الذبحة الصدرية

Angina


 

ما هي الذبحة الصدرية؟

الذبحة الصدرية عبارة عن ألم الصدر الناجم عن عدم كفاية إمداد القلب بالدم والأكسجين ، يعتقد بأن أكثر من 7 مليون مواطن أمريكي يعاني هذه الذبحة. ويرتبط عادة مع ضيق الشرايين الموجودة في مرض الشريان التاجي.

هذا التضييق يتسبب بوجود لويحات أو ترسبات (التي تزيد سُمك الشرايين) بسب ما يسمى بتصلب الشرايين ، الناس المصابة بالذبحة ربما يحصل قلبهم علي كمية الدم اللازمة للأنشطة اليومية ولكن الشرايين قد لا تكون قادرة على توصيل الدم الكافي والأوكسجين أثناء الأوقات التي يزداد فيها الطلب ، مثل ممارسة الرياضة ، والإجهاد البدني أو العاطفي ، ودرجات الحرارة العالية.

 

هناك ثلاثة أنواع من الذبحة الصدرية:

••  الذبحة الصدرية المستقرة تتسم بمجموعة من الأعراض التي يمكن التنبؤ بها وأيضاً بفترات عدم الراحة التي تحدث أثناء ممارسة الرياضة أو فترات التوتر. وعادة ما يزول هذا الألم مع الراحة أو العلاج بالنيتروجليسرين أو أي دواء مناسب آخر. كثيراً من الناس الذيم يعانون هذا النوع من الذبحة الصدرية يمكنهم أن يعيشوا حياة عادية نسبياً لسنوات عديدة ، ولكن سوف يحدث التقدم مع مرور الوقت ، أو بسرعة إلى حد ما ، إلى الذبحة الصدرية غير المستقرة. تحدث الذبحة غير المستقرة بسبب بطء تراكم اللويحات التي تتكون أساساً من نسيج متليف.

••  الذبحة الصدرية غير المستقرة - والتي تعتبر أحد المتلازمات التاجية الحادة والتي من ضمنها الفشل القلبي السريع - تتميز بتغير الأنماط التقليدية لأعراض الذبحة الصدرية. حيث تحدث بشكل متكرر وأثناء الراحة ولا تستجيب للعلاج وتعد علامة لكون حالة المريض تسوء. الناس المصابون بالذبحة الصدرية غير المستقرة يعانون المرض بشكل أطول وأشد قسوة من هؤلاء أصحاب الذبحة المستقرة. الناس المصابون بالذبحة غير المستقرة لديهم خطر الإصابة بالفشل القلبي الحاد وتغيرات شديدة في معدل نبضات القلب والإجهاد القلبي. وتعتبر هذه حالة طارئة والتي تستلزم تقييمها وعلاجها مبكراً. الذبحة غير المستقرة تكون بسبب لويحات والتي تحتوي علي ليبيدات وبقايا أكثر من تلك الموجودة في الذبحة المستقرة. عندما تتسرب بعض من هذه المواد إلى الشريان الدموي يحدث التجلط.

••  الذبحة الصدرية البرينزمتال أو البديلة - غالباً ما تحدث أثناء فترات الراحة غالباً أثناء الليل. ويرجع السبب إلى إنقباض الشرايين التاجية. كثيراً من الناس الذين يعانون هذه المشكلة يعانون أيضاً تصلب أحد الشرايين الرئيسية المغذية للقلب. كما أنها تحدث أيضاً (على الرغم من كونها بنسبة أقل) في هؤلاء المصابون بمرض في صمامات القلب أو الذين يعانون إرتفاع ضغط الدم وربما تحدث مع إستخدام الكوكايين وأدوية الميثامفيتامين. هذا النوع من الذبحة يحدث بسبب إنقباض مؤقت للشرايين بدون حدوث مشاكل دائمة.

أعراض الذبحة قد تظهر أو لا تظهر عندما يكون الشخص في حالة راحة.

قد يعاني الشخص ألم في الصدر، وعدم الراحة أو ضغط ، أو الألم الذي يشير إلى أماكن أخرى - الألم الذي يشعر في الكتف الأيسر والذراع والظهر، أو الفك.

قد تكون الذبحة الصدرية من الصعب تحديدها في بعض المسنين عندما يكون لديهم أعراض مثل آلام في البطن بعد تناول الطعام (نظراً لزيادة إحتياج الدم من أجل عملية الهضم) أو لديهم ألم في الظهر أو الكتف (والذي يمكن أن يعزى إلى التهاب المفاصل). كمية النشاط المسبب للذبحة الصدرية تختلف من شخص لآخر وتختلف أيضاً بين المرات المتتالية وعلى مر الزمن. حيث أن أمراض الشرايين التاجية تميل إلى كونها تقدمية فإن الذبحة الصدرية قد تزداد مع مرور الوقت.

الهدف من إختبار الذبحة الصدرية التمييز بين:

•  ألم في الصدر غير المتصلة بالقلب ، مثل إصابة الهيكل العظمي والعضلات.
•  ألم في الصدر بسبب علاج الذبحة الصدرية ولا أضرار علي القلب.
•  ألم في الصدر نتيجة لنوبة قلبية.

 

عندما يقدم شخص ما إلى غرفة الطوارئ ويكون من مصابي الشريان التاجي الحاد هناك مجموعة من الأعراض التي تشير إلى إصابة القلب ويتم تقييمها مع مجموعة متنوعة من الإختبارات المعملية وغير المعملية. هذه الإختبارات تُستخدم لتحديد سبب وشدة الحالة ، وحيث أنه يجب أن تعطي بعض علاجات النوبة القلبية خلال فترة قصيرة من الزمن لتقليل الضرر بالقلب ، يجب عمل تشخيص دقيق و بسرعة.

 

الإختبارات المعملية

مؤشرات القلب الحيوية ، البروتينات التي يتم إصدارها عند تلف خلايا العضلات ، تساعد على التفريق بين الذبحة القلبية والنوبة القلبية ، وهذه تشمل ما يلي:

••  التروبنين وهو أكثر الاختبارات طلباً و يعد مؤشرا حيويا محدد. ترتفع مستويات التروبنين في الدم خلال ساعات من ظهور مشاكل في القلب وتظل مرتفعة لساعات. اختبارات التروبنين عادة ما تكون مطلوبة في البداية في وحدة الرعاية الطارئة عندما يتقدم شخص مع أعراض الذبحة الصدرية غير المستقرة وبعد ذلك يطلب الاختبار عدة مرات في الساعات التالية لإلقاء نظرة على التغيرات في تركيزاتها. إذا كانت المستويات عادية ، فإن في الغالب هذه الأعراض ألم الصدر يكون بسبب تلف عضلة القلب ، والأرجح أن الألم يكون بسبب الذبحة الصدرية ، أما في حالة ارتفاع و انخفاض نسبه التروبنين في مرات متتالية يوضح وجود نوبة قلبية.

••  هناك إختبار يسمى التروبنين ذو الحساسية العالية يقوم بالكشف عن نفس البروتين الذي تكشف عنه الإختبارات التقليدية ، لكن على مستويات تركيز أقل من ذلك بكثير. لأن هذا الإختبار هو أكثر حساسية ، يصبح إيجابياً في فترة صغيرة وقد تساعد في الكشف عن إصابة القلب ومتلازمة الشريان التاجي الحادة في وقت سابق لذلك الإختبار المعياري. إختبار الحساسية للتروبنين قد يكون موجباً أيضاً في الناس أصحاب الذبحة الصدرية المستقرة وأيضاً الناس الطبيعين. وعندما يرتفع في هؤلاء الناس فإنه يوضح إمكانية الإصابة المستقبلية بمشاكل القلب مثل النوبات القلبية. في هذه الفترة لم يتم التصريح بهذا الإختبار في الولايات المتحدة لكن الأبحاث مستمرة وربما يكون متوفراً في المستقبل القريب. وهوبالفعل يستخدم كمؤشراً لعلامات القلب الحيوية في أوروبا وكندا وبعض الدول الأخرى أيضاً.

••  CK-MB – وهو إختبار محدد لإنزيم الكيراتين المُفسفر ، والذي يوجد غالباً في عضلة القلب ويرتفع عندما يوجد مشكلة في خلايا القلب. ويعد إستخدامه طفيفاً هذه الأيام.

 

الإختبارات الأخرى التي يمكن إجرائها تشمل:

••  الميوجلوبين – وهو بروتين يتم إطلاقه للدم عند إصابة القلب أو العضلات ويعد استخدامه طفيفاً أيضاً.

••  BNP – والتي تطلق بواسطة القلب كاستجابة طبيعية للفشل القلبي. وعلى الرغم من أن ارتفاعها ليس تشخيصاً محدداً للفشل القلبي فإن إرتفاعها يوضح زيادة المخاطر القلبية المحتملة لهؤلاء المصابين بمتلازمة القلب الحاد.

 

يمكن أيضاً أن يطلب فحوصات أخرى أكثر عمومية للمساعدة في تقييم أعضاء الجسم الرئيسية للشخص ، والتوازن الكهربي ، ومستوى السكر في الدم ، ونسبة خلايا الدم الحمراء والبيضاء لمعرفة ما إذا كان هناك أي زيادات أو قصور أو الخلل الذى قد يسبب أو يفاقم أعراض الشخص. وتشمل التالي:

••  اختبار التمثيل الغذائي الكامل – عبارة عن مجموعة من 14 اختبارا ، التي يتم استخدامها كأداة فحص واسعة لتقييم حالة الفرد بالنسبة للكلى والكبد ، والتوازن الكهربي والتوازن الحمضي / القاعدي ، مستوى السكر في الدم ، والبروتينات في الدم.

••  عد الدم الشامل – وهو اختبار يُستخدم للفحص الشامل لكشف عدد من الأمراض التي يمكن أن تصيب خلايا الدم مثل فقر الدم والعدوى.

 

يمكن استخدام مجموعة من الاختبارات غير المعملية لتقييم ألم الصدر وأعراض أخرى. وتشمل هذه:

• التاريخ الطبي ، بما في ذلك تقييم عوامل الخطر مثل السن ، وأمراض الشريان التاجي (CAD) ، ومرض السكري ، والتدخين.
• الفحص البدني.
• رسم القلب (ECG أو EKG) وهو الاختبار الذي يوضح النشاط الكهربائي للقلب.
• معدل ضربات القلب المستمرة – حيث يرتدي المصاب جهاز القياس الذي يقيم ضربات القلب على مدى فترة من الزمن.

 

بناءًا على نتائج هذه الاختبارات ، قد تكون هناك إجراءات أخرى لازمة ، بما في ذلك:

• اختبار تحمل الإجهاد.
• الأشعة السينية على الصدر.
• فحص نسبة الكالسيوم في الشرايين التاجية والذي يُعد مؤشراً لتطور اللويحات والتُرسبات في هذه الشرايين.
• تصوير القلب بالموجات فوق السمعية.
• قسطرة القلب – في هذه العملية يتم إدخال أنبوب مرن رفيع في شريان في الساق بصورة مترابطة تصل إلى الشرايين التاجية لتقييم تدفق الدم والضغط في القلب وحالة الشرايين القلبية.

علاج الذبحة الصدرية يتضمن عدة جوانب مختلفة. تشمل تغيير نمط الحياة ، والأدوية ، والعمليات الجراحية عند الضرورة. ينصح تغيير نمط الحياة للمساعدة في الحد من عوامل الخطر ، و للمساعدة على إبطاء تطور مرض الشريان التاجي الأساسي (عندما يكون موجود) ، والمساعدة على التحكم وأحياناً منع نوبات الذبحة الصدرية. وتشمل هذه التغييرات السيطرة على ارتفاع ضغط الدم ، وخفض مستويات الكولستيرول العالية ، وممارسة الرياضة (تحت إشراف الطبيب) ، وفقدان الوزن الزائد ، والإقلاع عن التدخين.

في الأشخاص الذين يعانون من الذبحة المستقرة ، مراقبة المؤشرات بمرور الوقت ، وعلم المُصاب بأن الأنشطة تميل لزيادة حدوث الذبحة الصدرية ، على سبيل المثال ، إتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل مع الإجهاد ، وتجنب التغيرات المفاجئة في النشاط ودرجة الحرارة ، وتجنب الوجبات الكبيرة يمكن أن تقلل من حدوث الذبحة.
أما بالنسبة للذبحة الصدرية غير المستقرة ، يعتبر أسبرين الأطفال هو الدواء الأول الذي يجب اختياره أما في بعض الحالات هناك حاجة إلى إجراءات طبية ، مثل القسطرة أو توصيل الشريان.

يجري باستمرار في هذه الآونة تقييم الأدوية الجديدة والإجراءات والمبادئ التوجيهية لمعالجة الذبحة الصدرية. أولئك الذين تم تشخيصهم بالذبحة الصدرية يجب تحدثهم مع طبيبهم حول أفضل الخيارات المتاحة لعلاج حالتهم الحالية.