اختبارات المعايير المُتعدّدة للتعبير الجينى فى حالات سرطان الثدىْ

Breast Cancer Multiparameter Gene Expression Tests


 

ما هو التعبير الجينى؟

التعبير الجينى هو نقل المعلومات الجينية من الجينات الى البروتينات والتى تكون مسؤلة عن الخصائص التى تظهرها الخلايا والأنسجة. الجينات هى الوحدات الشائعة للـ DNA والتى ترمز الى انتاج البروتين. تتكون الجينات من نويات والتى تتكون من الفوسفات والسكر وواحدة من أربع قواعد نيتروجينية: الأدينين، جوانين، ثايمين، أو السيتوزين. ترتيب القواعد فى كل جين يستخدم لانتاج الـ RNA والذي بدوره يقوم بانتاج البروتين. اختبارات التعبير الجينى تقوم بتقييم الـ RNA فى عينة أنسجة الشخص لتحديد خصائصها.

 

ما هى الاختبارات مُتعدّدة المعايير؟

على عكس العديد من الاختبارات المعملية القياسية والتى تقوم بتقييم أو قياس تحليل واحد فى المرة، اختبارات المعايير المتعددة تقوم بتقييم العديد من التحاليل فى نفس الوقت. ويتم عادة تحليل النتائج مع بعضها وليس بشكل فردى و علاقتهم بالنسبة لبعضهم البعض. هذا النوع من الاختبار يسمى أيضا المتعدد. استخدام التكنولوجيا المتطورة مثل الميكروأرري أدى الى الاستخدام المتطور لهذا النوع من الاختبارات.

 

ما هى اختبارات المعايير المُتعددة للتعبير الجينى فى حالات سرطان الثدى؟

هذه الاختبارات تقوم بتقييم منتجات الـ RNA لبعض المجموعات المعينة من الجينات فى الأورام الخبيثة لأنسجة الثدى من أجل توقع الخطر أو تفاقم المرض أو انتشار السرطان بالإضافة الى حصول على إرشادات للعلاج. هذه الاختبارات حديثة نسبيا ولكن استخدامها فى تزايد. وهى تهدف بشكل أساسي الى تطوير تشخيص دقيق لحالة المريض المصاب بسرطان الثدى.

السرطان يمثل النمو الخارج عن السيطرة للخلايا الشاذة والتى تنتج لأسباب متعددة منها تعطل وظائف البروتينات المسؤلة عن نمو الخلية. كما وضحنا بالأعلى فإن الجينات المسؤلة عن تكوين الـ DNA تقوم بالتحكم فى انتاج الـ RNA . الـ RNA يتحكم فى انتاج البروتينات والتى بدورها تقوم بالتحكم فى وتنظيم نمو الخلايا ومعدل تفاعلاتها فى الجسم وهذا ما يشار اليه بالتعبير الجينى. التفاعلات تحدث عادة فى عدة خطوات متسلسلة ، الإنزيم المفتاحى يتطلب السير عير مسار التفاعل. الطفرات فى الجينات يمكن أن ينتج عنها تغيير فى الخطوات والانزيمات و المسار بطرق متعددة. أحيانا ينتج عن التغييرات فرط انتاج أو قصور فى الأداء الوظيفى للبروتين الذى ينظم النمو مما يؤدى الى نمو مسرف للخلايا.

الطفرات الجينية والتعبير عن الطفرات يمكن أن يؤدى الى نمو غير طبيعى وتقسيم للخلايا وفى النهاية تصبح خلايا سرطانية. يمكنها غزو الأنسجة الأخرى ويمكن ألا تموت مثل الأنسجة الأخرى. خلايا السرطان والأورام تختلف فى التركيب الجينى عن الخلايا الطبيعية المحيطة بها.

الأنواع المختلفة لسرطان الثدى تحتوى على طفرات جينية مختلفة والتى تميزها عن الأنسجة الطبيعية. الجينات المتحورة فى الأورام والتعبير عن هذه الجينات تنظم مدى سرعة نمو الورم واحتمالية نقله وتحركه خلال الجسم هل يتم دعمه بواسطة هرمونات الاستروجين أو البروجسترون هل يقوم بانتاج مفرط لجين معين مثل HER2 وكيف ستكون استجابته للعلاجات المختلفة.

على الرغم من ذلك يقوم التعبير الجينى وجينات ورم سرطان الثدى تقوم بتنظيم الوقت والكمية لانتاج الجين النوعى RNA و البروتينات. الأنماط فى التعبير الجينى تشمل ارتفاع وانخفاض فى التعبير عن الجينات (انتظام مرتفع وارتظام منخفض) والتى تكون مسؤلة عن انتاج الـ RNA والبروتين بدلا من تقييم جين واحد فقط تقوم اختبارات التعبير الجينى متعددة المعايير بتحليل الـ RNA للعديد من جينات الورم فى نفس الوقت. وتكون النتيجة عبارة عن نمط للتعبير الجينى والتى يتم دمجها فى نتيجة واحدة. يتم استخدام المعلومات بعد ذلك فى توقع سلوك الورم واستجابته للعلاج.

لماذا تُعد هذه الاختبارات مهمة؟

سرطان الثدى هو أكثر السرطانات التى يتم تشخيص النساء بها فى الولايات المتحدة -باستثناء سرطان الجلد- وهو النوع الثانى من السرطانات المسببة للوفاة. الجمعية الأمريكية للسرطان قدرت الحالات الجديدة لسرطان الثدى الخبيث بـ 230480 حالة وحالات سرطان الثدى الموضعى بـ 57650 حالة (على سبيل المثال سرطان الأقنية الموضعى DCIS) التى يتم تشخيصها كل عام كما قدرت حالات الوفاة بـ 39520 إمراءة و 450 رجل.

المفتاح الى العلاج الناجح للسرطان هو الكشف المبكر والعلاج المناسب. الهدف الأسمى هو الربط ما بين علاجات الأفراد المصابين ونوع السرطان المعين. على سبيل المثال بعض سرطانات الثدى تكون أكثر عدوانية وبعضها تستجيب الى هرمونات الإستجرون والبروستجرون حيث يزداد نموها فى وجود هذه الهرمونات وبعضها ينتج عنه فرط فى انتاج الـ HER2/neu (ERBB2), وبعضها يظهر حساسية مفرطة للعلاج الكيميائى وبعضها الاخر مقاوم للعلاج الكيميائى المعيارى. اعتمادا على خصائص الورم تشمل العلاجات عادة مزيج من الجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائى والعلاج بالهرمونات والعلاجات المستهدفة.

مزيج العلاجات التى يتم اختياراها للفرد تعتمد على عدة عوامل. إرشادات الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان قامت بتحديد المصادر والمعايير لتقدير خطر انتكاس أو حدوث وفاة بالإضافة الى الى فوائد العلاجات المعينة فى الأشخاص المصابين بسرطان الثدى. المعايير الإعتيادية التى تستخدم لهذه الأغراض تشمل:

  عمر وصحة المريض

  حجم الورم

  غياب أو وجود مستقبلات هرمونات البروستجرون أو الإستجرون (حالة الهرمون)

  درجة السرطان (مدى طبيعة أو شذوذ الخلايا السرطانية)

  مرحلة السرطان (هل ظل السرطان موضعى أم انتشر الى الأنسجة المجتورة أم انتشار خلال الأعضاء).

  هل الخلايا السرطانية موجودة فى العقد الليمفاوية القريبة من الورم

 

على سبيل المثال، اعتمادا على هذه المعايير المرضى الذين لديهم سرطان موضعى صغير والذى لم ينتشر الى العقد الليمفاوية يمكن أو لا يمكن معالجته بواسطة العلاجات المساعدة مثل العلاج الكيماوى أو تاموكسيفين (لسرطانات الحساسة للهرمونات) لتقليل الخطر من هروب بعض الخلايا السرطانية من الفحص والعلاج مما يؤدى الى الإصابة بالسرطان مرة أخرى. بعض المرضى الذين لديهم خطر منخفض من حدوث انتكاس يمكن ألا يكونوا بحاجة الى العلاجات المساعدة. هؤلاء المرضى ربما يتخلوا عن هذا العلاج ويتجنبوا الأعراض الجانبية له. إضافة الى ذلك بعض مرضى سرطان الثدى يستفيدون من العلاجات المساعدة والبعض الاخر لا.

اختبارات التعبير الجينى تستخدم بشكل أساسى للمساعدة فى تقييم احتمالية حدة المرض و تكرار الإصابة به وتستخدم بشل ثانوى لتقديم معلومات عن إذا ما كان المريض سيستفيد من العلاجات المساعدة أم لا. استخدام نتائج اختبار التعبير الجينى أدى إلى تطوير تصنيفات جديدة لسرطان الثدى. على سبيل المثال يتم تصنيف سرطان الثدى طبقا لمدى استجابتها للهرمونات مثل الاستجرون وتضخم الـ HER2. يتم استخدام التصنيفات لتوقع الخلايا الناجية. سرطان الثدى الذى يعطى نتائج إيجابية لمستقبلات الاستجرون يكون أكثر احتمالية للاستجابة للعلاج بالهرمون ويكون لديهم فرص نجاة حسنة. وبالمثل سرطان الثدى الذى يعطى نتائج إيجابية لـ HER2/neu يكون أكثر احتمالية للاستجابة لـ هيرسيبتين. يقوم الطبيب بتقييم كل حالة على حدة وتقرير ما إذا كان سيقدم علاج يعتمد على نتائج التعبير الجينى أو سيقوم بإعطاء علاج إضافى.

اختبارات التعبير الجينى متعددة المعايير جديدة نسبيا على الرغم من أنها تستخدم بشكل متزايد. وهى تتطلب كمية من الورم النسيجى كحد أدنى وعملية معالجة معينة للعينة. العديد من هذه المقاييس تكون فعالة فى الأنسجة التى تم حفظها بطريقة ما وتخزينها لفترة من الوقت (أنسجة مؤرشفة) والتى تتيح عمل تشخيص جيد للمرضى بعد العملية الجراحية. كل هذه المقاييس تم انتاجها بهدف استخدامها على السرطانات فقط التى لم تنتشر الى العقد الليمفاوية وكلا منها تم تطويره ليتم استخدامه فى تعداد معين من المرضى. ولديها القدرة على تحديد الأشخاص الذين لديهم مخاطر اعلى أو أقل لتفاقم المرض.

 

اختبار MammaPrint®

  يقوم باختبار نتائج 70 جين

  مصرح للتسويق من قبل إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية FDA

  للأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثا فى المراحل I أو II من سرطان الثدى المساوية لـ أو أقل من 5 سنتيمترات (2 انش) والتى لم تنتشر الى الغدد الليمفاوية.

  العينة المخزنة الحديثة أو المجمدة من عينة أنسجة الثدى

  تصنيف النساء الذين لديهم خطر عالى أو منخفض من تكرار المرض خلال 10 سنوات ولكن لا يتوقع لهم الاستفادة من العلاجات المساعدة.

  متاح للمناطق الموجودة فى الولايات المتحدة و هولندا

 

اختبار Oncotype DX®

  يقوم باختبار نتائج 21 جين

  للأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثا للمرحلة Iأو II من سرطان الثدى والذين لديهم نتائج إيجابية للإستجرون أو البروستجرون لم ينتشر السرطان الى العقد الليمفاوية بعد.

  أنسجة الورم المخزنة

  يستخدم فى توقع خطر تكرار المرض للأشخاص الذين يخضعون لعلاج التاموكسيفين وتقييم فوائد العلاجات الكيميائية الأخرى (على سبيل المثال CMF, methotrexate/5-fluorouraci/leucovorin)

  يوجد فى التوصيات الخاصة بالجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري ASCO فى تحديثات 2007 (توصيات استخدام علامات الأورام فى سرطان الثدى) وفى إرشادات الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان NCCN ومصرح بها من قبل الإئتلاف الوطنى لسرطان الثدى NBCC

  متاح تجاريا من معمل واحد

 

تم تطوير العديد من أنظمة التعبير الجينى المتعدد. منظمات الـ ASCO والـ NCCN والعديد من المنظات المهنية الأخرى صرحت بأن اختبار الـ MammaPrint والاختبارات الاخرى مثل توقيع روتردام ونسبة جين سرطان الثدى هى اختبارات واعدة ولكنها لا تقدم نتائج كافية ومضمونة ومتطابقة مع المعايير القياسية لتقييم الأشخاص المصابون سرطان الثدى.

  الـ TAILORx (هو إجراء يقوم بتقييم الخيارات المتاحة للعلاج) هو إهو إجراء يقوم بمقارنة العلاج المساعد بواسطة الهرمونات بالعلاج المساعد بواسطة الهرمونات الكيميائية فى النساء بمخاطر متوسطة للـ Oncotype DX

  الـ RxPONDER (RX ترمز الى العقدة الإيجابية ، استجابة سرطان الثدى للاندكروين) وتم تصميمه ليؤكد على على وجود سرطان الثدى الإيجابى للـ ER والذى انتشر الى العقد الليمفاوية (إيجابى العقد) والذى يمكن معالجته بنجاح بواسطة العلاج الهرمونى بواسطة أو بدون العلاج الكيميائى المعتمد على نتائج الـ Oncotype DX

  الـ MINDACT (الميكروأرري فى الأمراض السالبة للعقد والتى يمكنها تجنب العلاج الكيميائى) هو إجراء يقوم بمقارنة اختبار الـ MammaPrint مع خصائص تقليدية معينة (عيادية وباثولوجية) فى تقييم المرضى للعلاج بالعلاج الكيميائى.

  كل هذه التجارب والتجارب المستقبلية سوف ترسم الخطوط للفوائد العيادية للاختبارات وسوف تقوم بتقييم قدرتها على المساعدة فى إرشادات علاج سرطان الثدى. حيث سيكون هناك عدد من السنوات قبل أن تصبح نتائج التجارب ختامية، يمكن أن يقرر الأطباء استخدام اختبارات الجزيئات الجينية فى مراقبة وعلاج المرضى المصابون بسرطان الثدى. إذا كنت ترغب فى معرفة المزيد تحدث الى الطبيب الخاص بك أذا ما كان أحد هذه الاختبارات مناسب لك.

  ماذا لو لم يحقق سرطان الثدى الخاص بى خصائص اختبار التعبير الجينى المتعدد؟

إذا لم يحدث ذلك فلن يتم استخدام هذا الاختبار الخاص. نتائج البحوث المستقبلية ربما تدعم استخدام الاختبار فى أمراض إضافية ولكن حاليا تتطابق الخصائص مع النتائج الداعمة للاختبار. توجد ارشادات تم وضعها لكل اختبار متعدد.

 

  هل يجب على إجراء أكثر من اختبار متعدد واحد؟

هذا غالبا لا يكون ضروريا. على الرغم من الاختبارات المتاحة حاليا تقوم بتقييم مجموعات مختلفة من الجينات فإن نتائجهم جميعا تهدف الى تحديد احتمالية تكرار سرطان الثدى ومدى استجابته للعلاج.

 

  هل يمكن استخدام اختبار الدم لإجراء اختبار التعبير الجينى المتعدد؟

اختبارات الدم يمكن استخدامها لتقييم الجوانب الاخرى من سرطان الثدى ولكن لا يمكن استخدامها لإجراء اختبار التعبير الجينى المتعدد. ما يتم تقييمه هو سلوك الورم السرطانى ولهذا تتطلب الاختبارات خلايا وأنسجة الورم. اختبارات الدم متخصصة أكثر فى تحديد الجينات المرتبطة بمتلازمات سرطان الثدى مثل (BRCA1, BRCA2). اختبار التعبير الجينى المتعدد يحدد التغيرات فى الجينات التى تحدث فقط فى الاورام بينما اختبارات الدم تقوم حاليا باختبار خلايا الدم الطبيعية وتحديد التغيرات الوراثية فى الجينات التى تحدث فى كل خلايا الجسم.