متلازمة الأيْض (التمثيل الغذائي)
Metabolic Syndrome
ما هي متلازمة الأيض؟
المتلازمة الأيضية عبارة عن مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الشخص للإصابة بحالات خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية , والسكر من النوع الثاني ، والسكتة الدماغية. وتشمل هذه العوامل:
• الدهون الزائدة حول الخصر (السمنة فى البطن).
• انخفاض القدرة على معالجة واستخدام الجلوكوز (زيادة جلوكوز الدم و / أو
المقاومة للإنسولين).
• نسب غير صحية من الدهون ، بما في
ذلك ارتفاع الدهون الثلاثية ومستوى منخفض من البروتين الدهني العالي الكثافة
(HDL ، الكولستيرول "الجيد").
• ارتفاع ضغط الدم.
المتلازمة الأيضية هي حالة شائعة وتسمى بالعديد من الأسماء (متلازمة ديسميتابوليك , متلازمة X ، متلازمة مقاومة الإنسولين ، متلازمة السمنة ، ومتلازمة ريفن). ومعظم الناس المتعرف على وجود هذه المتلازمة لديهم قد تلقوا تعليمات حول أهمية ملاحظة أعراض مرض السكر ، وقياس ضغط الدم لديهم ورصد النسب المحددة للدهون ، وممارسة الرياضة. ولكن نادراً ما يتم الربط بين جميع هذه العوامل معاً إلا من يسعى لتحقيق "حياة صحية".
قد قدر (المعهد الوطنى للقلب والرئة والدم) أن حوالي 34 في المائة من الأمريكيين مصابون بالمتلازمة الأيضية. وهى يمكن أن تؤثر على أي شخص في أي سن ، ولكن تتضح بشكل أكبر (في كثير من الأحيان) في الأشخاص الغير نشطين والذين لديهم زيادة فى الوزن إلى حد كبير ، مع زيادة الدهون في منطقة البطن.
في حين أن العديد من المنظمات الوطنية والدولية تستخدم معايير معينة لتحديد المتلازمة الأيضية ، وآخرون ، بما في ذلك (رابطة السكر الأمريكية) تقدر قيمة التشخيص المحدد للمتلازمة الأيضية. ويشيرون إلى أن المعايير المجتمعة ، ليست مفيدة بشكل أكبر في التنبؤ بمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكر من المعايير الفردية التي تبدو بشكل منفصل. والعلم يحتاج إلى أن يكون أكثر وضوحاً ، وقد إقترحت (رابطة السكر الأمريكية) المتلازمة الأيضية على أنها متلازمة تعريفية.
وقد كانت منظمة الصحة العالمية هى الأولى فى نشر تعريف مقبول دولياً للمتلازمة الأيضية في عام 1998 ، ولكن المعايير التي حظيت قبول واسع وإنتشار أكثر واستخدمت في الولايات المتحدة هي تلك التى وضعت في عام 2002 كمبادئ توجيهية في التقرير الثالث لفريق الخبراء في "البرنامج الوطني التعليمي لنسبة الكولستيرول في الدم" في الكشف والتقييم ، والعلاج من إرتفاع نسبة الكولستيرول في الدم لدى البالغين.
في عام 2005 ، أصدرت رابطة القلب الأمريكية (AHA) بالإتحاد مع (NHLBI) بياناً علمياً بشأن المتلازمة الأيضية والذى يتضمن مجموعة من المعايير التي تحدد الحالة من أجل توفير المزيد من التقدم في مجال رعاية المرضى والأبحاث. وقد نشر كل من الإتحاد الدولي لمرضى السكر ، و (NHLBI) ، و (AHA) ، والإتحاد العالمي للقلب ، والرابطة الدولية لدراسة السمنة بياناً مشتركاً في عام 2009 يصف تعريف "مُوحد" للمتلازمة الأيضية. ومحيط الخصر تبعاً للأشخاص والمعايير الخاصة بكل بلد قد تم الإستعاضة به عن السمنة كمقياس لحالة الجسم.
يُلاحظ أيضاً في كثير من الأحيان مع المتلازمة الأيضية الميل إلى تجلط الدم الزائد وحدوث الإلتهابات. في حين قد تكون الأعراض الواضحة غائبة ، وهذه الأعراض تحذر من زيادة إحتمال إنسداد الشرايين ، وأمراض القلب ، والسكتة الدماغية ، والسكر ، وأمراض الكلى ، وحتى الوفاة المبكرة. وإذا تركت دون علاج ، فإن المضاعفات الناتجة عن الأمراض المرتبطة بالمتلازمة الأيضية الغير معالجة يمكن أن تتطور في غضون 15 سنة. والذين يعانون من المتلازمة الأيضية ويقومون بالتدخين فيكون لديهم صعوبة فى الشفاء منها.
والسبب الجذري لمعظم حالات المتلازمة الأيضية يُمكن أن يرجع إلى سوء العادات الغذائية ونمط الحياة المستقرة المرفهة. وفي بعض الحالات ، فإن تشخيص المتلازمة الأيضية يمكن أن يكون أسهل مع الحالات التي سبق تشخيصها بإرتفاع ضغط الدم أو مرض السكر قليل الخضوع للرقابة. كما يبدو أن هناك إقتران بينها وبين مرض الكبد الدهني غير الكحولي ، ومرض تكيس المبيض ، وبعض أنواع السرطان. ويُعتقد بأن عدد قليل من الحالات يرتبط بالعوامل الوراثية.
جميع العوامل المرتبطة بالمتلازمة الأيضية مترابطة. فالسمنة وعدم ممارسة الرياضة تؤدي إلى المقاومة للإنسولين. والمقاومة للإنسولين لها تأثير سلبي على إنتاج المحتوى الدهني ، وزيادة (البروتين الدهني المنخفض الكثافة جداً) ، و (البروتين الدهني المنخفض الكثافة - الكوليسترول السيئ) ، ومستويات الدهون الثلاثية في الدم وإنخفاض (البروتين الدهني عالي الكثافة - الكوليسترول الجيد). وهذا يمكن أن يؤدى الى ترسيب الشرائط الدهنية في الشرايين والتي - مع مرور الوقت - يُمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية.
المقاومة للإنسولين تؤدي أيضاً إلى زيادة مستويات الإنسولين والجلوكوز في الدم. وزيادة الإنسولين تؤدي إلى الإحتفاظ بالصوديوم بواسطة الكليتين ، مما يزيد من ضغط الدم أي يؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم. ومستويات السكر المرتفعة المزمنة تؤدي بدورها إلى تلف الأوعية الدموية وبعض الأجهزة ، مثل الكليتين.
قد يشك طبيب الرعاية الصحية في أن شخص ما لديه متلازمة التمثيل الغذائي خاصة إذا كان الشخص زائد الوزن حول الخصر و ذو حياة مرفهة ومريحة ، ولكن الإختبارات المعملية والغير معملية هامة في تأكيد التشخيص. وتشمل الإختبارات الموصى بها:
الفحوصات المعملية
• قياس الجلوكوز. وعادة ما يتم إجراء إختبار جلوكوز الصيام ، لكن في بعض الحالات ، يجوز أيضاً أن يقوم طبيب الرعاية الصحية باجراء إختبار جلوكوز بعد الوجبة أو إختبار تحمل الجلوكوز (عن طريق إجراء عدة إختبارات للجلوكوز التي تتخذ قبل وفي فواصل زمنية محددة وبعد تناول الجلوكوز). والهدف من إختبار الجلوكوز هو تحديد ما إذا كان شخص ما لديه مرض السكر أو إنخفاض قدرة جسمه على معالجة وإستخدام الجلوكوز (خلل تحمل الجلوكوز) ، مما يؤدي في النهاية إلى مرض السكر.
• الهيموجلوبين A1c. وهو مقياس لمراقبة الجلوكوز ، ويمكن إستخدامه لتشخيص مرض السكر.
• صورة الدهون. وهى تقيس (HDL) و (LDL) و (VLDL) والدهون الثلاثية. فإذا كانت الدهون الثلاثية مرتفعة إلى حد كبير ، فإن تحليل DLDL (قياس مباشر لـ LDL) قد يكون هناك حاجة إلى إجراؤه.
هناك فحوصات معملية أخرى والتي لا ينصح بها لتشخيص متلازمة التمثيل الغذائي ولكن يجوز أن يجريها بعض العاملين في الرعاية الصحية لتقديم معلومات إضافية. وهي تشمل:
• الببتيد-C: وهذا مؤشر موثوق به لإنتاج الإنسولين ذاتياً.
• ألبومين البول: وهو مؤشر مبكر لأمراض الكلى ، وهذا الإختبار يستخدم للمساعدة
في مراقبة مرضى السكر وينصح به وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية.
• CRP: وهو مقياس للمستويات المنخفضة من الإلتهاب والتي يمكن إختبارها كجزء من
تقييم خطر أمراض القلب.
• sdLDL: وهو مقياس لعدد جزيئات البروتين الدهنى المنخفض الكثافة لدى الشخص. وهى
تختلف في الحجم. وأصغر الجزيئات كثافة ، (والتي ترتفع بزيادة نسبة الدهون
الثلاثية و البروتين الدهنى المنخفض الكثافة جداً الموجودين في الدم) ، يُعتقد أن
تكون أكثر قوة في التسبب في تصلب الشرايين. وهذا الإختبار متاح تجارياً الآن ،
ولكن لا يُستخدم من قبل العديد من المختبرات ولم يُطلب بشكل متكرر. ولم تحدد
فائدته الإكلينيكية في نهاية المطاف. ويمكن إستخدامه في إجراء إختبار جسيمات
البروتين الدهني المنخفض الكثافة.
الفحوصات الغير معملية
• ضغط الدم ، للتحقق من وجود إرتفاع ضغط الدم.
• محيط الخصر والوزن ، للتأكد من السمنة فى البطن.
• مؤشر كتلة الجسم ، بديلاً لقياس السمنة والذى يستخدم من قبل العديد من
العاملين في مجال الرعاية الصحية ، ويتم حسابها عن طريق إتخاذ: (الوزن بالرطل ×
705) / (الطول بالبوصة المربعة) ، على سبيل المثال: (150 رطل × 705) / (67 بوصة
× 67 بوصة) = مؤشر كتلة الجسم 23.5 ، ويُعتبر الإنسان البالغ ذو مؤشر كتلة
الجسم أكبر من 30 معانياً من السمنة المفرطة. وهذه الحسابات لا تصف مكان الوزن
الزائد في الجسم.
العلاج الأولي لمتلازمة التمثيل الغذائي هو "تعديل نمط الحياة" للحد من السمنة. فالمتضررين يجب أن يفقدوا جزء من الوزن الزائد لديهم ويمارسوا الرياضة بإنتظام. وينصح لهم أيضاً بالتوقف عن تدخين السجائر.
تخفيف الوزن وممارسة الرياضة يؤدي إلى:
• إنخفاض مستويات ضغط الدم.
• زيادة الحساسية للإنسولين.
• إنقاص الدهون الثلاثية والبروتين الدهنى المنخفض الكثافة.
• رفع نسبة البروتين الدهنى العالي الكثافة.
• تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية و السكتة الدماغية.
العلاج بالأدوية قد يكون ضرورياً لمعالجة الجوانب الأخرى للمتلازمة الأيضية. وينبغي أن يعالج إرتفاع ضغط الدم. ويمكن معالجة نسب الدهون العالية (الغير صحية) بواسطة (ستاتين). ويُوصي بعض ممارسي الرعاية الصحية أيضاً بالأسبرين لتقليل خطر تكوين الجلطات الدموية. والبعض قد يصف أدوية لزيادة الحساسية للإنسولين (على الرغم من أنه ليس هناك إتفاق واسع النطاق على هذا).
الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي ينبغي عليهم التعاون مع مقدم الرعاية الصحية لديهم وأصحاب المهن الطبية الأخرى ، مثل أخصائيي التغذية ، لوضع خطة علاج فردي ورصد فعاليتها.
المتلازمة الأيضية: تفاصيل إضافية
الإنسولين هو هرمون يسمح للجلوكوز بالإنتقال إلى خلايا الأنسجة ، حيث يستخدم لإنتاج الطاقة. ثم يحث الإنسولين الكبد إما على تخزين جلوكوز الدم الزائد المتبقي كـ جليكوجين (لتخزين الطاقة قصيرة الأجل) و / أو إستخدامه لإنتاج الأحماض الدهنية (التي تصبح بعد ذلك دهون ثلاثية). وفي الأشخاص الذين يعانون من المقاومة للإنسولين ، فإن الإنسولين يجب أن يُضخ بكميات إضافية عن طريق البنكرياس للتغلب على مقاومة خلايا الأنسجة له والسماح للجلوكوز بالدخول إلى الخلايا. هذه المقاومة والإستجابة لها يمكن أن تؤدي إلى زيادة تركيز الإنسولين والجلوكوز في الدم. ومع مرور الوقت ، يمكن أن تضر مستويات السكر الزائدة الأوعية الدموية وأجهزة مثل: الكليتين. وزيادة مستويات الإنسولين تزيد الإحتفاظ بالصوديوم بواسطة الكليتين ، مما يؤدى إلى إرتفاع في ضغط الدم.
الكبد يستخدم الدهون الثلاثية ، والكولستيرول والبروتين لتكوين البروتين الدهنىات الغنية بالدهون الثلاثية والمنخفضة الكثافة جداً. وفي الدم ، يستخدم إنزيم معين لإزالة الدهون الثلاثية من البروتين الدهنى المنخفض الكثافة جداً لتحويلها إلى البروتين الدهنىات المتوسطة الكثافة ومن ثم إلى البروتين الدهنىات المنخفضة الكثافة (LDL - والكوليسترول "السيئ"). والبروتين الدهنىات المنخفضة الكثافة ليست كلها سيئة ، فهى جزء أساسي من التمثيل الغذائي للدهون ، وضرورية لسلامة جدران الخلايا وإنتاج (الستيرويد) والهرمونات الجنسية. ولكن عند زيادتها ، فإنه يمكن أكسدتها وتراكمها ، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين الرواسب الدهنية في جدران الشرايين وتصلب الأوعية الدموية (وإلى أمراض القلب والأوعية الدموية وتجلط الدم).
يتم إنتاج جزيئات البروتين الدهنىات المنخفضة الكثافة بمختلف الأحجام. ويعتقد أن البروتين الدهنىات المنخفضة الكثافة تكون أكثر خطراً فى التعرض لتراكم الكوليسترول في جدران الشرايين من نظرائهم الأكبر. وفي الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة و / أو المقاومة للإنسولين ، فإن كميات هائلة من البروتين الدهنىات المنخفضة الكثافة جداً والدهون الثلاثية تبقى في الدم وتؤدي إلى زيادة في إنتاج البروتين الدهنى المنخفض الكثافة.
البروتين الدهنى العالي الكثافة (HDL) والكوليسترول "الجيد" يقومون بنقل الكوليسترول الزائد من الأنسجة إلى الكبد. وفي الكبد ، فإن الكوليسترول إما أن يُعاد تدويره لإستخدامه في المستقبل أو يفرز في الصفراء. والنقل العكسي للكوليسترول الجيد هو السبيل الوحيد للخلايا ليمكنها التخلص من الكوليسترول الزائد. فهو يُساعد على حماية الشرايين ، وإذا كان هناك كميات كافية من البروتين الدهنى العالي الكثافة ، فإنه يُعطل تكوين اللوحات الدهنية في الشرايين. وعندما تكون هناك كميات هائلة من البروتين الدهنى المنخفض الكثافة جداً والدهون الثلاثية ، فإن تركيزات الكوليسترول الجيد والبروتين الدهنى العالي الكثافة في الدم تنخفض.