تحليل البيليروبين

Bilirubin


 

الغرض من هذا التحليل:

يتم إجراء هذا التحليل لفحص أو لمُراقبة أمراض الكبد أو مرض فقر الدم الانحلالى (أنيميا انحلال الدم hemolytic anemia). و لمُراقبة مرض الصفراء لدى الأطفال حديثى الولادة (اليَرقان الوَليدى neonatal jaundice).

 

يُطلب منك إجراء هذا التحليل فى الحالات التالية:

يُطلب منك إجراء هذا التحليل عندما تُعانى من علامات و أعراض إصابة الكبد بالتلف أو بالمرض ، أو بانسداد القنوات المراريّة (الصفراويّة) ، أو بمرض فقر الدم الانحلالى (أنيميا انحلال الدم hemolytic anemia) ، أو بمشكلة فى الكبد تتعلّق بعملية الأيْض (التمثيل الغذائى metabolism) ، أو بمرض الصفراء لدى الأطفال حديثى الولادة (اليَرقان الوَليدى neonatal jaundice).

 

العينة المطلوبة لإجراء التحليل:

فى البالغين ، يتم سحب عينة من الدم من وريد فى الذراع. فى الأطفال حديثى الولادة ، يتم جمع عينة من الدم من الكاحل (كعب القدم). توجد بعض التقنيات الغير مؤذية تتوَفّر فى بعض مرافق الرعاية الصِحيّة و التى ستقوم بقياس البيليروبين (bilirubin) باستخدام جهاز يُوضَع على الجلد (مِقياس البيليروبين عبر الجلد).

 

تحضيرات قبل إجراء التحليل:

ربما تحتاج إلى الصيام (لا تتناول شيئا باستثناء الماء) لعِدة ساعات قبل إجراء التحليل. تتفاوَت مُتطلّبات الصيام حسب المُختبر. قم بسؤال فنى المُختبر أو الطبيب المعالج بشأن التعليمات المطلوبة.

كيف يتم التحليل و ماذا يبحث عنه الطبيب؟

البيليروبين (bilirubin) هو مادة صبغيّة صفراء - بُرتقاليّة ، و هى إحدى المُخلّفات التى يتم إنتاجها بصِفة أساسيّة عن طريق عملية الانحلال الطبيعية لجُزيء الهيم (heme). الهيم هو أحد مُكوّنات الهيموجلوبين و الذى يتواجد فى خلايا الدم الحمراء (RBCs) . تتم مُعالجة البيليروبين بواسطة الكبد ليتمكّن من التخلُّص منه خارج الجسم. يقوم هذا التحليل بقياس كمية البيليروبين الموجودة فى الدم بغرض تقييم وظائف الكبد لدى شخص ما أو للمساعدة فى تشخيص الإصابة بأمراض فقر الدم (الأنيميا) الناتجة عن تدمير (تحطُّم) خلايا الدم الحمراء (مرض فقر الدم الانحلالى hemolytic anemia).

 

 

تتحلّل خلايا الدم الحمراء (RBCs) بشكل طبيعى بعد سريانها فى مجرَى الدم لمدة 120 يوما تقريبا. فيتم إفراز مادة الهيم (heme) من الهيموجلوبين و التى تتحوَّل إلى مادة البيليروبين. هذا الشكل من البيليروبين يُدعَى أيضا البيليروبين الغير مُقترِن (unconjugated bilirubin). يتم حمل البيليروبين الغير مُقترِن إلى الكبد بواسطة البروتينات ، حيث ترتبط السُكريات بالبيليروبين لتُكوّن البيليروبين المُقترِن (conjugated bilirubin). يدخل البيليروبين المُقترِن فى العُصارة الصفراويّة (bile) و يعبر من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة ، و هناك يتحلّل بشكل أكبر بواسطة البكتيريا ، و فى نهاية المطاف يتم التخلُّص منه فى البُراز. لذلك ، فإن مُخلّفات عملية انحلال البيليروبين تُعطى البُراز لونه البُنى المُميّز.

يتم إنتاج كمية صغيرة من البيليروبين (حوالى 250 إلى 350 ميلليجرام) يوميا فى الشخص البالغ الطبيعى السليم. يُستمَد مُعظم البيليروبين (85%) من خلايا الدم الحمراء (RBCs) المُتحلِّلة أو المُحطَّمة ، و تُستمَد الكمية المُتبقّية من نخاع العظام أو من الكبد. من الطبيعى أن يتم إفراز كميات صغيرة من البيليروبين الغير مُقترِن (unconjugated bilirubin) فى الدم ، و لكن عمليا لا يوجد به أى بيليروبين مُقترِن (conjugated bilirubin). يُمكن قياس أو تقدير كلا النوعيْن بواسطة الاختبارات المعمليّة ، و قد يتم أيضا تقرير نتيجة البيليروبين الإجمالى (مجموعهما).

اذا ازداد مستوى البيليروبين فى الدم ، فقد يُعانى الشخص من حدوث صفراء ، حيث يحدث اصفرار للجلد و/أو لبياض العينيْن. يُمكن لنمط نتائج تحليل البيليروبين أن يُعطى للطبيب المعالج معلومات بشأن الحالة المرضيّة المُحتمل تواجدها. على سبيل المثال ، قد يزداد مستوى البيليروبين الغير مُقترِن عندما تكون هناك كمية غير مُعتادة من خلايا الدم الحمراء المُحطّمة (انحلال خلايا الدم الحمراء hemolysis) ، أو عندما يكون الكبد غير قادر على مُعالجة البيليروبين (بسبب وجود أمراض كبديّة مثل تليُّف الكبد cirrhosis أو المشاكل الوراثيّة). على النقيض ، فيُمكن للبيليروبين المُقترِن أن يزداد عندما يكون الكبد قادرا على مُعالجة البيليروبين و لكنه غير قادر على تمرير البيليروبين المُقترِن إلى العُصارة الصفراء من أجل إزالته. عندما يحدث ذلك ، فغالبا ما يكون السبب هو الإصابة بمرض الالتهاب الكبدى الحاد (acute hepatitis) أو بانسداد القنوات المراريّة (الصفراويّة).

إن ارتفاع مستويات البيليروبين الإجمالى و البيليروبين الغير مُقترِن يكون شائع الحدوث نسبيا فى الأطفال حديثى الولادة خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة. هذه الحالة تُدعَى "اليَرقان الوطيفى فى الأطفال حديثى الولادة physiologic jaundice of the newborn" و تحدث بسبب عدم نُضج الكبد لدى المولود بشكل يكفى لمعالجة البيليروبين. عادةً ما تشفَى حالات اليَرقان الوظيفى فى الأطفال حديثى الولادة من تلقاء نفسها خلال أيام قليلة. مع ذلك ، فى حالة إصابة المولود بمرض انحلال الدم ، فقد يتم تدمير خلايا الدم الحمراء (RBCs) بسبب عدم توافُق فصائل الدم بين الطفل و الأم. هذه الحالات قد تتطلّب العلاج لأن المستويات المرتفعة من البيليروبين الغير مُقترِن يُمكنها أن تُسبب ضررا فى مُخ المولود.

هناك حالة مرضيّة وراثيّة نادرة (تحدث فى حوالى 1 من كل 10,000 مولود) و لكنها تُهدّد البقاء على قيْد الحياة تُدعَى الغياب الخِلقى للقناة الصفراويّة (biliary atresia) و يُمكنها أن تُسبب ارتفاع مستويات البيليروبين الإجمالى و المُقترِن فى الأطفال حديثى الولادة. يجب الكشف عن هذه الحالة المرضيّة و علاجها بسُرعة ، بواسطة الجراحة فى المُعتاد ، و ذلك بغرض منع حدوث تلف خطير للكبد و الذى قد يتطلّب إجراء عملية زرع كبد خلال السنوات القليلة الأولى من العُمر. قد يحتاج بعض الأطفال إلى إجراء زراعة كبد على الرغم من تلقّيهم العلاج الجراحى المُبكّر.

 

كيف يتم جمع العينة اللازمة لإجراء هذا التحليل؟

فى البالغين ، يتم أخذ عينة الدم من وريد بالذراع بواسطة إبرة (حقنة). فى الأطفال حديثى الولادة ، غالبا ما يتم جمع عينة من الدم عن طريق وخز الكاحل (كعب القدم). تقنية وخز الكاحل تستخدم شفرة صغيرة و حادة لإحداث قطع فى جلد كعب الطفل الرضيع حيث يتم جمع قطرات قليلة من الدم فى أنبوب صغير. تتوَفّر تقنية غير مؤذية فى بعض مرافق الرعاية الصِحيّة تقوم بقياس البيليروبين (bilirubin) عبر الجلد ، هذا الجهاز يُدعَى (مِقياس البيليروبين عبر الجلد transcutaneous bilirubin meter).

 

هل هناك أى تحضيرات لازمة قبل إجراء التحليل للتأكد من جودة العينة المستخدمة؟

ربما تحتاج إلى الصيام (لا تتناول شيئا باستثناء الماء) لعِدة ساعات قبل إجراء التحليل. تتفاوَت مُتطلّبات الصيام حسب المُختبر. قم بسؤال فنى المُختبر أو الطبيب المعالج بشأن التعليمات المطلوبة.

 

كيف تتم الاستفادة من هذا التحليل؟

يُستخدم تحليل البيليروبين (bilirubin) فى الكشف عن المستوى الزائد من البيليروبين فى الدم. قد يُستخدم فى المساعدة على تحديد سبب حدوث الصفراء (اليَرقان jaundice) و/أو المساعدة فى تشخيص الإصابة بحالات مرضيّة ، مثل أمراض الكبد و مرض فقر الدم الانحلالى (أنيميا انحلال الدم hemolytic anemia) و انسداد القنوات المراريّة (الصفراويّة).

البيليروبين (bilirubin) هو مادة صبغيّة صفراء - بُرتقاليّة ، و هى إحدى المُخلّفات التى يتم إنتاجها بصِفة أساسيّة عن طريق عملية الانحلال الطبيعية لجُزيء الهيم (heme). الهيم هو أحد مُكوّنات الهيموجلوبين و الذى يتواجد فى خلايا الدم الحمراء (RBCs) . تتم مُعالجة البيليروبين بواسطة الكبد ليتمكّن من التخلُّص منه خارج الجسم. أى حالة مرضيّة تقوم بزيادة مُعدّل انحلال خلايا الدم الحمراء (RBCs) أو تؤثر على عملية مُعالجة و إزالة البيليروبين قد تُسبب ارتفاع مستواه فى الدم.

يُمكن قياس و تقدير نوعيْن من البيليروبين بواسطة التحاليل المعمليّة:

  البيليروبين الغير مُقترِن (Unconjugated bilirubin): عندما يتم إفراز مادة الهيم (heme) من الهيموجلوبين ، فيتم تحويله إلى بيليروبين غير مُقترِن. ثم يتم حمله بواسطة البروتينات إلى الكبد. قد توجد منه كميات قليلة فى الدم.

  البيليروبين المُقترِن (conjugated bilirubin): يتكوَّن فى الكبد عندما ترتبط السُكريات بالبيليروبين (ليُصبح بيليروبين مُقترن). ثم يدخل فى العُصارة الصفراء و يمر من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة حتى يتم التخلُّص منه فى نهاية المطاف فى البُراز. من الطبيعى ألا يتواجد البيليروبين المُقترِن فى الدم.

  عادةً ما يُستخدم تحليل كيميائى لقياس مستوى البيليروبين الإجمالى (البيليروبين الغير المُقترِن و البيليروبين المُقترِن). إذا ازداد مستوى البيليروبين الإجمالى ، فيُمكن للمُختبر أن يستخدم تحليل كيميائى ثانى للكشف عن أشكال البيليروبين القابلة للذوَبان فى الماء ، و الذى يُدعَى تحليل البيليروبين "المُباشر direct". يُقدّم تحليل البيليروبين المُباشر تقديرا لكمية البيليروبين المُقترِن الموجودة. يُساعد خصم مستوى البيليروبين المُباشر من مستوى البيليروبين الإجمالى فى تقدير مستوى البيليروبين "الغير مُباشر indirect" الغير مُقترِن. يُمكن لنمط نتائج تحليل البيليروبين أن تُعطى للطبيب المعالج معلومات بشأن الحالة المرضيّة المُحتمل تواجدها.

 

يتم قياس مستوى البيليروبين فى البالغين و فى الأطفال الكبار بغرض:

  تشخيص و/أو مُراقبة أمراض الكبد و القنوات المراريّة (مثل مرض تليُّف الكبد cirrhosis أو مرض الالتهاب الكبدى hepatitis أو حصوَات المرارة gallstones).

  تقييم الأشخاص المُصابين بمرض فقر الدم المِنجلى (أنيميا خلايا الدم المِنجليّة sickle cell anemia) أو بأى أسباب أخرى لمرض فقر الدم الانحلالى (أنيميا انحلال الدم hemolytic anemia). قد يحدث لهؤلاء الأشخاص نوْبات تُدعَى أزمات (crises) عندما تزداد مستويات البيليروبين بسبب فرط انحلال خلايا الدم الحمراء (RBC)

فى الأطفال حديثى الولادة المُصابين بالصفراء (اليَرقان jaundice) ، يتم استخدام تحليل البيليروبين للتفريق بين مسببات حدوث الصفراء.

  فى كل من مرض الصفراء الوظيفيّة (physiologic jaundice) و مرض فقر الدم الانحلالى (أنيميا انحلال الدم hemolytic disease) فى الأطفال حديثى الولادة ، يزداد فقط البيليروبين الغير مُقترِن (الغير مُباشر).

  فى حالات مرضيّة أقل شيوعا ، فإن تلف الكبد الذى يحدث للأطفال حديثى الولادة بسبب إصابتهم بمرض الالتهاب الكبدى (neonatal hepatitis) و بمرض الغياب الخِلقى للقناة الصفراويّة (biliary atresia) سيزيد من تركيزات البيليروبين المُقترِن (المُباشر) ، و غالبا ما يُمثّل ذلك دليلا مبدئيا على تواجد أحد هذه الحالات المرضيّة الغير شائعة.

  من المهم سُرعة الكشف عن و علاج المستوى المرتفع من البيليروبين فى الأطفال حديثى الولادة لأن زيادة البيليروبين الغير مُقترِن تضر خلايا المُخ النامى. تشمل عواقب هذا الضرر تأخُّر النموْ العقلى و إعاقة التعلُّم و التطوُّر و فُقدان السمع و مشاكل فى حركة العين و الوفاة.

 

متى يُطلب إجراء هذا التحليل؟

عادةً ما يطلب الطبيب المعالج إجراء تحليل البيليروبين بالتزامُن مع إجراء تحاليل معمليّة أخرى (تحليل إنزيم ألكالاين فوسفاتيز ALP و تحليل إنزيم أسبرتات أمينو ترانسفيراز AST و تحليل إنزيم ألانين أمينو ترانسفيراز ALT) عندما يُعانى شخص ما من دلائل على عدم كفاءة الأداء الوظيفى للكبد. قد يُطلب إجراء تحليل البيليروبين عندما:

  تظهر على شخص ما دلائل حدوث الصفراء (اليَرقان jaundice).

  يكون لدى شخص ما تاريخ سابق لتعاطى كميات مُفرِطة من الكحوليات.

  يُشتبه فى إصابة شخص ما بحالة تسمُّم دوائى.

  يتعرَّض شخص ما للفيروسات التى تُسبب الإصابة بمرض الالتهاب الكبدى.

تشمل الأعراض الأخرى التى قد تتواجد:

  بول داكن كهرمانى اللون.

  غثيان/قيء.

  ألم و/أو تورُّم فى البطن.

  التعب و الإجهاد و الشعور بالضيق العام و الذى غالبا ما يُصاحب الإصابة بمرض مُزمن فى الكبد.

  إن قياس و مُراقبة مستوى البيليروبين فى الأطفال حديثى الولادة المُصابين بالصفراء (اليَرقان jaundice) يُعتبران من إجراءات الرعاية الطبية القياسيّة.

  قد يُطلب أيضا إجراء تحاليل البيليروبين عندما يُشتبه فى إصابة شخص ما (أو عندما يكون مُصابا بالفعل) بمرض فقر الدم الانحلالى (أنيميا انحلال الدم hemolytic anemia) كمُسبّب لمرض فقر الدم (الأنيميا). فى هذه الحالة ، غالبا ما يُطلب إجراؤه إلى جانب إجراء تحاليل أخرى بغرض تقييم سبب انحلال خلايا الدم ، مثل تحليل صورة الدم الكاملة (CBC) و تحليل تِعداد الخلايا الشبكيّة (reticulocyte count) و تحليل بروتين الهابتوجلوبين (haptoglobin) و تحليل إنزيم لاكتات ديهايدروجيناز (LDH).

 

ما هى نتائج هذا التحليل و ماذا تعنى؟

فى البالغين و فى الأطفال:

إن ارتفاع مستوى البيليروبين الإجمالى و الذى يكون غير مُقترِن "غير مُباشر" بشكل رئيسى قد يكون ناتجا عن:

  الإصابة بمرض فقر الدم الانحلالى (أنيميا انحلال الدم hemolytic anemia) أو بمرض الأنيميا الخبيثة (pernicious anemia).

  حدوث تفاعُل لعملية نقل دم.

  الإصابة بمرض تليُّف الكبد (cirrhosis).

  الإصابة بحالة مرضيّة شائعة نسبيا تُدعَى مُتلازمة جيلبرت (Gilbert syndrome) ، و التى ترجع إلى وجود مستويات منخفضة من الإنزيم الذى يُنتج البيليروبين المُقترِن.

إذا ارتفع مستوى البيليروبين المُقترِن (المُباشر) أكثر من البيليروبين الغير مُقترِن (الغير مُباشر) ، فهذا يعنى فى العادة وجود مشكلة تتعلّق بانخفاض مُعدّل التخلُّص من البيليروبين بواسطة خلايا الكبد. تشمل بعض الحالات المرضيّة التى قد تُسبب ذلك ما يلى:

  مرض الالتهاب الكبدى الفيروسى (viral hepatitis).

  التفاعُلات الناتجة عن تعاطى الأدوية.

  أمراض الكبد الناتجة عن تعاطى الكحوليات.

يرتفع أيضا مستوى البيليروبين المُقترِن (المُباشر) بصورة أكبر من البيليروبين الغير مُقترِن (الغير مُباشر) عندما يكون هناك انسداد فى القنوات المراريّة (الصفراويّة). قد يحدث ذلك مع ما يلى على سبيل المثال:

  وجود حصوَات فى القنوات المراريّة (الصفراويّة).

  وجود أوْرام.

  حدوث ندبات فى القنوات المراريّة (الصفراويّة).

  قد تُسبب أيضا بعض الأمراض الوراثيّة النادرة ارتفاع مستويات البيليروبين ، مثل مُتلازمة روتور (Rotor syndrome) و مُتلازمة دوبن - جونسون (Dubin-Johnson syndrome) و مُتلازمة كريجلر - ناجار (Crigler-Najjar syndrome).

  فى العموم ، إن وجود مستويات منخفضة من البيليروبين لا يُمثّل أهمية كبيرة و لا تتم مُراقبته.

 

فى الأطفال حديثى الولادة

قد يكون ارتفاع مستوى البيليروبين فى الأطفال حديثى الولادة مؤقتا و يشفَى من تلقاء نفسه فى خلال أيام قليلة إلى أسبوعين. مع ذلك ، إذا تعدَّى مستوى البيليروبين الحد الحرج أو ازداد بشكل سريع ، فستكون هناك حاجة للتقصّى عن السبب فى ذلك حتى يُمكن البدء فى العلاج المناسب. قد تكون التركيزات الزائدة من البيليروبين ناتجة عن تسارع مُعدّل انحلال خلايا الدم الحمراء بسبب ما يلى:

  عدم توافُق فصائل الدم بين الأم و مولودها.

  وجود أنواع مُعيّنة من العدوى الخِلقيّة.

  نقص الأكسجين (hypoxia).

  وجود أمراض تؤثر على الكبد.

  فى أغلب تلك الحالات المرضيّة ، يزداد فقط البيليروبين الغير مُقترِن (الغير مُباشر). نُلاحظ ارتفاع البيليروبين المُقترِن (المُباشر) فى حالات مرضيّة نادرة مثل مرض الغياب الخِلقى للقناة الصفراويّة (biliary atresia) و مرض الالتهاب الكبدى الوَليدى (neonatal hepatitis). يتطلّب مرض الغياب الخِلقى للقناة الصفراويّة (biliary atresia) التدخل الجراحى لمنع حدوث تلف فى الكبد.

 

هل هناك أشياء أخرى يجب أن أعرفها عن هذا التحليل؟

على الرغم من أن البيليروبين الغير مُقترِن قد يكون ساما بالنسبة لتطوُّر المُخ فى الأطفال حديثى الولادة (حتى 2-4 أسابيع من العُمر) ، فهو لا يُمثّل نفس التهديد للأطفال الأكبر سِنا و للبالغين. فى الأطفال الأكبر سِنا و فى البالغين ، ينمو (الحاجز الدماغى الدموى blood-brain barrier) بشكل أكبر و يمنع البيليروبين من المرور إلى خلايا المُخ. بغض النظر عن ذلك ، فإن ارتفاع مستوى البيليروبين يُرجّح بقوة وجود حالة مرضيّة يجب تقييمها و علاجها.

من الطبيعى أن يوجد البيليروبين فى البول. مع ذلك ، فالبيليروبين المُقترِن يكون قابلا للذوَبان فى الماء و قد يتخلَّص الجسم منه عبر البول إذا لم يتمكّن من المرور مع العُصارة الصفراء (bile). إن القياسات الملحوظة للبيليروبين فى البول تُشير عادةً إلى وجود انسداد فى القنوات الكبديّة أو المراريّة (الصفراويّة) ، أو إلى الإصابة بمرض الالتهاب الكبدى (hepatitis) ، أو بنوع آخر من أنواع الضرر الحاصل فى الكبد و قد يُمكن الكشف عنه فى المراحل المُبكّرة من المرض. لهذا السبب ، يتم إدراج تحليل البيليروبين ضمن تحليل البول الروتينى المُعتاد (urinalysis).

تميل تركيزات البيليروبين إلى أن تكون أعلى قليلا فى الرجال عنها فى النساء. يوجد لدى الأمريكيين من أصل أفريقى تركيزات أقل من البيليروبين عنها لدى الأمريكيين من غير الأفارقة. إن مُمارسة التمارين الرياضيّة قد تزيد من مستويات البيليروبين.

تشمل الأدوية التى يُمكنها تقليل مستوى البيليروبين الإجمالى: الباربيتورات (barbiturates) و الكافيين (caffeine) و البنسيلين (penicillin) و الجُرعات العالية من الساليسيلات (salicylates). إن عقار أتازانافير (atazanavir) يزيد من مستوى البيليروبين الغير مُقترِن (الغير مُباشر).

  هل بعض الأشخاص يكون لديهم مخاطر وراثيّة تجعلهم أكثر عُرضة لوجود اضطراب فى مستويات البيليروبين؟

هناك العديد من الحالات الوراثيّة المُزمنة التى تزيد من مستويات البيليروبين فى الدم و تشمل مُتلازمة جيلبرت (Gilbert syndrome) و مُتلازمة دوبن - جونسون (Dubin-Johnson syndrome) و مُتلازمة روتور (Rotor syndrome) و مُتلازمة كريجلر - ناجار (Crigler-Najjar syndrome). الحالات المرضيّة الثلاثة الأولى عادةً ما تكون بسيطة ، يُمكن للحالات المرضيّة المُزمنة أن تتفاقم تحت ظروف مُعيّنة و لكنها فى العموم لا تُسبب مشاكل صِحيّة ملحوظة. على سبيل المثال ، تكون مُتلازمة جيلبرت (Gilbert syndrome) شائعة جدا. يُصاب حوالى 1 من كل 6 أشخاص بتلك الحالة الوراثيّة ، و لكن فى العادة لا يكون لدى الأشخاص المُصابين بمُتلازمة جيلبرت (Gilbert syndrome) بيليروبين مرتفع. تُعد مُتلازمة كريجلر - ناجار (Crigler-Najjar syndrome) هى الحالة الوراثيّة الأكثر خطورة ، و هى مرض نادر الحدوث ، و قد تُسبب الوفاة لبعض الأشخاص المُصابين بها.

 

  كيف يُمكن علاج مستويات البيليروبين الغير طبيعية و/أو الصفراء (اليَرقان jaundice)؟

يعتمد العلاج على سبب حدوث الصفراء (اليَرقان jaundice). فى الأطفال حديثى الولادة ، قد يُستخدم العلاج بالضوء (علاج باستخدام ضوء خاص) و/أو إجراء نقل و استبدال للدم و/أو بعض الأدوية التى يُمكنها تقليل مستوى البيليروبين. عادةً لا يكون العلاج ضروريا فى مُتلازمات جيلبرت (Gilbert syndrome) و روتور (Rotor syndrome) و دوبن - جونسون (Dubin-Johnson syndrome). قد تستجيب مُتلازمة كريجلر - ناجار (Crigler-Najjar syndrome) للعلاج بإنزيمات خاصة أو رُبما تتطلّب إجراء عملية زرع كبد. غالبا ما يتم علاج حالات الصفراء (اليَرقان) الناتجة عن الانسداد بواسطة الجراحة. إن حالات الصفراء (اليَرقان) الناتجة عن تليُّف الكبد (cirrhosis) تحدث بسبب تضرُّر الكبد على المدى الطويل و لا تستجيب بشكل جيّد لأى نوع من العلاج سوَى إجراء عملية زرع كبد.