كيف يتم التحليل و ماذا يبحث عنه الطبيب؟

إن الثايرونين ثلاثى اليود (Triiodothyronine - T3) هو أحد الهرمونيْن الرئيسيّيْن اللّذان يتم إنتاجهما بواسطة الغدة الدرقيّة ، و هى عضو صغير على شكل فراشة يرقُد مُسطّحا عبر القصبة الهوائيّة عند قاعدة الحلق. هرمون الغدة الدرقيّة الرئيسى الآخر يُدعَى هرمون الثايروكسين (thyroxine - T4) و كلاهما يقومان بالمساعدة فى التحكم بمُعدّل استخدام الجسم للطاقة. يوجد مُعظم هرمون (T3) و هرمون (T4) فى الدم فى حالة ارتباط مع البروتين. الباقى منهما يكون حُرّا (غير مُرتبط) و يُمثّل الصورة النشِطة حيَويا للهرمون. يُمكن لتلك التحاليل قياس كمية هرمون (T3) الحُر أو هرمون (T3) الإجمالى (المُرتبط و الغير مُرتبط) فى الدم.

 

 

يتم تنظيم إنتاج هرمون (T3) و هرمون (T4) بواسطة نظام تغذية مُرتد (feedback system). عندما تنخفض مستويات هرمونات الغدة الدرقيّة فى الدم ، يقوم الوِطاء (hypothalamus) بإفراز الهرمون المُحفّز لإفراز الثايروتروبين (thyrotropin releasing hormone) ، الذى يقوم بحَثّ الغدة النُخاميّة على إنتاج و إفراز الهرمون المُنبّه للغدة الدرقيّة (thyroid-stimulating hormone - TSH). عندئذ يقوم هرمون (TSH) بحَثّ الغدة الدرقيّة على إنتاج و/أو إفراز المزيد من هرموناتها. يُمثّل هرمون (T4) أغلب هرمونات الغدة الدرقيّة التى يتم إنتاجها. هذا الهرمون يكون غير نشطِ نسبيا ، و لكنه يتحوّل فى الكبد و فى الأنسجة الأخرى إلى هرمون (T3) الأكثر نشاطا.

إذا قامت الغدة الدرقيّة بإنتاج كميات زائدة من هرمون (T4) و هرمون (T3) ، فحينها قد يُعانى الشخص المُصاب من أعراض تتعلّق بفرط نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism) ، مثل العصبيّة الزائدة و ارتعاش اليدين و فُقدان الوزن و الأرق (عدم النوم) و انتفاخ حوْل العينيْن و تهيُّجهما. فى بعض الحالات لا تستطيع عيْنا الشخص أن تتحرّك بشكل طبيعى و قد تظهر على أنها مُحدّقة. فى حالات أخرى ، قد تظهر العيْنان جاحِظة (بارزة للخارج).

إذا قامت الغدة الدرقيّة بإنتاج كميات غير كافية من الهرمونات ، فعندئذ قد يُعانى الشخص من علامات و أعراض تتعلّق بقصور نشاط الغدة الدرقيّة (hypothyroidism) و بتباطؤ عملية الأيْض (التمثيل الغذائى) ، مثل اكتساب الوزن و جفاف البشرة و التعب و الإجهاد و الإمساك. قد تكون مستويات هرمونات الغدة الدرقيّة فى الدم منخفضة أو مرتفعة بسبب خلل فى وظائف الغدة الدرقيّة أو نادرا ما يرجع ذلك إلى الإنتاج الزائد من الهرمون المُنبّه للغدة الدرقيّة (TSH) و المُرتبط بالإصابة بمرض فى الغدة النُخاميّة.

ترتبط الأسباب الأكثر شيوعا لوجود خلل فى وظائف الغدة الدرقيّة بالإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة. يُسبب مرض جريفز (Graves disease) فرط نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism) ، و لكن من المُمكن أن يُسبب ذلك أيضا الإصابة بالتهاب فى الغدة الدرقيّة (thyroiditis) و بسرطان الغدة الدرقيّة (thyroid cancer) و بالإنتاج المفرط لهرمون (TSH). يُمكن الكشف عن تأثير تلك الحالات المرضيّة على إنتاج هرمونات الغدة الدرقيّة و مُراقبتها عن طريق قياس مستويات هرمون (T3) الحُر و أحيانا هرمون (T3) الإجمالى.

 

كيف يتم جمع العينة اللازمة لإجراء هذا التحليل؟

يتم سحب عينة الدم من وريد بالذراع بواسطة إبرة (حقنة).

 

هل هناك أى تحضيرات لازمة قبل إجراء التحليل للتأكد من جودة العينة المستخدمة؟

ليس هناك حاجة إلى تحضيرات خاصة قبل إجراء هذا التحليل. هناك أدوية مُعيّنة يُمكنها أن تتداخل مع نتائج التحاليل ، لذا قم بإخبار طبيبك المعالج بشأن أى أدوية تتعاطاها.

كيف تتم الاستفادة من هذا التحليل؟

يُستخدم تحليل هرمون الثايرونين ثلاثى اليود الحُر أو الإجمالى (free T3 أو total T3) لتقييم وظائف الغدة الدرقيّة. يُطلب إجراؤه بشكل أساسى للمساعدة فى تشخيص الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism) و قد يُطلب إجراؤه للمساعدة فى مُراقبة علاج شخص ما مُصاب بمرض معروف فى الغدة الدرقيّة.

إن هرمون الثايرونين ثلاثى اليود (T3) و هرمون الثايروكسين (T4) هما هرمونان يتم إنتاجهما بواسطة الغدة الدرقيّة. و هما يُساعدان فى التحكُّم فى مُعدّل استخدام الجسم للطاقة و يتم تنظيمهما بواسطة نظام تغذية مُرتد (feedback system). يقوم الهرمون المُنبّه للغدة الدرقيّة (Thyroid-stimulating hormone - TSH) بتحفيز إنتاج و إفراز هرمون (T4) (بصفة أساسيّة) و هرمون (T3).  كُلّما دعت الحاجة ، يتم تحويل هرمون (T4) إلى هرمون (T3) بواسطة الكبد أو الأنسجة الأخرى.

يسرى مُعظم هرمون (T4) و هرمون (T3) فى الدم فى حالة ارتباط مع البروتين ، بينما توجد نسبة مئويّة قليلة تكون فى صورة حُرّة (غير مُرتبطة). يُمكن لتحاليل الدم قياس هرمون (T4) الإجمالى (المُرتبط و الغير مُرتبط) ، أو هرمون (T4) الحُر ، أو هرمون (T3) الإجمالى (المُرتبط و الغير مُرتبط) ، أو هرمون (T3) الحُر.

حيث أن مُعظم هرمون (T3) يكون مُرتبطا بالبروتين ، فيُمكن أن يتأثر هرمون (T3) الإجمالى بمستويات البروتين و بقُدرته على الارتباط معه ، و لكن هرمون (T3) الحُر ليس كذلك. إلا أن بعض الإرشادات التوجيهيّة المُحترفة تُوصِى بإجراء تحليل هرمون (T3) الإجمالى ، لذا فقد يُستخدم كلا التحليليْن لتقييم وظائف الغدة الدرقيّة. على سبيل المثال ، قد يتم طلب إجراء تحليل هرمون (T3) الحُر و أحيانا تحليل هرمون (T3) الإجمالى بالترافُق مع إجراء اختبار الأجسام المُضادة للغدة الدرقيّة بغرض المساعدة فى تشخيص الإصابة بمرض جريفز (Graves disease) ، و هو مرض مناعى ذاتى يُعد السبب الأكثر شيوعا لحدوث فرط فى نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism).

عادةً ما يُطلب إجراء تحليل هرمون (T3) الحُر أو الإجمالى تاليا لظهور نتائج غير طبيعية لنحليل هرمون (TSH) ، لا سيّما إذا ظهرت نتيجة تحليل هرمون (T4) الحُر غير مرتفعة.

 

متى يُطلب إجراء هذا التحليل؟

قد يُطلب إجراء تحليل هرمون (T3) الحُر أو الإجمالى عندما تظهر لدى شخص ما نتيجة غير طبيعية لتحليل هرمون (TSH). قد يُطلب إجراؤه كجزء من فحوصات التقصّى عن حالة شخص ما يُعانى من أعراض مرضيّة تُرجّح إصابته بفرط فى نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism) ، لا سيّما إذا كان مستوى هرمون (T4) الحُر لديه غير مرتفع.

قد تشمل العلامات و الأعراض المرضيّة ما يلى:

◊  تسارع مُعدّل نبضات القلب.

◊  القلق و التوتر.

◊  فُقدان الوزن.

◊  صعوبة النوم.

◊  ارتعاش فى اليدين.

◊  ضعف عام.

◊  إسهال (أحيانا).

◊  حساسيّة تجاه الضوء ، و اختلال الرؤية.

◊  قد تتأثر العينان : انتفاخ حوْلهما ، و جفاف و تهيُّج فيهما ، و فى بعض الحالات يحدث لهما جحوظ.

๏  أحيانا ما يُطلب إجراء تحليل هرمون (T3) الحُر أو الإجمالى على فترات بغرض مُراقبة إصابة الغدة الدرقيّة بحالة مرضيّة و بغرض المساعدة فى مُراقبة مدى فاعِليّة العلاج الموصوف لفرط نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism).

 

ما هى نتائج هذا التحليل و ماذا تعنى؟

يُشير ظهور نتائج مرتفعة أو منخفضة لتحليل هرمون الغدة الدرقيّة إلى وجود عدم توازُن بين احتياجات الجسم و الإمدادات التى تصل إليه ، و لكنها لا تُخبر الطبيب المعالج تحديدا عن ماهية السبب فى تلك الزيادة أو النقص.

الجدول التالى يُلخّص بعض الأمثلة على نتائج التحليل المُعتادة و تفسيرها المُحتمل:

التفسير المُحتمل	هرمون (T3) الحُر أو الإجمالى	هرمون (T4) الحُر	هرمون (TSH)
قصور بسيط فى نشاط الغدة الدرقيّة (mild hypothyroidism)	طبيعى	طبيعى	مرتفع
قصور فى نشاط الغدة الدرقيّة (hypothyroidism)	منخفض أو طبيعى	منخفض	مرتفع
فرط بسيط فى نشاط الغدة الدرقيّة (mild hyperthyroidism)	طبيعى	طبيعى	منخفض
فرط فى نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism)	مرتفع أو طبيعى	مرتفع أو طبيعى	منخفض
مرض لا يتعلّق بالغدة الدرقيّة. نادرا ما يتعلّق بالغدة النُخاميّة مٌسبّبا قصور ثانوى فى نشاط الغدة الدرقيّة (secondary hypothyroidism)	منخفض أو طبيعى	منخفض أو طبيعى	منخفض
مُتلازمة مُقاومة هرمونات الغدة الدرقيّة (thyroid hormone resistance syndrome) (طفرة فى مٌستقبِلات الهرمون تُقلّل من الأداء الوظيفى للغدة الدرقيّة)	مرتفع	مرتفع	طبيعى

 

إذا تم علاج شخص ما بالأدوية المُضادة لهرمونات الغدة الدرقيّة عند إصابته بفرط فى نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism) و ظهرت نتائج تحليل هرمون (T3) الحُر و الإجمالى (أو بشكل أكثر شيوعا هرمون T4 الحُر أو هرمون TSH) طبيعية ، فعندئذ من المُرجّح أن يكون العلاج الموصوف فعّالا فى مُعالجة الحالة المرضيّة. إذا ظهرت نتائج تحليل هرمون (T3) الحُر أو الإجمالى أو هرمون (T4) الحر مرتفعة ، فعندئذ تكون الأدوية غير فعّالة فى مُعالجة الحالة المرضيّة و قد يُعانى الشخص من أعراض مرضيّة تتعلّق بفرط نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism).

 

هل هناك أشياء أخرى يجب أن أعرفها عن هذا التحليل؟

يُنصح عموما بتجنُّب أو تأجيل إجراء تحاليل الغدة الدرقيّة للمرضى المُحتجزين فى المُستشفيات حتى يتم شفاء الشخص من الأمراض الحادة حيث أن مستويات هرمونات الغدة الدرقيّة قد تتأثر بالمرض. عندما يكون شخص ما مريضا ، يقوم جسمه بتقليل إنتاج هرمون (T3) من هرمون (T4). سيكون لدى مُعظم الأشخاص المُصابين بالمرض بدرجة تكفى لاحتجازهم فى المستشفى مستوى منخفض من هرمون (T3) الحُر. لهذا السبب يطلب الأطباء المعالجون فى العادة إجراء تحاليل هرمون (T3) للأشخاص الغير محتجزين فى المستشفيات فقط.

من المهم مُلاحظة أن تحاليل الغدة الدرقيّة هى عبارة عن "لَقطة" تُعبّر عما يحدث خلال النظام الحركى. إن مستويات هرمون (T3) الإجمالى و/أو الحُر ، و/أو هرمون (T4) الإجمالى و/أو الحُر ، و/أو هرمون (TSH) لدى شخص ما ، قد تتغيّر و تتأثر بما يلى:

◊  حدوث زيادة أو نُقصان أو تغيُّرات فى البروتينات التى ترتبط بهرمون (T4) و هرمون (T3).

◊  خلال فترة الحمل.

◊  تعاطى هرمون الاستروجين (estrogen) و أدوية أخرى.

◊  الإصابة بأمراض الكبد.

◊  الإصابة بمرض عام فى الجسم.

◊  وجود مُقاومة لهرمونات الغدة الدرقيّة.

๏  هناك العديد من الأدوية يُمكنها أن تؤثر على نتائج تحليل هرمون (T3) الإجمالى ، تشمل هرمون الاستروجين (estrogen) و أنواع مُحدّدة من أقراص التحكُّم فى الولادة ، و الجُرعات الكبيرة من الأسبيرين (aspirin). ينبغى مُناقشة استخدام تلك الأدوية مع الطبيب المعالج قبل إجراء التحليل. بشكل عام ، لا تتأثر مستويات هرمون (T3) الحُر بتلك الأدوية.

�  كيف يؤثر الحمل على مستويات هرمونات الغدة الدرقيّة؟

يُمكن للحمل أن يزيد من مستويات هرمون (T3) الإجمالى و الحُر على الرغم من أن هذا لا يعنى الإصابة بمرض فى الغدة الدرقيّة.

 

�  ما هو اختبار التقاط هرمون (T3)؟

يُستخدم هذا الاختبار للمساعدة فى حساب مؤشّر هرمون الثايروكسين الحُر (Free Thyroxine Index - FTI) ، و هو تقدير لتركيز هرمون (T4) الحُر. يتم تحديده من خلال إجراء تحليل هرمون (T4) الإجمالى و بعض التقديرات لمستوى البروتينات المُرتبطة بهرمونات الغدة الدرقيّة. لقد كان اختبار التقاط هرمون (T3) هو الاختبار الأصلى لتقدير مستوى البروتينات المُرتبطة ، و الإصدارات اللاحقة كانت تُدعَى طُرق التقاط (T-uptake). نادرا ما تُستخدم تلك الاختبارات الآن حيث توجد طُرق أخرى مُتاحة لقياس هرمون (T4) الحُر و هرمون (T3) الحُر بشكل مُباشر.

 

�  ما هو هرمون (T3) العكسى؟

إن هرمون (T3) العكسى (هرمون RT3 أو هرمون REVT3) هو شكل غير نشِط حيَويا من هرمون (T3). فى العادة ، عندما يقوم الكبد بتحويل هرمون (T4) إلى هرمون (T3) ، فيقوم أيضا بإنتاج نسبة مئويّة مُحدّدة من هرمون (RT3). عندما يكون الجسم تحت ضغط ، مثلا أثناء الإصابة بمرض خطير ، فيحاول منع العديد من الأنسجة التى تعتمد على هرمون (T3) من أن يكون نشِط أيْضيا عن طريق إنتاج المزيد من هرمون (RT3) على حساب هرمون (T3). يُعتقَد أن تلك هى إحدى طُرق الحفاظ على الطاقة حتى يزول الضغط مما يُسبب حدوث مُتلازمة تُدعَى المرض الغير متعلّق بالغدة الدرقيّة (non-thyroidal illness - NTI). قد يرتفع أيضا هرمون (RT3) فى حالات فرط نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism). إن استخدام تحليل هرمون (RT3) لا يزال محدودا و لا يُطلب إجراؤه على نِطاق واسع.