اختبار فيدال
Widal Test
اختبار فيدال (Widal test) هو طريقة قد تُستخدم للمساعدة فى الوصول إلى تشخيص مُمكن لعدوى الحُمّى المعَويّة (النزلة المعَويّة enteric fever) ، و التى تُعرف أيضا بعدوى حُمّى التيْفود (typhoid fever). على الرغم من أنه لم يعد يتم إجراء هذا الاختبار بصفة شائعة فى الولايات المتحدة و فى الدول المُتقدّمة الأخرى ، إلا أنه ما يزال قيْد الاستخدام فى العديد من الدول النامية حيث تكون عدوى الحُمّى المعَويّة مرضا مُتوطّنا و هناك موارد محدودة تتطلّب استخدام بدائل سريعة للاختبار و بأسعار معقولة.
تُعد عدوى الحُمّى المعَويّة (النزلة المعَويّة enteric fever) مرضا مُهددا للحياة يحدث بسبب العدوى ببكتيريا السالمونيلا تايفى (Salmonella enterica serotype Typhi - S. typhi) ، و التى تنتقل عادةً من خلال الطعام و الشراب المُلوّثيْن بالبُراز. يرتبط هذا المرض بظهور أعراض تشمل الحُمّى المرتفعة (ارتفاع كبير فى درجة حرارة الجسم) ، و التعب و الإجهاد ، و الصُداع ، و ألم فى المعدة ، و إسهال أو إمساك ، و فُقدان الوزن ، و طفح جلدى يُعرَف باسم "البُقع الوَرديّة rose spots". من المهم تشخيص الحالة و علاجها مُبكّرا بسبب إمكانيّة حدوث مُضاعفات خطيرة ، و التى تتضمّن حدوث نزيف شديد فى الأمعاء أو ثقبها خلال أسابيع قليلة.
تُعد تلك العدوى نادرة فى الولايات المتحدة و فى الأمم الصناعية الأخرى و لكنها تكون أكثر شيوعا فى الدول النامية ، شاملةً الهند و أجزاء من جنوب و شرق و جنوب شرق قارة آسيا ، و دوَل فى أفريقيا ، و الدول الكاريبيّة ، و أمريكا الوُسطَى و الجنوبية ، و شرق أوروبا. عادةً ما ترتبط حالات الإصابة بعدوى الحُمّى المعَويّة فى الولايات المتحدة بالمسافرين إلى تلك المناطق الموْبوءة.
تم تطوير ذلك الاختبار فى عام 1896 و تسميته نسبة إلى جورج فيرديناند فيدال (Georges Ferdinand Widal) الذى قدّمه. تعتمد طريقة الاختبار على حدوث تفاعُل فى أنبوب الاختبار أو على شريحة بين الأجسام المُضادة (antibodies) الموجودة فى عينة دم من الشخص المُصاب بالعدوى و بين الأجسام المُستضادة (antigens) الخاصة ببكتيريا السالمونيلا ، حيث يحدث تجمُّع (تتراكم و تتراص) يُمكن رؤيته بالعين المُجرّدة. على الرغم من كوْنها طريقة يسهل إجراؤها ، إلا أنه ما يزال هناك شكوك حوْل مدى مِصداقيّة اختبار فيدال ، فالدراسات حوْل مدى حساسيّة الاختبار و القياسات الأخرى لتحديد مدى مِصداقيّته كانت مُحبِطة. هذا بالإضافة إلى وجود تفاعُل مُشترك مع السُلالات الأخرى من بكتيريا السالمونيلا، فلا يُمكن لهذا الاختبار التمييز ما بين العدوى الحالية و العدوى السابقة أو إذا ما كان ذلك هو تفاعُل المصل المضُاد (التطعيم) لحُمّى التيْفود.
فى الولايات المتحدة و الدول المُتقدّمة ، عادةً ما يشمل اختبار الكشف عن الإصابة بعدوى الحُمّى المعَويّة إجراء اختبار مزرعة دم للكشف عن وجود البكتيريا خلال الأسبوع الأول من الإصابة بالحُمّى. قد يتم أيضا إجراء اختبار مزرعة للبُراز أو للبول أو لنُخاع العظام. مع ذلك ، فيُمكن لاختبار مزرعة الدم أن يكون مُكلّفا و مُستهلِكا للوقت فى المناطق من العالم التى تفتقر إلى توفُّر المُعدّات ذاتيّة العمل (الأتوماتيكيّة). فى الدول النامية ، مثل تلك الدول فى قارة أفريقيا ، لا يزال اختبار فيدال قيْد الاستخدام بدلا من اختبارات المزارع البكتيريّة لأنه أسرع و أسهل و أقل تكلفة.
قالت مُنظمة الصحّة العالمية (WHO) أنه بسبب العوامل العديدة التى يُمكنها أن تؤثر على نتائج اختبار فيدال ، فمن الأفضل ألا يتم الاعتماد كثيرا على هذا الاختبار. لقد أوْصت مُنظمة الصحّة العالمية (WHO) بإجراء اختبارات المزراع البكتيريّة بدلا منه متى كان ذلك مُتاحا. حتى يتم تقديم خيار آخر سهل و رخيص ، فمن المُحتمل أن يظل استخدام اختبار فيدال مُستمرا فى تلك الدول ذات الموارد المحدودة. توجد اختبارات أكثر حداثة للكشف عن الأجسام المُضادة تجاه عدوى حُمّى التيْفود مٌتاحة تجاريا ، فالعديد من هذه الاختبارات تضمّنتها دراسات مُقارنة لمدى مِصداقيّتها ، على سبيل المثال فى الهند و فى أفريقيا. تبدو نتائج تلك الاختبارات مُتغيّرة مما لا يجعلها مُوثّقة كنتائج اختبار مزرعة الدم بغرض تشخيص تلك العدوى.