اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA)
Prostate Specific Antigen (PSA)
الغرض من هذا التحليل:
يتم إجراء هذا الاختبار لفحص الرجال تجاه إصابتهم بمرض سرطان البروستاتا (prostate cancer) ، و للمساعدة في تحديد مدى ضرورة أخذ خُزعة (عينة) من نسيج غدة البروستاتا ، و لمُراقبة مدى فاعِليّة العلاج الموصوف لمرض سرطان البروستاتا ، و/أو للكشف عن عوْدة الإصابة بمرض سرطان البروستاتا مُجدّدا.
يُطلب منك إجراء هذا التحليل فى الحالات التالية:
يُطلب منك إجراء هذا الاختبار عندما يُعانى رجل ما من أعراض مرضيّة تُرجّح الإصابة بمرض سرطان البروستاتا (prostate cancer) ، مثل صعوبة و ألم عند التبوُّل و/أو كثرة عدد مرات التبوُّل. قد يُطلب إجراؤه أيضا أثناء تلقّى علاج سرطان البروستاتا و على فترات زمنيّة مُنتظمة بعد إتمام العلاج. كما يُطلب إجراؤه للرجال ممن لا يُعانون من أي أعراض مرضيّة بعد مُناقشة طبيبك المعالج حوْل فوائد و أضرار إجراء الفحص حيث تقوم أنت باتخاذ قرارك عن عِلم للخضوع للفحص.
العينة المطلوبة لإجراء التحليل:
عينة من الدم يتم سحبها من وريد في ذراعك.
تحضيرات قبل إجراء التحليل:
تجنّب قذف المنىْ لمدة 24 ساعة قبل جمع العينة حيث أن ذلك يرتبط بارتفاع مستويات الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA). ينبغي أيضا جمع العيّنة قبل إجراء طبيبك المعالج لفحص المستقيم رقميا (digital rectal exam - DRE) و قبل (أو بعد مرور عِدة أسابيع من) أخذ خُزعة (عينة) من نسيج غدة البروستاتا (biopsy).
كيف يتم التحليل و ماذا يبحث عنه الطبيب؟
الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) هو بروتين يتم إنتاجه بصِفة أساسيّة بواسطة الخلايا الموجودة في غدة البروستاتا، و هي غدة صغيرة تطوّق الإحليل (مجرَى البول) عند الذكور و تُنتج سائلاً يُمثل جُزءاً من السائل المنوي. مُعظم الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) الذي تُنتجه غدة البروستاتا يتم إطلاقه في هذا السائل ، و لكن يتم إطلاق كميات صغيرة منه أيضاً إلى مجرَى الدم حيث يقوم هذا الفحص بقياس كمية الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) الموجودة في الدم.
يُستخدم اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) كدلالة على وجود وَرم ما بغرض اكتشاف الإصابة بمرض سرطان البروستاتا و مُراقبته أيضا. و هو يُعتبر أداة جيّدة و لكنها ليست مثاليّة ، و يتفق مُعظم الخُبراء على عدم إجراء الفحص للرجال ممن لا تظهر عليهم أعراض المرض إلا بعد مناقشات مُستفيضة مع الطبيب المعالج بشأن مدَى الفوائد و المخاطر الناجِمة عن إجرائه و بعد الموافقة المُستنيرة على إجراء الفحص. ترتبط المستويات المرتفعة من الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) مع الإصابة بمرض سرطان البروستاتا (prostate cancer) ، و لكن قد يزداد مستواه أيضاً في حالات التهاب البروستاتا (prostatitis) و تضخُّم البروستاتا الحميد (benign prostatic hyperplasia - BPH). تميل مستويات الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) إلى الارتفاع لدَى جميع الرجال مع تقدُّمهم في العُمر ، و الرجال الأمريكيين من أصل أفريقي قد تكون لدَيهم مستويات أعلى من غيرهم ، حتى في سِن مُبكّرة.
لا يقوم اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) بتشخيص الإصابة بالسرطان. لكن المِعيار الأدق لاكتشاف الإصابة بسرطان البروستاتا هو أخذ خُزعة (عيّنة) من نسيج البروستاتا حيث يتم جمع عيّنات صغيرة من الأنسجة و تحديد الخلايا الشاذة تحت المِجهر. يُستخدم اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) الإجمالي (total PSA test) و فحص المُستقيم الرقمي (digital rectal exam - DRE) معاً بغرض المساعدة في تحديد مدَى الحاجة إلى أخذ خُزعة من غدة البروستاتا.
يهدف الفحص إلى الكشف عن الإصابة بمرض سرطان البروستاتا قبل انتشاره خارجها. بمجرّد تأكيد وجود إصابة بسرطان البروستاتا عن طريق فحص عينة النسيج (الخُزعة) ، لابد من اتخاذ قرار آخر بشأن العلاج. يُعد سرطان البروستاتا مرضاً شائعاً نسبياً في الرجال مع تقدُّمهم في العُمر ، و الكثير إن لم يكن أغلب الأوْرام يكون نموُّها بطيئاً للغاية. بينما يُعد سرطان البروستاتا هو السبب الثاني للوفاة في الرجال ، فإن النوع بطيء النموْ منه لا يُعد سبباً شائعاً للوفاة. قد يساعد طبيب أخصائي عِلم الأمراض (pathologist) في التفريق بين الحالات بطيئة النموْ و تلك التي من المُرجّح نموُّها بسرعة و انتشارها إلى أجزاء أخرى من الجسم (الأوْرام الخبيثة).
إن الإفراط في التشخيص و الإفراط في المُعالجة هي مسائل ما تزال مطروحة للنِقاش حاليا بين ممارسي الرعاية الصِحيّة. في بعض الحالات ، قد يكون العلاج أسوأ من الإصابة بالسرطان نفسه ، حيث يُمكن التسبُّب في آثار جانبيّة كبيرة مثل سلس البول و ضعف الانتصاب. إن اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) و فحص المُستقيم الرقمي (DRE) لا يُمكنه في العموم التنبُّؤ بمسار المرض لدَى الشخص المُصاب بالسرطان.
يوجد الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) في شكليْن رئيسييْن في الدم: شكل مُعقّد (cPSA ، حيث يرتبط مع بروتينات أخرى) ، و شكل حُر (غير مُرتبط). يُعد اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) الأكثر استخداما هو الفحص الإجمالي (total PSA) الذي يقيس إجمالي كمية الجسم المُستضاد المُعقّد و الحُر في الدم.
يُستخدم اختبار الجسم المُستضاد النوْعى الحُر لغدة البروستاتا (free PSA) أحيانا للمساعدة في تحديد ضرورة إجراء أخذ خُزعة (عيّنة من نسيج البروستاتا) عندما يكون مستوى الجسم المُستضاد النوْعى الإجمالي لغدة البروستاتا (totla PSA) مرتفعا بدرجة طفيفة. الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) هو عبارة عن إنزيم (بروتين يُساعد على حدوث التفاعُلات الكيميائيّة المُختلفة) ، و عندما يتم إطلاقه في الدم ، فإن بعض البروتينات الموجودة في الدم تقوم بتعطيل هذا الجسم المُستضاد (PSA) من خلال الارتباط به. و تميل خلايا أوْرام غدة البروستاتا الحميدة إلى إطلاق جسم مُستضاد (PSA) غير نشِط (و بالتالي ، يقل احتمال ارتباطه مع بروتينات الدم الأخرى) ، بينما تميل خلايا أوْرام غدة البروستاتا السرطانيّة إلى إطلاق جسم مُستضاد (PSA) يكون بالفعل مُرتبطاً بالبروتين.
و بالتالي ، فإن مستويات الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) تميل للارتفاع في حالات تضخُّم غدة البروستاتا الحميد (benign prostatic hyperplasia - BPH) ، بينما تميل للانخفاض لدَى الرجال المُصابين بسرطان غدة البروستاتا الخبيث (prostate cancer). إن وجود مستوى منخفض نسبياً من الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) يزيد من احتمالات وجود السرطان حتى إذا لم يكن مستوى الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) مرتفعا بشكل واضح.
كيف يتم جمع العينة اللازمة لإجراء هذا التحليل؟
يتم أخذ عينة الدم من وريد بالذراع بواسطة إبرة (حقنة).
هل هناك أى تحضيرات لازمة قبل إجراء التحليل للتأكد من جودة العينة المستخدمة؟
ينبغي تجنُّب قذف المنىْ لمدة 24 ساعة قبل جمع العينة ، حيث يرتبط ذلك مع ارتفاع مستويات الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA). ينبغي أيضا جمع العينة قبل إجراء طبيبك المعالج لفحص المستقيم رقميا (digital rectal exam - DRE) و قبل (أو بعد مرور عِدة أسابيع من) أخذ خُزعة (عينة) من نسيج غدة البروستاتا (biopsy) ، حيث يُمكن أيضا لكل من هذيْن الإجرائيْن زيادة مستويات (PSA).
كيف تتم الاستفادة من هذا التحليل؟
يُمكن استخدام اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) و الفحص الرقمي للمُستقيم (DRE) بغرض فحص الرجال سواء ظهرت أو لم تظهر عليهم أعراض الإصابة بسرطان البروستاتا (prostate cancer). إن الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) هو بروتين يتم إنتاجه بصِفة أساسيّة بواسطة خلايا توجد في غدة البروستاتا ، حيث يتم إطلاق مُعظمه في السائل المنوي ، لكن يتم إطلاقه كذلك بكميات صغيرة في مجرَى الدم. يوجد الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) على هيئتيْن في الدم: الشكل الحُر (الغير مُرتبط) و الشكل المُعقّد (الذي يرتبط مع بروتينات أخرى). يُمكن للفحوصات المعمليّة قياس كمية الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) أو الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) (المُرتبط و غير المُرتبط).
ترى بعض المُنظّمات ، مثل فريق الخدمات الوقائيّة بالولايات المتحدة الأمريكية (USPSTF) ، أن الأضرار المُرتبطة بالإفراط في التشخيص و الإفراط في العلاج تفوق الفوائد المُحتملة عند إجراء الفحص ، و تنصح بعدم استخدام اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) كفحص للكشف عن الإصابة بسرطان البروستاتا لدَى الرجال الأصِحّاء في أي مرحلة عُمريّة. و تُوصِى الجمعيّة الأمريكيّة للسرطان (ACS) و المؤسّسة الأمريكية لأمراض المسالك البَوليّة (AUA) بمناقشة الطبيب المعالج حوْل مزايا و عيوب إجراء الفحص القائم على الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) بغرض الكشف عن الإصابة بسرطان البروستاتا قبل اتخاذ قرار الموافقة المُستنيرة على إجراء الفحص من عدمه.
بينما ترتبط مستويات الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) المرتفعة مع الإصابة بالسرطان ، فإنها قد تكون ناجِمة عن حالات مرضيّة أخرى ، مثل مرض تضخُّم غدة البروستاتا الحميد (benign prostatic hyperplasia - BPH) و مرض التهاب غدة البروستاتا. قد تتم مُراقبة مستويات الجسم المُستضاد (PSA) المرتفعة من خلال أخذ خُزعة (عيّنة من نسيج الغدة) ، و هو ما يُصاحبه مخاطر حدوث مُضاعفات ، مثل الألم أو الحُمّى أو ظهور الدم في البول أو الإصابة بعدوَى في المسالك البَوليّة.
على الرغم من أن سرطان البروستاتا هو مرض شائع نسبياً لدَى الرجال و يُعد السبب الثاني للوفاة ، إلا أن هناك العديد من أنواع سرطان البروستاتا بطيئة النموْ. و هذه الأنواع بطيئة النموْ قد لا تُسبب أعراضاً مرضيّة و لا تهدد البقاء على قيْد الحياة. مع ذلك ، عند اكتشاف الإصابة بمرض سرطان البروستاتا من خلال الفحص ، فيُمكن علاجه عن طريق الجراحة أو العلاج الإشعاعي ، مما قد يكون له آثار جانبيّة خطيرة ، مثل الإصابة بسلس البول أو بضعف الانتصاب.
قد تكون نتيجة اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) الإجمالي مرتفعة مؤقتا لعِدة أسباب ، و لذلك إذا ظهرت نتيجة الاختبار مرتفعة ، فيُمكن إجراء اختبار آخر بعد عِدّة أسابيع لمعرفة ما إذا كان مستوى الجسم المُستضاد (PSA) لا يزال مرتفعا أم لا. فإذا ظهرت نتيجة الاختبار الثاني مرتفعة أيضاً ، فقد يُوصِي الطبيب بإجراء سلسلة من اختبارات الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) بمرور الوقت بغرض تحديد ما إذا كان مستوى الجسم المُستضاد (PSA) سينخفض أو يظل مرتفعاً أو في تزايد مستمر. في حالات الإصابة بالسرطان بطيء النموْ ، قد يُقرّر الطبيب المعالج و المريض الاكتفاء برصد مسار تقدُّم المرض بدلا من السَّعي إلى علاجه بشكل فوري (و يُسمّى ذلك "الانتظار اليقظ watchful waiting").
إذا ظهرت نتيجة فحص المُستقيم رقميا (DRE) طبيعيّة و لكن مستوى الجسم المُستضاد (PSA) مرتفع نسبياً ، فيُمكن إجراء فحص الجسم المُستضاد الحُر (free PSA test) بغرض تحديد نسبة الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) إلى نسبة الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) ، ما قد يُساعد على التفريق بين سرطان البروستاتا و غيره من الأسباب غير السرطانيّة المُسببة لارتفاع مستوى الجسم المُستضاد (PSA).
يُمكن أيضا التوْصِيَة بإجراء فحوصات أخرى إذا ظهرت نتائج فحوصات الجسم المُستضاد (PSA) أو فحص المُستقيم (DRE) غير طبيعيّة. فقد يتم إجراء تحليل للبول ، على سبيل المثال بغرض التحقق من وجود عدوَى في المسالك البَوليّة ، و فحوصات التصوير بالأشعة ، مثل فحص غدة البروستاتا بالمَوجات فوق الصوتيّة (ultrasound).
إذا تم تشخيص الإصابة بمرض سرطان البروستاتا ، فيُمكن استخدام اختبار الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA test) كأداة للمُراقبة من أجل المساعدة في تحديد مدَى فاعِليّة العلاج الموصوف. قد يُطلب أيضاً إجراؤه على فترات مُنتظمة بعد انتهاء العلاج بغرض اكتشاف عودة الإصابة بالسرطان.
متى يُطلب إجراء هذا التحليل؟
بالنسبة للرجال الذين يرغبون في إجراء الاختبار للكشف عن إصابتهم بمرض سرطان البروستاتا ، تُوصِي الجمعيّة الأمريكيّة للسرطان (ACS) بأن الرجال الأصِحّاء المُعرّضين لخطر مُتوسّط عليهم إجراء الاختبار فقط عند بلوغهم عُمر الـ 50 سنة ، في حين تُوصِي المؤسّسة الأمريكية لأمراض المسالك البَوليّة (AUA) بإجراء الاختبار للرجال ممن تتراوح أعمارهم بين 55 و 69 عاما مع عدم إجراء الاختبار بشكل روتيني بعد عُمر الـ 70 سنة.
أما بالنسبة لأولئك المُعرّضين لمخاطر مرتفعة ، مثل الرجال الأمريكيّين من أصل أفريقي و الرجال ممن لدَيهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض ، فيُوصَى بإجراء الاختبار بدءاً من عُمر 40 أو 45 سنة.
قد يُطلب أيضا إجراء اختبار الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA test) و الفحص الرقمي للمستقيم (digital rectal exam - DRE) في حال ظهور أعراض مرضيّة يُمكن أن تكون بسبب الإصابة بسرطان البروستاتا ، مثل صعوبة و ألم عند التبوُّل و/أو كثرة التبوُّل ، و آلام الظهر و/أو آلام الحوض.
إذا كان مستوى الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) مرتفعا ، فإن الطبيب المعالج قد يطلب تكرار إجراء الاختبار مرّة أخرى بعد بضعة أسابيع لتحديد ما إذا كان تركيزات الجسم المُستضاد (PSA) قد عادت لمستواها الطبيعي من عدمه.
يُطلب إجراء اختبار الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) بصِفة أساسيّة لرجل ما عندما يكون لدَيه مستوى مرتفع قليلا من الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA). توفر النتائج معلومات إضافيّة للطبيب المعالج حوْل ما إذا كان الشخص يُعد عُرضة لمخاطر مُتزايدة تجاه الإصابة بسرطان البروستاتا و من أجل المساعدة في تحديد ضرورة إجراء أخذ خُزعة من غدة البروستاتا من عدمه.
قد يُطلب إجراء اختبار الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) على فترات مُنتظمة أثناء تلقّي العلاج في الرجال الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان البروستاتا ، و في رصد حالات سرطان البروستاتا بطيء النموْ التي لم يبدأ علاجها بعد و لكنها في مرحلة "الانتظار اليقظ watchful waiting".
ما هى نتائج هذا التحليل و ماذا تعنى؟
يُمكن تفسير نتائج اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) بعِدّة طُرق مُختلفة ، و رُبما يكون هناك اختلافات في حدود القيَم المرجعيّة بين المُختبرات المُختلفة.
◊ إن أقصى قيمة للجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) و التي لا يُرجّح عندها وجود إصابة بسرطان البروستاتا هي 4.0 نانوجرام/ميلليلتر (4.0 ng/ml) في الدم. إلا أن البعض يعتقد أن هذا المستوى ينبغي تخفيضه إلى 2.5 نانوجرام/ميلليلتر من أجل الكشف عن المزيد من حالات الإصابة بسرطان البروستاتا. بينما يرى آخرون أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الإفراط في تشخيص و علاج حالات سرطان غير ذات أهميّة طبية.
◊ هناك اتفاق على أن الرجال الذين لدَيهم مستوى للجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) أعلَى من 10.0 نانوجرام/ميلليلتر هُم أكثر عُرضة لخطر الإصابة بمرض سرطان البروستاتا (احتمال أكبر من 50% ، وِفقا للجمعيّة الأمريكيّة للسرطان (ACS)).
◊ أما مستويات الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) التي تتراوح بين 4.0 نانوجرام/ميلليلتر و 10.0 نانوجرام/ميلليلتر ، فقد تُشير إلى الإصابة بسرطان البروستاتا (بنسبة احتمال 25% تقريبا ، وِفقا للجمعيّة الأمريكيّة للسرطان (ACS)) ، أو الإصابة بتضخُّم حميد في غدة البروستاتا (benign prostate hyperplasia - BPH) ، أو بالتهاب غدة البروستاتا. هذه الحالات تُعد أكثر شيوعا في كِبار السِن حيث يكون لدَيهم ارتفاع مستويات الجسم المُستضاد (PSA) بشكلٍ عام. إن مستويات الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) التي تتراوح بين 4.0 نانوجرام/ميلليلتر و 10.0 نانوجرام/ميلليلتر غالباً ما يُشار إليها باسم "المنطقة الرماديّة gray zone". و في هذا النِطاق قد يكون من المُفيد إجراء اختبار الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) (أنظر النقطة التالية).
◊ الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) — غالباً ما تقوم أوْرام غدة البروستاتا بإنتاج الجسم المُستضاد المُعقّد (complexed PSA - cPSA) و ليس الحُر (free PSA). بينما تميل خلايا غدة البروستاتا الحميدة إلى إنتاج الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) بكمية أكبر ، و هو يكون غير مُرتبط بالبروتينات. و بالتالي ، فإذا كان الرجال ممن يقعون ضِمن المنطقة الرماديّة لدَيهم مستويات مُنخفضة من الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) ، فهذا يعني أن لدَيهم زيادة في مستويات الجسم المُستضاد المُعقّد (cPSA) مع احتمال أكبر للإصابة بسرطان البروستاتا. و على العكس من ذلك ؛ عندما يكون لدَيهم مستويات مرتفعة من الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) و مستوى مُنخفض من الجسم المُستضاد المُعقّد (cPSA) ، فهذا يعني تراجُع نسبة الخطر. كما أن نسبة الجسم المُستضاد الحُر (free PSA) إلى الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) يُمكن أن تُساعد الفرد و طبيبه المعالج على اتخاذ قرار بشأن إجراء أخذ خُزعة (عيّنة) من غدة البروستاتا من عدمه.
أحياناً ما يتم استخدام تقييمات إضافيّة لنتائج اختبار الجسم المُستضاد النوْعى لغدة البروستاتا (PSA) في محاولة لرفع مدَى الفائدة التي تعود من إجراء اختبار الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) كأداة فحص. و تشمل تلك التقييمات ما يلي:
◊ قياس سُرعة تزايد مستوى الجسم المُستضاد النوْعى (PSA velocity) — هو التغيُّر في تركيزات الجسم المُستضاد (PSA) بمرور الوقت. إذا استمر مستوى الجسم المُستضاد (PSA) في الارتفاع بشكل ملحوظ بمرور الوقت (على الأقل اختبار 3 عيّنات بفاصل زمني يبلغ 18 شهرا على الأقل) ، فمن المُرجّح وجود إصابة بسرطان البروستاتا. أما إذا كان مستواه يزداد بسُرعة ، فقد يكون الشخص المُصاب لدَيه نوع أكثر شراسة من السرطان.
◊ قياس الوقت اللازم لتضاعف مستوى الجسم المُستضاد النوْعى (PSA doubling time) — يُعد نُسخة أخرى من قياس سُرعة تزايد مستوى الجسم المُستضاد النوْعى (PSA velocity) ؛ حيث يقيس مدَى سُرعة تضاعف تركيزات الجسم المُستضاد (PSA).
◊ قياس كثافة الجسم المُستضاد النوْعى (PSA density) — هو مُقارنة تركيز الجسم المُستضاد (PSA) مع حجم غدة البروستاتا (يتم قياسه بواسطة فحص أشعة المَوجات فوق الصوتية ultrasound) ؛ إذا كان مستوى الجسم المُستضاد (PSA) أعلى من المُتوقّع وِفقا لحجم غدة البروستاتا ، فقد يزداد احتمال وجود إصابة بالسرطان.
◊ قياس مُعدّلات الجسم المُستضاد النوْعى (PSA) حسب الفِئة العُمريّة — حيث أن مستويات الجسم المُستضاد (PSA) تزداد بشكل طبيعي مع تقدُّم الرجل في السِن ، فيُمكن مُقارنة المُعدّلات الطبيعيّة لمستويات الجسم المُستضاد (PSA) وِفقا لعُمر الرجل.
๏ أثناء الخضوع للعلاج من الإصابة بسرطان البروستاتا ، ينبغي أن يبدأ مستوى الجسم المُستضاد (PSA) في الانخفاض. و عند نهاية العلاج ، ينبغي أن تكون مستويات الجسم المُستضاد (PSA) مُنخفضة جدا أو لا نكاد نكتشفها في الدم. إذا لم تنخفض التركيزات إلى مستويات مُتدنيَة جدا ، فمعنى ذلك أن العلاج لم يكن فعّالا بصورة تامة. و بعد انتهاء العلاج ، يتم إجراء اختبار الجسم المُستضاد (PSA) على فترات مُنتظمة بغرض مُراقبة الشخص للكشف عن احتمال عوْدة الإصابة بالسرطان. لأنه حتى الارتفاعات الطفيفة قد تكون مهمة ، فقد يرغب المريض في إجراء اختبار الجسم المُستضاد (PSA) في نفس المُختبر في كل مرّة من أجل المُراقبة حتى يقل مدَى تبايُن النتائج إلى أدنى حدٍ مُمكن.
๏ هناك اختبار يسمى اختبار الجسم المُستضاد النوْعى فائق الحساسيّة (ultrasensitive PSA - USPSA) قد يُفيد في مُراقبة وجود إصابة بالسرطان أو عوْدة الإصابة به بعد انتهاء العلاج. هذا الاختبار يكتشف الجسم المُستضاد (PSA) عند مستويات أقل بكثير من الفحص التقليدي. حيث أن هذا الاختبار يقوم باكتشاف الارتفاعات في مستوى الجسم المُستضاد (PSA) الناجِمة عن وجود إصابة بالسرطان أو عوْدة الإصابة به في مرحلة مُبكّرة جدا. و مع ذلك ، يجب توخّي الحذر عند تفسير نتائج هذا الاختبار. و لأنه اختبار حسّاس جدا ، فقد تكون هناك زيادة طفيفة في مستويات الجسم المُستضاد (PSA) من مرّة إلى أخرى حتى عندما لا تكون هناك إصابة بالسرطان (يُظهِر نتيجة إيجابيّة زائفة).
هل هناك أشياء أخرى يجب أن أعرفها عن هذا التحليل؟
حيث أن الفحص الرقمي للمُستقيم (DRE) يُمكن أن يُسبب ارتفاعاً مؤقتاً في مستوى الجسم المُستضاد (PSA) ، فعادةً ما يتم جمع عينة الدم قبل إجراء هذا الفحص (DRE).
إن جراحة البروستاتا سواء لأخذ خُزعة (عيّنة من النسيج) أو استئصالها يؤدي لحدوث ارتفاع ملحوظ في مستويات الجسم المُستضاد (PSA). ينبغي فحص الدم قبل إجراء الجراحة أو بعدها بستة أسابيع.
النشاط البدني العنيف المؤثر على غدة البروستاتا ، مثل ركوب الدرّاجات الهوائيّة ، قد يُسبب ارتفاعاً مؤقتاً في مستوى الجسم المُستضاد (PSA). كما أن قذف المني خلال 24 ساعة قبل إجراء الاختبار قد يُصاحبه مستويات مُرتفعة من الجسم المُستضاد (PSA) ، فينبغي تجنُّب ذلك.
إن تعاطي جُرعات كبيرة من بعض أدوية العلاج الكيماوي ، مثل سايكلوفوسفامايد (cyclophosphamide) و ميثوتريكسات (methotrexate) ، قد يزيد أو يقلّل من مستويات الجسم المُستضاد (PSA).
في بعض الرجال ، قد يرتفع مستوى الجسم المُستضاد (PSA) مؤقتاً بسبب الأمراض الأخرى التي قد تُصيب غدة البروستاتا ، و خاصةً العدوَى. لقد وَجدت إحدى الدراسات أنه في حوالي نصف الرجال ممن لدَيهم مستويات مُرتفعة من الجسم المُستضاد (PSA) ، كانت تعود لاحقاً من تِلقاء نفسها إلى وَضعها الطبيعي. و تُوصِي بعض الجهات بتكرار إجراء الاختبار خلال مدة تتراوح بين 6 أسابيع و 3 أشهر إذا ظهرت نتيجة اختبار الجسم المُستضاد (PSA) مُرتفعة ، قبل اتخاذ قرار بأي إجراء آخر. بعض الأطباء المعالجين يصفون المُضادات الحيَويّة إذا كان هناك دليلا على وجود عدوَى في غدة البروستاتا.
� إذا كنت مُصابا بمرض سرطان البروستاتا ، فما هي خياراتي؟
تشمل العلاجات الأكثر شيوعا: العلاج الإشعاعي و العلاج الهرموني و الجراحة.
� هل يكشف اختبار الجسم المُستضاد النوْعى (PSA) عن جميع أنواع الأوْرام السرطانيّة التي تُصيب غدة البروستاتا؟
لا ، في بعض الأحيان لا تقوم الخلايا السرطانيّة بإنتاج الكثير من الجسم المُستضاد (PSA) ، ما يترتّب عليه ظهور نتيجة سلبيّة للاختبار حتى مع وجود المرض.
� هل ينبغي على كل رجل إجراء اختبار الجسم المُستضاد النوْعى (PSA)؟
بشكل عام ، إذا كنت تُعاني من أعراض مرضيّة قد تُشير إلى وجود مشكلة في غدة البروستاتا لدَيك ، فمن المُحتمل أن يُوصِي طبيبك المعالج بإجراء الاختبار. بخلاف ذلك ، فإن أخذ القرار بإجراء الفحص و توقيته يعود إلى الفرد و إلى الطبيب المعالج معاً.
� ما هي الفحوصات الأخرى التي يُمكن إجراؤها عندما تكون مستويات الجسم المُستضاد (PSA) مُرتفعة بصورة طفيفة فقط من أجل المساعدة في تحديد ما إذا كانت هناك إصابة بسرطان البروستاتا من عدمه؟
على الرغم من أن اختبار الجسم المُستضاد (PSA) قد يساعد في الكشف عن الإصابة بالسرطان ، إلا أنه في بعض الأحيان تظهر نتائج إيجابيّة زائفة ، و خصوصا عندما تكون مستويات الجسم المُستضاد (PSA) مرتفعة ارتفاعا طفيفاً. يتم استخدام فحص الخُزعة (أخذ عيّنة من نسيج الغدة) في متابعة نتائج اختبار الجسم المُستضاد (PSA) الإيجابيّة ما قد يُسبب قدرا من الانزعاج و القلق ، و المُضاعفات في بعض الأحيان. مع انتشار هذه الفحوصات على نِطاق واسع ، فإنها قد تساعد بعض الرجال و الأطباء المعالجين في اتخاذ القرارات السليمة تجاه رعايتهم الصِحيّة في المستقبل ، و تشمل تلك الفحوصات ما يلي:
◊ اختبار proPSA [-2] — هذا الاختبار يبحث عن طليعة الجسم المُستضاد (PSA) ، و الذي قد يتم إنتاجه بواسطة خلايا الأوْرام السرطانيّة بمُعدّل أعلى من خلايا البروستاتا الحميدة. لقد تم استخدام النسبة المئويّة proPSA [-2] إلى نسبة مستوى الجسم المُستضاد الإجمالي (total PSA) ، مثلما هو الحال عند استخدام النسبة المئويّة للجسم المُستضاد الحُر (free PSA) ، بغرض المساعدة في تحديد ما إذا كان من الضروري إجراء أخذ خُزعة من عدمه.
◊ فحص بروتين (PCA3) — هو بروتين تُنتجه غدة البروستاتا فقط. يقوم هذا الفحص بقياس إشارة (PCA3 messenger RNA) أو (m-RNA) في البول ، و هي إشارة وراثيّة تصدر من الجينات تطلب من غدة البروستاتا إنتاج بروتين (PCA3). يتم إنتاج كميات مُتزايدة من (m-RNA) في 95% من الخلايا السرطانيّة في غدة البروستاتا ، و بالتالي فإن زيادة مستواه قد تُساعد في الكشف عن الإصابة بمرض سرطان البروستاتا.
◊ التحام الجين (TMPRSS2-ERG gene fusion) — يعتمد هذا الاختبار أيضاً على فحص البول. حيث يكشف إشارة (mRNA) الناتجة عن إعادة ترتيب المادة الوراثيّة (الجين). يتم إعادة ترتيب المادة الوراثيّة (الجين) في أكثر من 50% من حالات الإصابة بسرطان البروستاتا ، و لذلك السبب فإن زيادة مستواها قد تُشير إلى وجود سرطان البروستاتا.
๏ هذه الاختبارات لا تقدم إجابة قاطِعة حوْل ما إذا كان رجل ما مُصابا بمرض سرطان البروستاتا من عدمه ، حيث يظل فحص الخُزعة الإيجابيّة هو المِعيار الأدق لتشخيص الإصابة بسرطان البروستاتا. لكن هذه الفحوصات تُساعد على التنبُّؤ بمدَى الفائدة التي ستعود في حال تم إجراء أخذ خُزعة (عيّنة من نسيج الغدة) بغرض التوَصُّل لتشخيص سليم.
� ما هي الفحوصات التي يُمكن إجراؤها للمساعدة في تحديد إذا ما كان سرطان البروستاتا سريع النموْ و ينتشر في الجسم (metastasize) ، و بالتالي ينبغي إزالته بدلا من مُراقبته؟
◊ فحص درجة جليسون (Gleason scoring) — هو فحص يُشير إلى جُزء من تقرير أخصائي عِلم الأمراض (the pathologist's report) بعد إجراء فحص خُزعة من غدة البروستاتا ، حيث يصف درجة وجود دلالات بعينها لسرطان البروستاتا معروفة بارتباطها مع سوء مسار تقدُّم المرض لدَى المريض.
◊ ملف التعبير الوراثي (الجيني) لغدة البروستاتا (Prostate gene expression profile) — هو فحص يتم فيه تحليل سرطان البروستاتا في عيّنة نسيج الغدة (الخُزعة) باستخدام تقنيات وراثيّة من أجل تحديد درجة تفعيل بعض الجينات المعروفة بارتباطها مع سوء مسار تقدُّم المرض.
◊ التحام الجين (TMPRSS2-ERG gene fusion) — يُستخدم هذا الفحص لعيّنة من البول في بعض الأحيان للمساعدة في تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء أخذ خُزعة من غدة البروستاتا بغرض المساعدة في التنبُّؤ بسلوك و مسار تقدُّم السرطان.
๏ على الرغم من إجراء فحص درجة جليسون (Gleason scoring) في جميع حالات الإصابة بسرطانات البروستاتا التي تم اكتشافها حديثا عن طريق فحص الخُزعة ، إلا أن باقي الفحوصات ما تزال قيْد الدراسة. من الإنصاف القوْل بأنه لا توجد طريقة سهلة لتحديد ما إذا كان سرطان البروستاتا سينتشر و ينمو سريعا أم أنه سيكون سرطاناً بطيء النموْ و لا يشكل خطراً على حياة الشخص. ذلك يُبرِز أهميّة قرار الخضوع لإجراء اختبار الجسم المُستضاد النوْعى (PSA) ، فإذا كان مستوى الجسم المُستضاد (PSA) مُرتفعا ، فينبغي أخذ خُزعة (عيّنة من النسيج) من غدة البروستاتا.