تحاليل سُكر الجلوكوز

Glucose Tests


 

الغرض من هذا التحليل:

يتم إجراء هذه التحاليل لتحديد إذا ما كان مستوى سُكر الجلوكوز فى دمك يقع ضِمن المُعدّل الصِحّى. و لفحص و تشخيص الإصابة بداء السُكرى (diabetes) و بمرحلة ما قبل الإصابة به (prediabetes) و لمُراقبة ارتفاع أو انخفاض سُكر الدم. و لفحص سُكر الجلوكوز فى البول.

 

يُطلب منك إجراء هذا التحليل فى الحالات التالية:

يتم إجراء تحليل سُكر الجلوكوز فى الدم: عندما يتخطّى عُمرك الـ 45 سنة أو يكون لديك عوامل خطورة للإصابة بداء السُكرى. و عندما تُعانى من أعراض مرضيّة تُرجّح ارتفاع أو انخفاض سُكر الدم. و أثناء فترة الحمل. و عندما تكون مُصابا بداء السُكرى ، فتقوم بإجراء فحص ذاتى عِدة مرات على مدار اليوم بغرض مُراقبة مستويات سُكر الجلوكوز فى الدم.

يتم إجراء تحليل سُكر الجلوكوز فى البول: عادةً ما يتم ذلك كجُزء من تحليل البول المُعتاد (urinalysis).

 

العينة المطلوبة لإجراء التحليل:

عينة من الدم يتم سحبها من وريد فى ذراعك أو قطرة من الدم من خلال وخز الجلد. أحيانا ما تُستخدم عينة عشوائيّة من البول. قد يستخدم بعض مرضى السُكرى جهازا لمُراقبة سُكر الجلوكوز بصورة مُستمرة ، و الذى يستخدم سلك به حسّاس صغير يتم وضعه تحت الجلد بمنطقة البطن بغرض قياس سُكر الدم على فترات مُتعاقبة و إظهار النتيجة.

 

تحضيرات قبل إجراء التحليل:

فى العموم ، يُنصح بأن تصوم (لا تأكل أو تشرب شيئا سوَى الماء) لمدة 8 ساعات على الأقل قبل إجراء تحليل سُكر الجلوكوز فى الدم. بالنسبة للأشخاص المُصابين بداء السُكرى ، فغالبا ما يتم فحص مستويات سُكر الجلوكوز مرة أثناء الصيام و مرة أخرى بعد تناول الطعام بغرض التحكُّم فى داء السُكرى بالطريقة المُثلَى. قُم باتباع ما يُمليه عليك طبيبك المعالج من تعليمات فيما يخص إجراء تحاليل سُكر الجلوكوز العشوائى و الصائم و الفاطر.

كيف يتم التحليل و ماذا يبحث عنه الطبيب؟

سُكر الجلوكوز هو مصدر الطاقة الأساسى لخلايا الجسم فضلا عن أنه مصدر الطاقة الوحيد للمُخ و الجهاز العصبى. يجب أن تتوفّر منه إمدادات ثابتة للاستهلاك ، كما يجب الحفاظ على مستوى ثابت نسبيا من سُكر الجلوكوز فى الدم. قد يتم استخدام بعض الطُرق ذات الاختلافات الطفيفة لتقييم مستوى سُكر الجلوكوز فى الدم. فى بعض الأحيان ، قد يتم إجراء تحليل سُكر الجلوكوز فى البول.

أثناء عملية الهضم ، يتم تكسير الفواكة و الخضروات و الخبز فضلا عن المصادر الغذائيّة الأخرى للنشَويات (الكربوهيْدرات) إلى سُكر الجلوكوز (و بعض المُغذّيات الأخرى). ثم يتم امتصاصهم بواسطة الأمعاء الدقيقة ليدخلوا إلى الدوْرة الدمويّة على مستوى الجسم. يعتمد استخدام سُكر الجلوكوز لإنتاج الطاقة على هرمون الإنسولين (insulin) ، و هو هرمون يتم إنتاجه بواسطة البنكرياس. يقوم هرمون الإنسولين بتسهيل نقل الجلوكوز إلى داخل خلايا الجسم و بتوجيه الكبد لتخزين الطاقة الزائدة فى صورة جلايكوجين (glycogen) كمخزون قصير الأجل و/أو فى صورة دهون ثلاثيّة فى الخلايا الدُهنيّة.

من الطبيعى أن يرتفع مستوى سُكر الجلوكوز فى الدم بدرجة بسيطة بعد تناول الطعام فيستجيب البنكرياس بإفراز هرمون الإنسولين فى الدم بكميات تتناسب مع حجم و مُحتوَى وجبة الطعام. حيثما يتحرك سُكر الجلوكوز إلى داخل الخلايا و يتم حرقه (عملية الأيْض أو التمثيل الغذائى) ، فينخفض مستواه فى الدم و يستجيب البنكرياس بإبطاء ثم إيقاف إفراز هرمون الإنسولين.

إذا انخفض مستوى سُكر الدم بشكل كبير للغاية ، كما قد يحدث خلال فترة ما بين الوجبات أو بعد بذل مجهود شاق ، فيتم إفراز هرمون جلوكاجون (glucagon) (هرمون آخر يقوم البنكرياس بإفرازه) لحثّ الكبد على تحويل بعض من الجلايكوجين (glycogen) مرة أخرى إلى سُكر الجلوكوز ، مما يعمل على رفع مستوى سُكر الدم. فى حال تمام عمل آليّة ردود الفعل بين سُكر الجلوكوز/هرمون الإنسولين ، فإن كمية سُكر الجلوكوز فى الدم تظل فى مستوى ثابت تماما. أما فى حالة حدوث خلل فى هذا التوازُن و ارتفع مستوى سُكر الجلوكوز فى الدم ، فعندئذ سيحاول الجسم استعادة التوازُن من خلال زيادة إنتاج هرمون الإنسولين و التخلُّص من سُكر الجلوكوز الزائد فى البول.

هناك حالات مرضيّة مختلفة قليلة قد تُسبب خللا فى التوازُن بين سُكر الجلوكوز و الهرمونات البنكرياسيّة ، مما يؤدى إلى ارتفاع أو انخفاض سُكر الدم. يُعتبر داء السُكرى هو أكثر هذه الأسباب شيوعا. إن داء السُكرى هو مجموعة من الاضطرابات المُرتبطة بإنتاج هرمون الإنسولين بكميات غير كافية و/أو وجود مُقاومة و عدم استجابة لتأثيرات هرمون الإنسولين. إن الأشخاص المُصابين بداء السُكرى المُهمل دون علاج يكونون غير قادرين على التعامل مع و استهلاك سُكر الجلوكوز بصورة طبيعية. أولئك ممن لا يقدرون على إنتاج أى كمية من هرمون الإنسولين أو يُنتجون كميات محدودة منه (عادةً ما يكون لديهم أجسام مُضادة ذاتيّة خاصة بداء السُكرى) يتم تشخيص حالتهم على أنها إصابة بداء السُكرى من النوع الأول. أما أولئك ممن لديهم مُقاومة و عدم استجابة لهرمون الإنسولين ، فقد يكونون قادرين أو غير قادرين على إنتاج كميات كافية منه ، و يتم تشخيص حالتهم على أنها إصابة بداء السُكرى من النوع الثانى ، أو أنهم فى مرحلة ما قبل الإصابة بداء السُكرى (prediabetes).

إن التغيُّرات الشديدة و الحادة فى مستوى سُكر الجلوكوز فى الدم ، سواء كانت ارتفاعا (ارتفاع سُكر الدم hyperglycemia) أو انخفاضا (انخفاض سُكر الدم hypoglycemia) ، يُمكنها أن تُهدد الحياة ، حيث تُسبب فشل الأعضاء و تلف المُخ و الغيبوبة و الوفاة فى الحالات القُصوَى. يُمكن للارتفاع المُزمن فى مستويات سُكر الدم أن يُسبب ضررا تدريجيا لأعضاء الجسم ، مثل الكليتيْن و العينيْن و القلب و الأوعية الدمويّة و الأعصاب. يُمكن للانخفاض المُزمن فى مستويات سُكر الدم أن يؤدى إلى تلف المُخ و الأعصاب.

قد تُصاب بعض النساء بداء السُكرى خلال فترة الحمل (داء سُكرى الحمل gestational diabetes) ، و هو ارتفاع سُكر الدم الذى يحدث أثناء فترة الحمل فقط. إذا ما أُهمِل دون علاج ، فيُمكن أن يؤدى إلى ولادة أطفال ذوى حجم كبير و قد يُعانون من انخفاض مستويات سُكر الجلوكوز فى دمهم. إن النساء اللّاتى أُصبن بداء السُكرى خلال فترة الحمل قد يُصبن أو لا يُصبن لاحقا بداء السُكرى.

 

كيف يتم جمع العينة اللازمة لإجراء هذا التحليل؟

يتم أخذ عينة الدم من وريد بالذراع بواسطة إبرة (حقنة) أو أخذ نقطة دم من خلال وخز الإصبع بمشرط صغير و مُدبّب. أحيانا ما يتم جمع عينة بول عشوائيّة. قد يستخدم بعض مرضى السُكرى جهازا لمُراقبة سُكر الجلوكوز بصورة مُستمرة ، و الذى يستخدم سلك به حسّاس صغير يتم وضعه تحت الجلد بمنطقة البطن و تثبيته فى مكانه برُقعة لاصِقة. يقوم هذا الحسّاس بقياس مستويات سُكر الجلوكوز فى الدم على فترات مُتعاقبة و إرسال النتائج للجهاز المُتصل بملابس الشخص. تُتيح وحدة إظهار القراءة الرقميّة بالجهاز للشخص المعرفة اللحظيّة لمستوى سُكر الدم.

 

هل هناك أى تحضيرات لازمة قبل إجراء التحليل للتأكد من جودة العينة المستخدمة؟

لأغراض الفحص ، يُنصح بالصيام فى العموم (لا تأكل أو تشرب شيئا سوَى الماء) لمدة 8 ساعات على الأقل قبل إجراء تحليل سُكر الجلوكوز فى الدم. أولئك ممن تم تشخيص حالتهم على أنها إصابة بداء السُكرى و يحرصون على مُراقبة مستويات سُكر الجلوكوز لديهم ، فغالبا ما يتم إجراء التحليل لهم مرة أثناء الصيام و أخرى بعد تناول الطعام. قُم باتباع تعليمات الطبيب المعالج فيما يخص إجراء تحاليل سُكر الجلوكوز العشوائى و الصائم. يتطلّب إجراء تحليل تحمُّل سُكر الجلوكوز (glucose tolerance test) أن يكون الشخص صائما بالنسبة لعيّنة الدم الأولى ثم يشرب سائل يحتوى على كمية مُحدّدة من سُكر الجلوكوز ، ليتم بعد ذلك سحب عيّنات دم مُتتابعة فى أوقات مُحدّدة سلفا.

كيف تتم الاستفادة من هذا التحليل؟

قد يُستخدم تحليل سُكر الجلوكوز فى الدم فيما يلى:

  رصد ارتفاع سُكر الجلوكوز فى الدم (hyperglycemia) و انخفاض سُكر الجلوكوز فى الدم (hypoglycemia).

  فحص الأشخاص ممن لديهم خطر الإصابة بداء السُكرى قبل ظهور العلامات و الأعراض المرضيّة. فى بعض الحالات ، قد لا تظهر علامات أو أعراض مُبكّرة على الإصابة بداء السُكرى. بالتالى يُمكن للفحص أن يكون مُفيدا فى المساعدة على كشف الإصابة به و على إتاحة العلاج قبل تفاقُم الحالة أو ظهور المُضاعفات.

  المساعدة فى تشخيص الإصابة بداء السُكرى (diabetes) ، و بمرحلة ما قبل الإصابة بداء السُكرى (prediabetes) ، و بداء السُكرى خلال فترة الحمل (gestational diabetes).

  مُراقبة مستويات سُكر الجلوكوز فى الدم فى الأشخاص ممن تم تشخيص حالتهم على أنها إصابة بداء السُكرى.

  قد يُستخدم عدد قليل من الطُرق المختلفة لإجراء التحليل لتقييم مستويات سُكر الجلوكوز فى الدم ، و ذلك اعتمادا على الغرض من التحليل.

 

□□  الفحص و التشخيص

قد تُستخدم التحاليل التالية فى فحص و تشخيص الإصابة بداء السُكرى من النوعيْن الأول (type 1 diabetes) أو الثانى (type 2 diabetes) أو بمرحلة ما قبل الإصابة بالمرض (prediabetes). (يكون تحليل سُكر الحمل مختلفا – أنظر بالأسفل) إذا ظهرت النتائج الأوَّليّة لأحد تحاليل الفحص غير طبيعية ، فيتم إعادة إجراء هذا التحليل فى يوم آخر. يجب أن تكون نتيجة التحليل المُعاد أيضا غير طبيعية لتأكيد تشخيص الإصابة بداء السُكرى.

  تحليل سُكر الجلوكوز فى الدم الصائم (fasting blood glucose - FBG): يقوم هذا التحليل بقياس مستوى سُكر الجلوكوز فى الدم بعد الصيام لمدة 8 ساعات على الأقل.

  تحليل تحمُّل سُكر الجلوكوز لمدة ساعتيْن (2-hour glucose tolerance test - GTT): لإجراء هذا التحليل ، يقوم الشخص بإجراء تحليل سُكر الجلوكوز فى الدم صائم (أنظر بالأعلى) ، عندئذ يتناول مشروبا يحتوى على 75 جرام من سُكر الجلوكوز. يتم سحب عينة دم أخرى بعد مرور ساعتيْن من تناول مشروب الجلوكوز. تُعتبر هذه الطريقة بمثابة تحدّى للجسم للتعامل مع سُكر الجلوكوز. فى الحالة الطبيعية ، يرتفع مستوى سُكر الجلوكوز فى الدم بعد تناول المشروب و يقوم بتحفيز البنكرياس لإفراز هرمون الإنسولين فى مجرَى الدم. يسمح هرمون الإنسولين للخلايا بالتقاط سُكر الجلوكوز. مع مرور الوقت ، يكون من المُتوقّع انخفاض مستوى سُكر الجلوكوز فى الدم مرة أخرى. عندما لا يستطيع شخص ما أن يُنتج كمية كافية من هرمون الإنسولين ، أو إذا كانت خلايا الجسم مُقاوِمة لتأثيرات الإنسولين (مُقاوَمة الإنسولين insulin resistance) ، فعندئذ يتم نقل كمية أقل من سُكر الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلايا و يظل مستواه فى الدم مرتفعا.

  هناك تحليل مختلف يُدعَى تحليل السُكر التراكُمى (الهيموجلوبين السُكرى hemoglobin A1c): قد يُستخدم كبديل لتحليل سُكر الجلوكوز لأغراض الفحص و التشخيص.

 

أحيانا قد يتم سحب عينة دم و قياس سُكر الجلوكوز عندما لا يقوم شخص ما بالصيام ، على سبيل المثال ، عند إجراء تحاليل الأيْض الشاملة (comprehensive metabolic panel - CMP). إذا ظهرت النتيجة غير طبيعية ، ففى العادة يتبع ذلك إجراء تحليل سُكر الجلوكوز الصائم أو تحليل تحمُل سُكر الجلوكوز.

تُستخدم أيضا تحاليل سُكر الجلوكوز فى الدم لفحص النساء الحوامل تجاه الإصابة بداء السُكرى خلال فترة الحمل (gestational diabetes) ما بين الأسبوع الـ 24 و 28 من الحمل. تُوصِى الجمعية الأمريكيّة لداء السُكرى و فريق الخدمات الوقائيّة بالولايات المتحدة الأمريكية (USPSTF) بإخضاع النساء الحوامل اللّاتى لم يُصبن من قبل بداء السُكرى للفحص و التشخيص ، و ذلك إما باستخدام التحليل الذى يتم على خطوَة واحدة أو الذى يتم على خطوَتيْن (أنظر أسفله). تُوصِى هيئة الزمالة الأمريكية لأطباء النساء و التوْليد (ACOG) باستخدام التحليل ذى الخطوَتيْن.

  تحليل تحمُّل سُكر الجلوكوز لمدة ساعتيْن ذو الخطوَة الواحدة: بعد قياس مستوى سُكر الجلوكوز الصائم ، تتناول المرأة مشروبا يحتوى على 75 جرام كجُرعة من سُكر الجلوكوز ، ليتم قياس مستويات السُكر لديها بعد مرور ساعة و مرة أخرى بعد مرور ساعتيْن.  لتشخيص الإصابة بالمرض نحتاج إلى أن تكون قيمة واحدة من القيَم الظاهرة أعلى من الحد المفروض.

  التحليل ذو الخطوتيْن

•  يتم إجراء تحليل تحدّى سُكر الجُلوكوز كتحليل فحص: تتناول المرأة مشروبا يحتوى على 50 جرام من سُكر الجلوكوز و قياس مستوى سُكر الدم بعد مرور ساعة واحدة.

•  إذا ظهرت نتائج غير طبيعية لتحليل التحدّى ، فيتم إجراء تحليل تحمُّل سُكر الجلوكوز لمدة 3 ساعات. بعد قياس مستوى سُكر الجلوكوز الصائم لدى المرأة ، يتم إعطاؤها جُرعة تحتوى على 100 جرام من سُكر الجلوكوز و يتم قياس مستواه على فترات مُحدّدة. إذا ظهرت نتيجتان على الأقل لمستويات سُكر الجلوكوز الصائم أو بعد تناوله بساعة واحدة أو بساعتيْن أو بثلاث ساعات أعلى من مستوى مُحدّد ، فعندئذ يتم تشخيص الحالة على أنها إصابة بداء السُكرى خلال فترة الحمل (gestational diabetes).

  يُستخدم أيضا تحليل سُكر الجلوكوز لفحص النساء اللّاتى تم تشخيص حالتهن على أنها إصابة بداء السُكرى خلال فترة الحمل (gestational diabetes) بعد مرور 6-12 أسبوعا بعد الولادة لرصد الإصابة بداء السُكرى الدائم.

 

□□  المراقبة

يجب على مرضى السُكرى مراقبة مستويات سُكر الدم لديهم أكثر من مرة على مدار اليوم ، لتحديد مدى ارتفاع أو انخفاض سُكر الجلوكوز عن المُعدّل الطبيعى ، و لتحديد ما قد يحتاجون إليه من الأدوية التى تؤخذ عن طريق الفم أو التى تحتوى على هرمون الإنسولين. عادةُ ما يتم هذا الأمر من خلال وَضع قطرة دم من خلال وَخز الجلد على شريط جلوكوز ، و إدخال ذلك الشريط فى جهاز قياس السُكر ، و هو جهاز صغير يُعطى قراءة رقميّة لمستوى سُكر الجلوكوز فى الدم.

 

□□  البول

إن سُكر الجلوكوز فى البول هو أحد المواد التى يتم فحصها عند إجراء تحليل البول المُعتاد (urinalysis). قد يتم إجراء تحليل البول بصورة روتينيّة كجُزء من الفحص البدنى أو من فحص الحمل. قد يقوم الطبيب المعالج بطلب إجراء تحليل سُكر الدم كتحليل متابعة تالى عند وجود ارتفاع فى سُكر البول. يُعد تحليل سُكر الجلوكوز فى البول أداة فحص ، و لكنه ليس دقيقا بما يكفى لأغراض التشخيص أو المُراقبة.

  فى بعض الأحيان قد يتم إجراء تحاليل أخرى مثل اختبار الكشف عن الأجسام المُضادة الذاتيّة الخاصة بداء السُكرى (diabetes autoantibodies) و تحليل هرمون الإنسولين و تحليل البيبتايد سى (C-peptide) بالترافُق مع إجراء تلك التحاليل بغرض المساعدة فى تحديد سبب وجود مستويات غير طبيعة من سُكر الجلوكوز ، و للتفريق بين الإصابة بداء السُكرى من النوع الأول و النوع الثانى ، و  لتقييم عملية إنتاج هرمون الإنسولين.

 

متى يُطلب إجراء هذا التحليل؟

تُوصِى العديد من المُنظّمات الصِحيّة كالجمعيّة الأمريكيّة لداء السُكرى (ADA) و فريق الخدمات الوقائيّة بالولايات المتحدة الأمريكية (USPSTF) بإجراء فحص تجاه الإصابة بداء السُكرى عندما يبلغ شخص ما عُمر الـ 45 سنة أو أكثر ، أو عندما يكون شخص ما فى أى مرحلة عُمريّة و لديه عوامل خطورة. تشمل الأمثلة على عوامل الخطورة ما يلى:

  الوزن الزائد أو السِمنة أو قلّة النشاط البدنى.

  وجود قرابة من الدرجة الأولى مع مرضى بداء السُكرى.

  المرأة التى أنجبت طفلا يفوق وزنه 4.5 كيلوجراما أو لديها تاريخ مرضى للإصابة بداء السُكرى خلال فترة الحمل (gestational diabetes).

  المرأة المُصابة بمُتلازمة تكيُّس المبايض المُتعدّد (polycystic ovarian syndrome).

  الانتماء لعِرق أكثر عُرضة للإصابة بالمرض مثل الأمريكيون ذوو الأصول الأفريقيّة و الأمريكيون اللاتينيون و الأمريكيون الأصليون و الأمريكيون ذَوى الأصول الأسيَويّة و سُكان جُزر المحيط الهادى.

  الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم (hypertension) أو تناول أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

  انخفاض مستوى الكولستيرول ذى البروتينات الدُهنيّة عالية الكثافة (HDL) (أقل من 35 ملليجرام/ديسيلتر أو 0.90 ملليمول/لتر) و/أو ارتفاع مستوى الدهون الثلاثيّة (أكثر من 250 ملليجرام/ديسيلتر أو 2.82 ملليمول/لتر).

  ظهور نتيجة تحليل السُكر التراكُمى (الهيموجلوبين السُكرى A1c) مُساوية أو أعلى من 5.7%.

  مرحلة ما قبل الإصابة بداء السُكرى (prediabetes) ، و التى تم تشخيصها من خلال إجراء تحليل سابق.

  وجود تاريخ مرضى للإصابة بمرض فى القلب و الأوْعية الدمويّة (cardiovascular disease - CVD).

  إذا ظهرت نتيجة التحليل ضِمن الحدود الطبيعية ، فإن الجمعيّة الأمريكيّة لداء السُكرى (ADA) تُوصِى بإعادة إجراء التحليل خلال 3 سنوات ، فى حين يُوصِى فريق الخدمات الوقائيّة بالولايات المتحدة الأمريكية (USPSTF) بإعادة إجراء التحليل سنويا. قد تتم مُراقبة الأشخاص ممن هم فى مرحلة ما قبل الإصابة بداء السُكرى (prediabetes) من خلال إجراء التحليل سنويا.

 

قد يُطلب أيضا إجراء تحليل سُكر الجلوكوز فى الدم عندما يُعانى شخص ما من علامات و أعراض ارتفاع سُكر الدم (hyperglycemia) ، مثل ما يلى:

  زيادة العطش ، و الذى عادةً ما يكون مصحوبا بكثرة التبوُّل عن المُعتاد.

  التعب و الإجهاد.

  تشوُّش الرؤية.

  بطء التئام الجروح أو شفاء العدوى.

 

أو أعراض انخفاض سُكر الدم (hypoglycemia) ، مثل ما يلى:

  التعرُّق.

  الإحساس بالجوع.

  الارتجاف.

  القلق و التوتر.

  الارتباك.

  تشوُّش الرؤية.

 

غالبا ما يحتاج مرضى السُكرى إلى الفحص الذاتى لسُكر الجلوكوز عِدة مرات على مدار اليوم لمُراقبة مستويات السُكر و لتحديد الخيارات العلاجيّة كما يتم وصفها بواسطة الطبيب المعالج. قد يطلب الطبيب المعالج إجراء تحليل مستويات سُكر الجلوكوز فى الدم بصفة دوْرية بالتزامُن مع إجراء تحاليل أخرى مثل تحليل السُكر التراكُمى (A1c) بغرض مُراقبة التحكُّم بسُكر الجلوكوز بمرور الوقت.

عادةً ما يتم فحص النساء الحوامل تجاه الإصابة بداء السُكرى خلال فترة الحمل (gestational diabetes) ما بين الأسبوع الـ 24 و 28 من الحمل ، ما لم يُعانين من أعراض مرضيّة مُبكّرة أو وجود إصابة بداء السُكرى خلال حمل سابق. وِفقا للجمعيّة الأمريكيّة لداء السُكرى (ADA) ، فقد تخضع المرأة الحامل للاختبار فى فترة مُبكّرة من حملها إذا كانت عُرضة لخطر الإصابة بداء السُكرى من النوع الثانى (داء السُكرى العلنى). عندما تُصاب المرأة الحامل بالنوع الأول أو الثانى من داء السُكرى أو بداء السُكرى خلال فترة الحمل ، فعادةً ما يطلب طبيبها المعالج إجراء تحليل مستويات سُكر الجلوكوز فى الدم خلال بقيّة فترة الحمل و بعد الولادة بغرض مُراقبة حالتها.

 

ما هى نتائج هذا التحليل و ماذا تعنى؟

تحليل سُكر الجلوكوز فى الدم

فى أغلب الأحيان يُشير ارتفاع مستويات سُكر الجلوكوز إلى الإصابة بداء السُكرى ، لكن يُمكن للعديد من الأمراض الأخرى أن تُسبب ارتفاع سُكر الدم.

فى حالة وجود شخص ما يُعانى من علامات و أعراض الإصابة بداء السُكرى (diabetes) أو ارتفاع سُكر الدم (hyperglycemia) ، و ظهور نتيجة تحليل مستوى سُكر الجلوكوز الغير صائم (عينة دم عشوائيّة) مُساوية لـ أو أكبر من 200 ميلليجرام/ديسيلتر (200 mg/dL = 11.1 mmol/L) ، فإن هذا يُشير إلى إصابتة بداء السُكرى.

 

تُلخّص المعلومات التالية تفسير نتائج التحاليل الأخرى:

تحليل سُكر الجلوكوز فى الدم صائم

دلالة على

مستوى سُكر الجلوكوز

سُكر صائم طبيعى

من 70 إلى 99 ميلليجرام/ديسيلتر (3.9 إلى 5.5 ميلليمول/لتر)

مرحلة ما قبل الإصابة بداء السُكرى (prediabetes)

من 100 إلى 125 ميلليجرام/ديسيلتر (5.6 إلى 6.9 ميلليمول/لتر)

إصابة بداء السُكرى (diabetes)

126 ميلليجرام/ديسيلتر (7.7 ميلليمول/لتر) أو أعلى من ذلك عند إجراء أكثر من تحليل واحد

 

تحليل تحمُّل سُكر الجلوكوز لمدة ساعتين (OGTT)

مستويات قابلة للتطبيق ما عدا خلال فترة الحمل. يتم سحب العينة بعد مرور ساعتيْن من تناول مشروب يحتوى على 75 جرام من سُكر الجلوكوز

دلالة على

مستوى سُكر الجلوكوز

تحمُّل طبيعى لسُكر الجلوكوز

أقل من 140 ميلليجرام/ديسيلتر (7.8 ميلليمول/لتر)

مرحلة ما قبل الإصابة بداء السُكرى (prediabetes)

من 140 إلى 199 ميلليجرام/ديسيلتر (7.8 إلى 11.1 ميلليمول/لتر)

إصابة بداء السُكرى (diabetes)

مُساويا لـ أو أعلى من 200 ميلليجرام/ديسيلتر (11.1 ميلليمول/لتر) عند إجراء أكثر من تحليل واحد

 

تحليل تحمُّل سُكر الجلوكوز خلال فترة الحمل ذو الخطوَة الواحدة
(كاختيار من اختياريْن تُوصِى بهما الجمعيّة الأمريكيّة لداء السُكرى (ADA))

يتم سحب عيُنات دم صائم ثم بعد مرور ساعة و ساعتيْن من تناول مشروب يحتوى على 75 جرام من سُكر الجلوكوز
يتم تشخيص الإصابة بداء السُكرى خلال فترة الحمل عندما تتعدّى أى قيمة ظاهرة الحد المفروض

مستوى سُكر الجلوكوز

وقت جمع العينة

مُساويا لـ أو أعلى من 96 ميلليجرام/ديسيلتر (5.1 ميلليمول/لتر)

صائم

مُساويا لـ أو أعلى من 180 ميلليجرام/ديسيلتر (10.0 ميلليمول/لتر)

ساعة واحدة

مُساويا لـ أو أعلى من 153 ميلليجرام/ديسيلتر (8.5 ميلليمول/لتر)

ساعتان

 

تحليل تحمُّل سُكر الجلوكوز خلال فترة الحمل ذو الخطوَتيْن
(كما تُوصِى به حاليا هيئة الزمالة الأمريكية لأطباء النساء و التوْليد (ACOG) ،
و كاختيار من اختياريْن تُوصِى بهما الجمعيّة الأمريكيّة لداء السُكرى (ADA))

الخطوَة الأولى

الخطوَة الأولى : فحص تحدّى سُكر الجلوكوز. يتم سحب العينة بعد مرور ساعة من تناول مشروب يحتوى على 50 جرام من سُكر الجلوكوز

دلالة على

مستوى سُكر الجلوكوز

فحص طبيعى

أقل من 140 ميلليجرام/ديسيلتر (7.8 ميلليمول/لتر) *

فحص غير طبيعى ، و يحتاج إلى إجراء تحليل تحمُّل سُكر الجلوكوز لمدة ساعتين (OGTT) .. أنظر للخطوَة الثانية من التحليل بالأسفل

140 ميلليجرام/ديسيلتر (7.8 ميلليمول/لتر) أو أعلى *

* يُوصِى بعض الخُبراء بمستوى يساوى 130 ميلليجرام/ديسيلتر (7.2 ميلليمول/لتر) كحد قاطع لأنه يقوم بالكشف عن 90% من إصابات النساء
بداء السُكرى خلال فترة الحمل (gestational diabetes) مٌقارنةً بـ 80% يتم الكشف عن إصابتهم باستخدام الحد 140 ميلليجرام/ديسيلتر (7.8 ميلليمول/لتر).
تُوصِى هيئة الزمالة الأمريكية لأطباء النساء و التوْليد (ACOG) بحد أقل و هو 135 ميلليجرام/ديسيلتر (7.5 ميلليمول/لتر) فى المجموعات العِرقيّة
مرتفعة المخاطر و التى يكون لديها مُعدّل إصابات أكبر بداء السُكرى خلال فترة الحمل (gestational diabetes)

 

تحليل تحمُّل سُكر الجلوكوز خلال فترة الحمل ذو الخطوَتيْن
(كما تُوصِى به حاليا هيئة الزمالة الأمريكية لأطباء النساء و التوْليد (ACOG) ،
و كاختيار من اختياريْن تُوصِى بهما الجمعيّة الأمريكيّة لداء السُكرى (ADA))
الخطوَة الثانية

الخطوَة الثانية : إجراء تحليل تحمُّل سُكر الجلوكوز لمدة ساعتين (OGTT) كتحليل تشخيصى. يتم سحب العيّنات عند الصيام ثم بعد مرور ساعة و ساعتيْن و ثلاث ساعات من تناول مشروب يحتوى على 100 جرام من سُكر الجلوكوز. إذا ساوت أو تعدّت قيمتان أو أكثر المستوى المُستهدف ، فيتم تشخيص الإصابة بداء السُكرى خلال فترة الحمل (gestational diabetes). قد تُستخدم مجموعة واحدة أو مجموعتان من المعايير للوصول إلى تشخيص الحالة

المستويات المُستهدفة **

وقت جمع العينة

95 ميلليجرام/ديسيلتر (5.3 ميلليمول/لتر)

صائم (قبل تناول سُكر الجلوكوز)

180 ميلليجرام/ديسيلتر (10.0 ميلليمول/لتر)

ساعة واحدة بعد تناول سُكر الجلوكوز

155 ميلليجرام/ديسيلتر (8.6 ميلليمول/لتر)

ساعتان بعد تناول سُكر الجلوكوز

140 ميلليجرام/ديسيلتر (7.8 ميلليمول/لتر)

ثلاث ساعات بعد تناول سُكر الجلوكوز

** قد تستخدم بعض المُختبرات الطبية أرقاما مختلفة

 

تشمل بعض الأمراض الأخرى التى يُمكنها أن تؤدى إلى ارتفاع مستويات سُكر الجلوكوز فى الدم ما يلى:

  داء العملقة أو تضخُّم الأطراف (acromegaly).

  التوتر الحاد (رد الفعل الناشئ عن الإصابات و الأزمات القلبيّة و السكتات الدماغيّة على سبيل المثال).

  أمراض الكُلى المُزمنة.

  مُتلازمة كوشينج (Cushing syndrome).

  الاستهلاك المُفرِط للطعام.

  فرط نشاط الغدة الدرقيّة (hyperthyroidism).

  سرطان البنكرياس.

  التهاب البنكرياس.

 

قد يُشير انخفاض مستوى سُكر الجلوكوز إلى انخفاض سُكر الدم (hypoglycemia) ، و هى حالة مرضيّة تتّسم بهبوط سُكر الجلوكوز فى الدم إلى مستوى يُسبب فى بادئ الأمر أعراض الجهاز العصبى (التعرُّق و خفقان القلب و الإحساس بالجوع و اهتزازات و حالة قلق) ، ثم تبدأ فى التأثير على المُخ (مُسبّبة ارتباك و هلاوس و تشوُّش الرؤية و فى بعض الأحيان قد تصل حتى الغيبوبة و الوفاة). يتم تشخيص انخفاض سُكر الدم (hypoglycemia) باستخدام ثلاثة معايير تُعرَف بثالوث ويبل (Whipple triad).

قد نلاحظ حدوث انخفاض سُكر الدم (hypoglycemia) مع ما يلى:

  قصور نشاط الغدد الكظريّة (adrenal insufficiency).

  الإفراط فى شُرب الكحوليات.

  أمراض الكبد الشديدة.

  قصور نشاط الغدة النُخاميّة (hypopituitarism).

  قصور نشاط الغدة الدرقيّة (hypothyroidism).

  العدوى الشديدة.

  فشل القلب الشديد (severe heart failure).

  الفشل الكُلَوى المُزمن (chronic kidney/renal failure).

  جُرعات الإنسولين الزائدة.

  الأوْرام التى تُفرز الإنسولين (insulinomas).

  المجاعة.

  الاستخدام الطويل الأمد لمُنتجات خفض سُكر الجلوكوز.

 

تحليل سُكر الجلوكوز فى البول

تُعتبر النتائج المنخفضة أو الغير قابلة للاكتشاف لتحليل سُكر الجلوكوز فى البول طبيعية. أى حالة مرضيّة تُسبب ارتفاع سُكر الجلوكوز فى الدم مثل داء السُكرى أو أى حالات مرضيّة أخرى من المذكورة بالأعلى قد يكون لها القُدرة على زيادة تركيز سُكر الجلوكوز فى البول.

قد نلاحظ زيادة السُكر فى البول مع تعاطى بعض الأدوية ، مثل هرمونات الإستروجين (estrogens) و كلورال هيْدرات (chloral hydrate) ، فضلا عن الإصابة ببعض أشكال أمراض الكُلى. بعض الناس يحدث لديهم تسرُّب طبيعى لسُكر الجلوكوز فى البول عندما تكون مستوياته فى الدم طبيعية. إن آليّة عمل بعض الأدوية التى تُستخدم فى علاج داء السُكرى تكون من خلال زيادة مُعدّل التخلُّص من سُكر الجلوكوز فى البول.

 

هل هناك أشياء أخرى يجب أن أعرفها عن هذا التحليل؟

قد يُسبب التوتُّر الشديد ارتفاعا مؤقتا فى سُكر الدم. يُمكن أن ينشأ ذلك نتيجة لحدوث صدمة أو لإجراء عملية جراحيّة أو لحدوث أزمة قلبيّة أو جلطة.

يُمكن لبعض الأدوية أن تزيد من مستويات سُكر الجلوكوز ، و تشمل الهرمونات الاستيرويديّة (corticosteroids) و مُضادات الاكتئاب ثُلاثيّة الحلقات (tricyclic antidepressants) و مُدرّات البول (diuretics) و الإبينيفرين (epinephrine) و هرمونات الإستروجين (estrogens) (أقراص منع الحمل و الهرمونات البديلة) و الليثيوم (lithium) و الفينيتوين (phenytoin) و الساليسيلات (salicylates). بينما يُمكن لأدوية أخرى أن تقلّل من مستوياته مثل أسيتامينوفين (acetaminophen) و المُنشّطات الاستيرويديّة (anabolic steroids).

  هل يُمكننى إجراء اختبار لمستوى سُكر الجلوكوز فى دمى فى المنزل؟

إذا لم تكن مُصابا بداء السُكرى (diabetic) أو فى مرحلة ما قبل الإصابة بداء السُكرى (prediabetic) ، ففى العادة لن يكون هناك سبب يستدعى تحليل لمستويات السُكر فى المنزل ، ينبغى أن يكون فحص السُكر الذى يتم كجُزء من إجراء الفحص الصِحّى الدوْرى كافيا.

إذا تم تشخيص حالتك على أنك مُصاب بداء السُكرى (diabetes) أو بداء السُكرى خلال فترة الحمل (gestational diabetes) ، مع ذلك ، سيُوصِى طبيبك المعالج أو الشخص المُختص بتثقيفك بداء السُكرى بمُراقبة مستوى سُكر الجلوكوز فى المنزل (جهاز قياس السُكر أو إحدى الطُرق الأحدث التى تستخدم كميات صغيرة جدا من الدم أو السوائل المتواجدة بين الخلايا للكشف عن سُكر الجلوكوز). ستُملَى عليك توجيهات إرشاديّة حوْل مدى الارتفاع أو الانخفاض الذى ينبغى أن يكون عنده مستوى سُكر الدم فى الأوقات المختلفة على مدار اليوم. عن طريق فحص مستوى السُكر لديك بانتظام ، يُمكنك معرفة ما إذا كان النظام الغذائى و الدوائى التى تتّبعه يعمل بصورة مناسبة لك أم لا.

 

  هل يُمكننى إجراء تحليل سُكر الجلوكوز على عينة بول بدلا من عينة دم؟

ليس فى مُعظم الحالات. فعادةً ما يظهر سُكر الجلوكوز فى البول إذا تواجد بمستويات مرتفعة بما يكفى فى الدم ، لذلك يتخلَّص الجسم من السُكر الزائد فى البول ، أو إذا كانت هناك درجة من تلف الكُلى حيث يتسرَّب سُكر الجلوكوز إلى البول. إلا أنه أحيانا ما يُستخدم تحليل سُكر الجلوكوز فى البول كمؤشّر تقريبى لارتفاع مستوياته فى الدم ، كما أن مؤشّر شريط البول الذى يُستخدم لقياس سُكر الجلوكوز يكون ذا فائدة فى بعض الأحيان لتعقُّب وجود البروتين و الكيتونات (ketones) فى البول.

 

  ما هى العلاجات المُعتادة لداء السُكرى؟

بالنسبة لداء السُكرى من النوع الثانى ، و الذى يعد أكثر أنواع داء السُكرى شيوعا و انتشارا ، فإن انقاص الوزن الزائد و أكل طعام صِحّى غنى بالألياف و بمحتوى محدود من النشَويات (الكربوهيْدرات) و مُمارسة تمرينات رياضيّة بانتظام ، قد يكون كافيا لخفض مستويات سُكر الجلوكوز فى دمك. مع ذلك ، فى العديد من الحالات ، قد يكون من الضرورى تعاطى أدوية عن طريق الفم لتزيد من إفراز الجسم لهرمون الإنسولين ، و لتزيد حساسيّة الجسم تجاهه ، و ذلك بغرض الوصول إلى المستوى المطلوب من سُكر الجلوكوز. أما مع الإصابة بداء السُكرى من النوع الأول (و بالإضافة إلى داء السُكرى من النوع الثانى الذى لا يستجيب بشكل جيد بما يكفى للأدوية التى تؤخذ عن طريق الفم) ، فإن حقن هرمون الإنسولين عِدة مرات يوميا يكون أمرا ضروريا.

 

  كيف يُمكن للشخص المُختص بتثقيفى تجاه داء السُكرى مساعدتى؟

إذا كنت مريضا بداء السُكرى ، فإن الشخص المُختص بتثقيفك تجاه داء السُكرى (غالبا ما يكون مُمرّض/مُمرّضة ذا تدريب خاص) سيحرص على أن تكون على معرفة بكيفيّة عمل ما يلى:

  ملاحظة و معرفة كيفيّة التعامل مع كل من حالتى ارتفاع و انخفاض سُكر الدم.

  إجراء و رصد نتائج الفحص الذاتى لقياس مستويات سُكر الدم.

  ضبط/تنظيم الأدوية الخاصة بك.

  استخدام هرمون الإنسولين (اختيار الأنواع و التركيبات التى تُناسب احتياجاتك).

  التعامُل مع الأدوية عندما تُصاب بالمرض.

  مُراقبة قدميْك و جلدك و عينيْك لرصد وجود أى مشكلة مُبكّرا.

  شراء مُستلزمات/إمدادات مرضى السُكرى و تخزينها بطريقة سليمة.

  التخطيط للوَجبات ؛ يُعتبر الغذاء من الأمور الهامة للغاية لتقليل تأرجُح مستويات سُكر الجلوكوز فى الدم. يُمكن لخبير التغذية المُرخّص أن يُساعدك فى معرفة كيفيّة التخطيط لوجباتك الغذائيّة كما يُمكن للشخص المُختص بتثقيفك تجاه داء السُكرى مُساعدتك فى ذلك أيضا.

 

  كيف يتم تشخيص الإصابة بانخفاض سُكر الدم (hypoglycemia)؟

يتطلّب إجراء تشخيص فعلى للإصابة بانخفاض سُكر الدم (hypoglycemia) توافُق الحالة مع معايير ثالوث ويبل (Whipple triad). تشمل تلك المعايير الثلاثة ما يلى:

  انخفاض مُوثّق لمستويات سُكر الجلوكوز (أقل من 40 ميلليجرام/ديسيلتر أو 2.2 ميلليمول/لتر ، و الذى غالبا ما يتم فحصه بالترافُق مع قياس مستويات هرمون الإنسولين و أحيانا مع قياس مستويات بيبتايد سى C-peptide).

  ظهور أعراض انخفاض سُكر الدم (hypoglycemia) عندما يكون مستوى سُكر الجلوكوز فى الدم منخفضا بشكل غير طبيعى.

  إنعكاس الأعراض المرضيّة عندما تعود مستويات سُكر الجلوكوز فى الدم إلى طبيعتها.

  يُعد انخفاض سُكر الدم الأوَّلى (primary hypoglycemia) نادر الحدوث و يتم تشخيصه فى الغالب فى الأطفال الرُضّع. قد يُعانى الناس من أعراض انخفاض سُكر الدم دون أن يكون سُكر الدم لديهم منخفضا بشكل فِعلى. فى مثل هذه الحالات ، فإن بعض التغييرات فى النظام الغذائى ، مثل تناول وجبات مُتعددة صغيرة الحجم ، فضلا عن عِدة وجبات خفيفة على مدار اليوم و اختيار النشَويات (الكربوهيْدرات) المُعقّدة بدلا من السُكريات البسيطة ، من شأنه أن يكون كافيا لتخفيف الأعراض.

 

  ما هو الفرق بين سُكر الجلوكوز و سُكر المائدة؟

يُعتبر سُكر المائدة (السَكَروز) خليط من نوعيْن من السُكريات البسيطة ، الجلوكوز و الفَرَكتوز ، و اللذان يتم تحريرهما عند هضم سُكر المائدة. حيث أن سُكر الجلوكوز هو مصدر الطاقة الأساسى للجسم ، فإن تحليل سُكر الجلوكوز فى الدم يُشار إليه فى الغالب على نحو مجازى باسم "تحليل سُكر الدم".