اختبار الأجسام المُضادة الذاتيّة المُرتبطة بداء السُكرى
Diabetes-related Autoantibodies
الغرض من هذا التحليل:
يتم إجراء هذا الاختبار بعد انتهاء تشخيص الإصابة بداء السُكرى بغرض المساعدة فى تمييز نوع المرض سواء كان داء السُكرى المناعى الذاتى من النوع الأول (type 1 diabetes) أو داء السُكرى من النوع الثانى (type 2 diabetes).
يُطلب منك إجراء هذا التحليل فى الحالات التالية:
يُطلب منك إجراء هذا الاختبار عندما يتم تشخيص حالتك على أنها إصابة بداء السُكرى لأول مرة للمساعدة فى تحديد إذا ما كان داء السُكرى الخاص بك له علاقة بوجود مناعة ذاتيّة من عدمه. و عندما تكون مُصابا بداء السُكرى و تجد صعوبة كبيرة فى الحفاظ على مستويات سُكر الجلوكوز فى دمك ضِمن المُعدّل الطبيعى أو بالقُرب منه عن طريق ضبط النظام الغذائى أو عن طريق الأدوية و هناك اشتباه فى كَوْنك مُصابا بداء السُكرى من النوع الأول (type 1 diabetes) بدلا من النوع الثانى (type 2 diabetes).
العينة المطلوبة لإجراء التحليل:
عينة من الدم يتم سحبها من وريد فى ذراعك.
تحضيرات قبل إجراء التحليل:
لا يوجد.
كيف يتم التحليل و ماذا يبحث عنه الطبيب؟
الأجسام المضادة الذاتية المرتبطة بداء السُكرى هي بروتينات ينتجها الجهاز المناعي والتي ثبت ارتباطها بداء السُكرى من النوع الأول. ويمكن عمل الاختبار للكشف عن وجود واحد أو أكثر من هذه الأجسام المضادة الذاتية في الدم.
يتصف داء السُكرى من النوع الأول بوجود نقص في الإنسولين بسبب قيام المناعة الذاتية بتدمير خلايا بيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس. لذلك تفوم الأجسام المضادة الذاتية المرتبطة بمرض السكر بعكس عملية تدمير خلايا بيتا، ويعتبر فقدان وظيفة خلايا بيتا، وإنتاج كمية إنسولين غير كافية من سمات مرض السكر من النوع الأول، ولكن لا يعتقد أن يكون هذا هو سبب الإصابة بمرض السكر من النوع الأول. وفي المقابل تجد أن مرض السكر من النوع الثاني يأتي في المقام الأول بسبب مقاومة الجسم لتأثير الإنسولين (مقاومة الإنسولين) بدون أي تدخل من المناعة الذاتية.
عُرِف داء السُكرى من النوع الأول سابقا باسم مرض سكر الأطفال أو مرض السكر المعتمد على الإنسولين ولكن تم إعادة تعريفه بعد ذلك باسم العاكس لعملية تدمير خلايا بيتا. فعندما تحدث الإصابة بمرض السكر من النوع الأول المتعلق بالمناعة الذاتية، فستجد واحد أو أكثر من الأجسام المضادة الذاتية المرتبطة بمرض السكر موجودة في حوالي 95٪ من المصابين عند التشخيص الأولي. ولكن في حالة مرض السكر من النوع الثاني لن تجد أثارا للأجسام المضادة الذاتية.
التحاليل الأربعة الأكثر شيوعا للأجسام المضادة المرتبطة بداء السُكرى تشمل:
◊ الأجسام المضادة الذاتية لجزر الخلايا السيتوبلازمية (Islet Cell Cytoplasmic Autoantibodies) (ICA)
◊ الأجسام المضادة الذاتية لحمض الجلوماتيك ديكربوكسيليز (Glutamic Acid Decarboxylase) (GADA)
◊ الأجسام المضادة الذاتية المرتبطة بورم جيري (IA-2A) (Insulinoma-Associated-2 Autoantibodies)
◊ الأجسام المضادة الذاتية للإنسولين(Insulin Autoantibodies) (IAA)
๏ تُقدّر حالات مرضى السكر من النوع الأول (المناعة الذاتية) بـ5% من إجمالي مرضى السكر، ومعظم هذه الحالات يتم تشخيصها لدى أشخاص أقل من 20 عاما. أما أعراض مرض السكر، مثل كثرة التبول والعطش وفقدان الوزن، وسوء التئام الجروح، فتظهر عندما يتم تدمير ما يقارب من 80-90٪ من خلايا بيتا الخاصة بمرض السكر من النوع الأول فلم تعد قادرة على إنتاج الإنسولين. في حين يحتاج الجسم إلى الإنسولين يوميا لكي يتمكن الجلوكوز من الدخول إلى الخلايا ويمكن استخدامه لإنتاج الطاقة. في حالة عدم وجود إنسولين كاف تجوع الخلايا وترتفع نسبة السكر في الدم. يمكن أن يسبب الارتفاع الحاد في نسبة السكر في الدم أزمة طبية لمرضى السكر والوصول لارتفاع مزمن للسكر في الدم والذي يمكن أن يتسبب في تدمير الأوعية الدموية والأعضاء مثل الكلى.
كيف يتم جمع العينة اللازمة لإجراء هذا التحليل؟
يتم أخذ عينة الدم من وريد بالذراع بواسطة إبرة (حقنة).
هل هناك أى تحضيرات لازمة قبل إجراء التحليل للتأكد من جودة العينة المستخدمة؟
لا توجد حاجة لتحضيرات خاصة.
كيف تتم الاستفادة من هذا التحليل؟
يستخدم اختبار الأجسام المضادة الذاتية (الجذيرية) المرتبطة بداء السُكرى في الأساس للمساعدة في تمييز المرضى بسكري المناعة الذاتية من النوع الأول من ضمن باقي مرضى السكري الناتج عن أسباب أخرى. حيث أن داء السُكرى من النوع الأول هو حالة تتسم بنقص في وجود الإنسولين بسبب قيام المناعة الذاتية بتدمير خلايا بيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس. أما داء السُكرى من النوع الثاني فيرجع في المقام الأول لمقاومة الإنسولين.
يستخدم هذا الاختبار لتحديد أي نوع من داء السُكرى هو الموجود مما يسمح ببدء العلاج مبكرا باستخدام العلاج الأنسب لتجنب المضاعفات الناجمة عن هذا المرض. حيث يجب على مرضى السكري من النوع الأول القيام بعمل تحليل لمستويات الجلوكوز لأنفسهم وحقن أنفسهم بالإنسولين عدة مرات في اليوم للسيطرة على مستوى السكر في الدم لديهم. أما مرضى السكري من النوع الثاني فيمكن أن يقوموا بعمل تحليل الجلوكوز مرة واحدة أو أكثر من مرة في اليوم. ومع ذلك فيمكن لمرضى السكري من النوع الثاني السيطرة على مستوى السكر في الدم لديهم بطرق متنوعة. حيث يمكن للبعض السيطرة على مستويات الجلوكوز لديهم بواسطة إتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية، و البعض الآخر يتناول الأدوية عن طريق الفم، كما يحتاج بعضهم إلى حقن الإنسولين بشكل يومي.
تم تلخيص الاختبارات الأربعة الأكثر شيوعا للأجسام المُضادة الذاتيّة و التى تستخدم للتمييز بين داء السُكرى من النوع الأول (type 1 diabetes) و داء السُكرى الناتج عن أسباب أخرى فى الجدول التالى.
التعليق |
الوَصف |
الاختصار |
اسم الاختبار |
واحد من أكثر أنواع الأجسام المُضادة الذاتيّة تجاه خلايا الجُزر شيوعا و الذى يتم اكتشافه عند بدء الإصابة بالمرض. تم الكشف عنه فى حوالى 70-80٪ من المرضى ممن تم تشخيص حالتهم حديثا بالإصابة بداء السُكرى من النوع الأول |
يقوم الاختبار بقياس مجموعة من الأجسام المُضادة الذاتيّة تجاه خلايا الجُزر (islet cell) و التى تستهدف مجموعة مُتنوّعة من بروتينات خلايا الجُزر (ملاحظة: خلايا بيتا هى نوع واحد من خلايا الجُزر) |
ICA |
اختبار الأجسام المُضادة الذاتيّة تجاه سيتوبلازم خلايا الجُزر |
هو أيضا واحد من أكثر أنواع الأجسام المُضادة الذاتيّة شيوعا و الذى يُكتشف عند مرضى السُكرى ممن تم تشخيص حالتهم حديثا بالإصابة بداء السُكرى من النوع الأول (حوالى 70-80٪) |
اختبارات للكشف عن الأجسام المُضادة الذاتيّة التى تستهدف بروتين خلايا بيتا (الجسم المُستضاد antigen) و لكنها ليست مُختصّة فقط بخلايا بيتا |
GADA |
اختبار الأجسام المُضادة الذاتيّة تجاه إنزيم (Glutamic Acid Decarboxylase) |
تم اكتشافها فى حوالى 60٪ من مرضى السُكرى من النوع الأول |
اختبارات للكشف عن الأجسام المُضادة الذاتيّة التى تستهدف الأجسام المُستضادة (antigens) لخلايا بيتا و لكنها ليست مُتخصّصة |
IA-2A |
اختبار الأجسام المُضادة الذاتيّة المُرتبطة بوَرم يُفرز هرمون الإنسولين |
تم اكتشافها فى حوالى 50٪ من الأطفال المُصابين بداء السُكرى من النوع الأول. لكنه غير شائع الظهور فى البالغين لا يستطيع اختبار الأجسام المُضادة (IAA) التمييز بين الأجسام المُضادة الذاتيّة التى تستهدف هرمون الإنسولين داخلى المنشأ ( endogenous insulin) و تلك التى يتم إنتاجها ضد هرمون الإنسولين خارجى المنشأ ( exogenous insulin) |
أجسام مُضادة ذاتيّة تستهدف هرمون الإنسولين. حيث يُعد هرمون الإنسولين هو الجسم المُستضاد (antigen) الوحيد الذى يُعتقَد أنه مُختص للغاية بخلايا بيتا |
IAA |
اختبار الأجسام المُضادة الذاتيّة تجاه هرمون الإنسولين |
الأجسام المضادة الذاتية التي تظهر في الأطفال غالبا ما تكون مختلفة من تلك التي تظهر في البالغين. حيث تجد أن IAA هو عادة أول علامة تظهر في الأطفال الصغار. ومع تطور المرض قد يختفي ويصبح ICAو GADA وIA-2A أكثر أهمية. كما أن IA-2A هو الأقل ظهورا عند بداية الإصابة بداء السُكرى من النوع الأول من GADA أو ICA. فنجد أن حوالي 50٪ من الأطفال الذين تم تشخيصهم حديثا بالإصابة بداء السُكرى من النوع الأول سيظهر لديهم IAA بشكل إيجابي، في حين أن ظهور IAA بشكل إيجابي غير شائع لدى البالغين.
متى يُطلب إجراء هذا التحليل؟
قد يطلب الجمع بين هذه التحاليل للأجسام المضادة الذاتية عندما يتم تشخيص الشخص حديثا بالإصابة بداء السُكرى ويريد الطبيب أن يميز نوع الإصابة بين النوع الأول أو النوع الثاني من داء السُكرى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الاختبارات يمكن أن تستخدم عندما يكون التشخيص غير واضح لدى مرضى السكري الذين تم تشخيصهم على أنهم من النوع الثاني ولكن لديهم صعوبة كبيرة في السيطرة على مستويات الجلوكوز رغم تناولهم للعلاجات النموذجية.
ما هى نتائج هذا التحليل و ماذا تعنى؟
إذا وجد ICA وGADA و/ أو IA-2A في شخص ويعاني من أعراض داء السُكرى، يصبح التشخيص بالإصابة بداء السُكرى من النوع الأول أكيدا. وبالمثل، إذا وجد IAA في طفل مصاب بالسكري ولا يعالج بواسطة الإنسولين، يكون داء السُكرى من النوع الأول هو السبب.
إذا لم يظهر في التحاليل أي وجود للأجسام المضادة الذاتية المرتبطة بداء السُكرى، فمن غير المحتمل أن يكون داء السُكرى من النوع الأول. بعض الناس الذين لديهم داء السُكرى من النوع الأول لا يتكون لديهم كميات ملحوظة من الأجسام المضادة الجذيرية الذاتية، ولكن هذا أمر نادر الحدوث. حيث أن غالبية الناس حوالي 95٪ أو أكثر يظهر لديهم على الأقل واحد من الأجسام المضادة الجذيرية الذاتية عند بداية الإصابة بداء السُكرى من النوع الأول.
هل هناك أشياء أخرى يجب أن أعرفها عن هذا التحليل؟
عادةً ما تكون تحاليل GADA و IA-2A متاحة بشكل أكثر من تحليل ICA ، نظرا لأنها تتم بشكل ألي، حيث يستلزم تحليل ICA إجراءات معملية مكثفة و خبرة كبيرة في التنفيذ.
قد تظهر أيضا الأجسام المضادة الجذيرية الذاتية لدى أشخاص لديهم اضطرابات في الغدد الصماء ناتجة عن المناعة الذاتية مثل التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو أو مرض أديسون الراجع للمناعة الذاتية.
ينصح بعمل الاختبار للأفراد غير المصابين بداء السُكرى للبحث عن الأجسام المضادة الجذيرية الذاتية فقط في حالات الدراسة البحثية. ففي الأبحاث يمكن أن تستخدم هذه الاختبارات الخاصة بالأجسام المضادة الجذيرية الذاتية للمساعدة في التنبؤ بحدوث إصابات جديدة بداء السُكرى من النوع الأول بين أفراد الأسرة التي بها مرضى. عامة، فوجود الأجسام المضادة الجذيرية الذاتية بوضوح في الدم لدى شخص غير مصاب بداء السُكرى، يرفع من نسبة خطورة الإصابة بداء السُكرى من النوع الأول لديه لاحقا. أما إذا كان الفرد الغير مصاب بداء السُكرى وقد ظهر لديه واحد أو أكثر من الأجسام المضادة الجذيرية الذاتية ولديه أيضا استجابة ضعيفة للإنسولين عند الحقن بالجلوكوز في الوريد، فيكون خطر إصابته بداء السُكرى من النوع الأول مرتفعا. وبشكل أكثر تحديدا، نجد أن الأقارب من الدرجة الأولى للأشخاص الذين يعانون من داء السُكرى من النوع الأول والذين لديهم ICA مع استجابة ضعيفة للإنسولين عند الحقن بالجلوكوز في الوريد، يرتفع لديهم خطر الإصابة بداء السُكرى من النوع الأول خلال 5 سنوات لأكثر من 50٪.
نظرا لأن حاليا لا يوجد أي علاجات فعالة لمنع الإصابة بداء السُكرى من النوع الأول، فلا ينصح عامة بفحص السكان للبحث عن الأجسام المضادة الجذيرية الذاتية أو إجراء التحاليل للأقارب من الدرجة الأولى لمرضى السكري من النوع الأول ما عدا في الأغراض البحثية.
بعض الأشخاص الذين يعالجون بواسطة حقن الإنسولين قد تبدأ أجسامهم في تكوين الأجسام المضادة الموجهة ضد الإنسولين الخارجي. في حين أن اختبار IAA لا يمكنه التمييز بين هذه الأنواع من الأجسام المضادة والأجسام المضادة الذاتية الموجهة ضد الإنسولين الداخلي. لذلك، لا يصلح هذا الاختبار للشخص الذي سبق علاجه بحقن الإنسولين. على سبيل المثال، إذا كان شخص يعتقد أنه مصاب بداء السُكرى من النوع الثاني و كان يعالج بحقن الإنسولين لا يمكن بعد ذلك استخدام هذا الاختبار لتحديد ما إذا كان هو أو هي مصابين بداء السُكرى من النوع الأول.
� هل يمكن استخدام تلك الاختبارات لتشخيص داء السُكرى؟
لا ، فداء السُكرى من النوع الأول يتم تشخيصه، ومتابعته عن طريق اختبارات قياس مستوى السكر في الدم و / أو A1C مثل باقي أنواع السكري. ولكن يمكن استخدام اختبارات الأجسام المضادة الذاتية بعد تشخيص داء السُكرى بالفعل للمساعدة في التفريق بين النوع الأول و النوع الثاني من المرض.
� هل تقوم الأجسام المضادة الذاتية ICA و GADA و IA-2A بتدمير خلايا بيتا؟
تكون الأجسام المضادة الذاتية مرتبطة مع عملية تدمير الخلايا بيتا وتعمل على عكس العملية المستمرة التي تقوم بها المناعة الذاتية، ولكن لا يعتقد أنها سبب التدمير.
� هل الكشف المبكر عن تدمير خلايا بيتا يساعد في الوقاية منه؟
ليس تماما. لكنه يساعد على تشخيص داء السُكرى بمجرد ظهور الأعراض، مثل كثرة التبول، وفقدان الوزن، وارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم (ارتفاع سكر الدم)، مما سيساعد على السيطرة على مستويات الجلوكوز بشكل مستقر لدى مرضى السكري، مما يساعد بدوره على الحد من حدوث مضاعفات، والتي تظهر مع داء السُكرى مثل تلف الكلى و العين.