الإسهال

Diarrhea


 

ما هو الإسهال؟
الإسهال هو عرض شائع يدل على وجود مُشكلة في الجهاز الهضمي. ويتميز بتكرار التبرز ويكون البراز رخواً وقد يُصاحبه ألم في المعدة (البطن) ، ومغص ، وغثيان ، وتقيؤ ، وشعور بالتعب. وفي بعض الأحيان قد يظهر دم و / أو مُخاط في البراز.

يعتبر الإسهال الذي يستمر من يوم إلى بضعة أيام من النوع الحاد. ويُعاني معظم البالغين عدة نوبات خفيفة من الإسهال البسيط كل عام ، والتي عادةً ما تكون حادة وتنتهي دون الحاجة إلى العلاج الطبي. أما الإسهال الذي يستمر أسبوعين إلى أربعة أسابيع أو أكثر فيعتبر من النوع المُزمن. وخلال هذا الوقت قد يأتي الإسهال ويذهب أو قد يكون مستمراً.

من الممكن أن يًصبح الإسهال الحاد والإسهال المُزمن خطراً ، خاصةً بالنسبة للأطفال الصغار جداً وكبار السن. فإذا كان الإسهال شديداً أو إستمر لعدة أسابيع ، فيمكن أن يؤدي هذا إلى الجفاف وعدم التوازن في الأملاح. فإذا أصبحت مستويات الأملاح في الجسم مرتفعة جداً أو منخفضة جداً ، فيمكن أن يكون هذا مُهددا للحياة إذا لم يتم علاجه. بعض الأفراد الذين يُصابون بالإسهال قد يحتاجون لدخول المستشفى. وفي حالات الأطفال الرُضع ، يمكن أن يحدث الجفاف الشديد في غضون يوم أو إثنين.

هناك العديد من الأسباب المؤدية للإصابة بالإسهال الحاد والمزمن منها الراجعة للعدوى والغير راجعة للعدوى.

أنواع العدوى الشائعة المُسببة للإسهال :

ترتبط العدوى الفيروسية ، البكتيرية ، والطفيلية مع الإسهال الذي يستمر عدة أيام إلى بضعة أسابيع ، على الرغم من أن بعض الحالات قد تستمر أكثر مُسببة الإسهال المُزمن في مثل حالات الأشخاص المُصابين بضعف الجهاز المناعي (مثل مرضى الإيدز ، أو السرطان ، أو زراعة الأعضاء). ويكون مصدر هذا الإسهال هو العدوى بالفيروسات أو البكتيريا ، أو الطفيليات الموجودة في البراز والتي تنتقل من شخصٍ إلى آخر عن طريق التعامل بالفم مع سطح مُلوث. ويعتبر تناول طعام أو شُرب مياة ملوثة هو الطريقة الأكثر شيوعاً للإصابة بالعدوى وتُسمى (الأمراض التي ينقلها الغذاء أو المياه).

بمجرد أن يُصاب شخص بالعدوى فيمكن أن ينقلها إلى الآخرين من حوله ما لم يتم إتباع الممارسات الصحية بعناية (وتحديداً غسل اليدين). ويُعتبر هذا تحدياً خاصة بالنسبة للأسر التي بها أطفال رُضع مُصابين بالمرض ، وفي مراكز الرعاية النهارية ، وفي دور رعاية المسنين. وأحياناً عندما يحدث تفشي لعدوى بكتيرية أو طفيلية فيمكن إرجاعه إلى مطعم معين أو مادة غذائية تم تناولها في نُزهة. في بعض الأحيان قد يكون راجعاً إلى مصدر مياه مُلوث.

أما بالنسبة للذين يُسافرون خارج الولايات المتحدة ، وتحديداً إلى الدول النامية ، فقد يتعرضوا لمجموعة متنوعة من مُسببات الأمراض من الفيروسات ، والبكتيريا ، والطفيليات. لدرجة أن شيء بسيط مثل مكعبات الثلج الملوثة ، أو سلطة الفواكة الطازجة ، أو تناول طعام من كُشك يمكن أن تُسبب المرض.

 

الفيروسات:

• فيروس نورو ، ويسمى أيضاً الفيروس الشبيه بنورووك ويعتبر هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بمرض مفاجئ و / أو حاد في الجهاز الهضمي (إلتهاب المعدة والأمعاء الحاد) في الولايات المتحدة الأمريكية ويُعتبر من الأمراض التي تنتقل بواسطة الغذاء والمياه الملوثة ، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). كما أنه فيروس مُعدِ جداً حيث يمكن أن يلوث الغذاء والماء وأن ينتشر أيضاً من شخص لآخر. ويمكن أن يُسبب فيروس نورو حالات من تفشي الإصابة بإلتهاب المعدة والأمعاء على متن السفن السياحية ، وفي دور رعاية المسنين والمدارس والجيش ، وفي أي مكان يتجمع فيه الناس.

• فيروس الروتا , ويعتبر هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالإسهال الحاد بين الأطفال. وينتشر الفيروس عن طريق لمس براز شخص مُصاب كما يحدث عادةً مع الأطفال الرُضع. ولمنع التلوث ، يجب دائماً غسل اليدين بعد تغيير الحفاضات والتأكد من تنظيف أسطح الأشياء بإنتظام مثل طاولة تغيير الحفاضات أو اللعب التي يمكن أن تكون مُلوثة. ويمكن أيضاً أن يُعطى الرضع لقاح عن طريق الفم الذي تصل فعاليته إلى 98٪ في الوقاية من العدوى بفيروس الروتا.

• أمثلة أخرى من الفيروسات التي يمكن أن تُسبب الإسهال وتشمل الفيروسات الغدية والإلتهاب الكبدي أ ، والفيروس المضخم للخلايا (CMV).

 

البكتيريا: البكتيريا يُمكن أن تُسبب الإسهال عن طريق العدوى أو عن طريق السموم التي تنتجها.

تحدث العدوى عندما يتم إبتلاع البكتيريا الحية وتبدأ في النمو والتكاثر في الأمعاء ، مُسببة الأعراض. وبعض أنواع البكتيريا الشائعة والتي تُسبب عادةً هذا النوع من المرض مما يلي:

• بكتيريا السالمونيلا Salmonella – وتتواجد أحياناً في البيض النيئ أو الدواجن النيئة ، والزواحف الأليفة. وتظهر الأعراض عادةً في غضون 12 إلى 72 ساعة بعد الإصابة ويمكن أن تستمر من 4 - 7 أيام. وعادةً ما تُشفى العدوى بدون علاج أو مع الرعاية الداعمة فقط ، ولكن في بعض الحالات ، مثل صغار السن أو كبار السن ، يمكن أن يُصبح الإسهال شديداً لدرجة تتطلب دخول المستشفى والعلاج الفوري بالمضادات الحيوية. وتعتبر سالمونيلا المصلي الملهبة Salmonella serotype Enteritidis والسالمونيلا التيفية الفأرية المصلي Salmonella serotype Typhimurium شائعة في الولايات المتحدة. كما وجد أن العديد من الحالات مُتعلقة بالسفر.

• بكتيريا العطيفة Campylobacter – وتتواجد في الدواجن النيئة أو غير المطبوخة والحليب أو الجبن غير المُبستر ، أو المياه المُلوثة. ويُسبب المرض البراز المائي و / أو الدموي والذي يظهر من 2 - 5 أيام بعد الإصابة ويستمر نحو أسبوع. وتعتبر الرعاية الداعمة كافية عادةً ، ولكن بعض الحالات الشديدة أو التي تستمر لفترات طويلة قد تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية.

• بكتيريا اليرسينيا Yersinia species: وتتواجد في لحم الخنزير والمأكولات البحرية غير المطبوخة جيداً ، والحليب غير المُبستر. وكثيراً ما ترتبط العدوى بتناول طبق "chitlins" ، وهو طبق يُعد من أمعاء الخنازير و يقدم كثيراً خلال العُطلات ، مما يؤدي إلى زيادة عدد حالات الإصابة في فصل الشتاء. وتُعتبر يرسينيا القولون هي النوع الأكثر شيوعاً.

• بكتيريا الضمة Vibrio species – وتتواجد في المأكولات البحرية المُلوثة مثل المحار الخام. وتعتبر الضمة نظيرة الحالة للدم Vibrio parahaemolyticus هي النوع الأكثر شيوعاً. كما أن ضمة الكوليراVibrio cholerae هي المسؤولة عن الإصابة بمرض الكوليرا.

 

بعض أنواع البكتيريا تنتج السموم التي يُمكن أن تُسبب الإسهال. وأمثلة على ذلك:

• البكتيريا العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus– هي بكتيريا شائعة وتتواجد على الجلد والشعر وكذلك في الأنف والحلق عند كثير من الناس. ويمكن أن تُسبب التسمم الغذائي إذا لوث شخص الغذاء أثناء إعداده ثم لم يتم تبريده بشكل صحيح أو طبخه بعد ذلك. وتنتج البكتيريا السموم التي تُسبب أعراض مفاجئة وشديدة من الغثيان ، والتقيؤ ، والإسهال خلال عدة ساعات من تناول الأغذية الملوثة.

• البكتيريا العصوية الشمعية Bacillus cereus – وتتواجد في أنواع متنوعة من الأطعمة ، وخاصة الأرز وبقايا الطعام التي ظلت وقتاً طويلاً في درجة حرارة الغرفة. وتُسبب الإسهال والمغص والذي يمكن أن يبدأ في غضون 6 - 15 ساعة بعد تناول السم.

• البكتيريا المطثية العسيرة (C diff) Clostridium difficile – السموم التي تنتجها بكتيريا الكلوستريديوم هي غالباً ما تكون المُتهم في حالات الإسهال المتعلق بالمضادات الحيوية. فنظراً لأن العلاج بالمضادات الحيوية يمكن أن يُقلل من البكتيريا الطبيعية - البكتيريا "الجيدة" التي تعيش في الجهاز الهضمي ، والتي تُساعد في هضم الطعام ، وتوفر حاجز وقائي ضد البكتيريا "السيئة". فعندما يحدث تثبيط لنمو البكتيريا الطبيعية ، تُتاح الفرصة عندها لعبور البكتيريا السيئة المُسببة للمرض مثل (C diff) لتنمو وتتكاثر.

• البكتيريا المطثية الحاطمة Clostridium perfringens– يمكن أن تلوث هذه البكتيريا اللحوم والدواجن النيئة وقد يُصاب الشخص بالعدوى بعد تناول الطعام غير المطبوخ ، أو الذي لم يتم تسخينه ، أو تخزينه بشكل صحيح. وتتخذ البكتيريا شكل الجراثيم مما يمكنها من مقاومة درجات الحرارة العالية ، فعندما تبرد المواد الغذائية التي تم طهيها ، يمكن للبكتيريا أن تبدأ في النمو. وتعمل البكتيريا التي تم إبتلاعها على إنتاج السموم التي تُسبب العدوى الحادة ، وأعراض التشنج المعوي والإسهال (ولكن بدون حمى أو تقيؤ) وتظهر الأعراض عادة في غضون 8 - 12 ساعة ، وتستمر لمدة تقل عن 24 ساعة.

• بكتيريا كلوستريديوم البوتولينوم Clostridium botulinum – وتُسبب هذه البكتيريا التسمم الغذائي ، وهو مرض نادر ولكنه خطير ، وكثيراُ ما يرتبط بتناول المواد الغذائية التي تم التعامل معها بشكل غير صحيح أثناء عملية التعليب. وتقوم البكتيريا بإنتاج السموم بالإضافة إلى كونها تُسبب التقيؤ والإسهال ، إلا أنها يمكن أن تُسبب ضعف العضلات ، وتدلي الجفون ، وعدم وضوح في الرؤية ، والرؤية المزدوجة ، وثِقل اللسان ، وجفاف الفم ، وصعوبة في البلع. وإذا تُركت دون علاج ، يمكن أن يتطور المرض مُسبباً الشلل في عضلات التنفس وأيضاً عضلات الجذع والذراعين والساقين. ويتم تدمير السم بواسطة درجات الحرارة المرتفعة. ويعتبر إتباع التقنيات الصحيحة للتعليب المنزلي واحد من أهم طُرق منع التسمم الغذائي.

• بكتيريا الشغيلة Shigella – وتتواجد في الغذاء والمياه الملوثة بالبراز. ويوجد منها العديد من الأنواع ، بعضها يُنتج السم ويُسبب إلتهاب المفاصل التفاعلي ومتلازمة التحلل الدموي البولي (HUS) ، وهي حالة تتلازم مع تدمير خلايا الدم الحمراء والفشل الكلوي. تُسبب بكتيريا الشغيلة ديزونتاريا الزحار ، والإسهال الدموي الشديد والحمى.

• بكتيريا الإشيريشيا القولونية 0157:H7 (إي. كولاي) – هي بكتيريا شائعة تتواجد عادة في الجهاز الهضمي للإنسان والحيوان. معظم السُلالات لا تُسبب مشاكل ، ولكن بعضها ينتج السموم المعروفة بإسم "سموم شيجا" والتي يمكن أن تُسبب الإسهال الدموي والعدوى الخطيرة وتنتقل من مصادر مثل اللحوم غير المطبوخة جيداً ، وخاصة الهامبرجر ، أو من شخص لآخر. وتُعرف بإسم الإشيريشيا القولونية أو STEC المُنتجة لسموم شيجا. وعادةً ما يكون صغار السن وكبار السن الأكثر تضرراً من مضاعفات العدوى ببكتيريا STEC، مثل الإصابة بمتلازمة التحلل الدموي البولي.

 

الطُفيليات: وتعتبر الطُفيليات الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة التي تُسبب الإسهال هي:

• أنواع الجيارديا Giardia.
• الديزونتاريا الأميبية Entamoeba Histolytica.
• خفية الأبواغ Cryptosporidium parvum.

 

تم العثور على هذه الطُفيليات وحيدة الخلية في الجداول الجبلية والبحيرات في جميع أنحاء العالم ، ويمكن أن تُصيب حمامات السباحة ، وأحواض المياه الساخنة ، وأحياناً إمدادات المياه في المجتمعات. كما يوجد المزيد من الطُفيليات الأخرى والتي تشبة الديدان ، مثل الديدان الإسطوانية أو الديدان الشريطية ، والتي رُبما تُسبب أحياناً العدوى.

في أجزاء أخرى من العالم ، وخاصة في الدول النامية والمناطق ذات المناخ الدافئ ، كثيراً ما نجد البكتيريا المُسببة للأمراض ومجموعات أوسع بكثير من الطُفيليات. وتشمل هذه الطُفيليات الديدان المُسطحة ، والديدان الإسطوانية ، والديدان الخطافية ، والديدان المثقوبة. وعادةً ما يُصاب الزوار بالعدوى من خلال تناول أو شرب شيء ملوث ببيض الطُفيليات (البويضات) ، كما أن بعض الطُفيليات يمكن أن تخترق الجلد.

 

أمثلة على أسباب الإسهال الغير ناجم عن العدوى:

الإسهال المُزمن ، هو الإسهال الذي يستمر لأكثر من بضعة أسابيع ، أما الإسهال المُتقطع ، وهوالإسهال الذي يتناوب مع الإمساك ويكون غالباً راجع لأسباب غير مُتعلقة بالعدوى. وقد تشمل أسباب هذا الإسهال ما يلي:

• أمراض البنكرياس.
• أمراض إلتهابات الأمعاء ، بما في ذلك مرض كرونز Crohns disease وإلتهاب القولون التقرحي.
• ضعف وظائف الأمعاء ، مثل الذي يمكن مشاهدته في متلازمة القولون العصبي.
• إضطرابات سوء الإمتصاص ، مثل التليف الكيسي.
• عدم تحمل الطعام أو الحساسية ، مثل عدم تحمل اللاكتوز أو مرض الإضطرابات الهضمية celiac disease.
• جراحات المعدة أو المرارة (حيث يمكن أن يتغير المعدل الذي ينتقل به الغذاء عبر الجهاز الهضمي).
• العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي على البطن أو الجهاز الهضمي.
• أمراض الغدد الصماء ، مثل مرض السكري وأمراض الغدة الدرقية.
• سرطان القولون أو الزوائد القولونية.
• المتلازمة السرطانية (هي مجموعة من الأعراض بما في ذلك الإسهال والتي تتواجد عند المُصابين بالأورام السرطانية والتي قد تكون موجودة في الأمعاء الدقيقة أوالقولون أو الزائدة الدودية).
• إستخدام الملينات.
• المضادات الحيوية أو الأدوية الأخرى التي تًسبب الإسهال كأثر جانبي.

قبل إجراء أي إختبار للتشخيص ، سوف يسأل طبيب الرعاية الصحية ليتعرف على حالة الإسهال الخاصة بالشخص. حيث أن كلاً من تكرار الإسهال ، وكميته ، ودرجة السيولة الخاصة بحركة الأمعاء الطبيعية أمر يختلف من شخص لأخر. حيث تعتمد على كلاً من التمثيل الغذائي للأشخاص ، والأطعمة التي يتناولونها ، ومستوى نشاطهم ، وكمية السوائل التي يشربونها ، والأدوية التي يأخذوها ، وحتى أي ضغوط يتعرضون لها. وسوف يقوم الطبيب بالبحث عن الأشياء الخارجة عن المألوف والتغيرات التي ترتبط عادةً مع مُسببات الإسهال. كما قد يسأل الطبيب مجموعة من الأسئلة للمساعدة في إتخاذ خيارات على أساس سليم بشأن الإختبارات المعملية التي ستكون الأفضل ، وأمثلة على ذلك:

• كم عدد مرات تكرار التبرز؟
• منذ متى تُعاني من الإسهال؟
• ما هي درجة السيولة واللون والكمية التقريبية للبراز؟
• هل هناك دم أو مُخاط في البراز؟
• ما هي الأعراض الأخرى التي تشعر بها: ألم في البطن ، غثيان ، حمى ، صداع ، تعب؟
• ما الذي تتناوله وأين تتناوله في الآونة الأخيرة؟
• هل قُمت بالتخييم؟ هل سافرت خارج الولايات المتحدة؟ أين؟
• هل أي من أفراد عائلتك والمعارف المقربين ، أو زملاء العمل مريض؟
• هل إستخدمت المضادات الحيوية في الآونة الأخيرة؟

 

إذا لم يُسبب الإسهال مُضاعفات للشخص وشُفي في غضون بضعة أيام ، قد لا يبحث الطبيب عن سبب إضطراب الجهاز الهضمي. وقد يطلب الطبيب إختبار واحد أو أكثر ، إلا إذا كان الإسهال شديداُ ، أو كان به دم أو مُخاط ، أو إذا كان مستمراً بلا هوادة. وخاصة إذا ثبت أن الشخص كان خارج الولايات المتحدة و / أو قد أكل أو شرب أي شيء تسبب في إصابة شخص قريب له بالمرض.

 

الفحوص المعملية

أحياناً يمكن أخذ عينة من الأمعاء الصغيرة للبحث عن علامات العدوى الطُفيلية وأمراض الجهاز الهضمي أو ورم.

يمكن إجراء بعض الإختبارات للمساعدة في التحقق من الصحة العامة للفرد و / أو للمساعدة في تقديم أدلة على سبب الإسهال:

• صورة الدم الكاملة (CBC) – ويمكن أن تُستخدم للتحقق من وجود فقر الدم على سبيل المثال ، أو للمساعدة في الكشف عن وجود عدوى. فعلى سبيل المثال ، يوجد نوع من خلايا الدم البيضاء تُسمى أزينزفيل والتي يمكن أن ترتفع عند وجود عدوى طُفيلية.
• الأملاح – إذا كان الشخص يعاني من الجفاف ، فقد يطلب الطبيب القيام بفحص الدم لتحديد ما إذا كان الشخص يُعاني من إختلال في توازن الأملاح.
• الفحص الأسموزي ، لعينات من الدم والبول والبراز أو لتقييم مدى توازن الأملاح.

 

الفحوص الغير معملية

إذا لم يتم تحديد سبب الإسهال عن طريق الفحص السريري أو التاريخ الطبي ، أو الاختبار الأولي ، فيمكن إجراء التصوير للنظر داخل أجزاء من الجهاز الهضمي.

إن أفضل طريقة للوقاية من العدوى البكتيرية أو الطفيلية أو الفيروسية للقناة الهضمية تتمثل في عدم تناول أي طعام أو شراب قد يكون ملوثا، مع الاهتمام باجراءات النظافة مثل غسل الأيدي. والأطعمة التي يحتمل تلوثها مثل اللحم النيئ والبيض يجب طهيها جيدا. وجميع الأطعمة سواء كانت مطبوخة أو تقدم نيئة يجب ألا تلامس أي سطح يحتمل تلوثه.

إذا أصيب أحد أفراد الأسرة بعدوى مسببة للإسهال، يوصى بقية أفراد الأسرة بالالتزام بغسل الأيدي جيدا. ويستحسن ألا يقوم الشخص المصاب بتحضير الطعام أو الشراب للآخرين إلى أن يشفى من العدوى.

عند السفر إلى الدول النامية، يفضل الاقتصار على شرب المياه المعبئة والمشروبات الغازية فقط، وتناول الأطعمة المطبوخة الساخنة. تجنب الفواكه والخضروات النيئة، باستثناء ما يمكنك تقشيره بنفسك. الأطعمة المتوافرة في المحلات تعد غير آمنة عموما.

ويوجد لقاحان متوفران في الولايات المتحدة لحماية الرضع من عدوى الفيروس العجلي. للحصول على معلومات، راجع صفحة الويب الخاصة بمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها. كما يتوفر لقاح للوقاية من عدوى التهاب الكبد الفيروسي (أ).

يتم رصد حالات الإسهال التي تسببها الأمراض المنقولة بالغذاء على مستوى المجتمع المحلي والولاية. وبخلاف الحالات المرتبطة بالسفر، یحاول المسئولون الصحیون تحدید مکان حدوث العدوى حتی یمکنھم معالجة أي مخاوف محتملة تتعلق بالصحة العامة. على سبيل المثال، إذا أصيب شخص ما بالعدوى بسبب أطعمة ملوثة يتم تقديمها في مطعم أو بسبب تلوث إمدادات المياه العامة للمجتمع، ومن ثم يجب اتخاذ خطوات لمنع انتشار العدوى.

يعتمد تحديد علاج الإسهال على مدى حدته وإستمراره بالإضافة إلى سببه. فإذا كان الإسهال بدون مُضاعفات ويُشفى في غضون أيام قليلة ، فقد لا يحتاج إلى علاج محدد ولكن الرعاية الداعمة فقط تكون ضرورية. وتعتمد الرعاية الداعمة عادةً على شُرب الكثير من السوائل (التي تحتوي عادةً على الأملاح والمعادن) لتجنب الجفاف وتعديل النظام الغذائي في بعض الأحيان. وقد يشمل ذلك تناول الأطعمة اللينة ، والأطعمة الخفيفة مثل الموز والأرز والخبز المحمص أو البسكويت وتجنب الأطعمة التي تحتوي على الكافيين أو تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.

إذا كان الإسهال حاداً أو دموي ، أو يحتوي على مُخاط ، و / أو إستمر لأكثر من يومين (24 ساعة في حالات الرُضع) ، فيجب عليك إستشارة طبيبك. وسيتم طلب إجراء الإختبارات لتحديد سبب الإسهال لكي يكون العلاج متلائماً مع السبب.

 

في حالات الإسهال الناجم عن العدوى

في حالات العدوى الفيروسية والعديد من أنواع العدوى البكتيرية المسببة للمرض ، فإن العلاج الرئيسي يكون عن طريق علاج الجفاف للتأكد من أن الشخص يعوض السوائل والأملاح المفقودة. أما في حالات الأطفال الرُضع والأشخاص الذين يعانون من الجفاف الحاد فقد لا يكونوا قادرين على شُرب ما يكفي لتلبية إحتياجات إعادة ترطيب أجسامهم مما قد يضطر إلى إدخالهم للمستشفى لمدة قصيرة من الزمن.

معظم حالات العدوى البكتيرية التي تُصيب الجهاز الهضمي تُشفى من تلقاء نفسها عند الأشخاص الأصحاء. أما في بعض الحالات ، تعمل المضادات الحيوية في الواقع على إطالة مدة مكوث الميكروب المُسبب للمرض ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى حمل الميكروب لعدة أشهر (حمل المرض). كما أن في حالات الأشخاص الذين يعانون من الأمراض التي تثبط جهاز المناعة ، مثل السرطان ، فيمكن أن يتم علاجهم بالمضادات الحيوية نظراً لأنهم قد يكونوا غير قادريين على الشفاء من العدوى من تِلقاء أنفسهم.

مُعظم أنواع العدوى الطُفيلية يتم علاجها ، على الرغم من أن القليل من الأنواع يمكن أن تُشفى من تِلقاء نفسها. كما أن في بعض حالات العدوى البكتيرية والطُفيلية ، فقد يقوم الطبيب بعلاج جميع أفراد الأسرة حتى لو كان عضواً واحداً فقط هو المُصاب بشكل واضح.

كما يجب أن يستشير الناس الطبيب المتخصص قبل تناول أي من الأدوية المضادة للإسهال المتوفرة بالأسواق. حيث أن الإسهال هو إحدى الطرق التي يستخدمها الجسم للمساعدة في التخلص من العدوى. مما يجعل الأدوية المضادة للإسهال يمكن أن تبطئ أو تمنع حدوث ذلك ، كما يحتمل أن تتسبب في إطالة فترة المرض وأحياناً تجعل الإصابة أسوأ.

 

في حالات الإسهال الغير ناجم عن العدوى

علاج الإسهال الغير راجع لوجود عدوى قد يكون أقل دقة وأكثر صعوبة من علاج الإسهال الراجع لوجود عدوى. حيث قد يشمل على علاج السبب الأساسي بمجرد التعرف عليه. حيث قد يتطلب تعديلات في النظام الغذائي ، والعلاج على المدى الطويل أو الدعم الغذائي المُستمر. أما في حالات الإسهال الناجمة عن الحساسية الغذائية أو عدم تحمل الطعام مثل عدم تحمل اللاكتوز ، على سبيل المثال ، فيكون العلاج غالباً يعتمد على تجنب ما يشتبه في أنه سبب المرض. كما أن تشخيص مرض الإضطرابات الهضمية celiac disease قد يتطلب تجنب جميع الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.