تحاليل الحديد
Iron (Fe) Tests
الغرض من هذا التحليل:
يتم إجراء هذه التحاليل لتقييم المستوى الحالى للحديد فى جسمك.
يُطلب منك إجراء هذا التحليل فى الحالات التالية:
يُطلب منك إجراء هذا التحليل عندما يشتبه طبيبك فى أن لديك نقص شديد أو زيادة كبيرة فى نسبة الحديد فى جسمك.
العينة المطلوبة لإجراء التحليل:
عينة من الدم يتم سحبها من وريد فى الذراع.
تحضيرات قبل إجراء التحليل:
قد يُطلب منك الصيام لمدة 12 ساعة قبل جمع العينة. فى هذه الحالة ، يُسمح بشُرب الماء فقط.
كيف يتم التحليل و ماذا يبحث عنه الطبيب؟
يُعد الحديد من العناصر الغذائيّة الأساسية للحفاظ على الحياة. حيث يحتاجه الجسم بكميات صغيرة للمساعدة فى تكوين خلايا الدم الحمراء الطبيعية (RBCs) فهو يُمثّل جزءا هاما من الهيموجلوبين (hemoglobin) ، و هو بروتين يوجد فى خلايا الدم الحمراء يقوم بالارتباط بالأكسجين فى الرئتين و ينقله مع مجرَى الدم إلى الأجزاء الأخرى من الجسم.
يُطلب إجراء تحاليل الحديد لتقييم كمية الحديد الموجودة فى الجسم عن طريق قياس عدة مواد فى الدم. غالبا ما يُطلب إجراء هذه التحاليل معا فى نفس التوقيت ، حيث تتم دراسة نتائجها سَويا للتوصل إلى التشخيص و/أو لمُراقبة النقص أو الزيادة فى الحديد.
◊ تحليل الحديد فى الدم (Serum iron): يقوم بقياس مستوى الحديد فى الجُزء السائل من الدم (مصل الدم serum).
◊ تحليل قياس سِعة ارتباط الحديد الإجمالية (TIBC): يقوم بقياس جميع البروتينات المُتاحة للارتباط بالحديد فى الدم ، شاملة بروتين ترانسفيرين (transferrin).
◊ تحليل قياس سِعة ارتباط الحديد الغير مُشبّع (UIBC): يقوم بقياس الجزء غير المُشبّع من بروتين ترانسفيرين (transferrin). كما يعكس مستويات بروتين ترانسفيرين.
◊ تحليل نسبة تشبُّع الترانسفيرين (Transferrin saturation): هو عملية حسابيّة تعكس النسبة المئوية لبروتين الترانسفيرين المُشبّع بالحديد.
◊ تحليل الفيريتين (Serum ferritin): يعكس كمية الحديد المخزون فى الجسم.
يُمكن لانخفاض مستويات الحديد أن يؤدى إلى الإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا
anemia) ، مما يُسبب نقص إنتاج خلايا الدم الحمراء (RBCs)
التى تُصبح صغيرة الحجم (microcytic) و ناقصة الصبغة (شاحبة اللون
hypochromic). على العكس من ذلك ، فالكميات الكبيرة من الحديد يُمكنها أن تكون
سامة للجسم. يحدث ذلك عندما يتم امتصاص كمية كبيرة للغاية من الحديد بمرور
الوقت ، مما يؤدى إلى تراكُم مُركّبات الحديد فى الأنسجة ، خاصةً فى الكبد و
القلب و البنكرياس.
يتم امتصاص الحديد بشكل طبيعى من الطعام ، و يتم نقله خلال الجسم عن طريق الارتباط مع بروتين ترانسفيرين (transferrin) ، و هو بروتين يتم إنتاجه فى الكبد. يدخل حوالى 70% من الحديد المنقول فى إنتاج الهيموجلوبين الخاص بخلايا الدم الحمراء. يتم تخزين الباقى منه فى الأنسجة على صورة فيريتين (ferritin) أو هيموسيديرين (hemosiderin) ، مع كميات صغيرة إضافيّة تُستخدم لإنتاج البروتينات الأخرى مثل بروتين ميوجلوبين (myoglobin) و بعض الإنزيمات.
قد نلاحظ نقص الحديد فى حالة عدم تناول أو امتصاص كمية كافية من الحديد ، أو ازدياد الاحتياجات الغذائيّة منه كما يحدث خلال فترة الحمل أو مع حالات فُقدان الدم الحاد أو المُزمن. قد يحدث فرط الحديد الحاد غالبا مع كثرة تناول أقراص الحديد ، لا سيّما فى الأطفال. قد يرجع حدوث فرط الحديد المُزمن إلى الإفراط فى تناول الحديد ، و عند الإصابة بداء ترسُّب الصبغة الدمويّة الوراثى (hereditary hemochromatosis) ، و عند إجراء عمليات نقل دم مُتعدّدة ، و فى حالات أخرى قليلة.
كيف يتم جمع العينة اللازمة لإجراء هذا التحليل؟
يتم أخذ عينة الدم من وريد بالذراع بواسطة إبرة (حقنة).
هل هناك أى تحضيرات لازمة قبل إجراء التحليل للتأكد من جودة العينة المستخدمة؟
قد يتطلّب إجراء التحليل الصيام لمدة 12 ساعة قبل جمع العينة. فى هذه الحالة ، يُسمح بشُرب الماء فقط.
كيف تتم الاستفادة من هذا التحليل؟
قد يتم تقييم حالة الحديد من خلال طلب إجراء واحد أو أكثر من التحاليل بغرض تحديد كمية الحديد فى مجرَى الدم ، و تحديد مدى قدرة الدم على نقل الحديد ، و تحديد كمية الحديد المخزون فى الأنسجة. قد يساعد أيضا إجراء التحاليل فى التفريق بين الأسباب المختلفة للإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا). قد تشمل هذه التحاليل ما يلى:
◊ تحليل الحديد فى الدم (Serum iron): يقوم بقياس مستوى الحديد فى الدم.
◊ تحليل قياس سِعة ارتباط الحديد الإجمالية (TIBC): يقوم بقياس جميع البروتينات المُتاحة للارتباط بالحديد فى الدم ، شاملة بروتين ترانسفيرين (transferrin). حيث أن الترانسفيرين هو البروتين الأساسى الذى يرتبط بالحديد ، فيُعد تحليل (TIBC) تحليلا جيدا لقياس نسبة بروتين ترانسفيرين بطريقة غير مباشرة. يقوم الجسم بإنتاج بروتين ترانسفيرين بالتناسُب مع حاجته إلى الحديد. عندما يقل مخزون الحديد ، تزداد مستويات بروتين ترانسفيرين و العكس صحيح. فى الأشخاص الأصِحّاء ، يتم استخدام ما يقرُب من ثُلث مواقع الارتباط على بروتين ترانسفيرين لنقل الحديد.
◊ تحليل قياس سِعة ارتباط الحديد الغير مُشبّع (UIBC): يقوم بقياس القدرة الاحتياطيّة للترانسفيرين ، أى الجُزء غير المُشبّع من بروتين ترانسفيرين (transferrin). كما يعكس مستويات بروتين ترانسفيرين.
◊ تحليل نسبة تشبُّع الترانسفيرين (Transferrin saturation): هو عملية حسابيّة تتم من خلال نتائج تحاليل الحديد و (TIBC) أو (UIBC) . و هى تُمثّل النسبة المئوية لبروتين الترانسفيرين المُشبّع بالحديد.
◊ تحليل الفيريتين (Serum ferritin): يعكس كمية الحديد المخزون فى الجسم. الفيريتين (ferritin) هو البروتين الرئيسى المُستخدم لتخزين الحديد داخل الخلايا.
๏ غالبا ما يُطلب إجراء هذه التحاليل معا ، فيُمكن لنتائج كل منها أن تُساعد الطبيب فى تحديد سبب النقص أو الزيادة فى الحديد.
๏ يُمكن أيضا استخدام عِدة تحاليل أخرى بغرض المساعدة فى اكتشاف المشاكل المُرتبطة بحالة الحديد فى الجسم.
◊ تحليل الهيموجلوبين
(Hemoglobin) و تحليل الهيماتوكريت (Hematocrit): هما تحليلان يتم إجراؤهما
ضمن تحليل صورة الدم الكاملة (complete blood count - CBC). يُشير انخفاض قيمة
أى منهما إلى إصابة شخص ما بمرض فقر الدم (الأنيميا). يُعد نقص الحديد سببا
شائعا جدا للإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا). كجزء من قياسات تحليل صورة الدم
الكاملة (CBC) ؛ يتم أيضا قياس مُتوسّط حجم خلايا الدم الحمراء (متوسط حجم
الخلية Mean Cell Volume - MCV) و مُتوسّط كمية الهيموجلوبين فى خلايا الدم
الحمراء (متوسط الهيموجلوبين فى الخلية Mean Cell Hemoglobin - MCH). يتم تصنيع
كمية غير كافية من الهيموجلوبين فى حالة نقص الحديد ، مما يجعل خلايا الدم
الحمراء أصغر حجما و لونها باهتا عن المُعتاد ، و تكون قيمة كلا من (MCV) و
(MCH) منخفضة.
◊ تحليل عدد الخلايا الشبكيّة (Reticulocyte count): يقل العدد المُطلق للخلايا الشبكيّة (خلايا الدم الحمراء غير الناضجة) فى حالة الإصابة بمرض أنيميا نقص الحديد و لكنه سيرتفع إلى مستوياته الطبيعية بمُجرّد تلقّى العلاج بالحديد.
◊ اختبار مُستقبلات بروتين ترانسفيرين (Soluble transferrin receptor - sTfR): قد يُستخدم هذا الاختبار للكشف عن الإصابة بمرض أنيميا نقص الحديد و التفريق بينه و بين الأنيميا الناجمة عن الإصابة بمرض مُزمن أو بالالتهاب.
◊ تحليل بروتوبورفيرين الزنك (Zinc Protoporphyrin - ZPP): البروتوبورفيرين (Protoporphyrin) هو طليعة لجزء الهيموجلوبين الذى يحتوى على الحديد (هيم heme). إذا لم يكن هناك ما يكفى من الحديد ، فإن معدن آخر ، مثل الزنك ، سوف يرتبط مع البروتوبورفيرين بدلا من الحديد. تزداد كمية بروتوبورفيرين الزنك (zinc protoporphyrin) فى خلايا الدم الحمراء فى حالات نقص الحديد. يُستخدم تحليل بروتوبورفيرين الزنك (ZPP) أحيانا كاختبار فحص ، خاصةً فى الأطفال. مع ذلك ، فإن هذا التحليل ليس مُختصّا بحالات نقص الحديد ، و لذا يجب تأكيد القيَم المرتفعة له بإجراء تحاليل أخرى.
◊ اختبار جين (HFE): إن داء ترسُّب الصبغة الدمويّة (Hemochromatosis) هو مرض وراثى يوجد بصفة رئيسيّة فى الأفراد من أصل قوقازى ، و هو يجعل الجسم يقوم بامتصاص كمية كبيرة للغاية من الحديد. عادةً ما يرجع ذلك إلى وجود خلل وراثى فى جين مُحدّد يُدعَى جين (HFE) ، و الذي يؤثر على كمية الحديد المُمتصّة من الأمعاء. فى الأشخاص الذين يمتلكون نسختيْن من الجين الغير طبيعى ، يتم امتصاص كمية كبيرة للغاية من الحديد ، ثم يترسَّب الحديد الزائد فى العديد من أعضاء الجسم المختلفة ، حيثما يُمكن لذلك أن يُسبب تلف و فشل العضو فى نهاية المطاف. يقوم اختبار جين (HFE) بتحديد ما إذا كان لدى شخص ما الطفرات الجينيّة التى تُسبب الإصابة بهذا المرض. يُطلق على الطفرة الأكثر شيوعا طفرة (C282Y).
متى يُطلب إجراء هذا التحليل؟
قد يُطلب إجراء تحليل واحد أو أكثر من تحاليل الحديد عندما تظهر نتائج غير طبيعية لتحليل صورة الدم الكاملة (CBC) الروتينى ، مثل نتائج الهيموجلوبين (hemoglobin) و الهيماتوكريت (hematocrit). أو عندما يشتبه الطبيب فى إصابة شخص ما بنقص فى الحديد بسبب وجود علامات و أعراض مرضيّة مثل ما يلى:
◊ تعب و إجهاد مُزمن.
◊ دوّار أو دوخة.
◊ شعور بالضعف.
◊ صُداع.
◊ شحوب البشرة.
๏ قد يُطلب إجراء تحليل الفيريتين (ferritin) ، و تحليل تشبُّع بروتين الترانسفيرين (transferrin saturation) ، و تحليل قياس سِعة ارتباط الحديد الإجمالية (TIBC) ، و تحليل قياس سِعة ارتباط الحديد الغير مُشبّع (UIBC) ، عندما يشتبه الطبيب فى أن شخص ما قد يكون لديه فرط حديد مُزمن (داء ترسُّب الصبغة الدمويّة hemochromatosis). قد يُطلب إجراء اختبار جين (HFE) للمساعدة فى تأكيد تشخيص الإصابة بداء ترسُّب الصبغة الدمويّة الوراثى (hereditary hemochromatosis) ، و أحيانا عندما يكون لدى شخص ما تاريخ عائلى يشمل الإصابة بداء ترسُّب الصبغة الدمويّة.
قد يُطلب إجراء تحليل الحديد و أحيانا تحليل قياس سِعة ارتباط الحديد الإجمالية (TIBC) و تحليل الفيرتين (ferritin) عندما يُعانى شخص ما من أعراض مرضيّة تجعل الطبيب يشتبه فى أنها نتيجة لفرط الحديد أو للتسمُّم بالحديد. تشمل هذه الأعراض ما يلى:
◊ ألم فى المفاصل.
◊ تعب و إجهاد ، و الشعور بالضعف.
◊ نقص الطاقة و قلة النشاط.
◊ ألم فى البطن.
◊ فُقدان الرغبة الجنسيّة.
◊ مشاكل فى القلب.
๏ عند الاشتباه فى أن طفل ما قد ابتلع الكثير من أقراص الحديد ، فيتم طلب إجراء تحليل الحديد فى الدم للكشف عن وجود حالة تسمُّم و للمساعدة فى تحديد مدى شِدّتها.
ما هى نتائج هذا التحليل و ماذا تعنى؟
يُوضّح الجدول التالى مُلخّص التغيُّرات فى نتائج تحاليل الحديد التى تظهر فى الأمراض المختلفة المتعلّقة بالحديد.
الفيريتين |
النسبة المئوية لتشبُّع ناقلات الحديد (%) |
قياس سِعة ارتباط
الحديد الغير مُشبّع |
قياس سِعة ارتباط
الحديد الإجمالية (TIBC) / |
نسبة الحديد |
المرض |
منخفض |
منخفض |
مرتفع |
مرتفع |
منخفض |
نقص الحديد |
مرتفع |
مرتفع |
منخفض |
منخفض |
مرتفع |
داء ترسُّب الأصبغة الدمويّة |
طبيعى / مرتفع |
منخفض |
منخفض / طبيعى |
منخفض |
منخفض |
مرض مُزمن |
مرتفع |
مرتفع |
منخفض / طبيعى |
طبيعى / منخفض |
مرتفع |
مرض فقر الدم الانحلالى |
مرتفع |
مرتفع |
منخفض / طبيعى |
طبيعى / منخفض |
طبيعى / مرتفع |
مرض فقر الدم الأروماتى |
طبيعى |
مرتفع |
منخفض |
طبيعى |
مرتفع |
تسمُّم الحديد |
إن أبسط مراحل نقص الحديد هى الاستنزاف البطيء للحديد المخزون. هذا يعنى أن كمية الحديد الموجودة تعمل بشكل سليم لكن يتم استهلاكها دون تعويضها بشكل كافى. قد يكون مستوى الحديد فى الدم طبيعيا فى هذه المرحلة ، إلا أن مستوى بروتين الفيريتين سيكون منخفضا. مع استمرار نقص الحديد ، يتم استهلاك كمية الحديد المخزون بالكامل ، و يحاول الجسم التعويض عن طريق إنتاج المزيد من بروتين الترانسفيرين لزيادة مُعدّل نقل الحديد. يستمر تراجع مستوى الحديد فى الدم بينما يزداد مستوى بروتين الترانسفيرين و تزداد سِعة ارتباط الحديد الإجمالية (TIBC). مع تطوُّر هذه المرحلة ، يتم إنتاج خلايا دم حمراء بأعداد أقل و بأحجام أصغر ، مما يؤدى فى نهاية المطاف إلى الإصابة بأنيميا نقص الحديد.
عندما يكون مستوى الحديد مرتفعا ، تكون مستويات سِعة ارتباط الحديد الإجمالية (TIBC) و بروتين الفيريتين طبيعية. إذا كان لدى الشخص تاريخ مرضى يتفق مع تعاطى جُرعات زائدة من الحديد ، فعندئذ يكون من المُرجّح إصابته بتسمُّم الحديد. يحدث التسمُّم بالحديد عند تعاطى جُرعة كبيرة من الحديد سواء مرة واحدة أو على مدار فترة طويلة من الزمن. مع أن ذلك نادر الحدوث ، إلا أن الحالات الأكثر شيوعا تحدث فى الأطفال الذين يبتلعون مُكمّلات الحديد الغذائيّة الخاصة بآبائهم. فى بعض الحالات ، يُمكن للتسمُّم بالحديد أن يكون مُميتا.
إذا كان لدى شخص ما طفرتان لجين (HFE) و تم تشخيص حالته على أنها إصابة بداء ترسُّب الصبغة الدمويّة الوراثى (hereditary hemochromatosis). مع ذلك ، فالعديد من الأشخاص المُصابين بهذا المرض لا تظهر عليهم أى أعراض مرضيّة طوال حياتهم ، إلا أن الأعراض تبدأ بالظهور لدى البعض الآخر فى الثلاثينات أو الأربعينات من العُمر ، مثل ألم فى المفاصل ، و ألم فى البطن ، و الشعور بالوهن و الضعف. قد يحدث أيضا فرط الحديد فى الأشخاص المُصابين بمرض صدأ الجسم (الداء الهيموسيديرينى hemosiderosis) و فى أولئك ممن خضعوا لعمليات نقل دم مُتعدّدة ، مثلما قد يحدث مع مرض فقر الدم المِنجلى (أنيميا خلايا الدم المِنجليّة sickle cell anemia) ، و مرض فقر دم حوض البحر المتوسط (الثلاسيميا thalassemia) ، أو غير ذلك من أشكال مرض فقر الدم (الأنيميا). إن الحديد فى كل وحدة دم منقولة يبقى فى الجسم ، مما يُسبب فى نهاية المطاف تراكُمه بكثرة فى الأنسجة. يُصاب أيضا بعض مُدمنى تعاطى الكحوليات من المُصابين بمرض مُزمن فى الكبد بمرض صدأ الجسم (الداء الهيموسيديرينى hemosiderosis).
هل هناك أشياء أخرى يجب أن أعرفها عن هذا التحليل؟
يتم الحفاظ على مستويات الحديد الطبيعية من خلال التوازُن بين كمية الحديد التى تدخل الجسم و كمية الحديد المفقودة. من الطبيعى أن يتم فقد كمية صغيرة من الحديد يوميا ، لذلك إذا ما تم تناول كمية قليلة للغاية من الحديد ، فسيحدث فى نهاية المطاف نقص فى الحديد. ما لم يٌعانى شخص ما من سوء التغذية ، فعادةً ما يكون هناك ما يكفى من الحديد لدى الأشخاص الأصِحّاء لمنع حدوث نقص فى الحديد و/أو الإصابة بأنيميا نقص الحديد. فى بعض المواقف المُحدّدة يكون هناك احتياج زائد للحديد. إن الأشخاص المُصابين بنزيف مُزمن فى القناة الهضمية (عادةً ما يكون بسبب وجود قُرح أو أوْرام) أو النساء المُصابات بغزارة دم الحيض (الدوْرة الشهريّة) سيفقدون الحديد بكمية أكبر من الطبيعى و قد يُصابون بنقص الحديد. إن النساء الحوامل أو المُرضِعات يفقدن الحديد لصالح طفلهن و قد يُصبن بنقص الحديد إذا لم يتناولن كميات إضافيّة منه. قد يحتاج الأطفال ، و خصوصا خلال فترات النموْ السريع ، إلى كميات إضافيّة من الحديد و يُمكن أن يُصابوا بنقص الحديد.
يُمكن أيضا أن يحدث انخفاض فى مستوى الحديد فى الدم فى الحالات التى لا يستطيع فيها الجسم الاستفادة من الحديد بشكل سليم. فى العديد من الأمراض المُزمنة ، خاصةً فى الأوْرام السرطانيّة ، و فى أمراض المناعة الذاتيّة ، و مع الإصابة بعدوى مُزمنة (شاملة مرض الإيدز AIDS) ، لا يستطيع الجسم الاستفادة من الحديد بشكل سليم لصُنع المزيد من خلايا الدم الحمراء. نتيجة لذلك ، ينخفض إنتاج بروتين الترانسفيرين ، و ينخفض مستوى الحديد فى الدم بسبب امتصاص كمية قليلة من الحديد من القناة الهضميّة ، و يزيد مستوى بروتين الفيريتين. يُمكن أيضا أن نرى حالات النقص فى الحديد فى أمراض سوء الامتصاص مثل مُتلازمة (sprue syndrome) (مرض السيلياك Celiac disease).
� هل نقص الحديد هو نفسه مرض فقر الدم (الأنيميا anemia)؟ ما هى الأعراض؟
يُشير نقص الحديد إلى انخفاض فى كمية الحديد المُخزّنة فى الجسم ، بينما يُشير مرض أنيميا نقص الحديد إلى وجود انخفاض فى عدد خلايا الدم الحمراء (RBCs) و/أو كمية الهيموجلوبين داخل خلايا الدم الحمراء. عادةً ما يستغرق الأمر عِدة أسابيع بعد استنزاف مخزون الحديد لتتأثر مستويات الهيموجلوبين و عملية إنتاج خلايا الدم الحمراء و حدوث مرض فقر الدم (الأنيميا). عادةً ما تكون هناك أعراض مرضيّة قليلة تظهر فى المراحل المُبكّرة من نقص الحديد ، و لكن كُلّما ساءت الحالة و انخفضت مستويات الهيموجلوبين و خلايا الدم الحمراء فى الدم ، كُلّما ظهرت أعراض الضعف و التعب و الإجهاد.
مع استمرار استنزاف مستويات الحديد لديك ، فقد تُعانى من قِصَر النفس و الدوار أو الدوخة. إذا كان فقر الدم شديدا ، فقد تشعر بألم فى الصدر و صُداع و آلام فى الساق. قد يُعانى الأطفال من صعوبات التعلُّم (إعاقات إدراكيّة). بالإضافة إلى الأعراض العامة لمرض فقر الدم (الأنيميا) ، فهناك بعض الأعراض التى تُميّز حالات نقص الحديد. يشمل ذلك أعراض الإصابة بمرض بيكا (pica) (الرغبة الشديدة فى تناول مواد مُحدّدة ، مثل العرقسوس أو الطباشير أو الأوساخ أو الطين) ، و الإحساس بحرقان فى اللسان أو نعومة اللسان ، و ظهور تقرُّحات فى زوايا الفم ، و تحوُّل أظافر اليدين و القدمين إلى شكل المِلعقة.
� ما هى أسباب الإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا) بالإضافة إلى نقص الحديد؟
هناك العديد من الحالات المختلفة التى يُمكنها أن تُسبب الإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا) غير النقص فى الحديد. تشمل بعض الأمثلة على ذلك حالات نقص فيتامين (B) ، و السرطان ، و الأمراض الوراثيّة مثل مرض خلايا الدم المِنجليّة (sickle-cell disease) و داء الثلاسيميا (thalassemia). مع ذلك ، يظل نقص الحديد هو السبب الأكثر شيوعا ، و لهذا السبب يتم إجراء تحاليل الحديد فى أغلب الأحيان. إذا استبعدت نتائج تحاليل الحديد وجود نقص فى الحديد ، فلابد من اكتشاف سبب آخر للإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا).
� ما هى الأطعمة الغنية بالحديد؟
الحديد الهيمى (heme-iron) هو أبسط أشكال الحديد الذى يُمكن للجسم امتصاصه ، و يوجد فى اللحوم و البيض. يوجد الحديد غير الهيمى (non-heme iron) فى مجموعة واسعة من النباتات و فى مُكمّلات الحديد الغذائيّة. تشمل المصادر الغنية بالحديد: الخضروات الورقيّة الخضراء اللون (مثل السبانخ و الكُرنب و اللّفت) ، و جنين القمح ، و الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة ، و الزبيب ، و العسل الأسود. إذا تم تشخيص حالتك على أنها إصابة بأنيميا نقص الحديد أو كنت امرأة حاملا أو مُرضِعا ، فقد تكون هناك حاجة لتعاطى أقراص فيتامينات أو أقراص مُكمّلات غذائية لإمدادك بحديد إضافى. قم بسؤال طبيبك عن نوع المُكمّلات الغذائيّة الأنسب لك.
� من الذى يحتاج إلى مُكمّلات الحديد الغذائيّة؟
إن الأشخاص الذين يحتاجون عادةً إلى مُكمّلات الحديد الغذائيّة هم النساء الحوامل و أولئك المُصابون بنقص فى الحديد. لا ينبغى على الناس تناول مُكمّلات الحديد بدون التحدُّث مع أطبائهم حيث أن فرط الحديد يُمكنه أن يتسبّب فى زيادة مُزمنة فى الحديد. كما أن تناول جُرعة زائدة من أقراص الحديد يُمكنها أن تكون سامة ، خاصةً عند الأطفال.