين كالتحدث أمام مجموعة من الناس ، وهنا يكون العلاج الدوائي جيداً ومفيداً.
و الأدوية التي تستخدم هنا تعطى حسب الحالة والأعراض المصاحبة للتأتأة ، فمثلاً هنالك دواء يعرف باسم (هلوبربادول Haloperidol) ، هذا الدواء في الأصل هو مضاد للأمراض العقلية والذهانية ، ولكن وُجد أن تناوله بجرعة صغيرة مثل نصف مليجرام صباحًا ومساءً يفيد بعض الذين يعانون من التأتأة ، وهذا الدواء من أوائل الأدوية التي تم تجربتها.
بعد ذلك اتضح أن الأدوية المضادة للخوف الاجتماعي مثل عقار يعرف علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) ، أو عقار تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) لها فائدة لدى بعض الذين يعانون من التأتأة.
⛿ وهنالك دراسات أيضًا تشير أن عقار يعرف تجاريًا باسم (زبراكسا Zyprexa) ويعرف علميًا باسم (أولانزبين Olanzapine) ، والذي في الأصل هو مضاد للأمراض الذهانية أيضًا ، إذا أعطي بجرعة صغيرة مثل 2.5 مليجرام أو حتى 5 مليجرام يوميًا له فائدة كبيرة في تخفيف أعراض التأتأة.
⛿ إذاً الدواء يكون حسب درجة القلق ونوعه والظروف التي ينشأ فيها هذا القلق الذي يؤدي إلى التأتأة ، بناء على ذلك يصف الطبيب الدواء العلاجي الذي يراه مناسبًا ، وأدوية القلق بصفة عامة مثل: موتيفال ، بسبار ، دوجماتيل ، فوناكسول ، هي أيضًا مفيدة في حالات كثيرة من حالات التلعثم والتأتأة. -
هل التنويم المغناطيسي حقيقة أم خيال؟ وهل له تطبيقات في العلاج النفسي؟
حقيقة كلمة التنويم المغناطيسي تستعمل مجازاً عن طريق الكثير من الناس ، وهي قد لا تكون دقيقة مطلقاً ، وهذه فكرة ما يعرف بالتنويم المغناطيسي ، وهو حقيقة نوع من الاسترخاء الإيحائي ومحاولة أن تجعل الإنسان يركز على شيء واحد ، وتنقل كل مكوناته النفسية والوجدانية الداخلية نحو اتجاه واحد.
لتنويم المغناطيسي إذا جاز التعبير كما ذكرت لا نستطيع أن نقول أنه حقيقة ، ولا نستطيع أن نقول أنه خيال ، هو وسيلة من الوسائل التي استعملت في الماضي ، وأول من قام بتطبيقه رجل يقال له (مسمير) وهو بالتأكيد حين خضع للتجارب والدراسات العلمية الحقيقية وجد أنه ليس ذو فائدة حقيقية ، ولكنه يؤثر على الأشخاص الذين يسهل السيطرة عليهم من الناحية الوجدانية والعاطفية ، أي الأشخاص الذين يجدي معهم أسلوب الإيحاء عن طريق الآخرين.
و هو يطبق في السابق في علاج القلق والتوتر ، كما أنه استخدم بواسطة بعض أطباء وأخصائيي المدرسة التحليلية وذلك من أجل تحسين مقدرة المرضى عن التعبير عن ذاتهم ، وإخراج ما هو كامن في داخل أنفسهم أو عقلهم الباطني ، حيث أنه يعرف أن هنالك بعض التجارب الصعبة أو القاسية في الحياة والتي تعرض لها الإنسان ولا يريد أن يفصح عنها ، ولا يريد أن يتحدث عنها ، ومن خلال هذه الوسيلة يمكن للإنسان أن يفصح عما بداخله ، والإنسان حين يفصح عن الأشياء التي لا ترضيه ، وحتى إن كانت في العقل الباطني ، هذا ربما يؤدي إلى نوع من التحسن في حالة الإنسان.
⛿ عموماً لا توجد الآن مدرسة علمية تنادي أو تؤمن بتطبيق ما يعرف بالتنويم المغناطيسي كوسيلة علاج فعالة وعلمية. -
أنا فتاة في 18 من عمري ، أحاول دائماً أن أكون صاحبة شخصية قوية غير مهزوزة ، ولكن رغم ذلك أحس أن الآخرين لا يهتمون لرأيي ، حتى أخوتي الأصغر مني يتطاولون علي أحياناً بالسب أو رمي أي شيء فوقي ، رغم أني لا أحب إيذاء أحد منهم ، ولكني أحياناً أفقد أعصابي وأضربهم.
أما في المدرسة فقد لاحظت كثيراً انزعاج صديقاتي عندما أحدثهم عن موضوع ثقافي أو مهم ، ويفضلون على كلامي اللهو والنكت فهذا يعجبهم.
أما أبي بالذات فلا يرى لرأيي مكان من بين آراء أخوتي الكبار.
أرشدوني كيف أبني لنفسي شخصية قوية ، أريد أن أكون صاحبة عقل راجح يحترم الناس آراءها سواء الصغار منهم أو الكبار.
بخصوص ما ورد برسالتك فأعتقد أنك أعطيت الأمر أكبر من حجمه وتصورت موقف الناس منك أكبر مما هو عليه ، وأرى أنك إنسانة طبيعية جداً ، وكون الآخرين لا يهتمون برأيك ليس معنى هذا أنك غير طبيعية أو ضعيفة الشخصية ، بل على العكس أنت تتمتعين بشخصية متميزة والدليل على ذلك حرصك على اجتهادك في دراستك لكي تكوني متفوقة ولتتمكني من تحقيق ذلك ، فهذه النفس الوثابة المتطلعة لتحقيق هذا الهدف النبيل في حين أن غيرها لا يفكر ، هذا كله دليل قاطع على أنك أفضل ممن حولك بكثير ، ولعل سبب عدم اهتمام الآخرين برأيك أن آرائك غريبة عليهم لأنهم لا يحملون نفس الهم الذي تحميله ولا يفكرون فيما تفكرين فيه ، إلا أنه يلزمك لمواصلة مشوار التميز ولتتمكني من تحقيق هدفك المنشود ما يلي:
➀ أن تثقي بنفسك بعد ثقتك بالله ، ثقة لا حدود لها.
➁ أن تدخلي إلى أعماق ذاتك الجرأة والشجاعة والإقدام.
➂ أن ترددي يومياً وقبل النوم عدة مرات هذه العبارات: أنا قوية بالله - أنا واثقة من نفسي - أنا متفوقة وشجاعة - أنا أفضل من جميع زميلاتي - أنا قادرة على تحقيق حلمي والتفوق في دراستي.
و مثل هذه العبارات التي تبدأ بكلمة أنا وبدون استعمال كلمة لا ، تكررينها حوالي 15 مرة يومياً قبل النوم لمدة 20 يوماً تقريباً ، وسوف تجدين في نفسك بعد هذه الفترة قوى عجيبة بإذن الله رب العالمين.
➃ ألا تلقي لهذا الإهمال ولا تفكري فيه ، وإنما ركزي على سلوكك أنت وفقط ، واختاري العبارات المناسبة للموقف ولا تترددي.
➄ لا تخاطبي من حولك إلا على قدر عقولهم ، ولا تطرحي عليهم أموراً لا يفهمونها حتى ينكرون عليك.
➅ وأنا واثق وبإذن الله من أنك قادرة على مواجهة هذه التحديات ما دمت معتمدة على الله وتجتهدين في دراستك ، وتعطين لنفسك أمثال هذه الرسائل الإيجابية التي أشرت إليها في رقم (3). -
أنا شاب لم أتزوج بعد ، ومشكلتي أني ضعيف الشخصية ومتردد في اتخاذ القرارات ، وأخاف دائماً من المجهول ، وتزيد ضربات قلبي إذا غضبت مع أحد ، ويظل جسمي يرتجف ، وأشعر بعدم القدرة على التحدث ، فما الحل؟ وهل يوجد دواء يفيدني؟
إن الأعراض التي ذكرتها والتي وصفتها بضعف في الشخصية وبكثرة في التردد لديك وعدم مقدرتك على اتخاذ القرارات ، وأن لديك سرعة في ضربات القلب وارتجاف تدل على أنك في الأصل تعاني من القلق النفسي ، والقلق النفسي يظهر في شكل أعراض جسدية وأعراض نفسية تؤدي بالإنسان في كثير من الأحوال إلى أن تهتز ثقته في نفسه.
و هذه الأعراض يمكن أن تعالج ، وذلك بأن تفهم أن هذا قلق نفسي ، وأن تعيد النظر في هذه الأحكام التي أصدرتها على نفسك ، فهذه أحكام قاسية على النفس ، فانظر إلى حياتك وإلى نفسك وإلى شخصيتك بمنظور مختلف ، بمعنى أن تعيد تقييم شخصيتك ، وسوف تكتشف أن هناك أشياء كثيرة طيبة وإيجابية في شخصيتك ، وسوف تكتشف أنك كنت قاسيًا في أحكامك على نفسك.
فإذا كنت تذهب وتزور أرحامك فهذا أمر جيد وإيجابي ولا يدل أن شخصيتك ضعيفة ، وإذا كنت تحيي الناس بصورة جيدة فهذا أمر إيجابي أيضًا ، وإذا كنت تتواصل اجتماعيًا في المناسبات فهذا أمر إيجابي.
و عليك أن تتخلص من التردد بأن يكون لك عزم ويقين وأن تكون عالي الهمة.
و عليك أيضًا أن تدير وقتك بصورة صحيحة ، فكثير من الناس يدير وقته بصورة خطأ وبصورة همجية وبدون أي اعتبار لأهمية الوقت ويهدر وقته فيما لا يفيد ، وهذا يؤدي إلى تدهور في معنويات الإنسان وفي مشاعره حول نفسه ويؤدي إلى القلق وإلى فقدان الرؤيا وفقدان الطريق ، فأدر وقتك بصورة جيدة وخصص وقتاً للراحة وخصص وقتاً للعمل ووقتاً لتطوير المهارات ووقتاً للتواصل ووقتاً للعبادة ووقتاً لممارسة الرياضة ، وسوف تكتشف أن الواجبات أكثر من الأوقات ، فحين تصل لهذه القناعة سوف تحس أن حياتك لها معنى ومثمرة.
و توجد أدوية جيدة وفعالة وممتازة ، فهناك عقار يعرف تجاريًا وعلميًا باسم (موتيفال Motival) ، وهو دواء بسيط وغير تعودي وغير إدماني وغير مكلف أيضًا ، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين ، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحًا ومساءً ، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر ، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.
و هناك عقار آخر يساعد في تخفيف ضربات القلب المتسارعة ، وهذا العقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) ، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 10 مليجرام (حبة واحدة) - وهذه أبسط جرعة - تناولها يوميًا لمدة 3 أشهر ، ثم توقف عن تناوله ، فهذه أدوية بسيطة وعلاجات بسيطة جدًا وسوف تساعدك كثيراً.
و عليك أيضًا بأن تكون لك الصحبة الخيرة والقدوة الحسنة ، فالإنسان حينما يصاحب الأخيار من ذوي الشخصيات القوية والنافذة والطيبة قطعًا سوف يتأثر بهم إيجابيًا ، فعليك بذلك ، وأنا مطمئن تمامًا أن حالتك بسيطة وسوف تستجيب إن شاء الله للعلاج متى ما طبقت الإرشادات التي ذكرتها لك وتناولت العلاج الذي وصفته لك. -
قبل رمضان تعرضت لصدمة فكانت سبباً في مرضي وتعرضي للإكتئاب والخوف ، فهل يوجد علاج لمرض الإكتئاب والخوف ، وعدم الإحساس بالعالم الخارجي؟
أنت تعانين من الخوف والرهبة فسبب لك قلقًا وحذرًا نفسيًا ، ثم تنوع هذا الخوف حتى صار يتعدى إلى الخوف من الموت والآلام ونحو هذه الأمور ، والإكتئاب الحاصل عادة ما يكون مصاحبًا للقلق والخوف ، فمن هذين ينشأ الإكتئاب.
فإليك هذه الخطوات العلاجية السهلة الميسورة:
➀ أن تراعي حالة الهدوء النفسي ، فالمطلوب هو البعد عن الأسباب التي تؤدي إلى زيادة القلق أو إلى زيادة الانفعال نحو الغضب والحزن الشديد ، بل حاولي تجنب هذه الأسباب قدر الاستطاعة حتى توفري لنفسك جوًا هادئًا ، مضافًا إلى ذلك العناية بالراحة البدنية مع ممارسة رياضة لطيفة كرياضة المشي مثلاً ، أو بعض التمارين السهلة التي يمكن أداءها داخل المنزل ، فهذا يقوي من نفسك ويعطيك أيضًا استجمامًا وراحة.
➁ لابد من الانتباه إلى كيفية الخروج من هذا القلق ومن هذا الخوف ، فمنشأ الخوف من تزايد القلق ، لذلك عليك بمضادة هذا القلق وهذا الخوف ، فإذا شعرت بالخوف من الخروج خارج المنزل مثلاً فلا تترددي بل امضي في طريقك ، وحتى لو وجدت شيئاً من تزايد التعب النفسي أو البدني فأكملي المشوار ، وبالتعود على هذه المواجهة ستخف حدة هذا الخوف وهذه الرهبة.
➂ حاولي أن توجدي رفقة صالحة متميزة بالهدوء والأخلاق الحسنة ، بحيث تكون مصدر طمأنينة لك ، مع تمكينك من اكتساب الخبرة الاجتماعية ، ومع اكتساب الشجاعة النفسية بالمخالطة والمعاشرة.
➃ مراعاة معاملة النفس وملاطفتها بالطعام المرغوب ، والملابس التي تبهج النفس ، والفسح التي تسليها ، فعليك بموادعة نفسك وملاطفتها في هذا الوقت كما تلاطفين أختك الصغيرة حتى تخرجي من حالة الهم والغم. -
في فترات متقاربة يأتيني إحساس بالإحباط ، وأني لا أستطيع أن أحقق أحلامي في الدنيا ، ويبدأ إحساس بالفشل ، ولا أستطيع القيام بعمل أي شيء ، وأشعر بأني ضعيفة وأتمنى الموت ، أود أن أقول أني لا أريد أن أتعالج بالعقاقير لأني خائفة من إدمانها ، أريد فقط خطوات أعملها ، ومن خلالها أتخلص من الإكتئاب نهائياً.
يمكنك أن تقومي بتطبيق ما يُعرف بمبادئ العلاج المعرفي ، حيث أن العلاج السلوكي المعرفي في كامل هيئته لابد أن يكون عن طريق المتابعة مع معالج نفسي.
و هذه المبادئ الأساسية هي أن تقومي بتحديد كل فكرة سلبية تسبب لك الإكتئاب ، ثم بعد ذلك تأتين بالفكرة المضادة لها ، وتكرري هذه الفكرة عشرات المرات مع نفسك ، ثم بعد ذلك تقومي بوضع برامج يومية قائمة على تنفيذ الواجبات الاجتماعية والمنزلية والعملية دون أي مساومة أو تهاون مع النفس.
و من الضروري أيضاً الانخراط وبصورة جادة في أي أعمال ونشاطات اجتماعية مفيدة.
من الأساليب السلوكية أيضاً البحث عن الإيجابيات الموجودة في شخصيتك ، ومحاولة تضخيمها وتجسيدها.
بالنسبة للعلاج الدوائي إذا غيرت رأيك فيه ، أنصحك بتناول دواء يعرف باسم(فافرين) وجرعة البداية هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ، تزيدها بعد ذلك بمعدل 50 مليجرام كل أسبوعين أيضاً ، حتى تصل إلى 200 مليجرام في اليوم ، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر ، ثم تخفضها إلى 100 مليجرام في اليوم ، وأفضل أن تستمر على هذه الجرعة الوقائية لمدة عامين كاملين. -
سمعت أن الإكتئاب نوعين ، وهو إما إكتئاب ذهاني أو وجداني. كم تستغرق مدة علاج كل منهما؟ وهل الذهاني له علاج؟ وهل يشفى منه المريض؟
التقسيمات النفسية الحديثة تقسم الإكتئاب إلى عدة أنواع ، أما في السابق فكان يقسم إلى إكتئاب داخلي أو وجداني ، وآخر إكتئاب عصابي ، ويمكن للإكتئاب الوجداني أن يكون ذهانياً بمعنى أن تكون هنالك علامات اضطراب عقلي مصاحبة.
بالنسبة لمدة العلاج فهي تختلف من مريضٍ إلى آخر ، وتعتمد على شدة المرض والظروف الحياتية المحيطة بالمريض ، ودرجة تعاونه في مواصلة العلاج وإتباع الإرشادات الطبية ، وتتراوح مدة العلاج في المتوسط ما بين ستة أشهر إلى سنتين.
الإكتئاب الذهاني يمكن علاجه عن طريق الأدوية المضادة للإكتئاب والأدوية المضادة للذهان ، وكذلك الجلسات الكهربائية ، وتتراوح نسبة الشفاء من 60 إلى 80 فى المائة.
و هنالك ثلاثة مراحل لعلاج الإكتئاب:
• المرحلة الأولى هي مرحلة العلاج المكثف.
• والمرحلة الثانية هي مرحلة الاستمرارية.
• والمرحلة الأخيرة هي مرحلة الوقاية.
⛿ وإيقاف العلاج لا يحتاج لمدة طويلة ، ولكن يستحسن أن يكون ذلك بالتدرج في مدة من أسبوعين إلى ثلاثة. -
أبى سبق له أن مس بالجن ومضت 4 سنوات حتى الآن وليست هناك أية نتيجة فى العلاج ، فهل تظنون أن الأمر كذلك أم أنه مرض نفسي؟
أود أن أوضح لك أن موضوع المس بالجن أمر شائك ونحن كمسلمين نؤمن إيماناً مطلقاً بوجود الجن ، ولكن في رأيي قد حدث كثيراً من اللبس والتخبط والمبالغات في هذا الموضوع.
و يمكنني أن أستشف مما ذكرتيه أن والدك يعاني إما من حالة إكتئاب نفسي عميق ، وهذا هو الشيء الغالب ، أو أنه يعاني من نوع من الفصام السلبي وكلاهما ينتج عنه بعض الاضطرابات الكيمائية التي تحدث بالمخ ، وأصبح من السهولة بمكان في الوقت الحاضر أن تعالج مثل هذه الحالات بواسطة الأطباء النفسيين المتخصصين ، وبفضل من الله تتوفر الآن مجموعة كبيرة من الأدوية الفعالة والسليمة في ذات الوقت.
⛿ وعليه أنصح أن يعرض والدك وبأقرب فرصة ممكنة على أحد الأطباء النفسيين في منطقتكم وسوف يجد منه كل عون إن شاء الله. -
عانيت من بعد ولادتي الأولى من إكتئاب ما بعد الولادة ، واستمر ذلك لمدة ثلاثة أشهر تقريباً ولم أستعمل أي علاج ، لكني لا زلت أعاني من اضطراب النوم وأحلام متواصلة ، والآن ابني يبلغ من العمر سنة وتسعة أشهر وأريد الحمل ، فهل هذا يعيق الحمل؟ وهل أخذي الآن لأي علاج يضر بالحمل؟
لا شك أن إكتئاب ما بعد الولادة شائع ، وهناك دراسات تشير أن حوالي 40 بالمائة من النساء ربما يحدث لهن شيء من هذا الإكتئاب بعد الولادة ، خاصة بعد الحمل الأول ، والحمد لله الآن من الواضح أن حالتك النفسية مستقرة لدرجة كبيرة ، وبقي لديك فقط اضطراب النوم.
بالنسبة لاضطراب النوم فالذي أنصح به هو أن تحسني ما نسميه بالصحة النومية ، والصحة النومية يمكن أن تحسن عن طريق ما يلى:
➀ يجب أن تتجنبي النوم النهاري.
➁ يجب أن تمارسي أي نوع متيسر من الرياضة.
➂ لا تتناولي المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الكافيين لأنه مادة منبهة وتزيد من معدل اليقظة ، وهو بالطبع متوفر في الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشيكولاتة ، فأرجو تجنب هذه المأكولات والمشروبات بقدر المستطاع.
➃ وينصح أيضًا أن يكون لك وقت ثابت ومعلوم تذهبين فيه إلى النوم ليلاً ، لأن الإنسان لديه ساعة بيولوجية تعتمد هذه الساعة على مسارات كيميائية معينة ، وهي أيضًا مرتبطة بالحالة النفسية والحالة الوجدانية للإنسان ، ووجد أن الإنسان إذا حدد وقت نومه وانتظم عليه ، فهذا سوف يساعد هذه الساعة البيولوجية بأن تكون أكثر انتظامًا مما يؤدي إلى تحسن كبير في النوم.
فأرجو أن تنظمي نومك على هذا الأساس ، وأنا أعرف أن لديك طفلاً صغيراً ، ولكن بقدر المستطاع أرجو أن توفقي ما بين طريقة النوم الصحيحة وراحة الطفل.
بالنسبة لاضطراب النوم والحمل فلا شك أنه لا يعيق الحمل إلا إذا كان هنالك إكتئاب شديد ، والإكتئاب الشديد لا أقول أنه يعيق الحمل ، ولكن هنالك دراسات ذكرت أنه ربما يؤدي إلى بعض التغيرات الهرمونية البسيطة لدى بعض النساء ، ويمكن أن تكون أقلية قليلة من النساء قد يحدث تأخير للحمل نتيجة للإكتئاب ، أرجو ألا يزعجك هذا الموضوع أبدًا ، ولا أرى أنك الآن في حالة إكتئابية.
بالنسبة لمشروع الحمل الثاني أسأل الله تعالى أن ييسر لك هذا الأمر ، فقط أود أن أنصحك أنه من الأفضل أن يكون الحمل بعد أن يبلغ الطفل سنتين من العمر ، لأن الدراسات تشير أن النسوة اللائي حدث لهن إكتئاب ما بعد الولادة يُفضل أن تكون هناك مسافة زمنية متباعدة بعض الشيء ما بين الحمل السابق والحمل اللاحق ، هذا مجرد نوع من الاحتياط ولا نستطيع أن نقول أنه قانون صارم يجب تطبيقه.
و أود أن أقترح لك - حتى يتحسن نومك ويتحسن مزاجك بصورة جيدة - بجانب النصائح التي نصحتها لك ، أعتقد أنه سيكون من الأفضل أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة لفترة ثلاثة أشهر ، وهنا يكون ابنك إن شاء الله قد أكمل السنتين ، وبعد ذلك يمكنك التوقف عن هذا الدواء.
الدواء يعرف تجاريًا باسم (ريمارون Remeron) ويعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) ، ويمكن أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة (15 مليجرام) ليلاً لمدة أسبوعين ، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (30 مليجرام) لمدة شهرين ، ثم أنقصي الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين ، ثم توقفي عن تناول الدواء.
و هذا الدواء يتميز بأنه من الأدوية السليمة غير الإدمانية وغير التعودية ، وهو محسن للنوم ومحسن للمزاج بصورة كبيرة ، فقط يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الشهية للطعام مما ينتج عنه زيادة في الوزن وغالبًا لا تكون زيادة كبيرة ، فإذا قررت استعمال الدواء ولاحظت أنه يزيد لديك الوزن ، فالأفضل أن تتحكمي في الطعام وتحسبي عدد السعرات الحرارية بالنسبة للأطعمة التي تتناوليها ، ويفضل أيضًا أن تمارسي شيئاً من الرياضة.
البديل الثاني للريمارون - وهو أيضًا بديلاً جيدًا - قد لا يحسن النوم كثيرًا ولكنه يساعد في إزالة الكدر وعسر المزاج ، وهو دواء استرخائي ولا يؤدي إلى النوم الكثير ولا يؤدي إلى زيادة في الوزن.
هذا الدواء يعرف تجاريًا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) ، ويمكن أن تتناوليه بجرعة 50 مليجرامًا ليلًا بعد الأكل لمدة أسبوعين ، ثم ارفعي الجرعة إلى 100 مليجرام ليلاً لمدة شهرين ، ثم خفضي الجرعة إلى 50 مليجرامًا ليلا لمدة أسبوعين ، ثم توقفي عن الدواء.
و تكون اكتملت فترة الثلاثة أشهر، وهي في نظري فترة جيدة ليحدث لك المزيد من الاستمرار في التحسن النفسي وتحسن المزاج وتحسن النوم ، وفي ذات الوقت يكون الطفل قد بلغ عامين من عمره ، وبعد ذلك أن تبدئي في مشروع الحمل بإذن الله تعالى. -
أشعر بأنني علي وشك الموت في كثير من الأحيان ، ويكون هذا الإحساس مفاجئاً ، حتى لو لم أكن أفكر ، مع زيادة في ضربات قلبي ، كما تخطر علي بالي أفكار سوداء كموت أحد من أولادي ، لا أعرف إذا كان هذا مرضاً نفسياً أم أن هنالك سبب عضوي يجعلني أحس بهذا الإحساس؟ مع العلم بأنه عندما يأتيني هذا الحال أصلي وأقرأ القرآن فيتحسن حالي.
لقد أشرت إلى بعض الأمور التي تعانين منها ، والتي لخصتها في الشعور بأنك تشعرين بقرب موتك في بعض الأحيان ، وأن هذا الإحساس يهجم عليك هجوماً بصورة مفاجئة ، وكذلك تشعرين بازدياد معدل ضربات القلب عندما تمر عليك هذه الأفكار ، إضافة إلى ذلك أنك قد تمر بك أفكار عن موت بعض أولادك مثلاً ، ومع أنك لم تشيري إلى أمر آخر إلا أن من المحتمل أنك يقع في نفسك أن تصابي بشيئ من الأمراض الخطيرة التي تؤثر عليك وتمنعك من أداء واجباتك تجاه زوجك وتجاه أولادك ، أو أن هذه يصيب بعض أولادك فتخشين عليهم الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة فيمر بك هذا الخاطر ، فهذا كله له وصف واحد وهو أنه نوع من المخاوف التوقعية ، أي أنك لديك خوف من بعض الأمور كالموت مثلاً أو المصائب ونحوها من الأمور التي يفزع منها الإنسان ، والتي تخشين وقوعها.
فهذا هو الوصف الذي لديك ، وهذا الأمر بحمد الله عز وجل لازال في بدايته ويمكنك التخلص منه بيسر وسهولة دون أن يكون هنالك أي مشقة في ذلك بإذن الله عز وجل ، فالمطلوب منك أن تلتفتي إلى أمرين اثنين: أولاً معرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الشعور ، وثانياً كيفية العلاج.
فأما الأمر الأول: وهو الأسباب التي أدت إلى هذا الشعور ، فقد يكون نزغ الشيطان الذي يسول للإنسان ليحزنه ، أو وسوسة النفس الأمارة بالسوء.
فهذه الأفكار وردت عليك فحصل أن فكرت فيها ثم استرسلت فيها شيئاً ما فحصل لك هذا الخوف ، وأما شعورك بزيادة معدل ضربات قلبك فهذا أمر طبيعي كما هو معلوم لأنك عند الخوف تشعرين بهذا الأمر وتشعرين بشيء من الرهبة منه فيحصل لك ازدياد في ضربات القلب كما يحصل لأي إنسان عندما يخاف ، وقد يكون ذلك وهماً أيضاً نظراً لشعورك بالخوف على نفسك أو على عيالك ، وفي جميع الأحوال قد يقع لك أعراض أخرى غير هذه فمن ذلك مثلاً قلة الشهية للطعام في بعض الأحيان سيما عند ورود هذه الوساوس ، ومنها ربما في بعض الأحيان الأرق عند النوم وضعف التركيز أحياناً نظراً لورود هذه الأفكار ، فهذا كله من أعراضه وليس بالشرط أن يكون موجوداً لديك لأنك بحمد الله قد أفلحت في علاج هذا الأمر وأصبت دواءه ، إنه الفزع إلى الله فأنت عندما تمر بك هذه الأفكار السوداء تقومين بالصلاة أي باللجوء إلى الله ، لأن الصلاة هي القربة التي تقربك من ربك وهي التي تلقي في نفسك اليقين وتلقي في نفسك السكينة كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
و كذلك تلاوة كتاب الله الذي هو شفاء من كل داء ، شفاء من الأمراض النفسية ، وشفاء من الأمراض العضوية ، وشفاء من أمراض الشبهات وأمراض الشهوات ، فهو يجمع كل ذلك ، كما قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}.
و أمر بسيط تتأملي فيه ، فبين أن خير ما يقوم به المؤمن من دفع وطرد الشيطان أن يوقن أنه لا يصيبه شيء من الضر إلا بإذن الله ، فإذا كان الأمر كذلك فليطمئن المؤمن ولتهدأ نفسه لأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له ، لذلك قال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
فهكذا فلتنظري وتتأملي في كل أمر يقع في هذه الدنيا أليس لن يقع إلا بإذن الله؟ ، فإن كتب الله موتي فلن يغني عنه حذري ، وإن كتب الله موت من أحب فلن يغني عنه خوفي عليه ، إذاً فوكلى أمرك إلى الله ، فكل أمر قد قدره الله ، قد كتب الآجال قبل أن يخلق الناس ، وقد كتب الأرزاق وكتب الأعمال وكتب الشقاء والسعادة.
فهذا هو دواؤك وهذا هو شفاؤك وأنت لا تحتاجين إلى أكثر من هذا القدر لأنك بحمد الله قد هديت إلى علاجه ، وها أنت ترين بنفسك كيف أنك بمجرد أن تقبلي على الله وتقرئين كتابه وتلجئين إليه في الصلاة كيف ينكشف عنك الأمر ثم يعود الشيطان لوسوسته ونزغه ، فادفعي ذلك عنك بقطع الفكرة وعدم الاسترسال فيها وعدم الالتفات إليها ، واعلمي أنها فكرة حقيرة مصدرها حقير ألا وهو الشيطان الرجيم ، إضافة إلى ذلك الاستعاذة بالله منها كما قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
⛿ وأيضاً فلابد من التشاغل عن هذه الأفكار بالأعمال الصالحة بذكر الله كما تقومين ، وبتحصيل العلم النافع بحفظ شيء من كتاب الله ، وبالقيام ببعض الأنشطة المفيدة مع عيالك دون الالتفات إلى هذه الوساوس ودون أن تقع في نفسك ، وعليك أن تحرصي على العلاقات الاجتماعية ، فإن ذلك يعطيك دفعة إيجابية أيضاً ، وكذلك القيام بممارسة الرياضة اللطيفة كرياضة المشي في أوقات فراغك ، فإن هذا يفرغ عن الطاقات النفسية لديك. -
أنا فتاة عمري 20 سنة ، أعاني من وسواس قهري بحيث تأتيني أفكار عن موت أخ عزيز علي ، وهذا منذ خمس سنوات ، وهذه الحالة بدأت عندي في اليوم التالي بعد انقضاء حفلة خطوبة أخي ، ما سبب هذه الحالة؟ وكيفية التخلص منها؟
إن الوساوس القهرية قد تكون فكرة سخيفة تتسلط على الإنسان ، وهذه الفكرة قد تتكرر للدرجة التي تصل إلى مرحلة ما نسميه بالاجترارات الفكرية ، بمعنى أن الفكرة لا تفارق الإنسان أبدًا ، وتتجدد كلما حاول أن يتخلص منها ، وقد تأخذ الوساوس القهرية مناحي أخرى ، كأن تتمثل في شكل مخاوف أو شكوك أو فكرة وصورة ذهنية خيالية عن حدث ما ، وربما تكون الوساوس في شكل أفعال أو طقوس أو تكرار بعض الأشياء كتكرار الأرقام مثلاً.
أسباب الوساوس غير معروفة تحديداً ، ولكن الذي نستطيع أن نقوله أن دراسات كثيرة أشارت إلى أنها تتأثر بشخصية الإنسان ، فهنالك بعض الناس لديهم الاستعداد الغريزي والتكويني لأن يصابوا بمثل هذه الوساوس ، وتأتي بعد ذلك أحداث أو ظروف حياتية معينة تظهر من خلالها هذه الوساوس.
إذاً الوساوس تقوم على فكرة خبرة أو تجربة ما سابقة ، فمثلاً في مثل حالتك بعد انقضاء حفلة الخطوبة ظهرت هذه الوساوس ، وهنا نعتبر حفلة الخطوبة بالرغم من أنها حدث جيد وحدث سعيد إلا أنها كانت الرابط لهذه الوساوس.
بداية العلاج أن لا تصدقي هذه الوساوس ، وأن تعتبريها قلقاً نفسياً ، تمثل في شكل هذه الفكرة المتسلطة ، وبعد ذلك يكون هنالك إصرار على محاربتها ، وأول محاربة هي أن تجري حوارًا مع نفسك ، أي لا يكون هنالك استسلام أبدًا ، قولي لنفسك: (ما الذي يجعلني أكون بهذه الصورة؟ ، لماذا أنا أقبل هذه الفكرة التي تسيطر عليّ؟ ، لن أقبلها أبدًا ، فأخي إن شاء الله في كنف الله وفي حفظ الله وفي رعاية الله) ، وتسألين الله تعالى أن يبارك له في أيامه.
هذا هو المنطق العلاجي السلوكي الذي يقضي على الوساوس ، ويمكنك أيضًا أن تستبدلي هذه الفكرة - أي فكرة موت أخ عزيز عليك - بفكرة أخرى ، وهي أن هذا الأخ العزيز سوف يتحصل إن شاء الله على وظيفة كبيرة ومحترمة مثلاً ، وتكرري هذه الفكرة الجديدة.
التمرين الثالث هو ما نسميه بالمعززات السلبية ، وفي هذه الحالة تقومين بالتفكير في نفس الفكرة الوسواسية ، ثم بعد ذلك تقولين لنفسك: (قفي قفي قفي) ، وهنا تتصوري أنك تخاطبي هذه الأفكار كأنها كيان مجسد أمامك تخاطبينها وتأمرينها بأن تقف.
التمرين الرابع هو أن تتصوري وتتخيلي الفكرة الوسواسية ، ثم بعد ذلك تقومين بالضرب على يدك بشدة وقوة حتى تحسين بالألم بشدة ، والهدف هو أن الألم حين يزاوج ويتفاعل مع الفكرة الوسواسية سوف يقضي عليها ويضعفها ، لأنه يعتبر تفاعلًا واستشعارًا غير متوافق مع طبيعة الوساوس ، أي أنه يعتبر سلوكاً منفرًا.
و هذه التمارين تكرر عشر مرات في اليوم على الأقل.
⛿ إذا كانت الوساوس لدرجة مقلقة وشديدة وتكون معها مخاوف ، فأنصحك بتناول دواء يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac) ، ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) ، وله مسميات تجارية أخرى كثيرة ، فأرجو أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر فقط ، ويفضل تناول الدواء بعد تناول الأكل ، وهذا الدواء من الأدوية السليمة جداً والفعالة جداً وليس له أي تأثيرات سلبية بإذن الله. -
هل أعراض السكزوفرنيا والمس الشيطاني متشابهة؟
أخ كان يشكو من سماع أصوات ، ووسوسة خاصة أثناء الصلاة ، وإغماء في المسجد ، وأثناء الرقية كان يُصرع ، وكأن كائناً آخر يتكلم على لسانه ، أخذ إلى المستشفى ، وعولج بالبركزول ، علماً بأن الأطباء لا يؤمنون بالمس ، أصبح الأخ شبه مخدر ، انقطع عن الدواء قبل الفترة التي حددت وهى ستة أشهر استعاد أثناءها نشاطه ، ما زال يشكو من الأصوات ، وبعد جلسات رقية كان يُصرع ، لازم الرقية مدة أسبوع إلى أن شفاه الله تعالى ، فما عاد يصرع ، الآن هو يرفض أخذ الحقنة الشهرية بالبركزول ويرفض معاودة الطبيب ، فهل الانقطاع الفوري له مؤثرات؟ وكيف نتأكد أنه كان به مس وليس مرض نفسي؟
أولاً نحن نؤمن بوجود المس ولكن ليس بالطريق التي يفهمها الكثير من الناس ، لأن الإنسان قد كرمه الله تعالى وأن الجن أضعف ، وأن كل تدخلات الجن ومسه ووساوسه هي للإغواء والضلال ، والمرض شيءٌ مقدر ، ومرض الفصام مرض طبي أسبابه معروفة الآن إلى درجة كبيرة ، حيث أنه نتيجة لخلل دماغي يؤدي إلى تأثير سلبي على بعض المواد الكيميائية ، والمواد المختصة التي تسبب هذا المرض تعرف باسم (دوبامين وسيروتونين) ، كما أن الجينات الوراثية ربما تلعب دور غير مباشر في حدوث هذا المرض.
لذلك فنحن كأطباء لدينا قناعات قاطعة بأنه لا علاقة للجن أو المس بمرض الفصام.
⛿ وعليه أرجو أن تأخذ بالأسباب ، فما جعل الله من داء إلا وجعل له دواء ، علمه من علمه وجهله من جهله ، حيث أن المريض يرفض العلاج ويعتبر هذا من طبيعة المرض ، لأن الإنسان يفقد البصيرة والحكم الصحيح على الأمور ، وعليه أرجو أن يعطى هذه الإبرة الشهرية وأي علاجات يصفها الطبيب المعالج ، علماً بأن الدواء إذا لم يؤدى إلى تحسن واضح فسوف يمنع التدهور على الأقل بإذن الله. -
كيف يمكن معالجة الشواذ جنسياً من الرجال؟!
بارك الله فيك على اهتمامك بهذه القضية الخطيرة على المجتمع.
➀ أولاً: بالنسبة للشذوذ الجنسي فهو يعتبر أمراً قبيحاً ، فهو يمثل قمة الانحراف في السلوك الإنساني ، وأول خطوة لعلاج الشواذ هو محاولة تغيير مفاهيمهم وأفكارهم حيال هذه الفاحشة ، حيث أن معظم الشواذ جنسياً يلجئون إلى ما يُعرف بالدفاعات النفسية ، خاصةً دفاع النكران ، أي عدم الاعتراف بالمشكلة ، كما أن البعض منهم يلجأ إلى التبرير لسلوكه.
لذلك فلابد أن يقوم المعالج باختراق لهذه الدفاعات النفسية التي يستعملها هؤلاء ، ويتم ذلك بإرشادهم والتحدث إليهم ، ومحاولة تغيير فكرهم ، والسعي إلى صحوة ضميرهم وتغيير إرادتهم ، وهذا يكون دائماً بالحوار ، وإشعارهم بالغلظة والقبح المتعلق بهذا السلوك ، ولابد للشاذ جنسياً أن يعرف أنه في حقيقة الأمر يقوم بإهانة نفسه وتحقيرها بممارسته لهذا السلوك ، ولابد أن يفهم أنه مرفوض من الناحية الاجتماعية والذوقية والأدبية ، وفي نفس الوقت لابد أن يشعر بأنه يمكن أن ينقذ نفسه ، وأن يعود إلى حظيرة المجتمع المعافى والسليم.
الشيء الآخر هو لابد للشاذ جنسياً أن يغير أي اقتناعات له بما تقوله جمعيات الشواذ جنسياً في بعض الدول الغربية ، حيث أنه من المؤسف تماماً أنه قد أصبح لهذه الفئة من الناس جمعيات وقوانين تحميها ، كما أن البعض من الشواذ يعتقد أن الذي أصابه هو أمر فطري ووراثي ، ولا دخل ولا ذنب له فيه ، هذا المفهوم أيضاً مفهوم خاطئ وليس بصحيح ، ولابد أن يتغير.
➁ المبدأ الثاني في العلاج: هو أن يُشعر وأن يعرف الشاذ جنسياً خطورة هذا الأمر وحرمته من الناحية الدينية ، وأن يعرف الذنب العظيم وما لحق بقوم سيدنا لوط عليه السلام ، والعقوبة الدنيوية والعقوبة الأخروية المتعلقة بالشذوذ الجنسي.
➂ المبدأ الثالث في العلاج: هو لابد أن يكون هنالك نوع من الحوار المتبادل مع الشخص الشاذ جنسياً ، حتى يصحو ضميره إن شاء الله ، ويعود إلى رشده.
➃ المبدأ الرابع في العلاج: هو تخير الصحبة ، فالشاذ جنسياً في معظم الأحيان يتحرك وسط دائرة من الشواذ ، أو يكون أكثر انتماء وولاء لهذه الدائرة ، ومن هنا لابد أن تكسر هذه الحلقة ، وأن يتخير صحبة مختلفة من أصحاب الأخلاق الحسنة والسلوك الطيب ، فهذا بالطبع سوف يدعمه ويساعده كثيراً.
➄ المبدأ الخامس في العلاج: هو إشعاره بالأمور الفطرية والغريزية ، وأن يُقنع بأن الزواج من امرأة هو الأمر الغريزي والأمر الفطري ، ومعظم الشواذ يرى أن هذا أمر بعيد المنال ولا يناسبه ، ولكن محاولة رفع ثقافته الجنسية فيما يخص العلاقة بين الرجل والمرأة يحسّن من رغبته واجتذابه نحو المرأة ، وهذا قد يتطلب مقابلة معالج مختص.
➅ المبدأ السادس في العلاج: هو لابد للشاذ جنسياً من الرجال أن تتاح له فرصة العمل في محيط طيب ، فالعمل يشعر الإنسان بقيمته ، خاصة إذا كان العمل وسط مجموعة من أصحاب الأخلاق الحسنة.
و من الضروري له أيضاً أن يتواصل اجتماعياً ، وأن يشارك في المناسبات التي تكون فيها المواقف الرجولية مطلوبة.
➆ المبدأ السابع في العلاج: هو لا بأس من أن يقابل الشاذ أحد الأطباء النفسيين ، وأن تجرى له بعض الفحوصات الأساسية ، خاصةً المتعلقة بمستوى الهرمونات ، للتأكد من مستوى هرمون الذكورة لديه والهرمونات الأخرى.
و هنالك بعض العلاجات الدوائية ، وإن كان استعمالها في نطاقٍ ضيق ، إلا أنه من تجاربنا ربما تكون داعمة أو مساعدة للبعض من هؤلاء الفئة من الناس.
⛿ وختاماً يجب أن نسعى دائماً لتغيير خارطة التفكير لدى هؤلاء الناس ، وإشعارهم أن هنالك أمل وأمل كبير جداً في تغيير سلوكهم ، والعمل على بناء ثقة وصلة علاجية معهم ، وانتشالهم من المجموعة المنحرفة ، للاختلاط والتمازج والتواصل مع فئة من الناس من أصحاب الأخلاق والسلوك السوي. -
أنا طالبة في المرحلة الثانوية ، اكتشفت في الفترة الأخيرة أن زميلة لي في الصف تمارس فعل محرم مع فتاة أخرى ألا وهو السحاق! وقد صارحتني بهذا الأمر وهي نادمة على هذا الفعل وعازمة على الإقلاع عنه ، وطلبت مني المشورة والنصيحة ، ونظراً لقلة خبرتي في الحياة فقد لجأت إليكم طالبة النصح والإرشاد.
إن أول ما تبدئين في دعوة هذه الفتاة أن تثني على رغبتها في التوبة ، وأن تشدي من عزيمتها بالكلام الطيب المؤثر ، كأن تقولي لها مثلاً: (إنك فتاة عاقلة ولكن قد أصابتك غفلة ونالتك هفوة ، وبحمد الله قد عدت إلى صوابك وبادرت إلى التوبة والإقلاع عن الذنب ، وهذا دليل على الخير فيك ، وأنك بحمد الله فتاة طيبة ، ولكن هذا الأمر يحتاج منك إلى عزيمة قوية) ، ونحو هذا الكلام الذي يشد من نفسها ويقوي من عزيمتها ، ثم كذلك يربطها بك ويجعلها متأثرة بكلامك مستجيبة لنصحك وإرشادك.
و أيضًا فالمطلوب كذلك أن تبيني لها الحكم الشرعي في هذه الفعلة الشائنة الشنيعة ، بحيث تبيني أن هذه الفعلة من المنكرات والفواحش التي حرمها الله تعالى ، بل إن هذه الفعلة من أسوأ ما تقع فيه الفتاة ، لأن من مفاسدها سوى أنها محرمة أنها تفسد الفطرة لدى المرأة فتجعلها منحرفة شاذة حتى إنها تصبح تشتهي النساء كاشتهاء الرجال لهن والعياذ بالله ، وربما تفاقم الأمر حتى يستحكم هذا الشذوذ فتصبح شاذة مريضة كما هو واقع وحاصل في كثير ممن يتعاطين مثل هذه الفواحش.
و أيضًا فعليك بإرشادها إلى سلوك طريق الاستقامة ، وذلك بحثها على المحافظة على الصلوات ، وحثها على الالتزام بشرع الله تعالى من غض البصر عن جميع المحرمات ، لاسيما ما يتعلق بإثارة الشهوة ، فإن الغالب على الفتيات اللاتي يقعن في مثل هذه المنكرات أنهن يشاهدن المشاهد الخليعة والأفلام الساقطة ، فلابد من أن تلفتي انتباهها إلى ضرورة الابتعاد عن كل ما يثير فيها الشهوة إلى الحرام.
و أيضًا فاحرصي على أن تدمجيها مع الأخوات الصالحات حتى يصبح لديها رفقة صالحة بعد أن كان لها الرفقة السيئة ، ومن أعظم ما ترشدينها إليه هو البعد الكامل عن صاحبات السوء لاسيما من كن يمارسن معها هذه الفاحشة.
⛿ ونوصيك أنت خصوصًا بالحذر من هذه الفتاة ، وعدم الاسترسال في صحبتها ، بل عليك أن تكتفي بنصحها وإرشادها دون أن تكثري من مخالطتها ، وهذا لا يعني تركها ونبذها ، ولكن المطلوب هو الحذر من كثرة مخالطتها ، خاصة وأن هذا الأمر قد يكون معروفًا عنها لدى غيرك من الطالبات ، فلربما دخلت إليك السمعة السيئة من ورائها ، فالمطلوب إذن هو أن تجعلي اختلاطك بها مع مجموعة من الفتيات الصالحات حتى لا تدخل الريبة والضرر عليك من جهتها ، وأيضًا فالمطلوب كذلك هو سترها وعدم إشاعة الأمر عنها. -
أنا أعاني من ضعف ذاكرة ملحوظ ، وتدني في القدرات الذهنية مع أنني أتعالج حالياً بـ (بروزاك 60 مل يومياً) و(فلونكسول 10 مل يومياً) منذ ثلاثة أشهر لعلاج الوسواس والإكتئاب ، وتحسنت بالنسبة للوسواس والإكتئاب ، ولكن قدرتي على الحفظ والفهم ما زالت تتناقص ، وقرأت عن (نوتروبيل 800) وعلاقته في علاج ضعف الذاكرة والقدرات العقلية ، وعن دواء آخر اسمه (جنكاتا) ولا أدري ماذا أستعمل؟ وكيف؟
الحمد لله إن الإكتئاب والوساوس قد تحسن وهذه خطوة ايجابية جداً ، ولا أعتقد أنك تعاني من ضعف حقيقي في الذاكرة ، الذي بك هو ضعف في التركيز لأن المعلومات لا يتم تلقيها بالصورة المطلوبة علماً بأنه توجد مسارات نفسية وبيولوجية هي التي تتحكم في التركيز والتذكر ، والذي أنصحك به هو كما يلى:
• ممارسة الرياضة بصورة جادة لا تقل عن ساعة في اليوم حيث إن الرياضة من محسنات الذاكرة والتركيز المعروفة.
• أخذ قسط كافي من الراحة لا يقل عن 9 ساعات يومياً.
• محاولة المذاكرة بعد فترات الراحة وفي الصباح الباكر.
• القراءة بصوت مرتفع مع التكرار.
• بعض الناس لديهم الذاكرة السمعية أفضل من الذاكرة النظرية بمعنى أن يتذكر الإنسان ما يسمعه أكثر مما يقرؤه ، وعليك أن تحدد أين توجد مصادر قوتك وتحاول أن تستفيد منها.
• أرجو الاستمرار على البروزاك كما هو ، ولا مانع من أن تتناول النوتروبيل بجرعة 800 مليجرام يومياً لمدة أسبوع ، ثم ترفع الجرعة إلى 800 مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهرين ، ثم بجرعة 800 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر. -
أصيبت ابنتي بمرض الصرع عندما كان عمرها 14 عاماً ، وقد أجرينا لها تحاليل وفحوصات وأشعة على الرأس ولا يوجد عندها شيء ، وقد أعطاها الطبيب دواء (دوباكين كرونو) بجرعة حبة في اليوم ، وبعد ثلاث سنوات أصبحت تأخذ نصف حبة ، ولم تعاودها النوبة خلال هذه السنوات إلى أن أصبح عمرها 21 عاماً ، فعاودتها النوبة فأعطاها الطبيب دواء (دوباكين كرونو) بجرعة 500 ملجم ، بمعدل حبتين في اليوم ، فهل هذا الدواء مناسب؟ وهل ستشفى نهائياً من هذا المرض؟ وهل يؤثر ذلك على دراستها؟
إن الإجراء الذي اتخذه الطبيب - وهو إعطاء هذه ابنتك عقار (ديباكين كورونو Depakine Chorono) مرة أخرى - هو القرار الصحيح ، لأن النوبات الصرعية يعرف عنها أن بعض الناس ربما تحدث لهم انتكاسات ، والنشاط الصرعي ربما يكون نشاطًا خفيًا أو نشاطًا ظاهرًا ، حيث يظهر في شكل تشنجات ، وهذه التشنجات تتفاوت في شدتها وحدتها من إنسان لآخر.
و هذا الدواء من أفضل الأدوية لعلاج هذه النوبات ، وهو من الأدوية السليمة والأدوية الفعالة التي تعالج معظم أنواع الصرع ، حيث إن الصرع ينقسم إلى عدة أنواع ، والجرعة التي أعطاها الطبيب هي جرعة صحيحة ومناسبة ، وهي 1000 ملجم في اليوم ، ومن الناحية العلمية تحسب الجرعة حسب وزن الإنسان ، والجرعة الصحيحة تكون من 20 إلى 30 مليجرام لكل كيلو جرام من وزن الإنسان ، فإذا كان وزن ابنتك ستين أو خمسين كيلو فإن هذه الجرعة تعتبر جرعة صحيحة وسليمة.
و ليس هناك أي احتياطات يجب اتخاذها ، غير أنه يفضل أن يتم فحص وظائف الكبد مرة واحدة كل ستة أشهر إذا كان ذلك ممكنًا ، فهذا الدواء (ديباكين) يؤدي إلى ارتفاع بسيط في أنزيمات الكبد ، وهذا يعتبر تغيرًا طبيعيًا إذا وجد ، ولا يتطلب إيقاف الدواء ، فقط تكون المتابعة هي المطلوبة ، بأن يُفحص الدم من حين إلى آخر.
و هذا الدواء ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن ، وإذا حدث ذلك فأرجو أن لا تنزعجي ، كما أنه قد يؤدي إلى تساقط الشعر في حالات قليلة جدًا ، وهذا ليس عرضًا مزعجًا وهو نادر الحدوث.
و سوف تُشفى ابنتك تمامًا إن شاء الله ، لكن عليك الالتزام القاطع بإعطائها الدواء بجرعته الصغيرة وفي وقته الصحيح ، ولا تنزعجي أبدًا لمدة العلاج إذا كانت طويلة أو قصيرة ، فهذا أمر يجب أن يُقبل ، وأنا دائمًا من المؤيدين والداعين لأن تطول فترة العلاج خاصة أن هذه هي النوبة الثانية بالنسبة لها.
و حين يتأكد الطبيب من الشفاء والاستقرار الكامل ربما يعطي جرعة وقائية ، وهذه الجرعة الوقائية من الدواء تكون دائمًا أقل من الجرعة العلاجية.
و أرجو أن تشجعيها على أن تستمر في دراستها ، وأرجو أن تعيش هذه الابنة حياة طبيعية ، فهي يمكن أن تقوم بواجباتها الاجتماعية وأن تساعد في عمل البيت وتتزوج ، ولا شيء يمنعها مطلقًا من أن تكون طبيعية في حياتها ، ولن يشكل المرض بالنسبة لها أبدًا إعاقة بإذن الله تعالى ، وسوف تُشفى الشفاء التام.
⛿ وأكرر لك إذا رأى الطبيب أن تستمر في الدواء لفترة طويلة فأرجو أن يكون ذلك أمرًا مقبولاً بالنسبة لك ولها ، ولا تنزعجي من ذلك مطلقًا. -
أخي عمره 18 عاماً ، ويعاني من الصرع ، وقبل البداية في العلاج طلب منه الطبيب المختص في الأعصاب أن يجري أشعة سكانر (Scanner) للرأس ، وتبين وجود علامة أو أثر في المخ (و أخاف من أن أقول ورم صغير في المخ) ، وحين يسقط تؤلمه يده وتعوج ويسقط ، علماً أنه يعالج بالدباكين ، فما نصيحتكم؟
يُعرف عن مرض الصرع أنه في معظم الحالات لا توجد أسباب معروفة تسببه ، وفي حالات نادرة جداً ربما توجد أسباب عضوية ، ولم يتضح بصورة قاطعة أن أخاك يعاني من مرض عضوي رئيسي بالمخ ، والعلامات أو التغيرات البسيطة التي تظهر في الأشعة كثيراً ما تكون ليست ذات أهمية وليست هي المسبب للصرع ، فأرجو الاطمئنان ، ويمكن إجراء فحوصات أخرى بعد ستة أشهر من الفحوصات الأولى ، ومن أفضل وسائل الفحص إجراء الرنين المغناطيسي إذا كان ذلك ممكناً.
و من المفترض أن لا تنتابه أي نوبات ما دام على العلاج ، إلا إذا كانت الجرعة غير كافية أو هناك حاجة لإضافة دواء آخر ، وهذا من السهل جداً ، ويمكن للطبيب المعالج أن يتخذ القرار المناسب ، علماً بأن الدباكين من الأدوية الفعالة جداً ، ولكن لابد أن يؤخذ بالجرعة الصحيحة.
و عليكم بالحرص التام على تناول الدواء في مواعيده ، ولابد أيضاً أن يطمئن هذا الأخ بأن حالته يمكن أن تعالج تماماً ، وهذه حقيقة ، ومن الضروري أيضاً أن لا نشعره بأنه صاحب إعاقة ، وهذه حقيقة أيضاً ، ومعظم مرضى الصرع يعيشون حياة طبيعية جداً ، وأما الألم الذي يحدث في يده فهو من أثر السقوط على اليد. -
ما هو مرض الفصام؟ وما هي أعراضه؟ وما هي الأدوية المستخدمة في علاجه؟ وكيفية التعامل مع مريض الفصام؟
مرض الفصام هو واحد من الأمراض العقلية أو الذهانية الرئيسية ، وقد سماه بهذا الاسم عام 1911م العالم الألماني (يوجن بوليرر) ، أما وصفه فيرجع الفضل فيه إلى العالم الألماني (إيميل كيليبرن) وقد وصفه عام 1896م.
كما ذكرت لك هو مرض رئيسي من الأمراض الذهانية الأساسية ، والناس تشيع أن فيه انفصامًا في الشخصية أو انشطار في الشخصية ، وهذا ليس صحيحًا ، والانشطار أو الانفصال يحدث في الأفكار وارتباط الإنسان بالواقع ، والفصام يصيب حوالي 1 فى المائة من الناس ، وتختلف الإحصاءات من بلد إلى بلد قليلًا ، ولكن هذا هو الرقم التقديري وقد يقل في بعض البلاد عن هذا التقدير.
هو مرض يصيب جميع الأعمار ولكنه أكثر شيوعًا في عمر 15 إلى 30 سنة ، وهو من الأمراض التي تؤدي إلى تفتت الشخصية لدرجة كبيرة ، ولكن هنالك أنواع منه تعتبر أفضل من غيرها فيما يخص التقدم العلاجي.
ينقسم الفصام إلى عدة أقسام ، منها:
➀ الفصام البسيط.
➁ الفصام الهيبفريني: وهو أسوأ الأنواع ، حيث يتميز بتطاير الأفكار وتشتتها ، ووجود هلاوس ، كما أن الشخصية تتدهور ويكون المريض يعيش في عالَم خاص به مبتعداً عن الواقع وعن الحقيقة ولا يستطيع التواصل مع الآخرين بصورة جيدة ، وهذا هو النوع من الفصام الذي يعتبر أقل استجابة للعلاج ، وبكل أسف يصيب الناس في أعمار صغيرة مما لا يتيح لهم فرصة التعليم أو اكتساب المهارات الاجتماعية ، والتي تعتبر واحدة من العوامل التي تدفع بالمرض بعيدًا من الإنسان.
➂ الفصام الكتاتوني أو الفصام التخشبي: وهذا من الأنواع الجيدة ، بمعنى أن المريض يستجيب أيضًا بصورة ممتازة للعلاج.
➃ الفصام الباروني أو الفصام الاضطهادي: وفيه يكون الإنسان كثير الظنون والشكوك ، ويعتقد أنه سوف يُساء إليه ، أو أن هنالك مؤامرة تحاك ضده أو أنه مُتابع.
و معظم هؤلاء المرضى يعانون أيضًا من هلاوس سمعية ، وفي بعض الأحيان تكون هلاوس نظرية أيضًا.
➄ وهنالك أنواع نادرة من الفصام منها الفصام غير المنتظم ، ومنها الفصام الوجداني ، ومنها الفصام العصابي ، وهي أنواع اختلف العلماء في كيفية تقسيمها ، ولكن الأربعة أنواع الأولى هي الأنواع الأساسية.
إذاً هو مرض عقلي يؤثر على الأفكار ، يؤثر على الوجدان ويؤثر على الشخصية ، ويؤثر على أداء الوظائف الاجتماعية ، ولكن يتفاوت من إنسان لإنسان ، فهذا المرض إذا أصاب الإنسان في سن متقدم نسبيًا ، فإن شاء الله تكون نتيجة العلاج فعالة جدًا ، ويمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية ، ونحن نعرف أن حاولي 30 إلى 40% من مرضى الفصام يمكن أن يشفوا تمامًا من مرضهم ، وهذا بفضل الله تعالى نسبة عالية جدًا بمقاييس الطب النفسي ، وهنالك أيضًا حوالي 20 إلى 30% يمكن أن يعيشون حياة طبيعية ، أما الـ 20% الأخيرة فاستجابتهم للعلاج تعتبر ضعيفة جدًا وربما تدهورت أحوالهم بصورة أشد.
و المرض حسن العواقب نسبيًا بالنسبة للإناث خاصة إذا أتى المرض في عمر متقدم.
هنالك الكثير من الأدوية المستخدمة لعلاج هذا المرض ، وهي تقسم إلى عدة مجموعات يمكن أن نجملها في المجموعة القديمة والمجموعة الجديدة ، وهذه الأدوية كلها تعمل على مواد معينة في المخ ، منها مادة الدوبامين ومادة السيرتونين.
المجموعة القديمة هي مجموعة فعالة وممتازة جدًا ، ولكنها كثيرة الآثار الجانبية ، فقد تؤدي إلى نوع من الرعشة أو الشعور بالشد في العضلات ، ويكون الإنسان متخشبًا وتصعب حركته ، ولكن هنالك أدوية مضادة تعطى لهؤلاء المرضى.
و من هذه الأدوية التي تستعمل في علاج الفصام - الأدوية القديمة - عقار يعرف باسم استلازين ، وآخر يعرف باسم لارجاكتيل.
أما المجموعات الجديدة منها عقار يعرف باسم أولانزبين ، وآخر يعرف باسم رزبريدون ، وآخر يعرف باسم سيروكويل ، وهنالك أيضًا أدوية الآن في طور البحث ونسأل الله أن يجعل فيها فائدة كثيرة للناس.
مشكلة مرضى الفصام أنهم لا يتعاونون في تناول الأدوية في بعض الأحيان ، لا أقول جميعهم ولكن بعضهم ، وهنا لابد أن يحتم على المريض في تناول الدواء ، لابد أن يُشجَع ، لابد أن يراقب ، وبالتشجيع والمراقبة وإشعاره بأنه له اعتباره وعدم الإساءة إليه بأي حال من الأحوال ، هذا يشجعهم على تناول الأدوية.
أما المرضى الذين يفشلون تمامًا في تناول الأدوية أو يرفضونها تعطى لهم نوع من الإبر (الحقن) الشهرية أو تعطى كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع - حسب نوع الإبر وحسب نوع المرض - ، وهذه الحقن تعتبر أيضًا من المستحدثات الجيدة جدًا.
و هنالك بعض المرضى ربما يحتاجون إلى جلسات كهربائية ، خاصة حين يكون المرض حاد جدًا ، خاصة الفصام الظناني أو الباروني وكذلك الفصام التخشبي ، فهي تستجيب بصورة ممتازة جدًا للجلسات الكهربائية.
و لابد للمريض أن ينتقل من مرحلة العلاج المكثف إلى العلاج المستمر ثم العلاج الوقائي.
المدارس الطبية النفسية الحديثة المعتبرة ترى أن علاج الفصام يجب أن يكون طول الحياة ، نحن لا نقول ذلك للمرضى ولكن بعد أن نقوم بفحصهم والتواصل معهم نتحاور معهم ، والكثير منهم يقتنع خاصة حين يعرف أن هذا المرض أصبح الآن مثل مرض السكر أو مرض الضغط ، حيث أن لديه أسس بيولوجية أو أسس كيمائية.
و التعامل مع هؤلاء المرضى يكون عن طريق اعتبارهم وإظهار المودة واللطف نحوهم ، وألا نسحب الدور الاجتماعي الذي كانوا يتمتعون به ، الزوج يجب أن يظل زوجًا ، والأخ يجب أن يظل أخًا ... وهكذا ، لا نعاملهم كمعاقين ، ويجب أن نشجعهم على أداء أعمالهم ، يجب أن نشجعهم على التواصل الاجتماعي ، خاصة أن هنالك نوعًا من أعراض الفصام (الأعراض السلبية) والتي يكون فيها المريض منزويًا ومنسحبًا وغير متفاعلًا وجدانيًا ، ويجد الصعوبة جدًا في بداية أي عمل.
هذا النوع لابد أن نشجعه ، ولابد أن نؤهله ، وهنالك مراكز في المستشفيات المتطورة توجد لتأهيل هؤلاء المرضى عن طريق ما يعرف باسم (العلاج بالعمل).
⛿ إذاً فمرض الفصام يمكن علاجه ، والحمد لله الآن أصبحت كثير من الحالات تستفيد جدًا ، خاصة المرضى الذين يلتزمون بتناول العلاج.
⛿ والفصام ليس معروف الأسباب ، ولكن هنالك ميول لأن يحدث هذا المرض عند بعض الأسر ، لا نقول أن هنالك دورًا كبيرًا للوراثة ، ولكن ربما يكون هنالك نوع من الاستعداد الوراثي للمرض إذا توفرت الظروف الأخرى لحدوثه ، ومنها إصابات الرأس المبكرة ، والمشاكل الطبية التي ربما تحدث في أثناء الولادة ، وربما يكون هنالك نوع من الفيروسات أيضًا ، والضغوط الحياتية الشديدة ربما تكون أيضًا سببًا ، لكن لابد أن يكون للإنسان في الأصل الاستعداد للإصابة بهذا المرض. -
بدأت أشعر بأعراض حالة نفسية قبل 13 سنة ، وراجعت الطبيب فكان تشخيصه لي بأني مريضة بالفصام المزمن ، وكان العلاج شديداً ولكني تعودت عليه وعلى مرضي ، وعلاجي الذي أتناوله الآن فهو: (Stelazin 7.5) ، (Parkizol 2.5) ، (Valium 2.5).
و أسأل عن علاج يشفي حالتي نهائياً؟ وهل سأستمر على العلاج باقي حياتي؟ ، علماً بأني غير متزوجة.
هذه الأدوية التي تتناوليها لعلاج مرض الفصام هي من الأدوية المعروفة ، والعلاج الأساسي لهذا المرض هو دواء (استلازين Stelazin) ، وأما (باركزول Parkizol) فهو علاج فقط لإيقاف الآثار الجانبية التي ربما تحدث من تناول الاستلازين ، وهي ربما تسبب نوعاً من الرعشة أو التيبس في عضلات الجسم بصورة مؤقتة.
و أما (الفاليوم Valium) فربما يكون الطبيب قد أعطاه لكِ من أجل التهدئة وتحسين النوم وزيادة القلق.
و أما بالنسبة للجرعة التي تتناوليها من الاستلازين فهي ليست جرعة كبيرة ، وهي جرعة وقائية ، وبالطبع فنحن نقول إذا أصيب أحد بمرض الفصام وبالرغم من أنه توجد عدة أنواع من الفصام فلابد أن يستمر على العلاج لفترة طويلة ، ومدة الفترة الأولى هي ثلاث سنوات ، وإذا حدث بعد ذلك انتكاسة - بعد انتهاء الثلاثة سنوات - فلابد أن يتناول الإنسان الدواء طوال حياته.
كما أرى من الأفضل لكِ أن تستمري على العلاج مهما طالت المدة لأن العلاج أيضاً هو وسيلة من وسائل الوقاية ، وهذه كلها وسائل علاجية ، ومن أجل أن ندعمها لابد من تناول الدواء.
و هذه الأدوية - التي ذكرتيها في رسالتك - أدوية طيبة ، ولكن هناك أدوية أحدث وأفضل وأكثر سلامة من الاستلازين ، فهنالك دواء يعرف باسم (رزبريدال) وآخر يعرف باسم (أولانزبين) ، وهي أدوية طيبة وقد لا تؤثر على الهرمونات النسوية بالطريقة التي يؤثر عليها (الاستلازين) ، ومع ذلك فأنا لا أدعوكِ الآن لاستبدال الدواء مع الحرص في أن تستشيري الطبيب المعالج في ذلك ، لأنه ربما يكون 2 أو 3 مليجرام من (الرزبريدون) تكفيك عن كل هذه الأدوية ، أي جرعة واحدة من دواءٍ هو فعال وأكثر سلامة يكفيك من تناول هذه الأدوية جميعاً.
⛿ وأرجو ألا تفهمي كلامي أنني ضد هذه الأدوية التي تتناوليها الآن ، مع العلم أني أعطي نفس هذه الأدوية لكثيرٍ من الناس ، ولكن قطعاً مادام هنالك تطور في العلاج فلماذا لا نستفيد منه ، وإذا رأيتِ أن تستبدلي العلاج بعد استشارة الطبيب فهذا أمر حسن ، وإذا رأيتِ أن تستمري على علاجاتك فهذا أمر حسن أيضاً ، وأنا حقيقة من الذين يؤيدون الاستمرار على الدواء القديم لأنه إن شاء الله فيه وقاية وحماية بالنسبة لك. -
كيف يمكن أن نفرق بين الهلوسات السمعية أنها حقيقية إذا كان الشخص صحيح العقل ، ويمارس حياته باعتياد ، ويسمع أسراره الشخصية وتصرفاته اليومية مباشرة من أناس قريبين أو بعيدين؟
الهلوسة السمعية لها أنواع ودرجات ، فهنالك هلاوس يسمع الإنسان الصوت في أذنه ، وهنالك نوع يسمع الإنسان الصوت في داخل رأسه ، والأصوات التي تسمع في داخل الرأس هي الأصوات المرضية ، وحتى الأصوات التي تسمع في الأذن في بعض الأحيان قد تكون مرضية ، ولكن في بعض الأحيان قد تكون ناتجة من القلق أو التوتر أو ارتفاع درجة اليقظة لدى الإنسان أو في أوقات الإجهاد الجسدي والنفسي ، والهلاوس قد تكون أصواتاً واضحة ، وقد تكون في شكل أصوات غير واضحة ، وقد تكون موجهة إلى الشخص مباشرة ، بمعنى أن الأصوات تخاطبه باسمه أو تشير إليه إشارات تعنيه قد تكون مجرد تعليقات بين أشخاص يشيرون فيه إلى الشخص ، وهذه هي أهم أنواع الهلاوس المرضية السمعية التي تعلق على الإنسان وتصرفاته ، هذه تعتبر هلاوس من النوع المرضي إذا كان مستبصراً بحالته.
أما إذا كانت هذه الهلاوس هي حقيقية أو غير حقيقية ، فمعظم المرضى الذين يعانون من هلاوس يعتبرونها حقيقية وهم غير مستبصرون بحالتهم ، ولكن بعد مرور الزمن ، وبعد أن يشرح لهم الطبيب أن هذه الأصوات ليس حقيقية ، هنا يقتنع الشخص بنسب متفاوتة ، وبعض الناس يقتنع قناعة كاملة وبعضهم يكون متشككاً أن تكون هذه الأصوات هي في الأصل لا وجود لها.
و من الهلاوس السمعية التي قد تحصل لبعض الناس هي الهلاوس السميعة البسيطة حين يكون الإنسان مجهداً نفسياً أو متوتراً عاطفياً أو كان يتوقع شيئاً ما أو شخصاً ، وكثير من الناس قد يسمعون أصوات الموتى ، وكثير قد يسمعون أصوات أقرباء وأحباء لهم إذا كانوا في أمكان بعيدة ، وهذه ليست هلاوس مرضية ولكن تكون مستمرة ، وإذا كانت مستمرة ومتواصلة فتكون هذه هي الهلاوس المرضية.
أما إذا كانت الهلاوس مجرد حديث للنفس أو أن يسمع الإنسان فكرة ويعبر عن عواطفه بشيء يختلج نفسه ، ويكون صورة إحساس كلامي فهذا لا يعتبر نوعاً من الهلاوس ، هنالك ما يعرف بالهلاوس الكاذبة ، وهذه تحصل للناس قبل بداية النوم ، على سبيل المثال حين يبدأ الإنسان ويكون قلقاً ويبدأ النوم ربما يحس بصوت أو ربما يشعر كأن شيئاً مثل التيار الكهربائي يمر بجسده ، هذا نوع من الهلاوس الكاذبة ، كما أن السراب بأنواعه المختلفة يعتبر نوعاً من الهلاوس الكاذبة وليست الهلاوس الصحيحة ، أرجو أن أكون قد أوضحت ما هو مطلوب.
⛿ مع ملاحظة أنني لم أستوعب استيعاباً كاملاً الجزء الأخير من سؤالك ، والذي ذكرت فيه: (و تصرفاته اليومية مباشرة من أناس قريبين أو بعيدين). -
عندما أختلي مع نفسي أو أكون وحيدة دائما أتكلم وأتخيل أن الجدران أناس أعرفهم وأناس ما أعرفهم وأتحدث معهم وأصطنع أحداثاً وقصصاً.
لكن طبعاً هذا شيء مع نفسي بدون صوت لكن تخيلات لا غير ، وأحياناً أرجع لصوابي وعقلي ، وأبكي من حالتي هذه ، مع العلم أننى أقدر أضبط نفسي وأكون إنسانة طبيعية مع الناس والعالم الذي حولي ، فما أدري ما هو سر هذه الحالة عندي؟
إنه من الوهلة الأولى قد تعطي رسالتك انطباعاً بأنك تعاني من اضطراب ذهاني - أي عقلي - وأن مخاطبتك للجدران هي جزء من الهلاوس التي قد يصاب بها الذهانيون.
و لكن حقيقة حين تأملنا في الأمر وجدنا أن الذي تعانين منه هو مجرد حالة نفسية قلقية تتمثل في وجود وساوس قهرية بنيت على شيء من أحلام اليقظة وليس أكثر من ذلك.
إذاً أنا الآن أقول أن حالتك هي حالة عصابية نفسية وليست حالة ذهانية ، وأعني بذلك أنك مرتبطة بالواقع وأن حكمك على الأمور سليم وأنك مستبصرة ، مما يعني أنك لا تعانين من أي مرض عقلي ، وأرجو أن يكون ذلك بشارة وأمرًا مشجعًا بالنسبة لك.
و للتخلص من هذه الظاهرة عليك أن تحقري الفكرة نفسها ، الإنسان يجب أن لا يستسلم لكل ما يأتيه من فكر ، وإذا كنا نأخذ أو نستسلم لأي فكر لكانت الأمور مختلطة جدًا على كثير من الناس.
فبالنسبة لأحلام اليقظة يعتقد العلماء أن وجودها بدرجة معقولة لا بأس بها ، لأنها تجعل الخيال أكثر خصوبة ، كما أنها تمثل المتنفس أو صمام الأمان الذي من خلاله تخرج وتذهب الطاقات النفسية والأفكار النفسية السالبة ، ولكن قطعًا الاسترسال فيها واجترارها يعتبر خللاً نفسيًا.
إذاً أنت مطالبة بتحقير هذه الفكرة ، بأن تعيشي نوعًا من النقاش الذاتي مع نفسك (لماذا أنا أتخيل أن الجدران أناس ، هذا ليس صحيحًا ، أنا عاقلة ، أنا لست مضطربة عقليًا ، هذا نوع من الوساوس القهرية ، ويجب أن أحقر هذه الفكرة).
التمرين الآخر - وهو تمرين سلوكي جيد جدًا - إذا طبقته بصورة صحيحة سوف تجدين فيه فائدة كبيرة: حاولي أن تتخيلي أن الجدران بها أناس تعرفينهم ، وبعد أن تتأملي وتتفكري قولي لنفسك (قف قف قف) ، والقصد هنا كأنك تخاطبين أفكارك الوسواسية.
و التمرين الآخر هو: وأنت في لحظة التأمل والخيال المسترسل نحو الجدران قومي بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحسين بالألم ، يجب أن يكون الألم واضحًا ومنفرًا ومقززًا.
فعلماء النفس وجدوا أن التزاوج والربط بين الشعورين المختلفين - أي الوساوس والألم - يؤدي إلى إضعاف الوسواس وأحلام اليقظة.
كرري هذا التمرين 10 مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء ، وإن شاء الله سوف تجدين فيه خيرًا كثيرًا.
العلاج الآخر هو العلاج الدوائي ، وأعتقد أن العلاج الدوائي سوف يفيدك كثيرًا ، فهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) يعتبر علاجًا مثاليًا في مثل هذه الحالات ، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة 50 مليجرامًا ليلًا بعد الأكل ، استمري على الجرعة لمدة شهر ، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى 100 مليجرام ليلًا لمدة ستة أشهر ، وهذه هي الجرعة العلاجية ، استمري عليها كما ذكرت لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 50 مليجرامًا ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى ، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الدواء من الأدوية السليمة ومن الأدوية الفعالة وغير الإدمانية ولا يؤثر مطلقًا على الهرمونات النسوية.
⛿ لابد أن توجهي طاقاتك الجسدية والنفسية والوجدانية نحو نشاطات أخرى ، فعليك بالتركيز على الدراسة ، ومحاولة التميز ، وكوني أكثر التزامًا بدينك وعقيدتك.